محب الأقصى |
05-12-2012 11:46 PM |
كيف تنشر الصحافة - والاعلام - قديماً وحديثاً الآراء الشاذة التي يرفضها المجتمع ...محمد قطب
|
|
|
|
يقول الشيخ محمد قطب
لقد كانت الصحافة دائما من أوسع المجالات التى تدور فيها المعركة إن لم تكن أوسعها جميعا .. والصحافة فى أوروبا كانت - وما تزال - فى أيدى اليهود ، الذين يوجهون المعركة كلها لحسابهم الخاص . ومع رغبتهم الشديدة فىأن تصل الأمور إلى إخفات صوت المعارضة نهائيا ، وعدم السماح لها بالظهور ،فقد كانوا - فى كل مرة - يدعون الصحف تفسح صدرها للرأى المعارض مهما كانت شدة لهجته وقساوة عباراته !
وهذا " فن " بارع ولا شك !
فمن ناحية لم تكن الصحافة هى المجال الوحيد لإبداء الرأى ، بل كان إلى جانبه الخطابة والمحاضرة والتأليف . (ولم تكن وسائل الإعلام الأخرى قد اخترعت بعد ، من إذاعة وسينما وتليفزيون ... الخ) فلو أن الصحافة أغلقت أبوابها دون الرأى المعارض - وهو فى حدته - لانكشف للناس تحيزها ، وانكشف اللاعبون من ورائها ، وفشلت اللعبة من أولها ! بل ينبغى أن تبقى الصحافة " حرة !" فى ظاهرها حتى يطمئن الناس إليها وتصبح أداة جبارة لتشكيل " الرأى " العام على النحو المطلوب .
ومن ناحية أخرى فإن المعارضة والشد والجذب بين الرأى المعارض والرأى المؤيد ، مطلوبان - لذاتهما - من أجل إنجاح المعركة والوصول بها - فى النهاية - إلى الهدف المطلوب !
هب أن الرأى المطلوب إرساء قواعده - وهو إعطاء المرأة حق الانتخاب مثلا - قد ألقى فى الصحف أو فى أى مجال من مجالات الإعلام فلم يأبه بمعارضته أحد ولم يتقدم لمناقشته وتفنيده أحد .. أتراه ينجح أو يصل إلى هدفه ؟ كلا ! إنما يموت لتوه ويغطيه النسيان ! ويكون فى حس الناس أن مجنونا أخرق تقدم برأى شاذ فلم يأبه به أحد !
أما حين تدور المعركة ، بالمعارضة ، وإن اشتدت فى بادئ الأمر ، فهذا هو الضمان أن ينشغل الناس بالقضية ويولوها اهتمامهم ، وهذه هى الخطوة الأولى فى طريق النجاح ! ويكفى - فى مبدأ الأمر - أن تدور المعركة حول الرأى ! فمعنى ذلك أن الموضوع قابل للمناقشة وأن هناك وجهات نظر مختلفة فيه - ولو كان بعضها ضعيفا غاية الضعف وأن الأوضاع القائمة (المراد إزالتها) ليست حقيقة نهائية مقررة لا تقبل النقاش !
وما دام قد تقرر المبدأ ، وهو أن الأمر قابل للنقاش وليس حقيقة نهائية فمن باب " الحرية ! " ينبغى أن يسمح لكل الناس بإبداء آرائهم سواء كانوا مؤيدين أو معارضين ، ليتاح " للرأى العام " أن يحكم على الأمر !
عندئذ تأتى الخطوة " الفنية " التالية ، وهى الإلحاح المستمر على وجهة النظر المطلوبة ، والتقليل التدريجى من الرأى المعارض ، مهما كان قويا فى حقيقته فى الواقع الخارجى (أى خارج دائرة الصحافة) ، حتى يخيل للقارئ أن الراى المعارض قد خفت بالفعل ، وأن الرأى " المطلوب " أصبح هو الرأى الغالب .. وعندئذ تخفت المعارضة بالفعل بتأثير هذا الإيحاء ، ويتغلب الرأى المطلوب ، ويقال إن " الرأى العام ! " قد اقتنع بالقضية وأصبح من المتحمسين لها ! وترفع المرأة الزائفة أمام الناس فيظن كل واحد أن الآخرين كلهم قد اقتنعوا ولم يبق مترددا أو معارضا إلا هو ! فيقتنع هو الآخر بالإيحاء !
وتبقى - دائما بطبيعة الحال - قلة صلبة فى معارضتها تأبى أن تذوب سواء كانت معارضتها ناشئة عن إيمان حقيقى بمبدأ معين أو حقيقة معينة ، أو لأى سبب آخر .. وهذه يجرى التخلص منها بصورة من الصور ، إما بمحاولة الشراء ، وإما بتشويه السمعة ، وإما بالتصفية البدنية إذا لم تفلح جميع الوسائل فى ثنيها عن موقفها !
مذاهب فكرية معاصرة 129
وهذا الأسلوب تجده بوضوح عند bbc في برامجها الحوارية
والمسلمون يستمعون ويناقشون !!! |
|
|
|
|
|