عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 07-24-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي من آداب المساجد وبالأخص يوم الجمعة - الحلقة الثانية


تنظيف المساجد وتطيبها وتجميرها
قال صلى الله عليه وسلم (كنس ‏المساجد مهور الحور العين)، وقال (وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا ‏الْمَطَاهِرَ ‏وَجَمِّرُوهَا ‏فِي الْجُمَعِ)، يعني المراحيض التي يستعان بها على الوضوء وقضاء الحاجة، وقد كانت قريباً من مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آبار يستقون منها فيشربون ويتطهرون ويتوضئون وغير ذلك، وقوله‏:‏ (وجمروها‏)‏ يعني بخروها في أيام الجمع لكثرة اجتماع الناس يومئذ، وقد روى الحافظ أبو يعلى الموصلي عن ابن عمر‏:‏ أن عمر كان يجمر مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كل جمعة.

التزين لحضور المساجد
يقول عز وجل في سورة الأعراف 7 – آية 31 (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ومن المهم هنا، أن ننتبه أن التزين جاء على شكل أمر، وذلك بالتطيب والتعطر ولبس أفضل الثياب وأحسنها، فلا يؤذي بعضنا بعضا، لا برائحة البدن أو رائحة القدمين أو رائحة الفم (وخاصة الدخان)، جاء في صحيح البخاري (لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة). وجاء في صحيح مسلم (‏‏مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ‏ ‏يَعْنِي الثُّومَ فَلَا يَأْتِيَنَّ الْمَسَاجِدَ)، وفي سنن النسائي جاء (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَالَ أَوَّلَ يَوْمٍ الثُّومِ ثُمَّ قَالَ الثُّومِ وَالْبَصَلِ ‏وَالْكُرَّاثِ فَلَا يَقْرَبْنَا فِي مَسَاجِدِنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْسُ).

صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد
روى الحافظ البزار عن أنس رضي اللّه عنه قال: (جئن النساء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلن: يا رسول اللّه ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل اللّه تعالى، فما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل اللّه تعالى؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (من قعدت - أو كلمة نحوها - منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل اللّه تعالى)، وعن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها) "أخرجه الحافظ البزار والترمذي"، وفي الحديث: (صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها) "أخرجه الحافظ البزار عن عبد اللّه بن مسعود مرفوعاً وإسناده جيد"، ولكن إذا أصرت المرأة الخروج للصلاة في المسجد فلا يجوز منعها، يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه وليخرجن وهن تفلات) تفلات: أي غير ملفتات للنظر أو السمع أو الأنف.

الدخول والخروج من المساجد
يستحب لمن دخل المسجد أن يبدأ برجله اليمنى، وأن يقول كما ثبت في صحيح البخاري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد يقول‏:‏ (أعوذ باللّه العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم‏، قال‏:‏ فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم)، وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ (إذا دخل أحدكم المسجد فليقل‏:‏ اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل‏:‏ اللهم إني أسألك من فضلك‏)‏ ‏"‏أخرجه مسلم والنسائي‏"‏، وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ (إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى اللّه عليه وسلم وليقل‏:‏ اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي صلى اللّه عليه وسلم وليقل‏:‏ اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم) ‏أخرجه ابن ماجه وابن حبان‏"‏، وعن فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت‏:‏ (كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم، ثم قال‏:‏ (اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك‏)‏، وإذا خرج صلى على محمد وسلم، ثم قال‏:‏ (اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك‏) ‏أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي‏:‏ حديث حسن وإسناده ليس بمتصل لأن فاطمة الصغرى لم تدرك فاطمة الكبرى‏"‏، ويمكن عند دخول المسجد أو الخروج منه الدعاء بأي دعاء مثل (اللهم إجعل في قلبي نوارا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، ومن أمامي نورا، ومن خلفي نورا).

صلاة ركعتي تحية المسجد عند دخول المسجد
يصلي المسلم ركعتي تحية المسجد عند دخوله للمسجد، ويفضل أن نسلم على الله بهاتين الركعتين قبل أن نسلم على المسلمين في المسجد، فقد جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس).

تسوية الصفوف وتواليها وأفضلها
جاء في سنن أبي داوود (‏‏رُصُّوا صُفُوفَكُمْ وَقَارِبُوا بَيْنَهَا وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي ‏لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا ‏ ‏الْحَذَفُ) – والحذف هي الغنم الصغيرة السوداء وتنتشر باليمن وهي سريعة الحركة، وجاء في سنن الترمذي ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ (‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا) ‏وفي سنن إبن ماجة جاء عن‏ ‏الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ ‏‏يَقُولُ (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ)، وفي صحيح مسلم عن ‏أبي هريرة (‏أن رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه ‏لاستهموا، ‏ولو يعلمون ما في التهجير ‏لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في ‏ ‏العتمة ‏ ‏والصبح لأتوهما ولو حبوا). – يستهموا أي يقترعوا، والتهجير أي التبكير، والعتمة هي صلاة العشاء، والصبح هي صلاة الفجر.

تخطي الرقاب
جاء في موطأ مالك عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ (‏لَأَنْ يُصَلِّيَ أَحَدُكُمْ بِظَهْرِ ‏الْحَرَّةِ ‏ ‏خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقْعُدَ حَتَّى إِذَا قَامَ الْإِمَامُ يَخْطُبُ جَاءَ ‏‏ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ)، وفي هذا دلالة واضحة جدا لا تقبل الشك ولا التأويل بأن إثم تخطي الرقاب بعد بدأ الإمام بالخطبة، أكبر من إثم التخلف عن صلاة الجمعة، وفي تخطي الرقاب قال علماء الدين أن تخطي الرقاب مقسوم إلى قسمين:-

· تخطي الرقاب قبل بدأ الإمام بالخطبة أو الدرس أو الصلاة، حيث قال جمهور العلماء بأن هذا جائز كون المصلي لم يتأخر عن الوقت المناسب للحضور إلى الجامع، ولكنهم إشترطوا في هذا أمرين إثنين، الأول أن تكون هناك فجوة مناسبة ومتسعة كفاية له يراها المصلي فيسعى إليها، والأمر الثاني، أن لا يتأذي أي من المصلين منه عندما يتخطاهم.

· تخطي الرقاب بعد أن يكون الإمام قد بدأ الخطبة أو بدأ الدرس أو بدأ الصلاة، وهذا يعني أن المتخطي حضر متأخر عن الوقت المناسب الذي يجب حضوره فيه، وفي هذا أجمع جميع علماء المسلمين في أن التخطي غير جائز، وفي هؤلاء جاءت أحاديث الرسول الكثيرة. وجاء في سنن إبن ماجه (‏مَنْ تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ اتُّخِذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ). وجاء في سنن أبي داوود (‏‏جَاءَ رَجُلٌ ‏‏ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ). وفي مسند أحمد (‏‏إِنَّ الَّذِي ‏‏ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيُفَرِّقُ بَيْنَ ‏ ‏الِاثْنَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ كَالْجَارِّ ‏ ‏قُصْبَهُ ‏ ‏فِي النَّارِ).

القطع أمام المصلي
جاء في سنن الترمذي (‏‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ) ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو النَّضْرِ ‏ ‏لَا أَدْرِي قَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ‏ ‏أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً، ‏‏وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏أَنَّهُ قَالَ (‏لَأَنْ يَقِفَ أَحَدُكُمْ مِائَةَ عَامٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْ أَخِيهِ وَهُوَ ‏ ‏يُصَلِّي).

الكلام أثناء خطبة الإمام من يوم الجمعة
تذكر دائما أن خطبة الجمعة بدل ركعتي من صلاة الظهر، لذلك أصبحت الصلاة نفسها ركعتين بدل 4 يوم الجمعة، جاء في سنن النسائي (‏إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ)، لذلك يجب أن لا نتكلم ولا نأكل ولا نشرب ولا نقرأ الصحف والمجلات أو الكتب ويجب أن لا نمشي في الممرات بل علينا أن نجلس ونستقبل القبلة وننصت ونستمع للخطيب حتى ينتهي من خطبته.

__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 07-24-2009 الساعة 05:21 PM
رد مع اقتباس