عرض مشاركة واحدة
 
  #23  
قديم 09-06-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

كفى وقاحة وتفاهة









رضا بالحاج

في الرد على مقالين للصغير أولاد أحمد (في الشروق 20/21/ جويلية 2011) سمانا فيهما سفهاء وتحدانا بأبي العلاء الذي صوره كافرا وصور تاريخنا كل تاريخنا إسطبلا فيه الطغاة والبهائم والفقهاء وهدد وزمجر ضد الطرح الإسلامي واستنفر ضده كل آلة الطغيان واستوى معلما حداثيا بيده عصا والعصا الحداثية هي قاذفات وراجمات وماحقات . وذلك طبعا بعد أن استولى على مقر القيادة الشعرية للثورة التونسية التي لا ينقصها إلا طبيب نفسي يرد الشعر إلى مستوى أبي العلاء المعري.



بسم الله الرحمان الرحيم

إلى الصغير أولاد أحمد

يا من يلزم لقراءة مقالك المجوف النخب الهواء يوم آخر غير أيام الأسبوع : مابعد الأحد وما قبل الاثنين إني لا استطيع أن أراك حتى يستقيم الأسبوع على ثمانِ ولأن هذا اليوم معدوم مستحيل فما كتبته لا يعدو أن يكون كثيرا من الأوهام وقليلا من الأماني فكل الأيام فيها إيقاع ونظام وشروق وغروب أي فيها ما يدعو إلى العقل والتعقل..واليوم الذي يلزمك يجب أن يكون عبثا ومهاترة وسرقة لعقل الإنسان من شيطان غيبي لقبه رجيم وشيطان انسي لقبه تابع ذليل ومهنتهما وهوايتهما تستوجب اللعنة إلى يوم الدين.

ولكن المشكل المنهجي مع الصغير أولاد أحمد أنه لا يؤمن بالغيب والسبب أنه لا يراه وهو الذي أحاط بشعره كل الكون: ما فوق الأحمر وتحت البنفسجي وهو كما قال زميله الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي (غبي لا يدرك الحقائق دون مس وجس) .

إلى الصغير أولاد أحمد

ما هذا الكم الهائل من البذاءة والوقاحة , هل هي سكرة الموت أم سكرة العقل فعند الأولى "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" والثانية تجعل الواحد لا يفرق بين الحديد والصديد... أليس هذا هو الإفلاس وبعده حالة الهوس والجنون ؟ فمرة يدعو هذا الشاعر الرقيق الى العمل المسلح ناسيا أن هذا العمل فيه جهد جهيد قد يلزم منه عطش وجوع يساويه بالصائمين وهو الساخر من صومهم..هم يفعلونه طائعين مأجورين والشاعر المسكين قد يكون من جوعه وعطشه موت والشعر لا يصنع حينئذ جنة نعيم...ومرة يتوهم الصغير أولاد أحمد نفسه شاعرا بكثير من الصراخ وقليل من الأدب ليكون قبانيا علائيا...متنبئا ومرة يحزم ويعزم ويدعو الى صراع فكري وهو الذي لا يملك من الفكر الا رماده بعد أن تميز من الغيظ فكان بعد الهزيمة فكرا كفرا حقدا دفينا. وإن كان جادا في الصراع الفكري فليكن لقائي به يوم الزينة في ملعب رادس بجمهور شعر وفكر وسياسة على الهواء مباشرة ان رضي بقايا بن علي.

إلى الصغير أولاد أحمد

إن التوجه الذي يمثله أدعياء الفكر اللبرالي هؤلاء(والشيوعي على حياء) يتميز بالتوتر الشديد وعدم الصدق مع ذواتهم ومنهجهم المعلن فهم مسكونون بتناقض عجيب يدعو الى الشفقة.

أنا شخصيا أشفق على هذا المسكين لأنه وضع نفسه في أوضاع تلعن بعضها بعضا: جد يلعن حفيد..جغرافيا تلعن تاريخ..شياطين يلعن بعضها بعضا أن لم تستطع فتنة الناس عن الدين..شاعر يمجد الانتحار كيف لا وهو من سيلبس البزة العسكرية وقد يأتي خبر عاجل أنه مفجرا انتحاري ضد فكر إسلامي أو ضد عقبة بن نافع أو ابي موسى الأشعري. شاعر يلعن تاريخا وشعبا مسلما متمترسا وراء عملاق من عمالقة الشعر(أبي العلاء المعري) قيل إنه بليغ يعرف للكلب سبعين إسما لو أدرك المعري هذا الشاعر لجعله كابن القارح محل سخرية وهزء وهمز وغمز فضيحة للقارئ الى يوم الدين يدرّس لأبنائنا في الابتدائي لا البكالوريا لأن بطل القصة هنا لا يفوت في شيء سندبادا بلا وحي..بلا وعي..بلا فقه بلا فكر إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث..وقد يفهم في النهاية معنى الإيمان العلائي...ولو أدركه المعري لما لزمته رسالة الغفران فالغفران للمؤمنين وان كانوا آثمين أما عكس المؤمنين أعني الكافرين(كفر الشيء أي دسه وغطاه) فتلزمهم رسالة الخسران لأنهم يعتقدون أن موت آبائهم وموت ذواتهم لا يساوي الا ما يساويه تراب ورميم : أكداس خلايا منتهية الصلاحية التهمها العدم... ذلك مبلغهم من العلم.

إلى الصغير أولاد أحمد

إن ما طرحته في تلك المقالة لا يعدو أن يكون انتصابا فوضويا فلا هو بالشعر فأمارة الشعر الصدق وتعانق فطرة الكون بفطرة الانسان ولا هو بالفكر فأمارة المفكرين الرشد والاتزان فأهم من الفكرة عندهم موقعها ولا هو بالسياسة فأمارة السياسيين الذكاء وهم يطلبون قيادة الناس فلا يشتمونهم وآبائهم الأولين ونسلهم المؤجلين فحتى الأنبياء كانوا في أسلوب الدعوة متواضعين..

حقا وأقسم أني صادق لم أجد لمثل هذه المقالة من عنوان ولا منوال فلا هي مما تحتمله صحيفة سياسية ولا ملحق ثقافي وإنما قد تكون من لوازم صفحات تسلية وكلمات متقطعة فالرجل يظن الإنزياح والتنطع في التعبير وانتهاك المقدس واللعب بالألفاظ إنشاء للفكر والدلالة والمعنى ويظن أن الوزن وحده يخلق الموزون..

ورغم أن مادح نفسه يقرؤنا السلام ويقول ان عباراته براقة ويبخل بها على مثلي فقد أعدت قراءة المقالة مرة أخرى ولكن خبت وارتد ظني خاسئا وهو حسير إذ لم أجد من بقع الضوء البراق الا ما تولد خافتا باهتا من عباراته الركيكة البليدة الملتوية حد الإختناق كضوء العين وهي تغادر الحياة على فراش الموت والفراق ووجدته يناجي نفسه وهو يتوهم أنه يناقش الناس أجمعين.

إلى الصغير أولاد أحمد

بعد قراءة مقالتك شعرت باطمئنان شديد إلى أن المعركة الفكرية بإذن الله محسومة لصالح الفكر الإسلامي المستنير الرشيد لأن ضديده الفكري هزيل هزيل متوتر متهافت كثير الصياح وهو لا يكاد يبين.. وصاحب هذا الفكر يناجي نفسه ويتوهم أنه يناقش الناس أجمعين..وهو في أبعد ضلالات التاريخ (نموت ونحي وما يهلكنا الا الدهر) ويتوهم بأنه أتى بما لم يأت به الأولون ولا الآخرون حداثة وإحداثا ومحدثات وكثير من الحديث.. أشعر باطمئنان النصر لأن أول أمارات الانتصار ضعف الخصم واهتزازه واهتراؤه وارتجافه وارتجاجه وافتقاده الصواب وما يتبع ذالك من خريطة نفسية ثقوبها السوداء تبتلع كل خواطر النور..لقد علمت علم اليقين أن صاحبنا ينتمي إلى مفوضية (وأقر له بأن هذه الكلمة هي الطريف الأدبي الوحيد في مقالته) إلى مفوضية السلفية الأوروبية اسلاف ساركوزي في القرن الثامن عشر فما يطرحه الصغير أولاد أحمد بمقياس الحداثة قديم قديم..قديم فلم يعد التبشير بالالحاد أو حتى التلميح له من مستقرات الفكر الغربي تلك موضة قد عفا عنها الزمن واٍلا فالإلحاد فضيحة العصر في زمن العلم المتحرر من أسر الخاطفين القراصنة الذين ادعوا في العلم فلسفة وفي الفلسفة علما.

إلى الصغير أولاد أحمد

حشر المسلمين كلهم في دائرة واحدة وحاسبهم محاسبة مثقف برتبة أمن دولة محاسبة من وضع الحداثة بشماله وبقايا سياط القرون الوسطى في يمينه ليكون المفوض السامي للسلفية الأوروبية التي تحن إلى الاستعمار المباشر بالبزة العسكرية, وأنا لن أحشره مع الحداثيين في دائرة واحدة ولن أحمله أوزارهم فيمكن أن ارتع في هذا الملعب الواسع وآتي بأمثلة وفضائح وفظائع وأنسبها بالتبع لهذا الشاعر الكبير ولكني حينئذ أكون قد سقطت منهجيا والمنهج عندي عزيز..ولكن وجب أن أقول إن اكبر الحداثيين الذين أسماؤهم بالحروف الهجائية العربية هم من تولى السلطة وتعالى علينا نحن الأميين لعقود طويلة في تونس ومصر وسوريا وحتى أثيوبيا واعتبروا أنفسهم النقيض النوعي للفكر السلفي فإذا بهم شر خلف ورغم أن الصغير أولاد أحمد يدّعي تجاوزهم بالثورة فإنه يساويهم بل يزايد على بشاعتهم مايلزم علينا ثورتين لا ثورة واحدة : الأولى على الشعر الإرهابي المزيف والثانية على القمع الإرهابي الحقيقي,فالجماعة لحماية مشروعهم مارسوا كل أنواع العنف والقمع والقهر والقتل البطئ والقتل الزؤام في مقابل إنجاح مشروع الحداثة الذي لا يفهمه المتخلفون والحداثة لو تعلمون معركة ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة وهاهو الشاعر الرقيق الودود يلوح بأشد من قمعهم وذلك بتقنين الظلم ومباركته بروح وريحان الأدب والشعر الأحمدي..اسمعوا ماذا يقول "يتعين على الحكومة المؤقتة أن تسخر جميع أجهزتها الإدارية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية لحماية القانون" هذه حكومة مؤقتة فكيف بها إذا أصبحت دائمة..لا محالة عندها تجب الاستعانة بمفوضية مجلس الأمن والأمم المتحدة والولايات المتحدة ألم أقل لكم إنه مثقف برتبة أمن دولة .. كلامه شعري وقتله شعري وارهابه شعري والشعر معفي من محاسبة المحاكم الدولية بتهمة الابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ولا سيما اذا كان المقصود بالابادة هو شعب الشاعر بأجداده كلهم بالصحابة والتابعين وكل السلف فقد ذكرهم في مقاله بساكني الإسطبل...هذه هي البشرى وهي اليوم كامنة في الشعر وغدا في مستطاع اليد : حكومة حداثية عقلانية تقدمية لا أخلاف لها ستكون والعياذ بالله هتليرية في الإسطبل الواسع لتاريخ الغرب الدموي النووي الإبادي القريب من زمننا الحديث المعاصر قرب الصدر من العجز .. وقرب الدخان من النار..

ومادام الحقد لا ينصب على مجرد أخطاء للمسلمين أو زلات بل على سجودهم وركوعهم لله وايمانهم بالغيب فمعركة هذا المفوض من لدن الحداثة ستمارس محاكم التفتيش أسوة بالسلفية الاوروبية فالمغلوب مولع دائما بالاقتداء بالغالب إنها تبشر بالستالينية والتروتسكية التي استبدلت مقابر التراب بمقابر الثلج وأحيانا كل الحوامض الفسفورية ,و هي ليست مقابر للبشر فقط بل للشعر أيضا ما دام عابثا لا يلتزم بالحداثة وحتمية التاريخ : شعوب قهرت باسم الحداثة تحت حكم لينيني ستاليني تروتسكي حتى في ايمانها لأن الفكر انعكاس المادة والمادة صماء بكماء تساوي بين الأشياء والأحياء ..وحده من يحوز بعد تلك العذابات جواز سفر ويغادر الدولة والبلاد يفهم الفرق بين الأشياء والأحياء..بم يبشرنا هذا الشاعر الذي فهم نظرية الجبرية التاريخية فزاد عليها بأن الشعور لا يكون إلا حداثيا والحداثة هي مادة في شكل بشر ذلك أن الشعور عندهم بالمصير, بالمآلات, بالغيب خيانة للحديد والحجر والإنسان عندهم مادة فكرا وشعورا وإلا فقد كفر وربما لهذا السبب ولانسداد الافق واعتبار الحياة فقط حجرا محجورا في حدود الخبر والمختبر فقد فشل أولاد أحمد شعريا إلا في تقديم وتأخير بين مبتدأ وخبر ليستحيل الشعر ملعب ألفاظ بلا مساحات بلا مآلات بلا دلالات ومعركة الشعر الأولى هي مع بساتين المعا ني جميلة لذيذة مؤمنة ساكنة ناطقة بالدلالات ولتجاوز هذا العجز والفشل التمس الشاعر من المعجم الديني القداسة ووهج العبارة وإعجازها القرآني ولكنه حول وجهتها غصبا ووهما لمفوضية الحداثة ذات الأرضية النكدة الصماء البكماء الجرداء الخواء الرأسمالية السوداء التي لم تملأ اليد فضلا عن الوجدان والقلوب وظلت كالحة بائسة ميتة لكنها حية في عنقها جرائر وجرائم بشر يعدّون عدّا ويصطرخون ويلعنون.. جعل جوعهم وظلمهم وحرمانهم تكنولوجيا تقينا رقميا حداثيا فالحداثة هي مفوضية عن مفوضية عن مفوضية الى ان تصل في التفويض الى المتحكم الأعلى في النظام الرأسمالي الدولي الذي يعتبر أن التخطيط للمجاعات والحروب هو أعلى أنواع التفكير الاستراتيجي وأن الموت/القتل أرخص كلفة وثمنا من الحياة.

إلى الصغير أولاد أحمد

تأخرت في الرد على مقالك لأني كنت منشغلا بالرد على كل فكر سلفي يجعل الرقم الأول هو الأخير وخط حسابه دائري..أرد على كل فكر يرى الشكل ثم الشكل هو المضمون والجوهري..على من غلق باب الاجتهاد ولم يصح صيحة الشافعي : هم رجال ونحن رجال اجتهدوا ونجتهد . كنت أرد على الذين لم يفهموا أن البديل الاسلامي لا هو بالسلفي ولا بالحداثي ..ولا بالقديم ولا بالجديد إنه بديل في حجم الحياة كما يشمل كل مكان فهو يستوفي كل الأزمان ولا يعتبر الإنسانية بديلا عن الإنسان.. كنت أرد وأقول لمن انغلق في حدود السلف : ان العمامة لا تصنع الإمامة وأن الدين يمكن ان يمارس به الدجل فوجب الحذر الحذر بالوحي والوعي لا بالهوى والكبر فمن خرج عن الوحي فقد كفر ومن جمد الوحي وزاد على قداسة الله أي نوع من قداسة البشر فكأنه كفر. والحق ان لم يكن مبينا فهو مقدمة وتمهيد للدجل وقلت لهم لا يجوز عندنا أن يتشابه اليوم بالأمس فما بالك القرن بالقرن فلنضاعف اليوم بعدد أيام السنة (365) ثم نضاعفه في المائة لنرى أن السرعة بين قرنين في ديننا كأنها بين كونين كم يلزمها من مراكب الضوء والخيال العلمي والحداثي للالتحاق بها.

للجميع أقول:

نعم سنواصل الدعوة الى الوحي : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) و (لا يسخر قوم من قوم) و (أفضل الجهاد كلمة حق عن سلطان جائر) و (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) و (أفشوا السلام بينكم) و(تهادوا تحابوا) و (الدين المعاملة) و(ما آمن ..ما آمن من بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم..) و (وأمرهم شورى بينهم) و (الناس شركاء في الماء والكلأ والنار) و (والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها) و(آتوهم من مال الله الذي آتاكم) و (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) و (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا) و (اعدلوا هو أقرب للتقوى) و (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) و (من غشنا فليس منا) و (والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان..) و(ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) و (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام) و(لعن الله الراشي والمرتشي) و (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) و (الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) ..إنه شرع ربنا وعكسه الهوى فهاتوا مراكب الضوء والخيال العلمي والحداثي لتلتحق بأمة قال فيها ربها (وإذا أصابهم البغي هم ينتصرون).

إلى الصغير أولا أحمد:

راوحت في الرد بين ضمير المخاطب (أنت) وضمير الغيبة (هو) وذاك فن ولمسات إعجاز وبيان تعلمتها من القرآن الكريم وهو إعجاز فهمه الشعراء وأبرزهم النابغة أبو العلاء المعري, ومع ذلك أتمنى لك الخير.





رضا بالحاج (أنا لا أخسر معاركي : أتعادل أو أنتصر أو أنتصر....)





منقول عن : مجلة الزيتونة







]
__________________
[
رد مع اقتباس