عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 05-31-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: بعض من أهداف سورة الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي موسى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعدني، ويشرفني أنك تبحث كما أبحث عن النقاط التي قد تكون مبهمة للناس، أحيانا ننسى أن الفهم قد يكون عصياً على بعض الناس الذين إعتادوا أن يتصرفوا في حياتهم بحسب روتين معين، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وفي إثارتك لهذا السؤال تنبيه جيداً على أن هذه النقطة تحتاج لشرح موسع لتظهر بشكل أسهل وتعم منها الفائدة على الجميع، فانا أبدء بشكرك لإثارة هذا السؤال المهم. ثم أنني قد افردت قسماً خاصاً في هذا المنتدى المتواضع، أسميته (نبضات من تبيان سورة الفاتحة)، وبعون الله وحوله سوف أقوم بالإجابة على هذا السؤال بشكل موسع عندما أصل لقوله عز وجل (إياك نعبد وإياك نستعين)، أما الآن فسوف أجيب على السؤال بشكل سريع، سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد:-
قال صلى الله عليه وسلم (إذا سألت فاسئل الله وإذا إستعنت فاستعن بالله)، وقال عليه الصلاة والسلام (من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً أتكفل له بالجنة)، وقال صلى الله عليه وسلم (إن المسئلة كد ... ولا تزال المسئلة بالعبد حتى يقف بين يدي الله وليس في وجهه مزعة لحم). هذه الأحاديث هدفها واضح، أن تفهمنا أن الله هو صاحب الأمور، كل الأمور، لذلك عليّ إن أنا أردت شيئاً أن أسأل هذا الشيء من صاحبه ألا وهو الله. وكل من ساهم بإيصال ما وصل لي، ما هو إلا واسطة إستخدمها الله لإيصال ما وصلني. ويكون شكري لمن ساعد في إيصال الأمور لي، هو شكر لله، وتواضع يرفعني به الله درجات في جنات النعيم.
أما الخطير فهو أن أعتقد أنه من أوصل لي شيئا من أموري، كرزق أو شفاء، هو الذي فعله وهو صاحبه، فإن أنا إعتقدت هذا الأمر، فكأنني جعلت من هذا المخلوق إلهً يستطيع القيام بالأمور، وهذا ما يعرف بالشرك الأصغر أو الشرك الخفي. فالشرك الأكبر هو أن أعبد غير الله، والشرك الأصغر أن أعتقد أن غير الله يسطيع القيام بالأمور. لذلك فنحن نقول كلما أذن المؤذن وقال (حي على الصلاة، حي على الفلاح) نقول (لا حول ولا قوة إلا بالله). أما في أمر طلب العون والمساعدة من غيري، فأقول، الأصل أن يقوم كل مسلم بما يستطيع القيام به بدون أن يطلب العون من غيره، والأصل أيضاً أن يمد كل مسلم يد العون لغيره بدون أن يطلب أخوه المسلم العون منه، فالعون عطاء وليس طلب، ولكن إذا دخل المسلم في دائرة الإضطرار لطلب العون والمساعدة من غيره، فعليه أن يعلم أولا أن الله هو المعين وهو صاحب العون، ولا يأتي العون إلا إذا شاء الله، وأن من يطلب العون منه ما هو إلا واسطة جعلها عز وجل في الطريق. والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 05-31-2009 الساعة 07:40 PM
رد مع اقتباس