عرض مشاركة واحدة
 
  #6  
قديم 05-14-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ( مجموعة حلقات ) .

فانظروا يا من تجمعون الأموال ريالات ومئات وآلاف وملايين ، انظروا حال إخوانكم المسلمين الفقراء ، تلمسوا احتياجاتهم ، فوالله ليس بمسلم من شبع وجاره جائع ، واعلموا أن هذه الأموال التي ستخلفونها بعد مماتكم ، ستكون وبالاً عليكم ، فلقد مات النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يملك من حطام الدنيا شيئاً ، بل قال عليه الصلاة والسلام : " ما لي وللدنيا ، ما أنا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها ، وكان ابن عمر يقول : إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح " [ ] ، وهاهم العلماء يموتون الواحد تلو الآخر ، ولم يخلفوا وراءهم شيئاً يُذكر من متاع الدنيا الزائل ، فلماذا نرى الأغنياء يجمعون هذه الأموال ، ولا ينفقونها في سبيل الله ، ولا يتحسسون حال إخوانهم الفقراء حولهم ، وقد توعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأُتي بجنازة ، ثم أُتي بأخرى ، فقال : " هل ترك من دين ؟ " ، قالوا : لا . قال : " فهل ترك شيئاً ؟ " قالوا : نعم ، ثلاثة دنانير ، فقال بأصبعه : " ثلاث كيات " [ أخرجه أحمد واللفظ له ، والبخاري وابن حبان ] ، فإذا كانت الثلاثة دنانير يُعاقب عليها صاحبها ، فكيف بمن خلَّف الملايين ، ومئات الآلاف ، ألا يخشى عقابها وعتابها ، والتي سيحاسب عنها هللة هللة يوم القيامة ، ولهذا كان العلماء لا يتركون شيئاً ، خوفاً من العقاب ، إذ كيف تموت وتخلف هذه الأموال الطائلة ، ولا تنفقها في سبيل الله ، والفقراء والمساكين ، وسبل الخير الكثيرة تحتاج إلى صدقتك ومالك ، فقدم لنفسك ما تنجو به يوم القيامة من عذاب الله ، قال صلى الله عليه وسلم : " من أوكى على ذهب أو فضة ، ولم ينفقه في سبيل الله ، كان جمراً يوم القيامة يكوى به " [ حديث صحيح أخرجه أحمد والطبراني واللفظ له ] ، وعن انس رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدَّخر شيئاً لغد " [ أخرجه الترمذي بسند صحيح ] .


رد مع اقتباس