منتدى المسجد الأقصى المبارك

منتدى المسجد الأقصى المبارك (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/index.php)
-   المنتدى الفكري (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/forumdisplay.php?f=36)
-   -   لـبنـان من عبث الطائفيّة ومكر المستعمرين إلـى حضارة الإســلام (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=13483)

ابو البراء الشامي 11-26-2011 10:19 AM

لـبنـان من عبث الطائفيّة ومكر المستعمرين إلـى حضارة الإســلام
 
إنّ حزب التحرير- ولاية لبنان يقدّم في هذا الكتيّب قراءته لواقع الأزمة اللبنانية ورؤيته للحلّ الناجع الوحيد لها.
ويتمنّى على المهتمّين بالشأن العامّ والمكتوين بنار الأزمات في لبنان أن يضعوا هذا الكتيّب موضع الدراسة والتفكير والنقاش.
والله الهادي إلى سواء السبيل.



مدخل

منذ أربعة عشر قرناً قامت أوّل دار للإسلام على يد رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم داخل جزيرة العرب، ثمّ توسّعت خارج الجزيرة منذ عهد الخلفاء الراشدين، حتى تاخمت بلاد الصين والمحيط الهادئ شرقاً والمحيط الأطلسي غرباً، مخترقة أوروبا من غربها وشرقها. وكان لبلاد الشام، بما فيها رقعة الأرض المعروفة اليوم "بلبنان"، شرف الانضواء في دار الإسلام في وقت مبكر، زمن الخلفاء الراشدين. وحين خرج المسلمون من جزيرة العرب حاملين الإسلام رسالة إلى العالم، لم يكــرِهوا النــاس على اعتناق الإسلام، امتثالاً لقوله تعالى:[لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي]، فأسلم من أسلم وأبى من أبى. وفي كلّ الأحوال رعت الدولة الإسلامية جميع الذين عاشوا في كنفها، مسلمين وغير مسلمين، رعاية كاملة، فشهد لعدالة حكم المسلمين المنصفون من الأعداء أنفسهم.
بقي الساحل الشامي بجباله وسهوله جزءاً من دار الإسلام مئات السنين. وحين تعرّض لغزوات الفرنجة التي خرجت من غرب أوروبا طوال القرنين السادس والسابع الهجريين (الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين)، توالى القادة المجاهدون أمثال نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيّوبي والظاهر بيبرس والمنصور قلاوون، في جهادهم حتى أخرجوا منها آخر فلول المعتدين. وقد شهد التاريخ أنّ النصارى من أهل البلاد قاتلوا إلى جانب المسلمين في مواجهة الغزاة الذين أفسدوا على الناس حياتهم وأمنهم.

منذ القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) بدأت بعض الدول الأوروبية -وفي مقدّمتها فرنسا- تَمدّ نفوذها داخل دار الإسلام من خلال ما عرف بالامتيازات التي منحتها إياها الدولة العثمانية. وفي القرن التاسع عشر بلغ تدخّل الدول الأوروبية الكبرى مبلغاً عظيماً في شؤون الدولة العثمانية، من خلال ادّعائها حماية "الأقليات" داخل الدولة، ولا سيّما في منطقة جبل لبنان التي كان يسكنها خليط من أهل الملل التي عرفت فيما بعد بالطوائف. فتذرّعت فرنسا بحماية الموارنة، وتذرّعت بريطانيا بحماية الدروز، وتذرّعت روسيا بحماية الأرثوذكس، ولحقتها دول مثل النمسا وبروسيا ثمّ إيطاليا في التدخّل في شؤون الدولة العثمانية. وكانت هذه التدخّلات جزءاً من المكر الذي حاكته الدول الكبرى لتقويض كيان دولة الخلافة، عبر كسب العملاء وإثارة الفتن وإحياء العصبيات والنعرات القبلية والقومية والطائفية. وكان من أهمّ مفاعيل هذه التدخّلات أنّها وضعت البذور الأولى للكيان السياسي المعروف اليوم "بلبنان".


للتحميل

http://www.tahrir.info/images/wathika.pdf



http://www.tahrir.info/index.php?opt...d=3:-&Itemid=7


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.