عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 10-12-2011
خلافة خلافة غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 56
افتراضي رد: إنحراف حزب المهندس عن طريقة رسول الله في إقامة الدولة الإسلامية

تابع

ثالثاً: تحديد ما تريد قيادة الناس له. وذلك أن قيادة أيّ شخص أو حزب للناس تكون إمّا في الجزئيات ولو في الغاية العامة أي تحقيق مطلب من المطالب الجزئية للأمة كفتح طريق مثلاً أو لتحقيق المطلب الأصلي وهو تسلّم الحكم. أما حزب التحرير فإنه لا يقود الأمة لتحقيق المطالب الجزئية بل يتخذ المطالب الجزئية طريقة للوصول إلى قيادة الأمة بإثارة التذمر فيها ودفعها لطلب تطبيق الإسلام، ولكنه لا يقودها لتحقيق جزئيات حتى ولا يُظهر رضاه عن تحقيق الجزئيات وترك التطبيق الكامل الشامل للإسلام. وقيادته للأمة إنما تكون لطلب تطبيق الإسلام ولإقامة الخلافة الإسلامية، فلابدّ من تحديد قيادة الأمة له وهو إقامة الخلافة، وأن يكون التحديد بارزاً ولافتاً للأنظار، فصار لابدّ أن تكون المحاولة لأخذ قيادة الأمة محصورة بإقامة الخلافة مع استمرار التبني للمصالح الجزئية وملاحظة الفرق بين التبني وبين قيادة الأمة وإبقاء الإدراك على دوام التحديد لما تريد قيادة الناس له بأنه إقامة الخلافة.

رابعاً: أنه يهتم اهتماماً فعالاً بجعل شباب الحزب أشخاصاً أقوياء لأنّ الحزب إنما يأخذ الحكم بقوته هو وشخصيته وقوة أعضائه، ومن الرأي العام المنبثق عن الوعي العام الذي له في المجتمع ولدى الجماهير، أي أنّ الحزب يصل إلى الحكم ويثبت فيه حين يصبح قوة سياسية واسعة النفوذ دقيقة التنظيم مستندة إلى قاعدة كبرى من جماهير الأمة وسواد الناس. وهذا يقتضي أن يكون شبابه أقوياء وقوتهم هذه تسهم إسهاماً كبيراً في تقوية شخصيته، فإنها إلى جانب أعماله التي يقوم بها وأفكاره الديناميكية التي يبثها تجعل الناس يلمسون بأيديهم قوة شخصيته حين يلمسون قوة أعضائه، ولا شك أن دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن ينصر الإسلام بأحد العُمَرَيْن إنما كان من أجل تقوية شخصية الدعوة في نفوس الناس، ولذلك كان لابدّ أن يُهتم اهتماماً فعالاً بجعل شباب الحزب أقوياء في المجتمع. أما كيف يوصَل إلى ذلك، فإنه واضح في واقع سير الحياة. فإنّ الشخص يصبح قوياً من جراء قيامه بأعمال توجِد له قوة لدى الناس، وهو إمّا أن يقوم بأعمال في الدعوة توجِد قوة، وإمّا أن يكون قد قام بأعمال قبل الدعوة تتعلق بخدمة الإسلام أو العلم أو قضاء مصالح الناس أو ما شاكل ذلك. ولذلك يُسلك إلى جعل شباب الحزب أقوياء طريقان: أحدهما أن يعمل جميع شباب الحزب في الاتصال الحيّ بشكل قوي مؤثر لتكون لهم شخصيات مؤثرة، ولكن لا يكون ذلك بحركات اصطناعية أو أعمال مقصودة بل يكون بصدق لهجتهم ووضوح أفكارهم وصراحة أقوالهم، وتمثّل القيم الرفيعة في تصرفاتهم، ولا شك أنه سينجم عن ذلك بروز أشخاص أقوياء من بينهم يفرضون أنفسهم على الأمة وتراهم قادة لها، بل تراهم وحدهم القادة وتفضلهم على المشايخ في فهم الإسلام وأخذه عنهم، وعلى السياسيين في فهم السياسة منهم، وعلى الزعماء في الانقياد لهم وتسليمهم رعاية شؤونهم، وبذلك يوجد أشخاص أقوياء في الحزب. أما الطريق الثاني، فهو أن يحاوَل كسب أشخاص أقوياء يدرُسون في الدعوة ويكونون أعضاء في الحزب إذا فرضوا أنفسهم على الحزب. ولكن لا يصح أن يكون ذلك بتخصيصهم بالدعوة وصرف الاهتمام لهم بل ببذل شيء من العناية أثناء الدعوة لمن لهم شخصية قوية مؤثرة فكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً أو من ناحية قضاء مصالح الناس أو ما شابه ذلك، ومثل هؤلاء يحتاجون إلى المثابرة والصبر وحسن التأني، ولكن يجب أن تُتجنب المجاملة والملاينة معهم، بل يُسلك معهم في الدعوة كما يُسلك مع أي إنسان، فيخاطَبون بالحكمة، أي بالبرهان العقلي، لا اللين إن كانوا يريدون فهم الإسلام عن طريق عقلي، أو يخاطَبون بالموعظة الحسنة، أي التفكير الجميل، إن كانوا ممن لا تمكّنهم ظروفهم من العناية بالأفكار والأبحاث، أو يخاطَبون بالنقاش القوي المؤثر، إن كانوا ممن يحملون أفكاراً غير ما يتبناه الحزب من طريقة أو من أفكار، ويُحرص على أن يُكسبوا للأفكار التي يحملها الحزب، وبعد ذلك يجنى كسبهم للحزب تبعاً لذلك، ولا يُحرص على كسب أشخاص للحزب أولاً، بل يجب إدراكاً بارزاً أن كسبهم للأفكار هو الأصل.

خامساً: أن يكون القصد من جميع عمليات الاتصال الحيّ إيجاد قاعدة كبرى من جمهرة الأمة وسواد الناس للحزب في المجتمع، وهو ما يسمى عند بعض الناس بالقاعدة الشعبية، وذلك أنّ الأمة هي السند الطبيعي للسلطة وهي الوسيلة الفعالة لإزالة السند غير الطبيعي الذي يسند السلطة، وهي الأداة المؤثرة التي تُضعف الوسائل التي تساعد على سند السلطة، ولذلك فإن الطريق العملي لتسلم السلطة تسلماً طبيعياً إنما هي إيجاد قاعدة كبرى من جمهرة الأمة وسواد الناس تكون الأداة المباشرة لتسلم السلطة والحصن الحصين الذي يصونها ويعلي من مكانتها، ومن هنا كان لابدّ أن يُبذل جهد غير عادي لإيجادها، وأن يتصوّر كل شاب أثناء قيامه بأعمال الحزب ولا سيما في الاتصال الحيّ أهمية إيجاد هذه القاعدة، فيقوم بوضع اللبنات في بنائها ولو لبنة واحدة في كل عمل حتى يسير بناء هذه القاعدة سيراً حثيثاً بعناية ووعي وبإتقان وتتابع.

