عرض مشاركة واحدة
 
  #24  
قديم 01-04-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي أوغل برفق

بسم الله الرحمن الرحيم

الثلاثاء 29 محرم 1432

أخيتي نغم،

إن أجمل التفكر والتدبر ما كان في القرآن الكريم، ومن أراد أن يفتح الله عليه في معاني هذا الكتاب عليه:-

1- أن يتقي الله، يقول عز وجل (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) (البقرة2: 182)، وهذا يشمل (ترك المعاصي) والمسارعة في الطاعات.

2- التساؤل عند قراءة آيات القرآن الكريم، بمعنى كلما قرأنا آية نحاول ونجتهد بإخراج قدر ما يمكن من أسئلة منها، (لماذا قال...)، (ولماذا لم يقل...)، (ما سبب أن هذه الكلمة سبقت هذا الكريمة...) (ولماذا إختلف الخطاب في هذه الآية عن تلك الآية...)... وهكذا.

3- محاولة وضع إجابات من عند نفسك، ويفضل تسجيل هذه الإجابات بشكل خطي، وهذه الإجابات يجب أن ترتكز على كلمة التوحيد أولا أي (لا إله إلا الله) ولا ننسى أن التوحيد ينقسم لتوحيد الألوهية والربوبية وتوحيد الاسماء والصفات، بمعنى أن كل شيء هو من عند الله، وأن لا شيء للعباد.

4- ومما يجب تذكره أن الله غني وأن المخلوقات فقيرة ومحتاجة له عز وجل، وأن الزمان مخلوق من مخلوقات الله، وأن المكان مخلوق من مخلوقات الله، وأن امر الله (كن فيكون).

5- يجب التزود بمعجم أو أكثر من معاجم اللغة العربية، حتى نعرف رأي اللغة العربية في كل كلمة بنت لنا الآية الكريمة، ولكن نقدم كلام الله على المعاني التي جاءت في هذه المعاجم.

6- يجب الإلمام بعلوم الكون من فيزياء وكيمياء وفلك وجيولوجيا وغيرها من العلوم بشكل عام على الأقل، وكلما كانت العلوم أكثر كلما كان الفهم افضل.

7. يجب الإلمام بعلوم اللغة العربية من قواعد ونحو وصرف وغيرها وكلما كان هذا الإلمام أكبر كلما كان الفهم أفضل.

8. ثم بعد كل هذا يجب مقارنة ما كتبت من فهمك مع تفاسير العلماء ومقارنة نفسك مع هؤلاء العلماء العظام، حتى تجد نقاط الإختلاف.

9. الآن تبدأ بدراسة نقاط الإختلاف في محاولة لمعرفة الأصواب، والإختلاف لا يعني وجود مخطئ وصائب، فأحيانا يكون هناك صائب وأصوب، ولا ننسى أن عمل كل العلماء مجتمعاً سيؤدي في نهاية الأمر لبيان معان هذا الكتاب العظيم.

الآن أعود لتساؤلاتك:-

اقتباس:
اقتباس:
ولكن عندي استفسار حول ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) هل هذا يعني ان الملائكة كانت تريد الخليفه في الأرض .......اي بمعنى كيف يكون في الأرض خليفة غيرنا ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك.....عذرا على السؤال ولكني اريد ان افهم

دعيني أسالك سؤال: لو أن الله قدر لك عبادته وخيّرك، أن تعبديه على الأرض، أو تعبديه بقربه في السماوات، فايها تختاري؟ أعتقد أن الإجابة من كل صالح ستكون أنه يود أن يقترب أكثر ما يمكن من الله عز وجل، والملائكة عباد صالحة، لا تستبكر عن عبادة الله، لذلك فإنني أعتقد أن هذا القول لم يكن فيه طموح أن تكون هي خليفة الله في الأرض، ولكني الأرجح هو الذي ذكرناه سابقاً، أن الملائكة ذكرت شيء ولكنها قصدت شيء آخر، مقصدها أنها لا تريد أن يكون آدم أفضل منها في عبادة الله، وهذا من شدة حبها لله عز وجل، فهي لا تريد أن يخلق الله خلقاً له إمكانية المعصية كما فعلت الجان على الارض من إفساد وسفك للدماء، فهي تحب ان يعبد الله لا أن يكفر، والله تعالى أعلم.

أما بالنسبة للإستفسار الثاني:

اقتباس:
ثانيا : احيانا سوء الظن يجنب الانسان الوقوع في المهالك.........
اذن انا دائما افترض سوء النيه عند الأخرين وهذا يجنبني الوقوع في المخاطر.....تماما مثلما يفقدني سوء الظن ايضا ناس طيبين وخسرتهم لأني اسأت الظن فيهم.........فما الحل برأيكم ؟؟؟؟؟؟ هل احسن الظن ام العكس

يغفر الله الظن الداخلي المكتوم، فهو خواطر تدور في خلد الإنسان تضع له إحتمالات الواقع، ولكن إذا تم نقل الظن الداخل لشخص آخر، يصبح ظناً، وقد يكون غيبةً أو نميمةً أو بهتاً أو حتى قذفاً.

والأفضل أن نحسن الظن الداخلي، ونعامل من أمامناً على هذا الأساس، إنما نتعامل معه بحرص وحذر حتى نتعرف عليه أكثر وأكثر، فكلما ثبت لنا أنه أهل للثقة زدنا هذه الثقة، ولكن يفضل ايضاً أن لا نعطي كل الثقة ولا ننزعها على الإطلاق متاسين بوصية الرسول عليه الصلاة والسلام (أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما). ولله العاقبة.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس