عرض مشاركة واحدة
 
  #21  
قديم 09-05-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

من أرشيف جرائم الحكام


الرسائل التي حكمت على محمد مصطفى رمضان بالتصفية الجسدية
رفــع سلاح الـقلم فأطلقوا عليه الرصاص في المسجد!!



الحادي عشر من أبريل هو ذكرى استشهاد الصحفي والإذاعي الليبي محمد مصطفى رمضان الذي اشتهر في الستينات والسبعينات. ففي يوم الجمعة<IMG height=150 width=100 align=left border=0> 11 أبريل 1980 وبعد فراغه من أداء صلاة الجمعة في مسجد لندن المركزي، وبينما هو يغادر ساحة المسجد ليلتحق بزوجته وإبنته اعترض طريقه شخصان أطلقا عليه الرصاص من مسافة قريبة في وضح النهار وأمام مرأى ومسمع المصلين والمارة.
كانت تلك الحادثة المروعة واحدة في سلسلة من الجرائم التي خططت لها ونفذتها لجان التصفيات الجسدية التابعة للجان الثورية التي أسسها ويقودها العقيد معمر القذافي.
بدأت علاقة محمد مصطفى رمضان بالعقيد معمر القذافي عبر سلسلة من الرسائل المفتوحة وجهها اليه خلال الفترة ما بين 1972 و 1977. كان محمد آنذاك يعمل مذيعا في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية وكان مقيما في لندن. والمعروف عنه أنه لم يكن عضوا في حزب أو تنظيم أو جماعة. ولكنه اختار في رسائله تلك أسلوب النصيحة والنقد البناء والحوار السلمي مع القذافي الذي كان آنذاك يطرح أسلوبا جديدا و"نظريات" جديدة في السياسة والحكم والإقتصاد والإجتماع. وكانت السمة الظاهرة فيما طرحه القذافي مزيجا من القومية والإسلام. وكان الإسلام هو القضية الكبرى التي تشغل فكر محمد مصطفى رمضان واهتماماته.
تجاوب القذافي مع تلك الرسائل المشحونة بالتحليل والنقد البناء أحيانا – اللاذع أحيانا أخرى – بأن حاول إغراء محمد بالرجوع الى العمل الإعلامي في ليبيا، ثم العمل في مالطا أو في لندن. وكان ابن عم القذافي أحمد قذاف الدم هو حلقة الوصل بينهما إذ كان له مكتب خاص في لندن يتردد عليه. وكان من بين مهامه استقطاب العناصر الليبية الذكية والمؤهلة للإلتفاف حول قيادة القذافي وما يطرحه من أفكار و"نظريات".

ولكن سرعان ما بدأت عيوب القذافي تتعرى، خاصة إثر خطاب زواره المشهور في 7 أبريل 1973 الذي أعلن فيه ما أسماه "الثورة الثقافية". أودع على إثر ذلك الخطاب مئات من خريجي الجامعات والكتاب والمفكرين والإعلاميين والمثقفين السجن لمجرد مناهضتهم لأطروحات القذافي. وازدادت الأمور سوءا بعد تنفيذ حكم الإعدام عام 1975 في مجموعة من الضباط بتهمة الإشتراك فيما عرف بمحاولة عمر المحيشي عضو مجلس قيادة الثورة سابقا.


كان محمد مصطفى رمضان في مقدمة الأصوات التي انبرت لكشف مثالب الحكم العسكري والتنديد بممارساته القمعية ويمثل خطاب زواره نقطة تحول هامة جدا في مسيرة القذافي. فقد برزت من خلاله وبكل وضوح نزعة القذافي الفردية وروحه الدكتاتورية التسلطية. واتضحت معالم طموحاته السياسية في القضاء على مخالفيه، وقمع جميع أنواع التجمع المعارض، وسد الطريق أمام كل الفئات ذات الطموحات السياسية تحت شعار تجريم الحزبية، والرغبة الجامحة في السيطرة والإنفراد بالسلطة واحتكار صناعة القرار.

واتجه القذافي الى أسلوب الحكم بالوسائل القمعية، فسارع بإنشاء "اللجان الثورية" التي كانت مهمتها منذ البداية "حماية الثورة" وتجنيد جميع العناصر التي تمثل أي رفض أو معارضة لخط العقيد القذافي أو تصفيتها. وكان للجان الثورية القدح المعلى في قمع الإنتفاضات الطلابية في الجامعات الليبية في أبريل 1976 وأبريل 1977. فقد تولت وأشرفت على انتهاك حرمات الجامعات وطرد الطلبة وسجنهم ونصب المشانق لهم. ثم انبرت الى عمليات الزحف على البيوت والأملاك والأعمال التجارية والسفارات الليبية حيث شرعت في تنفيذ برامج التصفيات الجسدية (الإغتيالات) للمعارضين في الخارج.

كان محمد مصطفى رمضان – كما يتضح من رسائله الموجهة الى القذافي – في مقدمة الأصوات التي انبرت منذ الأيام الأولى لانقلاب سبتمبر 1969 لكشف مثالب الحكم العسكري والتنديد بممارساته القمعية ومظاهر الفساد المالي والإداري التي صاحبته، والتعريض بما ينشره من انحراف فكري، والتسفيه الفلسفات والنظريات الشاذة التي كان يروج لها.

وصادقت اللجان الثورية بتحريض من معمر القذافي في ملتقياتها على برنامج التصفيات الجسدية وانبث عملاؤها في مدن مختلفة في العالم العربي وأوروبا وأمريكا لملاحقة كل من له موقف معارض. وكانت التعليمات تقول: إذا لم تستطيعوا قتل رؤوس المعارضة فاقتلوا كل من ينتقد النظام ولا يرغب في العودة الى الجماهيرية.

وهكذا أصبح محمد مصطفى رمضان وعشرات الليبيين في الخارج أهدافا في قوائم الإغتيالات. وقد خطط لاغتياله وأشرف على التنفيذ موسى كوسا الذي قاد الزحف على السفارة في لندن في سبتمبر 1979 وكان بحكم الأمر الواقع هو سفير ليبيا لدى بريطانيا. وكان واضحا منذ البداية أن الهدف من تحويل السفارات الى "مكاتب شعبية" هو زرع عناصر المخابرات واللجان الثورية المدربة على القتل والإرهاب في البعثات الدبلوماسية وتسهيل تهريب الأسلحة والمتفجرات.

بدأت حملة التصفيات الجسدية من داخل ليبيا مع أوائل عام 1980. ففي فبراير قتل المحامي المعروف عامر الدغيس والمحامي محمد الصغير، وفي مارس صُفي القانوني الشهير محمد حمي ثم المهندس محمود بانون في أبريل. أما في الخارج فقد استهدفت الحملة سالم الرتيمي (رجل أعمال) في مارس وكلا من محمد مصطفى رمضان (إذاعي) وعبدالجليل العارف (رجل أعمال) وعبداللطيف المنتصر (رجل أعمال) ومحمود نافع (محام) في أبريل. ثم توالت العمليات واحدة بعد الأخرى.

كان محمد جادا وصادقا في رغبته في التحاور مع القذافي وأنصاره. واندفاعا من روحه الإسلامية الصادقة لم يتردد عندما دعي للإلتقاء بموسى كوسا. وأبدى استعداده للتعاون مع السفارة وتقديم المشورة فيما يتعلق بدعم النشاطات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في بريطانيا. ورغم تحذير بعض أصدقائه له من مغبة تلك الإتصالات حافظ محمد على صلته بموسى كوسا الذي كان طوال الوقت يدبر مؤامرة قذرة للغدر به. وفي يوم الجمعة 11 أبريل 1980 وفيما كان محمد يغادر مسجد لندن المركزي وقد فرغ من أداء صلاة الجمعة اعترض طريقه شابان ليبيان أطلقا عليه الرصاص من قرب فأردياه قتيلا.

وأعلنت اللجان الثورية مسؤوليتها عن الجريمة بكل فخر واعتزاز. ومنعت أهله من استقبال جثمانه وإقامة جنازته أو دفنه في بلده فأعيد الجثمان للدفن في لندن. وتبجح موسى كوسا في مقابلة مع صحيفة التايمز اللندنية بتاريخ 10 يونيو 1980 بأن اللجان الثورية هي التي نفذت اغتيال محمد رمضان ومحمود نافع مؤكدا أن التصفيات ستتواصل على الساحة البريطانية.

وفي مـحاكمة لم تستغرق أكثر من 44 دقيقة في لندن اعترف كل من بلحسن محمد المصري (28 سنة) ونجيب مفتاح القاسمي (26 سنة) - وكلاهما ليبي – بارتكاب تلك الجريمة النكراء "تنفيذا لحكم الشعب". وصدر حكم على كل منهما بالسجن مدى الحياة.

محمد مصطفى رمضان نموذج للشخصية الليبية المسلمة. فيه الطيبة والعفوية وروح النكتة. كان يحب الخير للجميع. بشوش، طيب القلب، نظيف الوجه، مرهف الحس والوجدان. وكان ثاقب الذهن قوي الحجة، يغضب للحق ويثور من أجل الإسلام والمسلمين. سلاحه الوحيد الذي شهره في وجه طغيان القذافي واستبداده وتطاوله على الإسلام والوطن هو قلمه ولسانه. ولكن القذافي وزبانيته في اللجان الثورية كانوا على درجة عالية من الخسة والنذالة والحقد الدفين لم تسمح لهم بتقبل الحوار السلمي أو الإعتراف لمن يخالفهم الرأي بحرية التعبير. ولذا قتلوا محمدا غيلة وغدرا، فنال الشهادة وباؤوا هم بالخزي والذل والعار.

وإنه ليشرف هذا المنبر المتواضع أن ينشر تباعا خلال الأسابيع المقبلة رسائل الشهيد التي وجهها للعقيد القذافي، علّها تنبه الأجيال الى حقيقة طبيعة النظام المستبد الذي ظل يحكم ليبيا منذ عام 1969. وهي وثائق ذات قيمة تاريخية عظيمة تؤكد أن أساليب هذا النظام في التعامل مع خصومه لم تتغير في جوهرها.. وأنه مهما تمادى في غيه وتعسفه وقمعه فإن ليبيا قادرة على أن تلد الرجال الشجعان القادرين على الجهر بالحق ومواجهة السلطان الجائر مهما طغى أو تجبر.
http://najial-faitouri.maktoobblog.c...6%D8%A7%D9%86/




رسائل الشهيد محمد مصطفى رمضان إلى العقيد معمرالـقذافي (1)

الأخ العقيد / معمر القذافي
سلام من الله عليكمورحمة منه وبركات، وبعد...
ليست هذه هي المرة الأولى التي أكتب لكم فيها منلندن حيث أقيم بداعي العمل مع هيئة الإذاعة البريطانية، فقد سبق وأن كتبت لكم موضحالبسا وقعت فيه بعض الصحف البيروتية والليبية بصدد ما ادعي من أنني قرأت – بحكم عمليكمذيع في القسم العربي – خبرا يشتم منه العداء لكم.

أما اليوم فأنا أكتببدافع آخر.. دافع يتمثل فيما قاله الخليفة الثاني عمـر للمسلمين وهو على المنبر: "فإن أصبت فأعينوني، وإن أخطأت فقوموني"، ذلك أنني قرأت سلسلة التحقيقات الصحفيةالتي نشرتها مجلة "الصياد" اللبنانية في شهري ذي القعدة وذي الحجة الماضيين عنليبيا، ولفتت إنتباهي إجاباتكم الصريحة الحاسمة على أسئلة مندوب المجلة في تحقيقهالخامس الذي كان – في الواقع – مقابلة معكم، والتي أعاد أغلبها إلى أذهاننا – نحنالذين نعمل للإسلام - صورة لرجل الدولة المسلم الذي يؤمن بالإسلام عقيدة ونظامحياة، والذي انمحى أو يكاد من تاريخ هذه الأمة. وهذه الأسطر ليست - بأي حال – إشادةبما قلتموه، أو إشادة بشخص معمر القذافي، وإنما هي من قبيل الإعانة على الحق كماقال الخليفة عمر رضي الله عنه. فمن واجبات المسلمين أن يعينوا أولي أمرهم – إذاأصابوا – على المضي في طريق الحق، حتى لا يشعروا أنهم معزولون عن الأمة.
الأخالعقيد: أعجبتني في ردودكم تلك إشارتكم إلى اللعبة السياسية في لبنان، والتناقضالتي تتسم به مواقف كمال جنبلاط.. وهو تناقض مفهوم بالستناد إلى درزيته، فعقيدةالدروز مهلهلة جدا، وهي خليط عجيب من الأديان السماوية والفلسفات البشرية، ولعلهافي ذلك تشبه البهائية، وأعجبتني ملاحظاتكم المرحة عن "التبرع" الذي تمثل في كمية من "اليوسقى – ليم الكينيا" حين قلتم: "تبرع ؟... وماذا كان بوسعه – أي صاحب اليوسفي – أن يفعل غير ذلك وقد دخلتم عليه بمسدساتكم، فمثل هذه الملاحظة إنما تعكس خلقاإسلاميا صميما وهو تحري الرزق الحلال.
ولفت نظري قولكم إنكم تناقشون مجموعة منالإقتراحات بصدد الأراضي الزراعية التي استردت من الإيطاليين. وهنا أريد أن أشيرإلى أن الحل الأمثل – في مثل هذه الحالات – هو الحل الذي جاء به الإسلام. وهذا الحللخصه عالم مسلم من هلماء الإقتصاد المعاصرين البارزين حين قال: "إذا كان الاقصد هومساعدة المزارع وتخليصه من ربقة صاحب الأرض لإإن التأميم لا يجدي، لأن الفلاح عموماأفقر من أن يصلح الأرض بنفسه، وأضعف من يقف مرفوع الرأس أمام السلطات الإدارية. أضفإلى ذلك انعدام الحافز الشخصي وهو الملكية.
والحل الصحيح هو ما جاء به الإسلاممن تحريمه الكراء بجُعلٍ ثابت سواء أكان ذلك أجرا نقديا أو حصة عينية محدودة منناتج الأرض. ويمكن تطبيق ذلك عم طريق تحديد نفقة إنتاج المحصولات التي قد تزرع،وإسهام صاحب الأرض في هذه النفقة سواء بالبذر أو الري أو السماد أو الآلة أو غيرذلك، وتحديد نسبة العمل في هذه النفقة. فإذا ما خرج المحصول أعطى صاحب الأرض مايقابل ما ساهم به من نفقة في الإنتاج، أما إذا هلك المحصول كله فيخسر صاحب العملوالعامل ما بذلاه في اإنتاج. وبهذا يتحقق المبدأ الإسلامي " الغنم بالغرم " وينعدمحصول صاحب الأرض على كراء دون جهد ".
وشد انتباهي حديثكم عن الصراع الدينيوالقومي الذي يتسم به تاريخ البشرية، وليس الصراع الإقتصادي كما زعم اليهودي كارلماركس. ولكن نظرة الإسلام إلى هذا الصراع كانت دوما نظرة عقيدية محض. لأن العقيدةهي محوره، والبشرية في نظر الإسلام طائفتان : حزب الله، وحزب الشيطان. والصراعبينهما صراع إيمان وكفر مهما كان شكل هذا الكفر أو مظهره. فالصليبية كفر واليهوديةالمعاصرة كفر والماركسية كفر والقومية اللادينية كفر.. وهكذا.
والإيمان هوالإيمان بصرف النظر عن الوطن إو اللون، فالمؤمن بالله قد يكون روسيا أو صينيا أوزنجيا... إلخ.
أما موقفكم من التآمر الروسي على دولة باكستان، وتنديدكمبالأطماع الإستعمارية لاتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفييتية – كما يسمى علميا ! – فهو وقفة رائعة كان من المفروض أن يحتذ بها رؤساء آخرون ينتسبون زرورا إلى هذاالدين، ولا أخفيك أنها المرة الأولى التي كنت أقرأ فيها لرئيس مسلم قوله: " إنالإتحاد السوفييتي لا يساعدنا بالمجان أو حسنة لوجه الله "ذلك هو ما يجب أن يفهمهكل رئيس مسلم... ودعك من الملوك، فلا ملكية في الإسلام. وأيضا يجب أن يفهموا – كماقلتم بالحرف الواحد – أننا كمسلمين نرفض كل دكتاتورية بما في ذلك دكتاتوريةالبروليتاريا ونرفض حكم العسكريين لأنه سيتحول بالتأكيد إلى فاشيستيه" ونرفض حكمالمثقفين ما لم يكونوا مناضلين في سبيل هذا الدين.
أما ملاحظاتكم عن الإشتراكيةفأود أن أقول بصددها إنني أفهم من أقوالكم عنها أنكم تقصدون عدالة الإسلامالإجتماعية، وذلك شئ رائع طالما افتقدناه من ولاة أمور المسلمين في الخمسين سنةالأخيرة على الأقل.
ولكن ألا تعتقدون أن إطلاق لفظ "الإشتراكية" – وهو لفظ حديث – على العدالة الإجتماعية في الإسلام سيحدث بلبلة في أذهان المسلمين. خاصة وأنهميلتفتون حولهم فيرون كل الدول الشيوعية بلا استثناء تسمي نفسها دولا إشتراكية؟وأقرب مثل على ذلك روسيا التي تسمي نفسها رسميا "اتحاد الجمهوريات الإشتراكيةالسوفييتية" ثم إن الإشتراكية هي علم على الشيوعية، فماركس وإنجلز كانا يتحدثاندائما عن الإشتراكية وليس عن الشيوعية باعتبار أن الشيوعية هي المرحلة الأخيرة منمراحل الإشتراكية.
ومن جهة أخرى فلا أظن أنه يجوز لنا أن نسمي الإسلام ديناإشتراكيا لمجرد أن الإشتراكية تتفق معه في بعض التفاصيل، وإلا فما الذي يمنعنا منأن نسمي الإسلام نصرانيا أو يهوديا لأنه يشترك مع كلتيهما – أي النصرانية واليهودية – في أشياء كثيرة. على الأقل في الأصول. أو نسمي الإسلام إسلاما شيوعيا لأنه يلتقيمع الشيوعية التي هي في حقيقتها المرحلة الأخيرة من الإشتراكية في تملك الدولة لبعضالمصالح العامة.
ثم ما هذه الإشتراكية التي نعنيها حين نقول "إشتراكيةإسلامية"؟ إن هناك مدارس عديدة للإشتراكية في عالمنا اليوم منها مثلا إشتراكية بعضالأحزاب الرأسمالية في أورب كحزب العمال ومنها إشتراكية تيتو واشتراكية نهرو وحتىاشتراكية إسرائيل التي تزعم أنها دولة إشتراكية ! هذا إذا صرفنا النظر عن أنالإشتراكية لفظ من اختراع البشر ولا يصح لنا كمسلمين أن نضيف أوصافا من بناتأفكارنا القاصرة المعرضة دوما للخطر إلى نظام إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه.
نعم إن تأثير الأيمان الديني كان أقوى من الذهب وكنوز الأرض كما قلتم. ولهذا فنحن مطالبون بأن نقيم حياتنا كلها على ركائز الإ يمان بالله وشريعته فقط. ونحن مطالبون بالدعوة أيضا إلى دين الله في المشرق والمغرب: "إن الدين عند اللهالإسلام".
"ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة منالخاسرين". ومعنى ذلك أن ندعوا المسيحي واليهودي، إلى جانب البوذي والهندوكيوالوثني، إلى الإسلام. فالمسيحية واليهودية كانت مرحلتين في تاريخ البشرية ونسخهماالإسلام. ثم إن المسيحية واليهودية المعاصرتين ليستا بدينين سماويين، فقد تحولتامنذ عهد بعيد إلى وثنية فيها ملامح باهتة لإصول سماوية. إن دور المسلم في هذاالعالم أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور ليفئ الجميع إلى حكم الله.
أقوالكمعن رجعية الفكر الماركسي، وعن أسالين جوزيف ستالين في الحكم التي أهدرت كل المعاييراإنسانية والأخلاقية؟ وعن عمالة الشيوعيين لموسكو أو "بكين" هي كلمات أقل ما يقالعنها أنها يجب أن تنشر على نطاق واسع بين جماهير الأمة، وفي المجال العالمي، فهيكلمات حق طال انتظار المسلمين لها في هذا الخضم من الدجل السياسي والغوغائيةالإعلامية.

أخيرا.. إذا جاز لي أن أطلب بشئ فأرجو بإلحاح أن تولوا كلاهتمامكم لصياغة منهج التعليم صياغة إسلامية. فعدونا لم يتمكن منا إلا حين استعبدنافكرا وثقافة، وأزاح الإسلام من عقولنا كعقيدة ومنهج حياة، وأبقاه في مجتمعاتنا صورباهتة من طقوس وأعياد وصياغة منهج التعليم هي الركيزة الأساسية بل هي الركيزةالأولى التي لن يقوم المجتمع اإسلامي الذي ننشده جميعا إلا بها.
ولا تنسى أيهاالأخ العقيد أن اليهودية والصليبية والماركسية تراقب جميع خطواتكم وهي تدرك أنتغيير المنهج في أي بلد مسلم معناه - في المدى القريب – أنها ستخسر المعركة حتماولهذا فالعمل لتنشئة أجيال مسلمة يجب أن يتم بعيدا عن تلك الأعين والأذان المنبثةهنا وهناك والمتحفزة للوقوف في طريقكم مهما كلف ذلك سادتها من ثمن.
وسلام منالله عليكم ورحمة ونه وبركات..
لندن في 13/1/1392 الموافق 18/2/1972

المصدر:
http://www.akhbar-libya.com/article...order=0&thold=0



لمـــــاذا قتل محمد مصطفى رمضان أضغط هنــــا :
http://www.akhbar-libya.com/article.php?sid=1204
__________________
[
رد مع اقتباس