إلا أنه يجب أن يكون واضحاً أنه ليس المقصود من بناء القاعدة الكبرى من جماهير الأمة وسواد الناس هي فقط إيجاد الرأي العام لأفكار الحزب وللحزب وجماهير مؤيدة له وسائرة وراءه فيُسرِع الحزب وشبابه إلى هذه العملية بإثارة المشاعر وتصوير مطالب الأمة قريبة التناول، رابحة النتيجة ربحاً دنيوياً، بل المقصود هو إيجاد قاعدة كبرى تستعد لحمل المسؤولية الثقيلة التي ستُلقى على عاتقها في مواجهة الأخطار ومصارعة القوى على المدى الطويل وبنفس طويل، ولذلك لابدّ من الاعتماد على إيجاد الوعي العام قبل الرأي العام، والاعتماد على الفكر قبل الاعتماد على المشاعر، وإيجاد الإدراك الواقعي والبعد عن الفروض النظرية والتخيلات. فإنّ الحزب سيقيم الدولة بهذه القاعدة، وسيواجه حرب التدخل بهذه القاعدة، وسيحمل الدعوة دولياً إلى العالم، ويصارع الدول في الموقف الدولي والمجتمع الدولي بهذه القاعدة. ولذلك لابدّ أن تكون الأمة كلها أو في مجموعها هي القاعدة وأن يكون الرأي العام فيها منبثقاً عن الوعي العام، مركَّزاً تمام التركيز وعن إيمان عقلي وتصديق يقيني عن دليل، وأن يكون تأييد الجماهير تأييداً يصل إلى حدّ الاستعداد للاستشهاد عن رضا واطمئنان، وبشوق لجنّات النعيم ورضوان الله. فإنّ الحزب لا يريد من الأمة لتعطيه أصواتها في الانتخاب، وإنما يريدها لتجاهد الكفار لإعلاء كلمة الله. وفرْق بين غاية من يريد أخذ الأصوات للنجاح في أخذ الحكم، وبين غاية من يريد الجهاد في سبيل الله، وخوض المعارك الحاسمة لرفع راية الإسلام. وإذا جاز أن يُضرب المثل في ما هو أقل، كما ضرب الله الأقل لنوره- مثلاً من المشكاة والنبراس، فإن ما حصل في سورية لعبد الناصر مع توهّمه بأنّ له قاعدة شعبية فيها، وما حصل في تركيا للحزب الديمقراطي بعد قلبه عن الحكم، من ثبوت الناس هناك بجانب اتجاهه، يمكن أن يكون مثلاً قرّب الفارق بين قاعدة من جماهير الأمة وسواد الناس تُبنى بالمشاعر وتقريب المطالب، وبين قاعدة تُبنى فيما لدى الأمة من عقائد عميقة الجذور في النفوس. لقد كانت لعبد الناصر مكانة ضخمة إلى أبعد الحدود وأقام فيها تنظيماً لقاعدة شعبية اعتمد فيها على نظام معقد شكلي وسندها بالأمة وغذاها جميعاً بالمشاعر تلو المشاعر، وكان يظن أنها تصمد لأقوى الزعازع، ولذلك حين قام الانقلاب ضدّه نهض لمقاومته بخطاب يثير المشاعر، وهدد القائمين بالانقلاب بالزحف عليهم من كل صوب، ولكنها كانت مثل كومة قش صغيرة ما لبث أن انطفأت من أول نفخة. أمّا الحزب الديمقراطي في تركيا فإنه رغم قوة العسكريين الذين قاموا بالانقلاب فإنه كانت له قاعدة كبرى من جماهير الأمة وسواد الناس قد ثبتت إلى جانبه في الأوقات العصيبة، ولولا أنها كان ينقصها التنظيم الدقيق لأحبطت الانقلاب الذي قام ضد الحزب من أول يوم. ولهذا نجدها حين وُجدت الانتخابات لمجلس نواب وشيوخ؛ أي لإيجاد حكام، وقفت بشكل جارف بجانب ورثاء الحزب، وبالرغم من وقوف السلطة ضدّ هؤلاء الورثاء وبجانب خصومهم فقد كانت نتائج الانتخابات انقلاباً ضد الانقلاب، وكانت كافية لاسترجاع السلطة لو كان ورثة الحزب الديمقراطي يملكون الشجاعة أو يدركون الكفاح، وما ذلك إلا لأنّ عدنان مندريس والحزب الديمقراطي كانوا ما لدى الأمة من عقيدة عميقة الجذور حين كانوا يتبنون احترام الإسلام وإعادة مشاعره وتشجيع ثـقافته وأفكاره وإيجاد الأمل لإعادة دولته. فهذا الفرق بين وضعين يمكن أن يشاهد فيه خطر القاعدة الكبرى التي تؤخذ بالمشاعر والرأي العام فقط، وأهمية القاعدة التي تؤخذ بفكر عميق الجذور في النفوس. ولهذا كان لابدّ من إدراك ما هي هذه القاعدة الكبرى من جماهير الأمة وسواد الناس التي يراد بناؤها للحزب ليدرك من إدراك ماهيتها الطريق الذي يُسلَك في بنائها، غير أنّه يجب أن يكون واضحاً أن ليس معنى بناء القاعدة الكبرى من جماهير الأمة وسواد الناس بالفكر لا بالمشاعر هو عدم العناية بالمشاعر أو تعليم جميع الناس جميع أفكار الإسلام وأحكامه، بل المراد هو أن تعطى الأفكار الأساسية للناس على وجه يجعلها عميقة الجذور في النفوس، أو يعطون أهمها بطريقة تثير التفكير وتحرك العقل وتجعل جذورها تمتد في النفوس إلى مدى بعيد، وهذا يوجِد المشاعر المتدفقة والحماس الدائم، إذ أن الذي يوجِد المبدأ ويركزه في الأفراد والأمة هو الفكر الأساسي، وأما الأفكار الفرعية والأحكام التي تعالج الأعمال فإنها نتيجة لتركيز الأفكار الأساسية وتعميقها. فالأساس الذي يعمل له غرس البذور وسقيها بما يحميها وينميها؛ أي إيجاد العقيدة بأهم أفكارها، وربطها بما يوجدها في معترك الحياة من سلطة وبما يحملها إلى العالم من قوة. فإذا بُنيَت القاعدة الكبرى من جماهير الأمة وسواد الناس على هذا الوجه بهذه الأفكار والأحكام فإنها ولا شك تكون أضخم القواعد وأعظمها.

هذه هي الأمور الخمسة التي يقتضيها الاتصال الحي حتى ينجح في محاولة أخذ قيادة الأمة وبالتالي قيادتها. ومن ذلك كله يدرَك أن الاتصال الحي بما يقتضي هو الذي لابدّ أن يصحب الأعمال التي كان يقوم بها الحزب في دور التفاعل زيادة على الأعمال التي كان يقوم بها في نقطة الانطلاق هي:

1- بلورة الطريقة إلى تحقيق استئناف الحياة الإسلامية بأنها الخلافة، وبالحثّ على العمل بها.

2- بلورة الطريق العملي لتحقيق هذه الغاية؛ بتقوية شخصية الحزب حتى يصبح ذا نفوذ واسع، وبإيجاد رأي عام له منبثق عن وعي عام حتى يعتمد على القاعدة الكبرى من جماهير الأمة وسواد الناس، وبإيجاد شخصيات لها وزنها في المجتمع أعضاء فيه ودارسين في حلقاته.

3- أن يطغى الاتصال الحي بما يقتضيه على المنشورات بأنواعها، وعلى سائر الوسائل والأساليب، وهذه الأعمال كلها تندرج تحت محاولة أخذ قيادة الأمة.

أما من الذي يوجِد هذه المحاولة، أو بعبارة أخرى من الذي ينقل هذا المرسوم على الورق ليجعله واقعاً يجري بين الناس وفي العلاقات، فلا شك أنه حامل الدعوة الإسلامية إذا كان بالفعل حامل دعوة، فإنه هو الذي يحوّل دار الكفر إلى دار إسلام، ويحوّل الكفار إلى مسلمين، وهو الذي ينقل المجتمع من علاقات تسيّر بأحكام الكفر إلى مجتمع إسلامي ترفرف فوقه السعادة والرفاه. فحامل الدعوة منذ أن انبثق فجر الإسلام هو الذي دفعه حمل الدعوة إلى الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، وهو الذي نشر الهدى بين الأنام ودكّ الحصون وفتح الأمصار، وهو الذي شلّ العروش وأطاح بالتيجان، ولولا حمَلة الدعوة لما استطاعت تلك الفئة القليلة من المسلمين أن تفتح هذه البلاد المترامية وتحويلها من بلاد كفر إلى بلاد إسلام، وتحوّل أهلها من كفار إلى مسلمين. وحامل الدعوة الذي ذهب تاجراً إلى البلدان إفريقيا وإندونيسيا والصين واليابان وغيرها فتاجر بالدعوة قبل التجارة المادية، وهدى الملايين من الناس إلى الإسلام، وربح رضوان الله إلى جانب ربح الأموال. فحامل الدعوة اليوم كحامل الدعوة بالأمس، فيه القدرة على إعادة الإسلام في بلاد المسلمين وحمله إلى العالم، وفيه القدرة على القيام بهذه الأعمال المرسومة وفي جعلها واقعاً يجري بين الناس، لا لشيء إلا أنه حامل دعوة وليس غير ذلك.

ذلك أن حامل الدعوة لا يعيش إلا على أفكارها، ولا يرغب في الحياة إلا من أجلها، ولا يشعر بالراحة إلا إذا قام بحملها، ولا يطمئن إلا بعد أدائها، ولا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكرها كما لم تلهه عن ذكر الله. وإذا كان من يحمل دعوة لغير الإسلام أو يتصنع حملها يتخذ حمل الدعوة إلى الإسلام نموذجاً له، فيقول: "الدعوة إلى العقيدة - أية عقيدة - هي عمل مستمر، عمل كل يوم، وكل ساعة، وكل لحظة. ولا يكفي أن تنجح الدعوة وتصبح العقيدة واقعاً حتى يطمئن عليها، وينتهي دور الدعاة... والإسلام، وبعد مضي هذه الأجيال لا يزال إلى اليوم في حاجة إلى دعاة، إلى مفكرين، وإلى فلاسفة، وإلى أدوات دعائية، لينشروا الدعوة ويحموها. وفي الفترات التي تكاسل فيها الدعاة متمتعين بالرخاء الذي حققه... في هذه الفترات انتصر أعداء الإسلام وتراجع المسلمون... لا لنقص أسلحتهم، ولكن لنقص إيمانهم واهتزاز عقيدتهم". إذا كان هذا يقول ذلك، فأحرى بحامل الدعوة الإسلامية أن يتصور أن الدعوة عمل مستمر، عمل كل يوم وعمل كل ساعة وعمل كل لحظة. وإذا كان القعود عن الدعوة بعد نجاحها يؤدي إلى انتصار الكفار وهزيمة المسلمين فكيف يكون الحال عند حامل الدعوة وبلاد الإسلام كلها دار كفر، ولا توجد في الدنيا ولا بقعة واحدة دار إسلام!!!

لذلك فإن طلب إيجاد هذا المرسوم على الورق واقعاً يجري بين الناس، وطلب تحويل دار كفر هذه إلى دار إسلام، لا يحتاج إلا لأن يقال لشباب هذه الدعوة وقد تمرسوا بالكفاح وخاضوا المغامرات وعاشوا في وسط الأحداث: حافظوا على أن تظلوا حمَلة دعوة إلى الإسلام، والنصر معقود لواؤه فوق رؤوسكم بإذن الله.

07 من شهر رجب 1381 هـ
29/12/1961م


انتهى
رد مع اقتباس