عرض مشاركة واحدة
 
  #7  
قديم 11-22-2011
رفيق بالخصم رفيق بالخصم غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 50
افتراضي رد: كتاب "الدولة الإسلامية والدولة المدنية" لحزب التحرير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحرر السياسي مشاهدة المشاركة




الدولة الإسلامية
و
"الدولة المدنية"

الطبعة الأولى/ 2011



أيها المسلمون:
إن الغرب الكافر والمضبوعين بثقافته من المثقفين والمفكرين وبعض "الدعاة" المتأثرين بحضارته، يعملون على تمييع الإسلام وتقديمه للناس على أنه "الإسلام المعتدل" غير "المتشدد أو المتطرف". فها هي أميركا تموه على الأمة الإسلامية بالديموقراطية وبمفاهيمها الغربية لتكون بديلاً عن الفهم الصحيح للإسلام في أذهان المسلمين؛ و كان من المفروض أن تقابل دعاوى أميركا بالرفض المطلق، ذلك لأن أميركا لا تدعو لفكرة إلا إذا كانت تقتضيها مصالحها، وعندما تتناقض هذه الفكرة مع مصلحتها فإنها تدوسها ولا تسأل عنها، وقد رأينا ذلك واضحاً في عدوانها على العراق وأفغانستان، ورأينا كيف داست أميركا على القيم والمثل التي كانت تدعو لها. ولكن أن تبلغ الهزيمة الفكرية عند بعض الدعاة أن يلبسوا الأفكار الأميركية لبوس الإسلام وتبدأ الدعوة لهذه الأفكار على قدم وساق في وسائل الإعلام المرئي منها والمسموع والمقروء واعتبار أن هذه الأفكار هي التي ستنقذ المجتمع! وستعطي كل ذي حق حقه! فهذا هو التضليل الذي ما بعده تضليل والخطر الحقيقي الذي يجب أن يواجه.
لقد رسمت اميركا خططها للعالم ومنطقتنا، وحددت الغايات والأدوار والأدوات، بل وحسمت صعيد المعركة الاساسي في منطقتنا "معركة كسب العقول والقلوب".
ولذلك انصبت العناية الأساسية والحقيقية من قبل صُناع القرار والإدارات المنفذة على تركيز وإيجاد القناعات عند الأمة بضرورة بقاء الإسلام بصورته النقية بعيداً عن حياتها عملياً، وقد ظهر ذلك جلياً بإبعاد شعارات الإسلام عن ما أطلق عليها بالثورات العربية.
وتم دفع شباب الأمة لحمل مفاهيم الغرب الكافر بعد تضليلهم بأنها لا تناقض الإسلام (الديموقراطية، والدولة المدنية.. الخ)، وقد تم تقصد جعل تلك المفاهيم والشعارات وكأن الشعوب في المنطقة هي من اختارتها، ولذلك تم استغلال طاقة شباب الأمة واندفاعهم لتخليص أمتهم من طاغوتية من نصبهم الكفار لحكم الأمة ودوس كرامتها، ليبذلوا الدماء الزكية لما توهموه إنقاذاً للأمة بحملهم لشعارات تطالب بـ"الدولة المدنية" والديموقراطية ...وقد رمت اميركا برؤوس عبيدها السابقين من الطواغيت بعد أن تخلت عنهم ليكونوا جائزة ثمينة مقابل احتضان الامة لشعارات الكفر من ديموقراطية ودولة مدنية ... دون أن تدقق الشعوب بما بعد فرحها بالتخلص من أولئك المجرمين القتلة.
وقد انتهج الأميركان أساليب خبيثة لاستغلال طاقات شباب الأمة لتهيئة النخبة منهم لقيادة الجماهير المخلصة والتي تتوق إلى الإنعتاق من قبضة الطواغيت المجرمين، وقد سبق أن تحدث كولن باول وزير الخارجية الأميركية الأسبق خلال شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي قبل نحو سبع سنوات عن مبادرات تهدف إلى التواصل مع الشباب في المنطقة من خلال برامج التبادل، مع التركيز على الشبان، والشابات غير المنتمين لطبقات النخبة ومن غير التقليديين . كما تحدث عن مبادرات للبث الإذاعي والتلفزيوني لتشجيع تطوير الصحافة الحرة ... ومساعدة المشاهدين والمستمعين في الشرق الأوسط على التعرف على أفكار مختلفة. وقد أعلن في نفس الفترة أثناء زيارته للقاهرة أن هناك بعداً جديداً في أجندة الرئيس جورج بوش فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، وقد أوضح في مؤتمر صحفي في ختام زيارته طبيعة ذلك البعد من أنه يتعلق بتغيير المنطقة بحلول عام 2013ميلادية.
إن على الأمة الإسلامية أن تعي أنها أمة رسالة شرفها الله بحملها للناس كافة لإخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، وأن عليها أن تتسيد هذا الكون لتخرجه من الشقاء الذي يعيشه في غياب الإسلام العظيم، وتخليصه من قبضة أميركا التي عبر أحد كبار مفكريها السياسيين "نعوم تشومسكي" ملخصاً الفكرة التي تريد الولايات المتحدة تطبيقها في الشرق الأوسط (مشروع الشرق الأوسط الكبير) بقوله "إذا كان لا بد من تعلم الدرس المركزي لهذا النظام العالمي الجديد فهو: نحن السادة، وعليكم أن تمسحوا أحذيتنا".
وأخيراً فإنه قد آن لامتنا الماجدة أن ترفع راية الاسلام، وأن تعود لها عزتها وكرامتها، وأن تتبوأ مكانها في الصدارة بين الأمم بعد أن تتخلص من كل الأضاليل التي أوقعها أعداؤها بها، ولن تبقى أمتنا مرهونة لأميركا والغرب الكافرين، وسيكون أول ما تصنعه نبذ الأفكار الدخيلة عليها والتي أريد لها أن تكون قناعات لديها توجه سلوكها في الحياة، وسيكون ذلك بمعرفة كل مسلم أنه على ثغرة من ثغر الإسلام وينبغي أن لا يؤتى الإسلام من قبله.

4/ذي الحجة/1432هـ
31/10/2011م

http://arabic.hizbuttahrir.org/
http://muntada.sawtalummah.com/showthread.php?t=1473
الحمد لله على نعمة الإيمان بفكرة حزب التحرير والعمل معه
رد مع اقتباس