عرض مشاركة واحدة
 
  #5  
قديم 07-31-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: من آداب المساجد وبالأخص يوم الجمعة

يجب تجنيب المساجد أمور الدنيا

يجب التخلق بالأخلاق الحميدة داخل المسجد واحترام قدسية وبركة وعظمة هذا المكان، ولنسأل أنفسنا، كيف يتصرف الإنسان عند زيارة بيت شخص عظيم؟ ألا يخشع ويخضع وتظهر عليه المهابة والخوف والذل، فكيف عندما تكون في بيت الله، يقول عز وجل (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)، فالمسجد مكان عبادة، ويجب تخصيصه للعبادة، لا للهو، ولا للغو، ولا للهمز، ولا للغمز، ولا للغيبة، ولا للنميمة، ولا للجدال، ولا للخصام، نعبد الله ونذكره ونسبحه ونمجده ونكبره وندعوه، لا نعبد غير الله، ولا ندعو غير الله، ولا نتكلم بغير أمور الدين والشريعة والإسلام وصالح المسلمين. وقد روى ابن ماجه وغيره من حديث ابن عمر مرفوعاً قال: (خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقاً، ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض فيه بقوس، ولا ينثر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه أحد، ولا يتخذ سوقاً). أما أنه لا يتخذ طريقاً فقد كره بعض العلماء فيه إلا لحاجة إذا وجد مندوحة عنه؛ وفي الأثر‏:‏ إن الملائكة لتتعجب من الرجل يمر بالمسجد لا يصلي فيه؛ وأما أنه لا يشهر فيه السلاح ولا ينبض فيه بقوس ولا ينثر فيه نبل، فلما يخشى من إصابة بعض الناس به، وأما النهي عن المرور باللحم النيء فيه فلما يخشى من تقاطر الدم منه، وأما أنه لا يضرب فيه حد ولا يقتص منه فلما يخشى من إيجاد النجاسة فيه من المضروب أو المقطوع؛ وأما أنه لا يتخذ سوقاً فالنهي عن البيع والشراء فيه، فإنه إنما بني لذكر اللّه والصلاة فيه، كما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لذلك الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد‏:‏ (إن المساجد لم تبن لهذا إنما بنيت لذكر اللّه والصلاة فيها‏)‏.

لا تجوز التجارة وسؤال الناس عن المفقودات في المسجد

جاء في سنن الترمذي (‏إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ ‏ ‏يَنْشُدُ ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏ضَالَّةً ‏ ‏فَقُولُوا لَا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ). ويقول عليه الصلاة والسلام (اليد العليا خير من اليد السفلى، وإبدأ بمن تعول، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله)، يقول أيضا (من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر) رواه مسلم. ويقول (إن المسألة كد –الخدش ونحوه-، يكد بها الرجل وجهه، إلا أن يسأل الرجل سلطانا، أو في أمر لا بد منه) ويقول (لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم)، اللهم اعف عنا وعافنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.

يجب تجنيب المساجد الصبيان والمجانين والمخاصمات

جاء في سنن إبن ماجه (‏‏جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ وَمَجَانِينَكُمْ شِرَاءَكُمْ وَبَيْعَكُمْ وَخُصُومَاتِكُمْ وَرَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا ‏ ‏الْمَطَاهِرَ ‏ ‏وَجَمِّرُوهَا ‏ ‏فِي الْجُمَعِ). (صِبْيَانَكُمْ) وذلك لأنهم يلعبون فيه ولا يناسبهم؛ وقد كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إذا رأى صبياناً يلعبون في المسجد ضربهم بالمخفقة وهي الدرة، وكان يفتش المسجد بعد العشاء فلا يترك فيه أحداً، و‏(‏مجانينكم‏)‏ يعني لأجل ضعف عقولهم، وسخر الناس بهم، فيؤدي إلى اللعب فيها ولما يخشى من تقذيرهم المسجد ونحو ذلك (وشِرَاءَكُمْ وَبَيْعَكُمْ‏)‏ كما تقدم، (وخصوماتكم‏)‏ يعني التحاكم والحكم فيه؛ ولهذا نص كثير من العلماء على أن الحاكم لا ينتصب لفصل الأقضية في المسجد، بل يكون في موضع غيره لما فيه من كثرة الحكومات والتشاجر والألفاظ التي لا تناسبه؛ ولهذا قال بعده‏:‏ (ورفع أصواتكم‏)‏‏، وروى البخاري عن السائب بن يزيد الكندي قال‏:‏ (كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب فقال‏:‏ اذهب فائتني بهذين، فجئته بهما فقال‏:‏ من أنتما‏؟‏ ومن أين أنتما‏؟‏ قالا‏:‏ من أهل الطائف، قال‏:‏ لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم)، وقال النسائي‏:‏ (سمع عمر صوت رجل في المسجد فقال‏:‏ أتدري أين أنت‏؟).‏

لا يجوز للمصلي أن يسابق الإمام

جاء في سنن النسائي (‏أَلَا ‏ ‏يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ).

إذا دخلت المسجد صلي ركعتي تحية لله حتى لو كان الإمام يخطب

جاء في صحيح البخاري (دخل رجل يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال عليه الصلاة والسلام: أصليت؟ قال: لا، قال: قم فصلركعتين)، هاتين الركعتين هما تحية للمسجد وهما بمثابة إلقاء السلام على الله عز وجل، لذلك فإنه من أدب دخول المسجد المباشرة بالصلاة قبل الجلوس، سواءٌ كانت هذه الصلاة (سنة الوضوء)، (سنة الفجر)، (ركعتين بين الآذان والإقامة)، أو (ركعتين تحية المسجد) أو حتى صلاة الفرض، المهم الصلاة قبل الجلوس.

إذا دخلت المسجد والمؤذن يؤذن، فابقَ واقفاً وردد مع المؤذن

جاء في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا سمعتمالمؤذنفقولوا مثل ما يقول، ثمصلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)، وجاء فيه أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا قالالمؤذن: (الله أكبر الله أكبر) فقالأحدكم: (الله أكبر الله أكبر)، ثم قال: (أشهد أن لا إله إلا الله) قال: (أشهد أنلا إله إلا الله)، ثم قال: (أشهد أن محمدا رسول الله)، قال: (أشهد أن محمدا رسولالله)، ثم قال: (حي على الصلاة)، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ثم قال: (حي علىالفلاح)، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ثم قال: (الله أكبر الله أكبر)، قال (الله أكبر الله أكبر)، ثم قال: (لا إله إلا الله)، قال: (لا إله إلا الله)، من قلبه - دخل الجنة)، من هنا نرى مدى الثواب العظيم في الترديد خلف المؤذن حتى ينتهي، ثم بعد الآذان، بإمكانك أن تصلي ركعتين بين الآذان والإقامة تكونان هما نفسهم تحية المسجد، وبعدهما تجلس.

هل يجب أن اصلى صلاة ظهر بعد صلاة الجمعة؟

صلاة الجمعة تجزء عن صلاة الظهر، فالخطبة عن ركعتين وركعتي الجمعة عن ركعتين، لذلك لا داعي لصلاة الظهر بعد صلاة الجمعة، ولكن يمكن للشخص أن يصلي صلاة ظهر بعد الجمعة إذا أراد أن يجمع عليها صلاة عصر كونه مسافر، ويجوز أن يصلي صلاة ظهر بعد صلاة الجمعة بنية قضاء ما فاته من صلوات، كما أن بإمكانه التنفل والتطوع كيفما شاء.

هل يجوز للمقيم أن يصلي مع من يجمع العصر مع الظهر؟

من يجمع العصر مع الظهر من المسافرين يصلون عادة ركعتين، فإذا أردت التنفل والصلاة معها فلا بأس، وإذا كان المصلون يجمعوا صلاة العصر مع الظهر جمع تقديم، اي في وقت الظهر، فلا يجوز لك أن تصلي العصر معهم كونك مقيم لعدم دخول وقت العصر، أما إذا كان المصلون يجمعوا الظهر مع العصر جمع تأخير (أي في وقت العصر) وأردت أن تصلي معهم العصر فيجوز، ولكن عندما يسلم الإمام بعد الركعتين تتم الركعتين الثالثة والرابعة منفرداً.

الشخص الذي صلى صلاة الجمعة، ثم أخذ يدافش الناس وهو خارج

يقو
ل عز وجل في سورة الأحزاب 33 – آية 58 (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)، فمن يدافع الناس يؤذيهم وهذه الأذية قد توقعه في الإثم والبهتان، مما يحبط عمله ويضيع على نفسه ثواب صلاته، والمؤمن أحوج بكل حسنة ليرتقي بها درجة في الجنة.

الشخص الذي يذهب يوم الجمعة (رحلة) ولا يصلى الجمعة في جماعة؟

صلاة الجمعة فرض ولا يجوز تركها من أجل اللهو أو التجارة، يقول عز وجل في سورة الجمعة 62 – آية 9 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، وأجر صلاة الجمعة عال جداً يقاس بالخطوات، جاء في مسند أبي داود في حديث صحيح صححه الألباني (من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولميلغ كان له بكلخطوةعمل سنة أجر صيامهاوقيامها)، والسؤال ما المانع أن يصلي هذا الشخص الجمعة، وبعد صلاة الجمعة، يذهب هو وزوجته وأبنائه إلى الرحلة التي يريدونها، فيكونوا أرضوا الله وتنعموا بنعمه.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس