عرض مشاركة واحدة
 
  #4  
قديم 08-02-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: الأخ الكريم (مشرف المنتدى / الرجاء المشاركة )

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي نائل، بالرغم من زحام الهموم والغموم ومتطلبات الحياة والمهام التي كلفت نفسي بها، والتي أعلم ان عمري سينقضي وأنا على حافتها، إلا أنني أجد نفسي مجبراً على الرد على سؤال يحير العقل ويدفع الإنسان إلى التساؤل، دعنا نبدأ بأساسات نضعها كي لا نحيد عن الصواب في الإجابة على سؤال ليس له إجابة من الله ورسوله، فالتدبر والتفكر يجب أن يكونا ضمن حدود منطقية لا يخرجا عنها:

1. الله هو كل شيء وكل شيء عدا الله فهو لا شيء.

2. المكان والزمان مخلوقان من مخلوقات الله عز وجل مثلهما مثل الشجر والحجر.

3. الله هو الغني فهو عز وجل لا يحتاج أي من مخلوقاته كما لا يحتاج الزمان ولا المكان، في حين أن كل مخلوقاته محتاجة له في كل لحظة من لحظات وجودها.

4. لم يخلق الله الخلق لاهيا ولا لاعبا ولا لإنه يشعر بالملل، ولكنه خلق كل شيء بالحق من كرمه ورحمته ومحبته لمخلوقاته.

5. الموت والحياة هما إبتلاء للإنسان.

6. خلق السماوات والأرض إبتلاء للإنسان.

7. الدرجات التي عليها الإنسان في أي صفة من صفاته هي إبتلاء له، فأن يخلق الله عز وجل شخصاً فقير وآخر غني أو شخصا مريض وآخر سليم أو شخصا عليما وآخر جاهل، ليس له علاقة فيمن هو أفضل بينهما فهذه الصفات ليست للتفضيل إنما هي للإبتلاء، أما صفة التفضيل فهي من عمل العبد وليس من عمل الرب، صفة التفضيل هي التقوى.

8. إبتلاءات أي إنسان هي إبتلاءات لمن حوله من الناس.

- وبناءاً على كل ما تقدم فليس هناك ما هو أفضل أو ما هو أسوء لله، وليس هناك ما هو أسهل وما هو أصعب على الله، فلو قلنا أن الله يحب العبد الشكور، فهذا يعني أن مصلحة الشكر هي للإنسان وليست لله، فليس هناك ما يمكن أن يقدم هذه الإنسان لله، لا في علمه ولا في قوته ولا في ملكه ولا في أي أي صفة من صفاته سبحانه وتعالى، فهو الكامل مكتمل سبحانه وتعالى بكل ما لديه.

- وأيضاً تفضيل الله للأماكن أو الأزمنة بعضها على بعض، إنما هو إبتلاء للإنسان نفسه، فمثلاً عندما يفضل الله المساجد على غيرها من الأماكن، فأنت يا إنسان عندك الفرصة إما أن تتواجد في المسجد أو في غيره، فمحبة الله للمسجد إنما هي طريقة يعطيك الله بها الثواب إن أنت أحبب الخير لنفسك.

- كذلك عندما جعل الله الكعبة في البيت الحرام أول مسجد يوضع في الأرض للإنسان وجعل المسجد الأقصى ثاني هذه البيوت، فإن هذا يعطي الناس طريقا لتكثير الخير في موازين حسناتهم إن هم توجهوا لهذه الأماكن وصلوا فيها.

- كذلك عندما يجعل الله بلدا من بلاده منبت الأنبياء ومكان عيشتهم ورسالاتهم، كما هو الحال في الشرق الأوسط، فهذه طريقة يمنحك به الله الوصول لثواب عال إن أنت شئت، فإن أنت توجهت للحياة في هذه الأماكن تأسياً بهم فأنت تتحصل على ثواب عظيم، وإن أنت هاجرت من هذه البلاد وأنت قد ولدت فيها فأنت أضعت على نفسك ثوابا عظيم.

- كل ما ذكرناه لا يعني أن من يولد في أماكن أخرى هو مظلوم، فليس الله بظالم، إنما لكلٍ منهم القدرة إن شاء أن يتواجد في المسجد أو في السوق، ولكل منهم القدرة أن يصوم الإثنين والخميس أو أن يفطر رمضان، ولكل منهم القدرة أن يسافر ويهاجر لبلاد يحبها الله تاركاً بلاد أخرى لم يذكرها الله ولم تذكرها أنبياؤه.

- قد تقول، فلان يحب أن يسكن في مكة ولكن ليس مسموح له السكن فيها، فأجيب، أن النية والعزيمة يكفياه، فالأعمال بالنيات، ومن حبسه العذر عن فعل الخير فله أجره.

- وبخصوص هؤلاء الذين لم يبعث الله فيهم أنبياء أو رسل، أقول هم قله، ولكن لا زال أمر الله سارياً فيهم (الستُ بربكم) فإن هم بقوا على كلمة لا إله الله الله نجوا.

وسبحان الله رب العزة عما يصفون - وإنا لله وإنا إليه راجعون.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس