عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 02-10-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: أحكام الولاية والإمارة / حكم خروج وثورة الناس على الحاكم

تخصيص الحكم الشرعي في مسالة منازعة الناس الحكام الأمر
بعدما جمعت الأحاديث وأقوال العلماء وقمت بترتيبها وإعداد هذا الموضوع باشتقاق القواعد من آيات الله والأحاديث الصحيحة تاركا فهم إنطباق هذه القواعد لكل قارئ على نفسه، ذهبت للنوم مستخيراً الله ان أكون قد قدمت ما فيه الهدى والرشاد، وفي جوف الليل فزعت على نفسي وأنا أقرأ قوله تعالى (مثلهم كمثل الذي) وأردد هذه الكلمات، وأخذتني الفكرة، وبدأت أتدبر معنى إرتباط موضوعي بهذه الكلمات، فعدت في ذاكرتي لدرس كنت قد أعطيته عن هذه الكلمات تحت عنوان (إجمال الخطاب وتخصيصه) فبدأت الأمور التالية تتراكب معي بهذا الشكل:

1. إن ما ذكرناه سابقاً هو الحكم الشرعي العام، ولكننا لا نستطيع تطبيق هذا الحكم الشرعي على كل المسلمين والذين يقتربون من المليارين دفعة واحدة، فلكل مسلم نيته وعمله وسببه في فعله، وحكم الله في نهاية المطاف على النيات وليس على الأفعال.

2. هناك من المسلمين من قام بانتخاب رئيسه أو زعيمه أو أميره، أو حتى رضي به وسكت وكان سكوته بمثابة إقرار بقبول بهذا الزعيم، فمن إنتخب أو رضي وأقر يكون بمثابة من بايع هذا الزعيم، وهذا القسم من الناس ينطبع عليه الحكم الشرعي السابق بالسمع والطاعة في المنشط والمكره واليسر والعسر وأثرة الأمر حتى لو أُكل حقه وجُلد ظهره، وهؤلاء لا يجوز خروجهم على من بايعوا ولا يجوز لهم التظاهر ضدهم وعليهم لزوم بيوتهم والصبر على زعيمهم حتى ياتي أمر الله بتغيره أو يلقوا الله وهم على ذلك.

3. كل من قام على زعيمه بسبب الجوع أو الخوف أو البطالة أو نقص الأموال والثمرات والأنفس، أو لأي عرض آخر من متاع الدنيا، فقيامه عليه باطل، ذلك أن هذه الأمور كلها من عند الله يصيب بها العصاة من المؤمنين ليمنع عنهم عذاب الآخر ويكفر بها عنهم خطاياهم، أو يَبتلي بها المؤمن ليرفعه درجات في الجنة.

4. من لم ينتخب أو أنه أكره على زعيمه، فعليه مبايعة خليفة مسلم عادل يحكم بما أنزل الله ويخشاه ويتقى الله في رعيته، كي لا يموت ميتة جاهلية، وبما أن البيعة لا تجوز لخليفتين، فعلى كل المسلمين في كل بقاع الأرض أن يختاروا خليفة واحدا يبايعوه، فتتوحد بذلك كلمة المسلمين ويعتصموا بحبل الله جميعا وعليهم أن لا يتفرقوا بعدها أبدا، ولا يسمحوا لمن يحاول تفريقهم.

5. لو أننا نظرنا لواقع الدول العربية والإسلامية التي حولنا، لوجدنا أن المملكة العربية السعودية هي أقربها بالحكم بما أنزل الله، ولو أننا نظرنا مرة أخرى، لوجدنا أن فلسطين ترزح تحت الإحتلال الإسرائيلي الغاشم، وعليه بالإمكان مبايعة ملك السعودية كخليفة للمسلمين، أو بالإمكان تسمية خليفة من فلسطين حتى يتحد العالم الإسلامي تحت فكرة تحرير المسجد الأقصى من هذا الإحتلال الغاشم.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس