عرض مشاركة واحدة
 
  #30  
قديم 05-18-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

وا إسرائيلاه !!!





د. أكرم حجازي


16/5/2011



ما من عربي أو مسلم إلا وصادفته في حياته عبارة تقول: « لو لم يكن الحكام العرب خونة لما قامت لإسرائيل قائمة». عبارة يستدل عليها العامة من الناس، منذ عشرات السنين، إما بمعاهدة سلام مع إسرائيل أو بعلاقة سياسية أو اقتصادية أو دبلوماسية أو بالخضوع لتهديداتها أو بمجاملتها أو بالتطبيع معها أو أو أو ... هذه المرة، جاء الاستدلال أبلغ من أي وقت مضى مع إحياء الذكرى 63 للنكبة، لأول مرة، عربيا وليس فلسطينيا فقط. بمعنى أن العلاقة مع إسرائيل أو التنسيق معها، سرا أو علانية، أو استرضائها، والحرص العربي الرسمي على حالة « الأمن والاستقرار» لصالح إسرائيل، مهما كان الثمن، مؤشرات لم تخطئها، في يوم ما، عين الأمي ولا عين المثقف بالرغم من التمويه أو النفي أو التبرير.

هذه العلاقات أو المؤشرات غالبا ما تحملتها أو بادرت إليها دول عربية صنفت، غربيا، بـ « المعتدلة » أو، شرقيا، بـ « الرجعية » بحسب مصطلحات النصف الثاني من القرن العشرين. ومع ذلك لم تجرؤ هذه الدول حتى هذه اللحظة على الاستنجاد بإسرائيل أو تعلن على الملأ بأن أي مساس بأمنها واستقرارها سيمس أمن إسرائيل كما فعلت الدول المصنفة غربيا بـ « الإرهابية» أو« الراعية للإرهاب» وشرقيا بـ « التقدمية »، والتي بنت أمجادها على مصطلحات الثورة والثوار والتحرير والقومية والمعركة المصيرية مع العدو والممانعة والمقاومة والاشتراكية والديمقراطية والعدالة والتنمية والتقدم .. إلى آخر جوقة المصطلحات المعهودة.

كل الدول العربية، في تأمين الحماية لإسرائيل، سواء. لكن ليبيا وسوريا صارتا النموذجين الأبرزين في تذكير الغرب بالخدمات الفعالة التي يقدمانها في سبيل الحفاظ على أمن إسرائيل دون أن يرتد إليهما طرف. فبعد أن أيقن كلا النظامين أن أوراقهما احترقت، ولم يعد أمامهما إلا الاستعداد للرحيل أو مواجهة المصير المحتوم لم يتوانيا للحظة واحدة عن تقديم ما يعتقدان أنها الورقة الأثمن في إرضاء الغرب مقابل البقاء في السلطة. فالحل الأمني والحرب والقتل والاعتقال والقهر والتخويف والاغتصاب والتدمير والحصار والتجويع والإهانات والمطاردات والتخريب والكذب والتشويه والتضليل .. كلها أوراق احترقت منذ الأيام الأولى. وبقيت الورقة اليتيمة الساقطة: « أمن إسرائيل».

فبعد ثلاثة أسابيع على انطلاقة الثورة الليبية (17/2/2011) أدلى العقيد معمر القذافي بتصريح مثير للتلفزيون التركي « تي آر تي 9/3/2011 » ، قال فيه: « إذا نجحت القاعدة في الاستيلاء على ليبيا فإن المنطقة بأسرها حتى إسرائيل ستقع فريسة للفوضى»، مشير إلى أن: « انهيار الاستقرار في ليبيا سينعكس على أوروبا وعلى الشرق الأوسط وما يسمّى إسرائيل»، ومؤكدا أن: « ليبيا هي صمام الأمان للاستقرار في البحر المتوسط».

لم يمض وقت طويل حتى تفجرت الثورة السورية التي تنزف الدماء الغزيرة منذ لحظاتها الأولى عقابا لها على ما رآه النظام الحاكم « مؤامرة خارجية » تستهدف جبهة المقاومة والممانعة التي تقودها سوريا ضد الأطماع الأمريكية والصهيونية في المنطقة!!! « مؤامرة » لم يصدقها رامي مخلوف نفسه، ابن خال الرئيس، والشخصية الأكثر كرها وبغضا في سوريا، في حين روجت لها، بطبيعة الحال، ليبيا القذافي وإيران وحزب الله وأصحاب الهوى والمصالح والجهلة والمضللين والمكتومة أنفاسهم.

في مقابلة مع صحيفة « نيويورك تايمز 9/5/2011» الأميركية تحدث مخلوف عن رؤية النظام للأحداث وليس عن رؤيته الشخصية كما زعم وزير الإعلام السوري. رؤية تعبر عن صميم خرافة امتطاها النظام السوري وأمثاله طوال 35 عاما بلا غطاء حتى من ورقة توت أعياها انتظار « الرد المناسب»، فإذا بها تسقط في بحر من الدماء على مذبح الأمن والاستقرار. فلنتأمل بعض ما قاله مخلوف:

• « إذا لم يكن استقرار هنا في سوريا فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل. ولا توجد طريقة ولا يوجد أحد ليضمن ما الذي سيحصل بعد، إذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام ».

