عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 08-10-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: رسالة قديمة جديدة كتبها رائد صلاح . *

القدس في العيون والأقصى في العيون، ولأن أهلنا في القدس هم أقرب عضو من جسدنا الإسلامي العربي الفلسطيني يحيط بالقدس ويدافع عنها ويحفظ لها إسلاميتها وعروبتها وفلسطينيتها، لأنهم كذلك فهم في العيون ونحن نحبهم ونحيّي فيهم صمودهم في وجه سياسة تهويد القدس ونحيّي فيهم ذودهم المتواصل عن حرمة الأقصى ونحيّي فيهم إنزراعهم في حارات القدس وشوارعها وأسواقها وتلالها وأوديتها ومعابدها ومقدساتها وأوقافها وندعو لهم بالخير!! وأنا إن حسدت أحدًا (حسد غبطة) فأنا أحسد أهلنا في القدس الذين يسيرون ويجلسون وينامون ويصلون على ثرى القدس الطاهر الذي يحفظ صفحات مباركة من تاريخنا الإسلامي العربي المبارك ويحمل معالم شاهقة من حضارتنا الإسلامية العربية المجيدة، ويبشر ببزوغ فجر صادق إسلامي عربي لا محالة!! ولا شك أن إنسانا كأهلنا في القدس يحيا على هذه الثغرة التي لا تقبل التسعير فليعذرنا إذا حسدناه (حسد غبطة)!! وليعذرنا إذا كنا ولا زلنا نردد يا ليتنا مثله نعيش في القدس الشريف ورحاب المسجد الأقصى!! ولكن ما يعزينا أننا وإن لم نعش فيها فنحن نعيش في أكنافها!! كيف لا والجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة) من أكنافها!! بل إنني لا زلت على شعور طاهر يقوي ولا يضعف، إنني وإن كنت في سجن (اشمورت) فأنا في أكنافها!! وكلما تذكرت أن حبي للقدس وحبي للأقصى هو الذي قادني وقاد بقية من معي من رهائن الأقصى إلى السجن، كلما تذكرت ذلك، غمرتني الفرحة وتغشاني السرور وفاضت السكينة في صدري وأشرق الرضا في قلبي!! فهنيئا لكم يا أهلنا في القدس وأعانكم الله تعالى!!

2- وأنا إذ اكتب هذه الرسالة إلى أهلنا في القدس فقد حرصت قبل اعتقالي أن أحافظ على (وصل القدس) مرة في الأسبوع على الأقل!! وهذا الوصل كان يعني لي تجديد عهد مع القدس وتجديد بيعة مع الأقصى حتى أبذل ما بوسعي سعيا إلى إعمار وإحياء القدس والأقصى!! وقد تعرفت على أهلنا في القدس من خلال مشاريع الإعمار والأحياء، وعرفت كم هم كرماء ومضحّون وعاملون في مشوار الإعمار والإحياء الذي باشرنا به، ولن نتوقف بإذن الله تعالى بإدارة ورعاية هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار!! فمن أهلنا في القدس جاءت تلك المتصدقة الكريمة التي تقدمت قبل سنوات بمبلغ قيمته عشرة آلاف دولار، ولما سئلت عن اسمها رفضت أن تكشف عن اسمها وقالت: أنا طالبة لمرضاة الله تعالى!! ومن أهلنا في القدس كان يتدافع مئات الشباب مشمرين عن سواعدهم عاملين منذ الصباح حتى المساء في مشوار الإعمار الطويل الذي بدأ بالمصلى المرواني وأبوابه العملاقة وساحاته الرحبة مرورًا بإعمار الأقصى القديم وإقامة وحدات الحمامات والوضوء في باب حطة والأسباط وفيصل، إلى بقية المشاريع الأخرى التي لا تزال النفوس تواقة إلى متابعة إنجازها!! نعم كان يتدافع مئات الشباب من أهلنا في القدس عاملين بجد وإخلاص وحب في كل هذه المشاريع جنبا إلى جنب مع الأهل من المثلث والجليل والنقب والمدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة )!! وكنت أمازح أولئك الشباب المقدسيين وألاطفهم مع يقيني التام بأن قسما منهم كان يحافظ على الصلاة وهم الأكثر وقسما منهم بدأ يصلي خلال بدايات عمله في تلك المشاريع وقسما ثالثا لم يكن يصلي، بل إن قسما منهم كان يظهر على ساعده أو شمة الغفلة ومع ذلك أحببنا الجميع ولا زلنا نحب الجميع ولا زلنا على يقين أن الخير في الجميع!!
ومن أهلنا في القدس كانت تصل مئات وجبات الطعام كل أسبوع لكل العاملين في تلك المشاريع المباركة!! ولا زلت أذكر أنني صليت الجمعة في الأسبوع الثاني من انتفاضة الأقصى في المسجد الأقصى ووقعنا تحت حصار قوات الاحتلال (الإسرائيلي) وقنابلهم ورصاصهم، وطال الحصار حتى صلاة العشاء، وخلال الحصار جُعْنا، فقام أهلنا في القدس جيران المسجد الأقصى بتهريب الطعام لنا عبر بعض أبواب المسجد الأقصى!!
ومن أهلنا في القدس كانت ولا تزال تصل عشرات الحافلات للمشاركة كل عام في (مهرجان الأقصى في خطر) العالمي الذي لا زال يجسد صرخة الأقصى القوية في وجه كل المتآمرين عليه!! هذا المهرجان المبارك الذي يقام كل عام في مدينتنا أم الفحم!!
ومن أهلنا في القدس نهض الدعاة والمصلحون وقامت المؤسسات التي لا تزال عاملة ومضحية وداعمة لكل هدف نبيل وغاية سامية وقيمة أصيلة!! وبصراحة من أنا حتى أحصي لهم جوانب عطائهم ومآثر بذلهم، فهم القوم الذين كانوا ولا يزالون يضحون بالغالي والرخيص قابضين على الجمر سعيا منهم لإعمار وإحياء القدس والأقصى .

