عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 08-29-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: نشرات : أنصار العمل الإسلامي الموحد في شهر رمضان 1431هـ .


بسم الله الرحمن الرحيم

"ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا"
أيها المسلمون في كل مكان: يُكثر مشايخ الفضائيات والخطباء هذه الأيام من القول بأن الأُمة بخير وأنها وصلت درجة الصحابة في العلم والفهم والتقوى والدين والورع، وأنها أفضل بكثير ممن مضى من أسلافها، فهذا القول منهم إما لأنهم يخشون على الأُمة من الانهيار إن عرفت الحقيقة، وإما أنهم يخشون عليها من اليأس، أو أنهم يريدون أن يوجدوا لأنفسهم مرقداً عندها لتسويق بضاعتهم المزجاة، إذ الواقع عكس ما يصورونه للأُمة ولا أظنهم يجهلونه وإلا فإنها إحدى الكبر، لأنهم بذلك كالطبيب الذي لا يعرف تشخيص المرض فأنى يستطيع أن يداوي مرضاه؟!! فمنذ قرابة مائة عام والأُمة ترزح تحت نير الكافر المستعمر، فمرة الاستعمار الإنجليزي ومرة الروسي السوفييتي ومرة فرنسا ومرة إيطاليا ومرة أمريكا ومرة يهود، في فلسطين وفي العراق وأفغانستان والصومال والبلقان وفي كل مكان فيه مسلمون، فكيف تكون بخير وقد ظهر عليها أهل الباطل واستعمروها وجُعل للكافرين عليها سبيلا؟!!، فهذا التشخيص لواقع الأُمة يصطدم مع قوله تعالى ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) ومع قوله صلى الله عليه وآله وسلم (وسألت ربي أن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق فأعطانيها) وقوله (وأن لا أُسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم) ولا يعني هذا إلا أحد أمرين: أولهما: التشكيك في دلالة هذه النصوص ولا يفعله إلا جاهل، ثانيهما وهو الصواب: أن الأُمة اليوم قد حصل خلل في إيمانياتها، وأنها ليست متمسكة بالحق غير راضية بالباطل، ففقدت شروط الخيرية فجُعل للكافر عليها سبيلا وظهر أهل الباطل عليها فساموها سوء العذاب، اللهم إلا فئة قليلة جداً فيما نعلم، تعيش في الكهوف لا تعترف بقوانين ومؤسسات النظام بل تقاومه وتحاربه، ومن يقول غير هذا فإنه لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، فالواقع والنصوص يُكذبانه، فلا بد أن تعرف الأُمة حقيقة أمرها كي تشمر عن سواعد الجد لتعود خير أمة أُخرجت للناس بشرطيها (كنتم خير أُمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فإذا اختل شرط منها فقد فقدت خيريتها.
أما ما يقال ويروج في الخطب والمحاضرات وفي الفضائيات بأن من يقول عن الأُمة أنها فقدت خيريتها أو أنها غارقة في المعاصي، هو كمن يقول هلكت الأُمة أو هلك الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم) ليوهموا الناس أن الأُمة بخير أو أنها ما كانت بخير مثل هذه الأيام، غير أن هذا الترويج ليس فيه دليل على أن الأُمة اليوم بخير أو لم تفقد خيريتها كما يزعمون وإن صامت وإن صلت، وذلك لسببين: أولهما: إن هذا الحديث لا يتكلم عن النصر والهزيمة ولا عن العزة والذلة ولا عن الخيرية التي نتكلم عنها، بل موضوعه الجنة والنار، وتيئيس الناس من دخول الجنة، فمن قال هلك الناس يقصد ذلك فهو متأل على الله تعالى، أي وما يدريه أنهم سيدخلون الجنة أو النار؟ أو سيغفر لهم أم لا؟، قال ابن الأثير في النهاية: (ومعناه أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله يقولون: هلك الناس : أي استوجبوا النار بسوء أعمالهم، فإذا قال الرجل ذلك فهو الذي أوجبه لهم لا الله تعالى أو هو الذي لما قال لهم ذلك وآيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي فهو الذي أوقعهم في الهلاك) وهنالك معنى آخر ذكره الإمام النووي في شرح مسلم فقال: (اتفق العلماء عل أن هذا الذم هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح أحوالهم لأنه لا يعلم سر الله تعالى في خلقه، فأما من قاله تحزناً لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه) ثم يكفي للرد على هذه الدعوى وعلى هذا الترويج بما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سُئل: (أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث)، أما السبب الثاني: فهو أن واقع الأُمة اليوم يدلل بما لا يدع مجالاً للشك من أنها ليست بخير، بل وفقدت خيريتها وإن وُجد فيها ناس طيبون أتقياء يصومون ويصلون، فأين خيريتها حين تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا ضد الضعفاء؟!!، أين خيريتها حين عطلت جهاد الطلب واعتبرته إرهاباً؟!!، أين خيريتها حين رضيت بحكام لا يحكمون بما أنزل الله ووالتهم؟!!، أين خيريتها وهي بمعظمها تنادي بالعلمانية الرأسمالية تحت شعار الديمقراطية والوسطية والحريات؟!!، أين خيريتها وقد ارتد كثير من أبنائها فصاروا شيوعيين وعلمانيين وقاديانيين وشيعة رافضة؟!!، أين خيريتها وصارت معظم مدارسها وجامعاتها مختلطة بين الجنسين، بل وصارت أوكاراً للدعارة والفساد تحت شعار الديمقراطية والحريات الشخصية؟!! أين خيريتها وقد فشى فيها داء الأُمم قبلها الفرقة والاختلاف حزبياً وإقليميا وقومياً؟!!، أين خيريتها وقد غرق معظمها في المعاملات الربوية وإن سُميت بغير أسمائها؟!!، أين خيريتها ومعظمها يوال اليهود والنصارى ويُسارع فيهم ويُقلدهم في أقواله وأفعاله؟!!، أين خيريتها مع ما يسمى اليوم بالدُّعاة، فإنهم يحرصون كل الحرص في أفعالهم وأقوالهم وحتى في صمتهم يحرصون على عدم مخالفة حكامهم وهم يعلمون أنهم لا يحكمون بما أنزل الله، بل ويحرصون على إرضائهم والدفاع عنهم واعتبارهم أئمة تجب طاعتهم؟!! أين خيريتها ومعظمها إن لم يكن جميعها قاعد عن تحرير فلسطين وطرد المستعمرين من العراق وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين؟!!، أين خيريتها وأبناؤها يقتتلون على الدنيا والملك كما في فلسطين والعراق والصومال والسودان وغير مكان؟!! أين خيريتها وقد خالط علماؤها الدنيا وخالطوا السلطان؟!! أين خيريتها وقد ظهر فيها التمايز والتمايل؟!! أين خيريتها وقد صارت تهاب الظالم أن تقول له أنت ظالم؟!! أين خيريتها وقد صار إسلام كل بلد غير إسلام البلد الآخر؟!!، فما هو حرام في بلد حلال في بلد آخر!! أين خيريتها وقد صار إسلامها تبعاً لهوى الملوك والحكام؟!! فهل يبقى بعد كل هذا قول لقائل بأن الأُمة اليوم بخير ولم تفقد خيريتها؟!! إلا لأعمى أو أصم أو مضلل منتفع، لأن معناه إما إنكار لهذا الواقع أو إنكار للنصوص التي تنـزلت عليه، أو إيهام للأُمة لتركن إلى أعمالها الفاسدة الناقصة التي لا تُرضي إلا الحكام وأسيادهم الكفار، فلا تعمل من جديد للحصول على الخيرية كما أرادها الله تعالى أن تكون، فاحرصوا أيها المسلمون أن لا تكونوا من هؤلاء المروجين، وإلا صدق فيكم قول الله عز وجل: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً).
واعلموا أنه مضى على هذه الحال من تسلط الكفار على الأُمة قرابة مائة عام لم تُغير الأُمة منه شيئاً يُذكر، مما يعني أنّ سنّة الاستبدال واقعة فيها لا محالة، فنرجو أن تكون هذه المرة هي المرة الأخيرة التي نبأت بها النصوص، فتعود الأُمة فيها إلى سابق عهدها عزيزة منيعة موحدة يرهبها أعداؤها ويحسبون لها ألف ألف حساب، فتجدد أمر دينها وفقط على منهاج النبوة لا على منهاج أحد ولو كانوا علماء حقا، ولا يكون هذا إلا بالمجدد الموعود محمد بن عبد الله العربي القرشي الهاشمي الحسني السني الذي نبأت به النصوص المتواترة، والذي سيملأُ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت قبله ظلماً وجوراً، فعسى أن يكون ذلك قريباً جداً (فكل ما هو آت قريب) الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
أنصار العمل الإسلامي الموحد
بيت المقدس- التاسع من رمضان -1431هـ





رد مع اقتباس