الموضوع: للمراجعة :
عرض مشاركة واحدة
 
  #6  
قديم 02-16-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: للمراجعة :

هذا جزء من حوار تم بين شاب من حزب التحرير مع شخص تارك للحزب بتاريخ 26/01/2011 أثناء أحداث الثورة في تونس وقبل حدوثها في مصر، أضعه هنا للفائدة.
.
.
التحريري: إن الأحداث في تونس وإن كان منشؤها الشعب خارج سيطرة الحكومة والجيش، لكن الواضح ان الجيش بدأ يسيطر على الوضع هناك .
التارك: لماذا لا يقوم الحزب بأعمال هناك في تونس للسيطرة على الشارع ومن ثم السيطرة على الحكم ؟
التحريري: إن شباب الحزب هناك يقومون بأعمال لكنها لاتظهر في الإعلام .
التارك: أنا لا أعتقد أن الحزب يقوم بأي عمل هناك، فالمفروض أن يقوم الحزب الآن بعمل في تونس يؤدي إلى استلام الحكم وإعلان الخلافة .
التحريري: أنا أعتقد أن الأمور ليست هي كما تظهر في الإعلام . فقيادة الحزب لديها البصيرة الكافية التي تجعلها تقوم بالتخطيط والترتيب والتنفيذ في جميع الأعمال.
التارك: لو سيطر الحزب الآن على تونس وقام بتحريك الشارع في مصر وفي فلسطين فإن الدولة الاسلامية ستقوم. لأن مصر وفلسطين هما البلدين الذين لو تحرك الحزب فيهما كما تحرك الناس في تونس لانقلبت الموازين ولقامت الدولة.
التحريري: إن الحزب لو غلب على ظنه بأن تحريك الناس في بلد معين سوف يؤدي إلى استلام الحكم وإعلان الخلافة وكان قادراً على تحريك الناس لما تردد لحظة واحدة في القيام بهذا العمل. ثم إن هناك أعمال كثيرة لو قام بها الحزب لربما استلم الحكم أو حرك الشارع ولكن الأمور ليست كما تراها أنت في الظاهر.
التارك: أريد أن أسألك عن الفرق بين شباب الحزب وبين قيادته ؟ أليس الفرق هو في الصلاحيات ؟ حيث أن القيادة تملك صلاحيات لا يملكها الشباب، بينما يتساوى الشباب مع القيادة في رؤية الواقع فالذي تراه القيادة هو نفس ما أراه أنا في الواقع، وأنا أتحرق للحركة ولكن القيادة لا أراها تتحرك ! .
التحريري: أخي الكريم، إن كنت تقصد أن قيادة الحزب ضعيفة ولا تستطيع القيام بأعمال على مستوى الأهداف فإنني أريد أن ابين لك أمراً ربما تكون غافلاً عنه :

" صحيح أن الفرق بينك وبين قيادة الحزب هو الصلاحيات الممنوحة للقيادة، نعم ولكن استخدام هذه الصلاحيات في الإقدام على عمل أو الإحجام عنه إنما هو أمر متروك للقيادة أيضاً. والقيادة إنما تقرر الإقدام على أو الإحجام عن القيام بالعمل بناءً على المعلومات المتوفرة لديها. ربما يكون ما تدعيه من أنك تستطيع أن ترى ما تراه القيادة نفسها وربما تكون أنت على درجة عالية من الوعي على السياسة العالمية، نعم ربما يكون الامر كذلك ولكن إعلم : أن ما تراه أنت إنما يكون مبنياً على أخبار أوعلى معلومات ناقصة، بينما ما تراه قيادة الحزب إنما يكون مبنياً على معلومات صحيحة كاملة. لذا فإن ما تراه القيادة يكون أوثق وأعمق مما يراه الشباب أو مما تراه أنت !

ثم إن الصلاحيات ( التي تدعي أنت أنها هي الفرق بين القيادة وبين شباب الحزب) إنما هي تعطى وتمنح للقيادة بناء على الثقة بهذه القيادة. والثقة هذه إنما تـُعطى للقيادة بناء على ثقة شباب الحزب في الله، فنحن نثق بالله ومن ثقتنا به نثق بقيادة هذا الحزب، فالثقة هذه هي ثقة روحية خالصة، وليست ثقة مادية لا روح فيها. ولذا فإنك إن فصلت الرو ح عن الثقة التي أوليتها للقيادة فإنك سوف تقع في اليأس وسوف تبدأ في الإنتقاد كما هو حاصل الآن، بينما لو كانت ثقتك في القيادة مبنية على ثقتك بنصر الله ووعده فإنك سوف تزداد يقينا بوعد الله وبقيادة الحزب. أي أن ثقتك بقيادة الحزب لو كانت مبنية على ثقتك بالله فإنك كنت ستقول عن ثورة تونس أنها زادت ثقتك بالله وأن الأمة مازال فيها الخير وأن الله عندما يريد فإنه سوف يهيء للحزب رجالاً ينصرونه ويحملون دعوته، أما وإن ثقتك بقيادة الحزب هذه باتت ضعيفة ومبنية على المادة لا على الروح فإنك صرت تقول: إن القيادة يجب أن تفعل كذا وكذا .. ونسيت أن النصر لا يأتي من القيادة إنما يأتي من الله .

أخي الكريم، يقف الشاب دوما في مفترق طريقين، الأول هو طريق الثقة بالله، والثاني هو اليأس من نصر الله، والفاصل بينهما صغير جداً لا يشعر به إلا من كان حاضر القلب، فهو عندما يسلك طريق الثقة فإنه يزداد إيماناً وثقة بقيادة الحزب، وأما إذا سلك طريق اليأس فإنه يبدأ بالتذمر وإلقاء اللوم على القيادة وهو لا يدري أنه فقد الثقة بالله وبنصره ! أقول: إن الفاصل بين الطريقين صغير جدا لدرجة أنه ربما لا يشعر به المرء فيدخل الشيطان الى قلبه ليوسوس له..."
.
.
كان الحوار طويلا ولكنني اقتبست منه هذا القسم وكتبت ما بقي في ذاكرتي من معاني وأفكار أضعها هنا للفائدة



عن العقاب
رد مع اقتباس