[يحيى حسن]

والسؤال مشروع .فيحق لكل مؤمن التعرف على ربه. نعود الى السؤال ( أين الله) ان الله فوق كل شيئ بما فى ذلك السماوات وليس المفهوم بقوله { أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء } انه سبحانه وتعالى يسكن السماء فالله اكبر واعظم من كل شيء ولا يحده مكان لانه جل جلاله خالق المكان والفراغ وكل حيز . وحرف ( فى ) تأتى كثيرا بمعنى (على) كما فى قوله تعالى ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) اى على جزوع النخل . وقوله تعالى ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ) [الشعراء: 7] والمقصود بالاية انبتنا عليها . وارتفاع الله على خلقه ليس كأرتفاع الأشياء بعضها على بعض انما هو ارتفاع وعلو لا يحيط به علما سوى الله . كما أن النص القرأنى فى قوله سبحانه ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) لا يفهم من قريب ولا بعيد انه جل جلاله شأن حاله كمثل ملوك أهل الدنيا جالسا على عرش يحكم مملكته منه. لأن هذا يعنى ان الله يحده حيز و مكان العرش فسبحانه استواى على العرش بما يليق بجلال علمه وعظمته وما دار فى تصورك وخيالك فستواء الله على عرشه خلاف ذلك . فالله اول بلا بداية وهو خالق البداية والله اخر بلا نهايه وهو خالق النهاية. والله فوق السماوات وجميع الخلائق فوقية تختلف عن فوقية الأشياء بعضها فوق بعض . والله فى السماء و لا يسكنها . ولله عرشه لا يمكث فيه ولا يجلس عليه كملوك الدنيا وعلم استوائه على العرش هو من علم الله لأن العرش مخلوق قائم ودائم البقاء بأذن الله ومشيئتة والعرش يقع فى حكم الله وملكه.وهنا تظهر الحكمة من قوله سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير} .ليضع الأجابة المريحة لعقولنا المحدودة بأنه سبحانه ليس له مثل أو شبيه وأن كل ما دار أو سوف يدور بعقلك وتخيلك فالله خلاف ذلك
بقلم / يحيى حسن حسانين
اللهم ارحم امواتنا جميعا واجمعنا بهم فى خير يوم نصير الى ما صاروا اليه