عرض مشاركة واحدة
 
  #26  
قديم 10-13-2011
خلافة خلافة غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 56
افتراضي رد: حزب المهندس: ماذا يريد من اتصاله بالدول الأجنبية ؟؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو البراء الشامي مشاهدة المشاركة
......]
الأخ العزيز أبو البراء الشامي

السلام عليكم ورحمة الله

من قواعد الحوار والمناقشة قاعدتان هامتان هما:

1- قاعدة "الحق يقبل من أي جهة جاء"... فالحق يقبل لكونه موافقاً للدليل، فلا أثر للمتكلم به في قبوله أو رفضه؛ ولهذا كان شباب حزب التحرير يقبلون ما عند جميع الناس من الحق، ويردون ما عندهم من الباطل، بغض النظر عن الموالي منها أو المعادي: قال تعالى:"فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم" (البقرة 213). وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: {……اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم}. قال ابن القيم رحمه الله: فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان، ولو كان مع من يبغضه ويعاديه، ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه، فهو ممن هدى الله لما اختُلف فيه من الحق.

وقال تعالى:"ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" (المائدة 8) . ومن العدل فيهم قبول ما عندهم من الحق... وهكذا أدبنا القرآن الكريم حين ساق كلام بلقيس-وقت كفرها- ثم وافقها عليه؛ قال تعالى-حكاية عنها-:"قالت إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة" قال الله تعالى:" وكذلك يفعلون" (النمل 34).
وقد قبل عليه الصلاة والسلام الحق من بعض اليهود ففي سنن النسائي عن قتيلة - امرأة من جهينة - أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ويقولون ما شاء الله ثم شئت.

وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: اقبلوا الحق من كل من جاء به، وإن كان كافراً-أو قال فاجراً- واحذروا زيغة الحكيم، قالوا: كيف نعلم أن الكافر يقول كلمة الحق؟ قال: إن على الحق نوراً.
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ولكنّ الحق يقبل من كل من تكلم به ".....


....2- قاعدة "الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف رجاله"... والحق ما وافق الدليل من غير إلتفات إلى كثرة المقبلين، أو قلتهم، فالحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق، ومجرد نفور النافرين، أو محبة الموافقين لا يدلّ على صحة قول أو فساده، بل كل قول يحتج له، خلا قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يحتج به.
وكثرة الأتباع ليس دليلاً على صدق الدعوى، كما أن قلة الأتباع ليست دليلاً على ضعفها أو فسادها ، ففي الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد – الحديث .... ولهذا قال بعض السلف : عليك بالحق ولا تستوحش من قلة السالكين ، وإياك والباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين .
....
ومن أجل ذلك أخي أبو البراء الشامي، من هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان، ولو كان مع من يبغضه ويعاديه، ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه ... وعليك بالحق ولا تستوحش من قلة السالكين، وإياك والباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين....
رد مع اقتباس