[نائل أبو محمد]

مخطوطات القدس، كنز تاريخي يتهدده الضياع


أضف هذا الموضوع على مواقع أخرى 2010/10/5 الساعة 7:39 بتوقيت مكّة المكرّمة

عند التجوال بداخله تشعر أنك في مختبر للكيمياء أو الفيزياء، يرتدي من يعمل فيه من الموظفين (الأفرهول الأبيض)، ويعكفون على صيانة آلاف المخطوطات من خلال أجهزة وماكنات أحضرت لهذه الغاية.
ويقع قسم المخطوطات في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك ومدخله الرئيس يطل على ساحات المسجد وبجانبه مبنى المدرسة التنكزية المصادر منذ عام 1969م وتقع قبالته قبة الصخرة المشرفة، بداخله محراب قديم.

ويقول رئيس القسم الدكتور ناجح بكيرات لـ"فلسطين أون لاين" :" إن فلسطين تضم أحد عشر ألف مخطوطة، منها أربعة آلاف موجودة داخل المسجد الأقصى، ونصفها بحالة جيدة والنصف الآخر معرض للضياع والتلف إذا لم يتم الاهتمام به"، مشيراً إلى وجود مكتبات قديمة في القدس ولدى عائلات مقدسية تحتفظ بعدد كبير من المخطوطات.
وأشار بكيرات إلى أن التصوير والتخزين الإلكتروني غير كاف للحفاظ على المخطوطات.

وتكمن طريقة عملهم بتنظيف المخطوطات بشكل دائم ووضعها في علب كرتونية غير قابلة للتأكسد، وتصويرها ووضعها على أقراص مضغوطة لإفادة أكبر عدد من الناس منها، كي لا تظل مدفونة بداخل الملفات ولا يعرف عنها أحد، وفق بكيرات.

ويشير إلى أنه جرى إنشاء موقع إلكتروني يعرض للمخطوطات المتنوعة التخصصات كاللغة العربية وعلم الفلك والطب والرياضيات وعلم التفسير والحديث كمخطوطة إحياء علوم الدين للإمام الغزالي التي يزيد عمرها عن 791 عاما.

ويتابع " يوجد مخطوطات محفوظة في الخزينة الحديدية تتحدث عن تاريخ القدس منذ خمسمائة عام"، داعياً طلبة الدراسات العليا تحقيق هذه المخطوطات في رسائل الماجستير والدكتوراة حتى يتم توثيق أكثر لتاريخ المدينة لمقدسة في كافة المجالات.

وحذر الشيخ بكيرات من ضياع المخطوطات القديمة التي يشرف عليها بسبب منع ترميمها وقلة العناية بها، محملاً الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ذلك الإهمال.

وقال :" إن المخطوطات تواجه خطراً حقيقياً، فقد تعرضت للسرقة هي والمكتبات والسجلات منذ قدوم الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 من المدن الفلسطينية، وتم نقلها بعد ذلك إلى الجامعات الإسرائيلية كجامعة بار إيلان في تل أبيب".

وأكد بكيرات أن (إسرائيل) "ما زالت تمنع ترميم المخطوطات الموجودة لدينا، حيث منعت إدخال الأجهزة والمواد اللازمة للترميم التي أحضرت بالاتفاق مع منظمة اليونسكو العالمية وبموافقة إسرائيلية أيضاً، وهي موجودة إلى الآن في ميناء أسدود الإسرائيلي".

ولفت إلى أن "السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية جنباً إلى جنب مع سلطة الاحتلال"، وقال :" رغم اختيار القدس كعاصمة للثقافة عام 2009 فإنه لا يوجد اهتمام بهذا الجزء الرئيسي من التراث ومن الثقافة وهو المخطوطات".

وأشار بكيرات إلى عدم وجود مؤسسة راعية تقوم بترميم هذه المخطوطات والعناية بها، وكذلك إلى الافتقار للمواد الخام الأساسية اللازمة في عملية الترميم والتي تأتي من الخارج.

صحيفة فلسطين
من رسائل البريد