الموضوع: احتاج المساعدة
عرض مشاركة واحدة
 
  #6  
قديم 06-03-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: احتاج المساعدة


بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة، أكرمك الله وحفظك،

إني لأرجو منك الصبر وتدبر ما سأقول بقلبك لا بعقلك، إقرأي ببطء وتروي ودعي الكلام يدخل قلبك وضعي كل همومك وغمومك وما يشغل بالك جانباً وأنت تقرأي ردي، لعل الله يخرجك مما أنت في، فهو الهادي وهو صاحب كل الأمور:-

1. تذكري أنك مخلوقة من مخلوقات الله، خلقك عز وجل ولم تكوني شيئاً مذكورا، فأنت مدينة له بكل عضو في جسدك وبعقك وبفؤادك وبقلبك وبنفسك وبروحك، وهو صاحب هذا الفضل، وإسألي نفسك لو أن شخصاً أعطاك شيئا جميل أحببته، هل ستنسي معروفه وهديته؟ لا أعتقد ذلك، فما بالك بكل هذه الهدايا التي منحنا إياها عز وجل.

2. إبدأي بمحاولة إحصاء نعم الله عليك، ولا أقصد هنا أن تحصي كل النعم، فهذا أمر محال، ولكن حاولي إحصاء أهم نعمل الله عليك، وإبدأي بجسدك،

- خذي مثلا نعمة البصر، ثم إبدأ بالتفكير بالمكفوفين العميان المحرومين من هذه النعمة، إسألي نفسك: كيف يعيشون؟ بماذا يشعرون؟ كيف يقومون بأعمالهم؟ كيف يعدوا وجبات طعامهم؟ كيف يعد الكيف منهم كأس شاي ليشربه؟ كيف يلبس ثيابه؟ وكيف ينظفها؟ كيف يصل لوجهه؟ ماذا لو أنه اراد أن يصل لمكان لم يذهب له من قبل ولم يجد من يأخذ بيده؟ كيف سيكون شعوره عندما يقف أمام البحر وهو لا يراه؟ كيف سيكون شعوره عندما يقف بجانبه شخص ينظر إلى السماء ويحاول أن يصف له شكل القمر والنجوم؟ مئات بل آلاف الأسئلة التي تدور في وجدان هذا المحروم من هذه النعمة التي وهبك إياها العزيز الجبار.

- خذي مثلا آخر، نعمة السمع عليك وإبدأي بالتفكر بهذا الأصم الذي حرمه عز وجل من نعمة السمع، وتسائلي كيف هي حياته؟ وكيف طعم هذه الحياة بلا أصوات؟ حاولي في يوم من الأيام أن تشغلي جهاز التلفاذ وأخفضي الصوت بالكامل وأنظر للشفاه التي تتحرك وحاولي أن تفهمي ماذا تقول، حاولي أن تفهمي ما يدور حولك بلا أصوات لتعلمي كم هي عظيمة نعمة السمع علينا. حاولي يوماً أن تتفكري كيف لو أنك لم تسمعي الآذان، أو تسمعي القرآن، أو تسمعي دروس الشرع ودروس العلم، كيف كان حالك سيكون؟

- خذي مثلا آخر: نعمة النطق، حاولي يوما أن تتعاملي مع من حولك بالإشارة فقط دون أن تنطقي أي كلمة، وأنظري كيف سيكون حالك في هذا الدنيا؟

- خذي مثلا آخر: نعمة القلب، حاولي أن تتفكري بشخص على فراش المرض، قلبه مريض، لا يستطيع السير أو الحركة لأن قلبه ضعيف لا يقوى على ضخ الدم.

-
خذي أحد مرضى السكري، الذي لا يستطيع أن يتناول بسكويتة واحد إلا إذا ذهب للمستشفى وأعطاه الطبيب حقنة خاصة قبل أن يتناول هذه البسكويتة، برأيك كيف هي حياة مثل هذا الإنسان.

- أو حتى خذي مثلا مريض بالكلى، والذي يقوم بغسل دمه كل يومين مرة، وحاولي أن تعيشي ألمه وهو على آلة تنظيف الدم لعدة ساعات كل يوم بعد يوم أو حتى كل يوم.

- أو خذي مثلا مقعد على كرسي، لا يستطيع السير على قدميه، وتفكري بحياته، كيف يصعد الدرج؟ وكيف يهبطه؟ كيف يصعد إلى تخته للنوم؟ وكيف يهبط منه؟ كيف يستحم وكيف يقضي حاجته؟ وكيف وكيف....

- أو حتى خذي إنسان أخذ الله منه قدرته على التفكر، كيف هي حياته؟ يمكنك زيارة مستشفى للأمراض العقلية والقيام بجولة والنظر في أحوال بعض المرضى، ثم تذكري نعمة العقل عليك.

- للحق فإن الأمثلة لا تعد ولا تحصي، ولكن الله عافاك من كل هذا، ولو أننا سألنا أحد هؤلاء، ماذا أنت مستعد أن تفعله لو أن الله عافك، وأنا على يقين أن الواحد منهم مستعد أن يصرف كل ما يملك لقاء هذه النعمة.

3. تذكري أن الله خلقنا لنكون من أهل الجنة، ولكنه يعلم عز وجل أنه لو أدخلنا مباشرة للجنة لأعتقد كل منا أنه يستحق درجة أعلى مما هو عليها وأنه أفضل من غيره، لذلك فقد صنع لنا عز وجل هذه الحياة الدنيا لنتعرف فيها على أنفسنا ولنعرف ما نستحقه عندما نعود للجنة بإذن الله.

4. عليك أن تعرفي أن حياتنا في الدنيا ما بين (60-70) عام كما علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذه الفترة هي أقل من ساعتين من وقت الجنة، فاليوم في الجنة يساوي ألف سنة على وجه الارض.

5. تذكري أن العمر يمر كلمح البصر، سواءاً صبرنا وشكرنا أو لم نصبر أو حتى كفرنا، فالزمن سيمر كلمح البصر، إسألي نفسك عن عمرك، ثم إسألي نفسك كيف مر هذا العمر، ستجيبي أنه مر كلمح البصر.

6. تذكري أن صبرنا على المصائب والإبتلاءات هو لصالحنا، يقول عز وجل (وما يلقائها إلا الذين صبروا).

7. تذكري أن ما تبقى من هذا العمر سرعان ما سيمر، رضينا أما أبينا، وستأتي لحظة قبض الروح، وسيتبع هذه اللحظة نعيم أو عذاب القبر، وسيتبعه أهوال البعث والحساب.

8. تذكري أنك ستقفين بين يدي الله عز وجل ويسألك (أرضيتِ بما أعطيتك إياه) أم (أنك سخطتِ عنه وكفرت به) فماذا ستجيبيه عز وجل، هل ستقولين له (إنك لم تحسن التصرف) إياك إياك أن تكوني من الذين يخدعهم الشيطان في الدنيا فيسخطوا على عطاء الله، فكل ما أتى من الله هو نعمة، وليس لنا الحق أن نفرض على الله كيف يتصرف معنا، بل علينا أن نشكره على ما أعطانا إياها.

9. ثم تذكري أن الجنة هي الخاتمة حيث لا هم ولا غم ولا مصائب ولا إبتلاءات ولا حزن ولا كرب ولا أي نوع من أحاسيس السوء، وأن الحياة في الجنة لا نهاية لها، أفلا نصبر حتى نصل؟؟؟

سأسألك سؤال: لو أنني قلت لك تفضلي هذا مفتاح قصر عظيم، هو لك، إذهبي وعيشي فيه، وفيه كل ما تشتهين وما تطلبين، هل من الممكن أن تقولي لا، أسفة لا أريد المفتاح لأنه هناك طريق صعبة عليّ أن أجتازها حتى أصل لهذا القصر؟؟؟؟ لا أعتقد أن عاقلاً يمكن يقول هذا....

فنحن بطريقنا للجنة والتي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر. إصبري واحتسبي أجرك على الله، فصبر جميل، وبالله المستعان.

أخوك: الشيخ خالد المغربي
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس