عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 08-01-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: الإستيلاء على بيوت قرش في حارة السعدية من قبل قطعان المستعمرين بتاريخ 29/7/2010م وفق 16 شعبان 1431 هجري

الأحد 21 شعبان 1431
الفرق بين المعاملة الإسلامية وبين المعاملة الأمريكية والأوروبية لليهود
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من كتاب: وماذا عن اليهود

ولنأخذ أوضح الأمثلة على هذا: اليهود الذين هم أشد الناس عداوة للمؤمنين كما في كتاب الله، وكما يشهد التاريخ والواقع.
فلنر كيف عومل اليهود في الإسلام، وكيف عوملوا في أوروبا وأمريكا بإيجاز شديد:
في الإسلام نعموا بالحصانة التي لم تخطر لهم على بال -في أي مكان- باعتبارهم أهل الكتاب، كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أعدل الناس وأرحمهم - يعاملهم معاملة من يقابل الجهل بالحلم والدسائس بالعدل، ومن إذا قدر صفح، وإذا اعتذر إليه المجرم قبل، مع أنه عانى منهم ما يطول وصفه من الأذى والخيانة، ومن ذلك: أنهم احتالوا لقتله، ودسوا له السم في اللحم، وتآمروا مع أعدائه مراراً.
وحسبهم أنهم كفروا به -كما كفروا بالمسيح عليه السلام من قبل- مع وضوح الآيات، وقوة البراهين على صحة رسالته، واجتيازه لامتحانات متكررة متعنتة من أحبارهم ومع شهادة بعض علمائهم له وإسلامهم.
وبالرغم من ذلك كله لم يخرج التعامل معهم عن العدل، ولم يتخذ الخلاف شكل التمييز العنصري، فالقرآن نفسه حسم هذا مبيناً أن الخير والشر في كل أمة، ولا يصح أبداً القول بأن شعباً مقدس وآخر نجس - كما ادعى اليهود - وكما كان سائداً في الجاهليات القديمة، وكما ساد في أوروبا الحديثة، بل الإنسان - أو الأمة - يقدِّس نفسه أو ينجِّسها، والحساب عند الله يوم القيامة فردي، والآيات في هذا قاطعة صريحة:-
1- ليَْسَ بِأمَانِّيُكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءَاً يُجْزَ بهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُوْنِ اللهِ وَلِيِّاً وَلا نَصِيراً * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى وَهْوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً * وَمَنْ أَحْسَنُ دِينَاً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفَاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً [النساء:123-125]
2- لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [آل عمران:113]
3- وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:75]
4- وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف:159]
وهكذا تقرر في عقيدة كل مسلم: أن من آمن من اليهود بموسى عليه السلام هم أفضل أهل زمانهم، ثم من آمن منهم بعيسى عليه السلام هم أفضل أهل زمانهم، ثم من آمن منهم بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم من جملة أصحابه الذين هم أفضل هذه الأمة إلى قيام الساعة، على أن من كفر منهم بالرسالات الثلاث أو بأحدها ليسوا على درجة واحدة من حيث الأخلاق، ففيهم الفاسق والعفيف، وفيهم الخائن والوفي، وفيهم الكاذب والصادق، وفيهم العادل والظالم.
والمسلمون لا يدّعون احتكار العدل فيهم، بل يقرون به لمن هو أهل له من غيرهم ويسلبونه من تجرد عنه منهم.
وقد أرسل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قبل قيام الدولة الإسلامية- بعض أصحابه إلى الحبشة معللاً بأن ملكها النصراني -حينئذ- لا يُظلم عنده أحد؛كما شهد عمرو بن العاص رضي الله عنه للروم بأنهم أمنع الأمم من ظلم الملوك وأشفقهم على المسكين والأرملة.[16] أما من أجمع المسلمون على ظلمه من حكامهم فيصعب حصرهم.


المصدر والمرجع :
http://alhawali.com/index.cfm?method...72#Ayat6000367
رد مع اقتباس