• « لا تدعونا نعاني، لا تضعوا الكثير من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سوريا إلى فعل شيء لن تكون سعيدة بفعله ».

• إن البديل عن النظام الحالي بقيادة: « السلفيين سيعني الحرب في سوريا وربما في خارجها أيضا ً». بديل: « لن نقبل به، والشعب سيقاومهم .. هل تعرفون ما الذي يعنيه هذا؟ هذا يعني الكارثة ولدينا الكثير من المقاتلين ».

• « إن النخبة الحاكمة في سوريا تكاتفت أكثر بعد الأزمة، ورغم أن الكلمة الأخيرة هي للأسد فإنه يتم وضع السياسات بقرار مشترك».

• « نؤمن بأنه لا استمرارية من دون وحدة، وكل شخص منّا يعرف أننا لا يمكن أن نستمر من دون أن نكون موحّدين، ولن نخرج ولن نترك مركبنا ونقامر، وسنجلس هنا ونعتبرها معركة حتى النهاية، ويجب أن يعلموا أننا حين نعاني لن نعاني لوحدنا ».

القاعدة بلغة القذافي .. والسلفية بلغة النظام السوري هي البديل المرعب، وهي التي تهدد أمن إسرائيل والمتوسط، وهي التي تهدد استقرار المنطقة، وهي التي تهدد المصالح الغربية والصهيونية ومصالح الاستبداد والطغيان!!! فإذا كانت لحظة الحساب لأي نظام عربي ستنتهي بالاستعانة الفاضحة بإسرائيل! فلماذا لا تسعد القاعدة بالثورات العربية؟ وما الذي سيمنع الأمة من الانتشاء بالقاعدة؟ ذلك أن القاعدة، باعترافهم، صدقت حيث كذبوا. وهذا يعني أن حملات التشويه والتحريض التي صرف الغرب وحلفاؤه عليها مليارات الدولارات ذهبت في لحظة ريح عاتية. مَثلُها، في الزوال، كمَثل التحليلات التي بشرت بأفول نجم القاعدة بعد اندلاع الثورات العربية أو مقتل الشيخ أسامة.

إذن، على النقيض من أهداف القاعدة؛ وبلسان القوم، فإن أهداف النظم العربية وشرعيتها محصورة بتوفير « الاستقرار والأمن» للمنطقة وإسرائيل! وإذا كانت هذه الرؤية واقعة حتى في صميم النظم المصنفة بالراديكالية، وتعكس حقيقة المشكلة مع القاعدة أو السلفية؛ فهل من تفسير لهذه الصراحة الرسمية إلا أن يكون المحتوى الحقيقي للمقاومة والممانعة، طوال عشرات السنين، مجرد أطروحة مخادعة وغادرة. تماما كأطروحة « التوازن الاستراتيجي»، أو الأهداف الوهمية لدعاة الثورة والقومية العربية وحكم الشعب والجماهيريات العظمى؟

ميزة الثورات العربية تكمن في قدرتها على إصابة الطغاة بهستيريا تسقط معها كل الأوراق، وتعريهم بحيث لا يجدون ما يسترون به عوراتهم إلا القلنسوة اليهودية. لذا؛ فالثورات العربية، من المغرب العربي، مرورا بمصر، وحتى بلاد الشام، وخاصة في سوريا، هي ثورات طاحنة لا تأبه لفزع نظام يهدد بأنه لن يعاني وحده وهو يتهاوى، ويقسم كاذبا أنه لن يطلق النار على الناس، ولا لدعوات حوار وطني أو مصالحات مستحيلة التحقق مع من قهروا الأمة وسفكوا دماءها وباعوها رخيصة لأحط خلق الله من البشر. ثورات وقائعها الملحمية واحدة، وعدوها، بالمحصلة، واحد. فإسرائيل حاضرة في ليبيا، كما هي حاضرة في سوريا وفي اليمن ومصر وتونس، وفي كل بلد عربي. ولعلها مفارقة طريفة أن التاريخ الذي سجل في يوم ما صرخة مأثورة لامرأة مسلمة ضد الروم: « وامعتصماه» هو ذاته الذي يسجل اليوم صرخة مذلة لحكام صاروا يستنجدون باليهود بأعلى صوتهم: « وا إسرائيلاه» !!!! لكن من ينجد إسرائيل من ورطتها حتى يجد هؤلاء من ينجدهم؟



نشر بتاريخ 15-05-2011


---------- الرسالة المعاد توجيهها ----------
من: راضي <radymrzoq@yahoo.com>
التاريخ: 17 مايو, 2011 03:50 ص
الموضوع: وا إسرائيلاه !!! د. أكرم حجازي



__._,_.___
__________________
[
رد مع اقتباس