عرض مشاركة واحدة
 
  #1  
قديم 02-17-2011
|علاء| |علاء| غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: بيت المقدس
المشاركات: 336
افتراضي حكم المظاهرات السلمية ضد الحكام

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .


طوبى لمن أظهر الحق ولم يخشى في الله لومة لائم .

1709 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَعَلَى أَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ
وَحَدَّثَنَاه ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ عَنْ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ الْهَادِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ

(صحيح مسلم , كتاب الإمارة , حديث رقم 1709)


حكم المظاهرات السلمية ضد الحكام


أولاً وليس أخيراً , الأحكام نأخذها من كلام الله وكلام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقط.
فكل حكم متطرف على كلام الله وكلام الرسول سبيله باطل باطل والأخذ به حرام .

كنت قد أوردت في مشاركة سابقة لي , ذكرت فيها أن حكم الخروج والثورة ضد الحكام لظلمهم
معصية لله والرسول , وأن من قد خرج على الحاكم لظلمه ,والمقصود بالخروج أي عدم طاعة الحاكم
في أي أمر والخروج عليه , ومنازعته ومقاتلته , بدون علم , أي بدون أن يعلم أن خروجه هذا معصية لله وللرسول
فحكمه عند الله , إن شاء الله غفر له وإن لم يشأ لم يغفر له , فحكمه يرجع لله .

ونحسب عليه المغفرة من الله , لقوله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

صدق الله العظيم
(سورة المائدة : أية 3 )


والظلم هنا مقصود به النواحي الدنيوية , أي إن قد قام الحاكم بنهب أموال الشعب وغيره .

ومثال على هذا ما حدث في تونس ومصر , حيث إقتصرت ثورات هذه البلاد على القيام للمطالبة
بالحقوق الدنيوية . أما بحال تونس , فلا شك فيه أن الحاكم الظالم قد قيد الحقوق الدينية الأخروية تقييداً
شديداً , ولكنه ما زال قد سمح لشعبه بإقامة الصلاة ضمن هذه الشروط المقيدة , فمن خرج على هذا
الحاكم بحجة "ما أقاموا فيكم الصلاة " لحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , حجته باطلة ,
لأن حاكم تونس لم يمنع الصلاة بشكل تام , بل سمحها , لكن مع شروط مقيدة جداً .


ومن هنا قد يسأل السائل :"هل خروج الشعب على الحكام معصية لله وللرسول في جميع النواحي " ؟

والجواب يكون : لا

حيث أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد بين لنا من خلال الأحاديث , الشروط التي عليها
يقوم الشعب والناس بالخروج على الحكام :

1- ظهور الكفر البواح على الحكام
2- الحكم بغير كتاب الله وشرعه .
3- ما صلوا
4- ما أقاموا فينا الصلاة

والخروج بهذه الشروط يتم بشكل جماعي يشمل كافة المسلمين , وأجاز الرسول إستعمال السلاح.
لا بشكل فردي أو حزبي .
فمن خرج على الحاكم ونيته الخروج على الحاكم لأجل هذه الشروط التي حددهما الرسول ,
فخروجه طاعة لله وللرسول وليس معصية .



وقد يسأل السائل " فهمنا أن الخروج على الحكام يقتضي بالشروط التي حددها الرسول , وغير هذه الشروط
فالخروج معصية لله وللرسول , ولكن ماذا عن المظاهرات السلمية التي لا تعد خروجاً على الحكام " ؟

الجواب :

إن ظننت أن دينك الإسلام لن يجيبك على هذا السؤال لعدم إيجاد جواب لك عن سؤالك ,
فظنك هذا ( عن قصد ) يتهم هذا الدين بالنقص وعدم الإكتمال والتمام ,
وبالتالي تكذيب كلام الله .

قال الله :

بسم الله الرحمن الرحيم

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .

صدق الله العظيم
(سورة المائدة : أية 3 )


الجواب :

حكم المظاهرات السلمية ضد الحكام : معصية لله وللرسول كما الخروج عليهم ( الحكام ) .

يجب علينا أن نسأل سؤالاً مهماً , لماذا قد يخرج الإنسان ليتظاهر مظاهرة سلمية ضد الحاكم ؟

الجواب لأنه يكره عمله , ويريد للوضع أن يتغير , ولا يريد أن يخرج على الحاكم , ولا أن يعصي الله
والرسول , ولكن فقط يريد أن يتظاهر مظاهرة سلمية .

ولكن ...

هل المظاهرة السلمية جائزة , الجواب لا وألف لا .

أما هذا لا هو رأيي ولا ظني ولا تفسيري , هذا الحكم إستخرجته من كلام الله وكلام الرسول
فقط .


قد يسأل السائل " كيف , مع العلم أن المظاهرات السلمية ليست خروجاً ؟ "

لست أنا من سيجيبه , بل سيجيبه قول الله وقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .

قول الله :

على المرء دائماً أن يلجأ إلى الله وكلامه وكلام الرسول , لا أن يتصرف من تلقاء نفسه .

وفي أي حالة من الأحوال , على المرء أن يتصرف بحكمة .

قال الله :

بسم الله الرحمن الرحيم

كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ

صدق الله العظيم
(سورة البقرة , أية 151 )

وبالتالي , من إستخدم الحكمة وأطاع الله والرسول طاعة تامة , فسيدرك أن التظاهرات السلمية
ضد الحكام معصية لله وللرسول .

قال الله :



وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

صدق الله العظيم
(سورة البقرة , أية 155- 157 )

فنرى أن الملجأ الوحيد حين يطغى ويفسد الحكام هو الصبر عليهم , إلا إن ظهر الكفر البواح عليهم .

فهل يعتبر التظاهر السلمي صبراً ؟

لا , فهي مظاهرة , وإن كانت سلمية , والتظاهر ليس صبر , بل من صبر أطاع ولم ينازع أهل الأمر .
فالتظاهر السلمي يعد قلة صبر , وبكونه قلة صبر فالتظاهر يعد معصية لله والرسول في هذا الحال ,
حيث أمرنا الله والرسول بالصبر .


أما الأن قول الرسول :

" - ص 1478 -" 1849 وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا الْجَعْدُ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرًا فَمَاتَ عَلَيْهِ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً .

وعلمت الكلمة "شبراً " باللون الأحمر , لأظهر أن الخروج على الحكام درجات , ومعصية الله ورسوله في الحكام
درجات , ولا يجوز أبداً الخروج من السلطان ولو شبر واحد , فمن أجاز وأتاح للمسلمين التظاهر السلمي
فحكمه باطل يخالف قول الله وقول الرسول .

أما من أراد أن يخالف , فهو يخالف كلام الله والرسول لا قولي .


نكمل بقول الرسول :


بَاب خِيَارِ الْأَئِمَّةِ وَشِرَارِهِمْ

1855 حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ

فالطاعة تكون في مجمل الحال لا بعضه , أفتطيع الله والرسول في عدم الخروج على الحكام وتعصيه
في غير ذلك من "تظاهر سلمي " ضد الحكام ؟

وأخيراً أقول :

من أراد أن يطيع الله والرسول فطوبي وألف طوبى له , ومن أراد أن يعصي بعد أن علم , فهو حر
معصيته يحاسبه الله عليها .


أما للختام , أريد أن أبين الحكمة من عدم التظاهر السلمي ضد الحكام .

الحكمة :

1- عدم زهق الأنفس البريئة , وعدم التطور لوضع الخروج على الحكام
2- ليعلم من يتبع الرسول إتباع خالص في جميع النواحي.


نتائج التظاهر السلمي :


قال بعض المتظاهرين في تونس ومصر أن التظاهر سلمي .

أما نواتجه فمئات القتلى في تونس ومصر لمن لم يعلم .

( لا أريد الإطالة , لمن أراد أن يعلم كم من نفس قتلت جراء "التظاهر السلمي "
فليدخل وليبحث في المواقع الإخبارية ) .

طوبى لمن أطاع الله والرسول ولم يخرج على الحاكم لظلمه إلا إن ظهر عليه الكفر البواح لنا من الله فيه
برهان أو حكم بغير كتاب الله وشرعه , ولم يخرج ليتظاهر "مظاهرة سلمية " التي تؤدي إلى إراقة الدماء
البريئة والتي تعد عدم صبر وبالتالي تعد معصية لله وللرسول .
فالدين لا يخطأ , ولكننا نحن بني البشر من نخطئ , فبالمظاهرات السلمية , الغير مرخصة من قبل الحكومة ,
ولن توافق الحكومة أبداً على مظاهرات تقضي بتغيير الحكومة , سيكون وضع إستنفار من قبل قوات الأمن ,
مما ينجم ويسفر عن مئات القتلى لردع هذه "المظاهرات السلمية " كما حدث في تونس ومصر وما يحدث في
غيره من البلاد مثل ليبيا واليمن وغيره .

ألا أن لنا أن نخلص توحيدنا لله ونطيعه ورسوله الكريم طاعة تامة ؟

اللهم اشهد أني قد بلغت ,
اللهم اشهد أني قد بلغت .



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
__________________


آخر تعديل بواسطة |علاء| ، 03-09-2011 الساعة 02:59 PM
رد مع اقتباس