عرض مشاركة واحدة
 
  #19  
قديم 11-30-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: الرد على شبهات الشيعة

وأما الرد على أدلتهم:
1.قول الله تعالى : "لا يَتَّخِذُ المُؤمِنُونَ الكَافِرِينَ أَولِيَاءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ وَمَن يَفْعَلُ ذَلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللهِ فِي شيءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُم تُقَاةً",الآية صرّحت من أولها أن الأمر بين المؤمنين والكافرين,أي أنه لا يجوز أن يتخذ المؤمنون الكافرين أولياءً وأنصارًا, والآية تنهىالمؤمنين - بعد ما بيّن لهم بغي المخالفين وإعراضهم _ أنْ يتخذوا الكفّار أولياءَ من دون المؤمنين؛ لأنّ اتّخاذهم أولياء ـ بعد أنْ سَفَّه الآخرون دينهم وسَفَّهوا أحلامهم في اتِّباعه ـ يعدّ ضعفاً في الدين وتصويباً للمعتدين, قال ابن عاشور:"والاستثناء في " إلاّ أن تتّقوا " منقطع ناشىء عن جملة " فليس من الله في شيء " لأنّ الاتّقاء ليس ممّا تضمنه اسم الإشارة، ولكنّه أشبَه الولاية في المعاملة. والاتّقاء: تجنّب المكروه، وتعديته بحرف (مِن) إمّا لأنّ الاتّقاء تستّر فعديّ بمن كما يعدّى فعل تستّر، وإمّا لتضمينه معنى تخافوا.


و { تُقاةً } قرأه الجمهور: بضم المثنّاة الفوقية وفتح القاف بعدها ألف، وهو اسم مصدر الاتّقاء، وأصله وُقَيَة فحذفت الواو التي هي فاء الكلمة تبعاً لفعل اتّقى إذ قلبت واوه تاء ليتأتّى إدغامها في تاء الافتعال، ثم أتبعوا ذلك باسم مصدره كالتُّجاة والتكْلة والتوءَدَة والتخْمة إذ لا وجه لإبدال الفاء تاء في مثل تقاة إلاّ هذا. وشذّ تُراث. يدل لهذا المقصد قول الجوهري: «وقولهم تُجاهك بني على قولهم اتّجه لهم رأي». وفي «اللسان» في تخمة، «لأنّهم توهّموا التاء أصلية لكثرة الاستعمال». ويدل لذلك أيضاً قرن هذه الأسماء مع أفعالها في نحو هذه الآية، ونحو قوله:" يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته

"[آل عمران: 102] وقرأه يعقوب بفتح الفوقية وكسر القاف وفتح التحتية مشدّدة بوزن فَعِيلة.


وفائدة التأكيد بالمفعول المطلق هنا: الإشارة إلى تحقّق كون الحالة حالة تَقِية، وهذه التقية مثل الحال التي كان عليها المستضعفون من المؤمنين الذين لم يَجدوا سبيلاً للهجرة، قال تعالى:" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان "[النحل: 106] ومثل الحالة التي لقيها مسلمو الأندلس حين أكرههم النصارى على الكفر فتظاهروا به إلى أن تمكّنت طوائف منهم من الفرار، وطوائف من استئذان الكفّار في الهجرة إلى بلاد الإسلام فأذن لهم العدوّ، وكذلك يجب أن تكون التُّقاة غير دائمة لأنّها إذا طالت دخل الكفر في الذراري.
وقوله: " ويحذركم الله نفسه"تحذير من المخالفة ومن التساهل في دعوى التقية واستمرارها أو طول زمانها.
وقال الطبري:" فـالأغلب من معانـي هذا الكلام: إلا أن تـخافوا منهم مخافة. فـالتقـية التـي ذكرها الله فـي هذه الآية إنـما هي تقـية من الكفـار، لا من غيرهم".اهـ
وهي من باب الرخصة التي يرخصها الله لعباده,وللمسلم أن يأخذ بها أو أن يصبر ويحتسب وتُكتب له ,فقد فعل ياسر بالرخصة ونطق بالكفر وقلبه مفعم بالإيمان.وأما بلال بن رباح فلم يأخذ بالرخصة ولم ينطق بالكفر بلسانه وصبر واحتسب .
2.وأما قوله تعالى:"مَنْ كَفَرَ بِاللهِ بَعدَ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ",فالإكراه: الإلجاء إلى فعل ما يُكْرَه فِعلُه. وإنما يكون ذلك بفعل شيء تضيق عن تحمّله طاقة الإنسان من إيلام بالغ أو سجن أو قيد أو نحوه.


