عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 02-18-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتابات صوت الحق والحرية ( * )

السبت 26 ربيع الأول 1433


شِتا عن جدّ...
2012-02-10

لعل آخر مرة يذكر كبار السن من آبائنا شتاء حقيقيا ببرده وغيثه وسيوله ورياحه وقرّه كان قبل أكثر من أربعة عقود على الأقل. وقد كانت أمطار الأسبوع الماضي على وجه التحديد نسخة قريبة جدا من تلك الأيام الغابرة التي كان الشتاء فيها حقيقيا... بكل ما في الكلمة من معنى.
كانت أمطار الأسبوع الماضي نافضا لغبار الزمن ومحفزا للذكريات التي خبت عبر سنوات طويلة شحيحة... قاصمة للظهر..
ولعل كل واحد منا شعر بحنين قوي إلى أيام الطفولة يوم كان الأهل يجتمعون حول الموقد ويتحدثون عن البرد الشديد الذي "يقص المسمار" ويستمعون إلى حكايات تحمل أسماء وأمثالا لها صلة قوية بفصل الزوابع والأمطار، والسماء المكفهرة وأصوات الرعد التي تهز الأركان والبرق الذي يضيء المكان..
وقد توارثت الأجيال حكايات وأمثلة كثيرة تخص الشتاء. ومنها:
* المربعانية: وهي عبارة عن 40 يوما شديدة البرودة كثيرة الأمطار. وتبدأ من 22 كانون الأول إلى 30 كانون الثاني.
* السعودات الأربعة: وتستمر 50 يوما، وكل "سعد" منها 12 يوما وظهرية، والظهرية نصف يوم:
وأولها سعد ذابح (أو سعد ذبح): وتمتد بين 31 كانون الثاني – 11 شباط. وقد قيل فيه: "سعد ذابح ما بخلي كلب نابح". يعني أنه من شدة البرد تختبئ حتى الكلاب في جحورها. ويقال أن أصل التسمية تعود إلى راع يدعى سعدا كان في الوادي، فحاصرته الأمطار والرياح الباردة، ولم يستطع العودة، فذبح ناقة وأكل لحمها واختبأ في جوفها يستدفئ أياما، حتى خفت حدة البرد.
وثانيها سعد بلع: ويمتد من 12 شباط إلى 25 شباط. وفيه تبتلع الأرض الأمطار بسرعة مهما كانت غزيرة، يرافقها البرد الشديد، وفيه يقال: "سعد بلع، لا زرع ولا قلع".
وثالثها سعد السعود: ويمتد من 26 شباط إلى 10 آذار. وهو كناية عن سعادة الفلاح والمزارع، حيث أن الأشجار تدب فيها الحياة، وقد قيل في المثل: "في سعد السعود بتدب الماوية في العود"، إي تصل المياه إلى الأغصان فتبدأ البراعم بالنمو.
ورابعها سعد خبايا: ويمتد من 11 آذار إلى 22 آذار. وقد قيل في المثل: "سعد خبايا بطلع الحيايا"، أي فيه تخرج الأفاعي من جحورها، لأن الشمس تكون حارة وتظهر في أكثر الأيام. ومعروف أن الأفاعي تخرج في الأيام الحارة.
وهناك أيضا "المستقرضات": وهي سبعة أيام، هي آخر ثلاثة في شباط وأول أربعة في آذار. وقد جاء في المثل: "يقول شباط لآذار: آذار يا ابن عمي أربعة منك وثلاثة مني تا نجرّ العجوز وغنماتها ع الواد". وذلك انتقاما منها لأنها لما خرجت ترعى أغنامها قالت: راح شباط الخباط وخبطناه بالمخباط (أي لم يعد هناك شتاء، وكأننا ضربنا شباط بالعصا)، فغضب شباط وقال ما قال. ولهذا فإن الأمطار في أيام "المستقرضات" تكون غزيرة تجري سيولا تجرف ما يعترضها.
***
ومن الأمثال التي اشتهرت عن الشتاء:
* إن شفت سهيل آوي الخيل.. أي عندما ترى نجم سهيل في السماء فاعلم أن الشتاء قادم وعليك أن تدخل الخيول على الإسطبل.
* متى صلب الصليب لا تأمن من الصبيب.
* شباط الخباط بشبط وبخبط وريحة الصيف فيه.
* شتوة نيسان بتسوى العدة والفدان.
* من قلة هدانا قلب صيفنا شتانا.. ويقال عندما يتأخر المطر ويهطل في أول أشهر الصيف فيضر بالزرع. ويُرجع الفلاحون الأمر إلى معاصي الناس.
* " برد الحجر".. أي أن الشتاء قد دخل.
* الوسم: وهي الأمطار التي تسقط في موسمها.
* الطرح: وهي الأمطار التي تهطل قبل موسمها، وتشبه بالمرأة التي تسقط الجنين فسميت طرحا.
* أحّو يا بردي.. نتفة حطب ما عندي.
* إن أشتت باكر احمل عصاك وسافر.. وإن أشتت عشية شوف لك مغارة دفية
* في آذار طلع بقراتك من الدار
* آذار أبو الزلازل والأمطار
* خبّو خشباتكم لكبار لعمكو آذار.
* المربعانية.. يا شمس تحرق يا مطر تغرق.
* أجا كانون ولف الفحم والكانون.
* في كانون كِنّ في بيتك وكثـّر ملحك وزيتك.
* شباط غيمه وشتاه أحسن من شمسه وهواه.
* شباط ما عليه رباط.
* اللي ما بيحرث في الشتا بستعطي في الصيف.
* إن أرعدت أبعدت وإن أبرقت أقربت.
رد مع اقتباس