3- ولأنهم كذلك فيسرني أن أنادي أهلنا في القدس من عميق قلبي وأنا خلف القضبان وأقول لهم: يا أهلنا في القدس أنا من الذين كتبوا عن المخاطر التي تتهدد القدس والأقصى حيث نشرت عشرات المقالات في صحف محلية وعالمية أخرى!! ولكني هذه المرة أكتب لكم وأنا على قناعة مؤلمة ومرة أن القدس الشريف اليوم والمسجد الأقصى اليوم يمران في أخطر لحظات مضت عليهما!! ولا أبالغ إذا قلت:إن بعض العاملين في الأذرع (الإسرائيلية) المختلفة قد بدأوا لأنفسهم بالعد التنازلي المتسارع في سبيل تحقيق مخططاتهم التي لن تكون ولن تقوم إلا على حساب المسجد الأقصى وإسلامية وعروبة القدس الشريف .

4- فلا شك أنكم قد علمتم بخبر التقرير الذي نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) بتاريخ 1-4-2004 والذي قُدم سرًّا لرئيس الحكومة (شارون) حيث يوصي بإغلاق المصلى المرواني ومحيطه أمام المسلمين، وقد وقعَّ على هذا التقرير سكرتير رئيس الحكومة العسكري (يوآف جلنط)!! وبعث هذا التقرير لجهات أمنية (إسرائيلية) وشخصيات حكومية وسيعقد شارون قريبًا جلسة مباحثات خاصة حول هذا التقرير.

5- وذكرت صحيفة (يديعوت احرونوت) في هذا الخبر أنه قد ألحق بهذا التقرير السري تقارير أخرى أعدتها سلطة الآثار (الإسرائيلية) ادعت من خلالها أن خطر الانهيار يتهدد الجدار الشرقي للمسجد الأقصى، وأن الجدار قد تحرك بعد حدوث الزلزال الأخير في شهر شباط الأخير (5.2 سم) وظهرت فيه تصدعات جديدة واتسعت التصدعات القديمة!!

6- وعلى أثر تقديم هذا التقرير قدّم مدير سلطة الآثار(الإسرائيلية) (شوقه دورفمن) طلبًا عاجلا للشرطة (الإسرائيلية) في لواء القدس للعمل على منع المسلمين من الدخول إلى المصلى المرواني.

7- وواضح جدًّا لكل عاقل أن انهيار جدار المغاربة الذي وقع قبل أسابيع كان بسبب تراكم الحفريات (الإسرائيلية) تحت حرم المسجد الأقصى!! وواضح لكل عاقل كذلك أنه إذا ظهر أي تصدع يتهدد الجدار الشرقي للمسجد الأقصى فإن سببه هو تراكم الحفريات (الإسرائيلية) تحت حرم المسجد الأقصى!! وادعاء المؤسسة (الإسرائيلية) أن سبب ذلك يعود إلى الزلزال الأخير الذي حدث في شهر شباط الأخير هو ادعاء قبيح، إنما يهدف إلى التستر على الآثار المأساوية التي خلفها تراكم الحفريات (الإسرائيلية) على المسجد الأقصى والتي حدث قسم منها وهو ينذر بحدوث آثار مأساوية أخرى في المستقبل القريب!! ولعل هذا ما خطط له المتآمرون على المسجد الأقصى.

8- ومما يزيد الطين بلة أن حزب (تكوماة) اليميني (الإسرائيلي) قد دعا عبر موقعه على شبكة الانترنت الجماهير (الإسرائيلية) إلى المشاركة الفعالة في المسيرة الحاشدة داخل المسجد الأقصى المبارك يوم الأربعاء الموافق 7-4-2004 بمناسبة عيد الفصح العبري!! ودعا عبر موقعه الجماهير (الإسرائيلية) إلى إقامة الطقوس الدينية في هذا اليوم في المسجد الأقصى.

9- وكان مستوطنون قد استولوا في ساعة مبكرة من فجر الأربعاء الموافق 31-3-2004 على مبنيين سكنيين مأهولين يضمّان (13 شقة) سكنية في حي سلوان الواقع جنوبي المسجد الأقصى!! علمًا أن ملكية هذين المبنيين تعود إلى عائلتي الرجبي ومراغة!! وقد رافق هؤلاء المستوطنين قوة معززة من الجيش كانت معهم لما داهموا هذين المبنيين في الساعة الثالثة فجراً وأصحابها نيام، وطردوا العائلات واعتدوا على النساء والأطفال ورموا أثاث هذه العائلات المسكينة في الشارع ثم أدخلوا أثاثا جديدًا إلى هذين المبنيين وأدخلوا فيهما عشر عائلات من المستوطنين!!

رد مع اقتباس