وقد رخّصت هذه الآية للمكره على إظهار الكفر أن يظهره بشيء من مظاهره التي يطلق عليها أنها كفر في عرف الناس من قول أو فعل.

وقد أجمع علماء الإسلام على الأخذ بذلك في أقوال الكفر، فقالوا: فمن أكره على الكفر غير جارية عليه أحكام الكفر، لأن الإكراه قرينة على أن كفره تقية ومصانعة بعد أن كان مسلماً. وقد رخّص الله ذلك رفقاً بعباده واعتباراً للأشياء بغاياتها ومقاصدها.

وفي الحديث: أن ذلك وقع لعمار بن ياسر، وأنه ذكر ذلك للنبي فصوّبه وقال له: " وإن عادوا لك فعُد "
وأجمع على ذلك العلماء. وشذّ محمد بن الحسن فأجرى على هذا التظاهر بالكفر حكمَ الكفّار في الظاهر كالمرتدّ فيستتاب عن المِكنة منه.
وإذا كان الإكراه موجب الرخصة في إظهار الكفر فهو في غير الكفر من المعاصي أولى كشرب الخمر والزنا، وفي رفع أسباب المؤاخذة في غير الاعتداء على الغير كالإكراه على الطلاق أو البيع.
وهذه أيضًا من باب الرخصة ,وهي تكون أيضًا بين المؤمنين والكافرين لأن المؤمن لا يكره أخاه المؤمن على الكفر,وبهذا تبطل حجة من يقول بالتقية مع المسلمين.
3.وأما قوله تعالى:":"وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكتُمُ إِيمَانُهُ",أولًا: هذه الآية في واحد من قوم فرعون وزمن سيدنا موسى عليه السلام,وقد يكون كتم الإيمان "التقية" من شريعة موسى عليه السلام, وشريعة من قبلنا ليست شريعة لنا,وثانيًا:الرجل مؤمن وفرعون كافر بل وهو رأس الكفر, فالمسألة هي في الواقع بين مؤمن وكافر,وإظهار هذا المؤمن لإيمانه فعلًا يؤدي إلى قتله وخاصة أنه من آله أي من أهله وعشيرته, وتنطبق هنا التقية بين المؤمنين والكافرين كرخصة منّها الله على المؤمنين.
4.وأما قوله تعالى:" وَلا تُلْقُوا بِأَيدِيكُمْ إِلَى التَهْلُكَةِ ", فهذه الآية لا تدل من قريب ولا بعيد على هلاك النفس وإزهاق الروح,ومن باب أولى ألا تدل على"التقية" وقد أخطأ كثير من الناس في فهمها وأنها دليل على عدم إلقاء النفس في الهلاك الجسدى وإزهاق الروح, فالآية تقول:"وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ ", مستهل الآية يأمر بالإنفاق في سبيل الله أي في الجهاد وتاليها ينهى عن الإلقاء إلى التهلكة, قال الشعراوي:"وقوله الحق: "وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ " يكشف لنا بعضاً من روائع الأداء البياني في القرآن؛ ففي الجملة الواحدة تعطيك الشيء ومقابل الشيء، وهذا أمر لا نجده في أساليب البشر؛ فالحق في هذه الآية يقول لنا: "وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ " أي أنفقوا في الجهاد، كما يقول بعدها: "وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ " لماذا؟ لأن الإنفاق هو إخراج المال إلى الغير الذي يؤدي لك مهمة تفيد في الإعداد لسبيل الله، كصناعة الأسلحة أو الإمدادات التموينية، أو تجهيز مبانٍ وحصون، هذه أوجه أنفاق المال. والحق يقول: "وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ". وكلمة " ألقى " تفيد أن هناك شيئا عالياً وشيئاً أسفل منه، فكأن الله يقول: لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، وهل سيلقي الواحد منا نفسه إلى التهلكة، أو أن يلقي نفسه في التهلكة بين عدوه؟ لا، إن اليد المغلولة عن الإنفاق في سبيل الله هي التي تُلقي بصاحبها إلى التهلكة؛ لأنه إن امتنع عن ذلك اجترأ العدو عليه، وما دام العدو قد اجترأ على المؤمنين فسوف يفتنهم في دينهم، وإذا فتنهم في دينهم فقد هلكوا. إذن فالاستعداد للحرب أنفى للحرب، وعندما يراك العدو قوياً فهو يهابك ويتراجع عن قتالك".اهـ
يتبع...
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس