عرض مشاركة واحدة
 
  #10  
قديم 10-22-2011
خلافة خلافة غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 56
افتراضي رد: حزب التحرير، نشأته وسيرته ،ملف الوثائق والنشرات, أرشيف لوثائق انطلاق مسيرة حزب التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم


كيف يحصل الانحراف في الحزب


الحزب هو تكتل مبدئي و تكتل آمن أفراده به يراد إيجاده في المجتمع ، في بقعة من الأرض ثم في جميع أنحاء العالم ، و حزب التحرير ينطبق عليه هذا التعريف للحزب ، و هو تكتل يقوم على الإسلام بوصفه مبدأ و يراد إيجاده في واقع العالم الإسلامي ثم تركيزه و حمايته و نشره في جميع أنحاء العالم و السير به في الطريق التصاعدي و للحيلولة دون تأويله أي- المبدأ- و دون هبوط المجتمع الإسلامي .
يتبنى حزب التحرير أفكارا و أحكاما من الشرع الإسلامي و يدعو لها و يعمل على تطبيقها و تبنيه لها ليس بناء على المصلحة و لا على حسب صلاحيتها للمعالجة و إنما يأخذها و يتبناها باعتبارها جاء بها الوحي أو مستنبطه مما جاء بها الوحي ، و لذلك تبناها حسب قوة الدليل ليس غير ، فإذا كان دليلهم قويا تبناها ، و إذا كان دليلها ضعيفا نبذها و لو كانت شائعة لدى المسلمين و لو كانت تعالج المشكلة و لو كانت المصلحة في تبنيها لان تبني الحزب للأفكار و الأحكام إنما هو مبني على قوة الدليل أي على كونها جاء بها الوحي أو مستنبطه مما جاء به الوحي.
و الحزب يقوم على الفكرة وحدها أي على مبدأ الإسلام حسب فهمه هو لأفكاره و أحكامه ، فالفكرة وحدها هي التي يقوم عليها ، فهي سر حياته ، و هي وحدها التي تجعله حيا ، و تجعل حياته دائمة بل خالدة ، فهو لا يقوم على الأشخاص مهما أوتوا من العلم و الجاه و القوة و لا يهتم بكثرتهم أو قلتهم و لا يقوم على تأييد الناس لهم قل هذا التأييد أو كثر و لا يقوم على ما يوفر القدرة على العمل مهما كانت هذه القدرة مغرية بالتيسير و التسهيل و التقدم و الارتفاع و لا يقوم على ما يقربه من الحكم أو يسهل له أن يتولاه و إنما يقوم وحده على الفكرة و يعتبر هذه الفكرة سر حياته أي روحه التي يحيا بها و التي إذا فقدها مات فالفكرة هي أساس وجوده و هي أساس حياته و هي أساس سيره و لذلك يعنى بالفكرة وحدها و يوجه همه كله نحو الفكرة و يعتبر جل أعماله متعلقة بالفكرة سواء من حيث التبني أو من حيث النشر أو من حيث التطبيق أو من حيث ما يتطلب بناء المجتمع و يستلزم إقامة الدولة أو يقتضي إنهاض آلامه أو يستوجب حمل الرسالة إلى العالم و إذا كان يعمل لإقامة الدولة و بناء المجتمع و إنهاض للامه و حمل الرسالة إلى العالم فانه يعمل بالفكرة و من اجل الفكرة و الفكرة هي كل شيء في حزب التحرير .
و هو يقصد بالفكرة ، الفكرة الإسلامية من حيث كونها عقيدة مبنية على الأساس الروحي و من حيث كونها فكرة سياسية لا فكرة دونية روحيه فحسب و لا فكرة تشريعيه فقط و لا فكرة عقليه محضة و لذلك فهو حزب سياسي مبدئه الإسلام و لا يصح أن يوصف بغير هذا الوصف .
و حزب التحرير قد وضع قاعدة لتبني الأفكار و الأحكام فبالنسبة إلى الأفكار المتعلقة بالعقائد لا يتبناها إلا إذا قام الدليل القاطع على صحتها و صدقها سواء أكان الدليل مما جاء به الوحي أو دليلا عقليا حسب فهمه لمعنى العقل و أما الأحكام فلا يشترط ثبوتها بشكل قاطع فيكفي أن يغلب الظن على صحتها و صدقها و هو لا يكتفي بالنصوص و لا بفهم هذه النصوص و إنما يشترط بجانب ذلك انطباقها على الواقع الذي جاءت به النصوص .
ولذلك فإنه يدرس الواقع دراسة اجتهاد و يدرس النص دراسة اجتهاد ، ثم يطبق الحكم الذي استنبطه من النص على الواقع الذي درسه فإن انطبق عليه أخذه ، و إن لم ينطبق عليه تركه ، و بحث عن الحكم الذي ينطبق عليه حتى يجده ، فإن انطبق عليه تبناه ، و إن لم ينطبق عليه و لم يعرف حكما ينطبق على هذا الواقع ، فإما أن لا يتبناه ، و إما أن يتبنى لأنه ليس من أحكام الإسلام و هنا نقطة يجب الانتباه إليها فالحزب مثلا لا يتبنى وجوب الشورى على الحاكم ، و لكنه لا يقول على هذا الحكم أنه ليس من أحكام الإسلام أما حكم الصيام عن الكلام فإن الحزب لا يتبناه و يتبنى انه ليس من الإسلام لأنه من شرع من قبلنا .
و طريقة التبني في الحزب هي أخذها من المجتهد على شرط الحزب ، و لما الفكرة الإسلامية قد أصابها من عوامل التغشية ما أصابها ، و تعرضت بالغزو الثقافي و الغزو السياسي إلى ما تعرضت له من أنواع التضليل ، ولما كانت الفكرة روح الحزب , كان لازما عليه أن يتبنى من الأفكار و الأحكام ما يعتقد انه وحده هو الحق بالنسبة لما يتعلق بالعقائد ، و ما يغلب على ظنه أنه وحده الصواب فيما يتعلق بالأحكام .
إلا انه بالرغم من الفكرة حسب فهم الحزب هي سر حياته ، و غاية وجوده ، فإنه لم يتبنى جميع اللازمة للمسلم ، بل تبنى فقط ما يلزم لما يعمل له ، فهو لم يتبن من العقائد إلا ما كانت أعماله تستوجب التبني فيها ، ولم يتبن في العبادات إلا ما كان لا بد منه من نشر الأفكار ، لنشر الأفكار ، كأحكام الجهاد , و لم يتبن من التشريع إلا ما كان أخذه للسلطة يستوجبه .
و حزب التحرير باعتباره حزبا سياسيا ، و ليس مدرسة فكرية أو مذهبا من المذاهب ، فإنه يتبع طريقة النبي الأمي ، ويسير على هداه ، و لا يقتدي إلا به ، و لا يقيم وزنا لسواه من جميع الأنام .
و هو جزء من الأمة و كواحد من المسلمين لا يتميز عن أصغر مسلم بشىء ، إلا أنه أثقل الناس حملا ، و أكثرهم طمعا في رضوان الله ، فالأمة الإسلامية التي هو جزء لا يتجزأ منها هي التي تمثل الإسلام ، و هي تعتبر جماعة المسلمين ، و ليس الحزب و لا أي تكتل من التكتلات .
و تبني الأفكار التي تبنها الحزب جميعها فكرا فكرا كل فكر بعينه كما تبنتاه الحزب، هو الذي يجعل الفرد جزء من الحزب ، أي هو الذي يجعله عضوا في الحزب ، و بدونه لا تحصل له العضوية ولا يكون جزءا في الحزب ، و لهذا الشخص الذي لا يتبنى أفكار الحزب لا يكون دخل الحزب و لا صار جزءا منه و لو انتسب إليه ، لأن شرط جزئية الحزب تبني ما تبناه ، أي قيام الشخص على نفس الفكر الذي قام عليه الحزب ، و إذا لم يقم عليه لا يكون منه و لا بوجه من الوجوه ، و من لا يتبنى ما تبناه الحزب يكون قد خرج من جزئية الحزب ، و لو بفكر واحد ، و صار غير جزء من الحزب أي غير عضو فيه .
و الحزب شخصية معنوية يتألف كيانها من مجموع المفاهيم و المقاييس القناعات،
و من مجموعة من الناس تجمعها مع بعضها و مع المفاهيم و المقاييس والقناعات ،
عقيدة واحدة وثقافة واحدة ، ويصبح لهذه الشخصية بعد تكوينها إرادة عامة ، و هي إرادة كل فرد رضي فيها رضي بالعقيدة و الثقافة الجامعتين . و من حيوية هذا الكيان كون الإرادة العامة نافذة ، بحيث تدمج الشخصية الخاصة لكل فرد في الحزب الشخصية العامة و تسير بمسيرها و تخضع لإرادتها . غير أن كل فرد يمكنه بوصفه إنسانا أن يكون ذا إرادة مخالفة للإرادة العامة , و يمكنه أن يحمله كيانه المطلق و المستقل بحكم الطبيعة على مواجهة ما يجب عليه من التزامات بالتساهل , فيتركها على اعتبار أن ضياعها أقل ضررا بالحزب م ثقل ضررها عليه، فيتقي نفسه بتركها ، و بأنه ما زال عضوا في الحزب منسجما مع نفسه في هذا الكل الفكري الشعوري ، وهذه الفتوى تستر عن عينيه تغلب شخصيته الخاصة على الشخصية العامة ، فظن انه لا يزال عضوا في الحزب ، و الحقيقة أن عضويته جزء من كل غير قابلة للتجزئة ، و لذلك فهي لا تتجزأ مطلقا . فإذا غلب شخصيته الخاصة في مسألة مهما كانت صغيرة ، فقد غلب شخصيته الخاصة على الشخصية المعنوية ، و يكون قد فصل شخصيته الخاصة على الشخصية العامة أي أخرج نفسه من الحزب . فبقاء اعتباره عضوا في الحزب هو فوق اعتبارا لوهم بأنه حقيقة ، يضعف الإرادة العامة ، و بالتالي يضعف الشخصية المعنوية ، فإذا تكرر هذا مع عدة أشخاص ، ازداد ضعف الإرادة العامة ، فإذا ظل الاستمرار على ذلك أدى إلى هلاك الشخصية المعنوية ، و لذلك وجب أن يبادر إلى تنبيه من تتغلب لديه شخصيته الخاصة على الشخصية المعنوية عند بروز هذا التغلب في أي مظهر من مظاهره . فإن لم يرتدع و ظلت شخصيته الخاصة متغلبة فإنه ينبغي أن يبعد عن الحزب ، لأنه إذا لم يبعد عن الحزب انتقل مرضه بالعدوى الى غيره . فلأجرب يعدي السليم حتما .
و من طبيعة كل كتلة أن يحصل في خلاياها شيء من العفونة ، فلا بد لها من عملية تطهير دائمية ، و إذا استطاعت الكتلة أن يحصل فيها التطهير طبيعيا بأن تتساقط الثمرة من نفسها دون قطعها و رميها يكون أحسن و إلا كان لا بد من قطع الثمرة العفنة لحفظ جسم الكتلة عن التعفن ، أما انشطار الحزب إلى حزبين و أحزاب فسببه أن الأفكار مع نمو الكتلة و سيرها في الحياة يحصل فيها تقارب ، ثم يحصل اختلاف في الفهم ، و يجوز ذلك عندما يكون الانضباط الحزبي ضعيفا ، فيؤدي الاختلاف في الأفكار و الفهم إلى انشطار التكتل ، إلا أن هذا يحصل عندما يكون الاختلاف في الأفكار حقيقيا لا مصطنعا ، و حين يكون الاختلاف في الأفكار المتعلقة بالفكرة و الطريقة ، لا الأفكار المتعلقة بالأساليب , فاختلاف الأشخاص في نوع الأساليب لا يحصل منه انشطار .
و حتى يدرك أن الطريقة التي تسلكها الكتلة هي نفس الطريق التي سلكها الرسول(( صلى الله عليه و سلم )) يجب أن يفرق بين ما هو من الأحكام الشرعية, و ما هو من الأساليب ، حتى يكون الإقتداء صحيحا و حتى لا يحصل خطأ في السير أو انحراف في الطريق . فإذا جعل أسلوب من الأساليب محل إقتداء كان خطأ في الإقتداء . فالانحراف يقع في ترك محل إقتداء و أخذ حكم غيره ، أو اعتباره أسلوبا و قد يحصل الانحراف في إتباع أسلب يتنافى مع الحكم الشرعي ، كالطلب الجزئيات التي لا يجوز طلبها ، كأن بطلب من حاكم لا يعترف له شرعا بحق رعاية الشؤون بأن يسن قانونا إسلاميا فهذا الأسلوب يناقض مع أحكام الإسلام ، فإتباعه انحراف و لو كان أسلوبا ، و مما يخشى منه أيضا استعمال الأساليب في غير محلها ، فمثلا كل شخص يستطيع أن يلقي محاضرة في أي مكان ومعى ذلك أن لكل شخص أن يخطب في كل مكان ، و عليه يمكن أن يفهم منه أنه يخطب في المظاهرات و يخطب في المؤتمرات لأنها أمكنة عامة و هذا خطأ ، إذ الخطاب في المظاهرة أو المؤتمر اشتراك فيهما حتما دون حاجة إلى تفسير أو تأويل ، و الاشتراك لا يجز لأعضاء حزب الحرير ، لذلك لا يجوز أن يخطب في هذه المظاهرات و المؤتمرات .
و يجب على الكتلة أن تطبق سيرة الرسول على كل عمل يحصل إن كان من الأفكار و الأحكام ، و أن يبدع في الأساليب و الوسائل ، فإذا حاولت التأويل التفسير بغير ما يفيده الفهم التشريعي من عمل الرسول أو قوله فقد انحرفت .
و عليه فإنه لا يخشى على الكتلة التشدد في التقيد في السيرة , و إنما يخشى على الكتلة من الانحراف عن طريق الرسول (( صلى الله عليه وسلم )) بالتأويل و التفسير .
و لذلك توجب الحرص على الفكرة و الطريقة و الحرص على الأساليب المتبناة ما لم يظهر خطؤها ، أما إذا ظهر خطؤها فإنها تترك و يتبنى الحزب غيرها ، كما أن الحزب يترك فهمه لأي فكر من الفكرة و الطريقة إذا ظهر له خطؤه ، و لذلك يعتبر الاجتهاد في تنفيذ أي فكر متبنى سوأ أكان من الفكرة أو الطريقة أو أي أسلوب متبنى و خطأ فادح إن لم يكن عن تعمد ، وانحراف مقصود إن كان عن تعمد و إصرار ، ولذلك لا يجوز أن يبقى أي تموجان في الآراء عند أي حزب سواء كانت هذه الآراء فكرية أم سياسية أم إدارية ، و يجب أن يستمر الحزب بفكرته و طريقته و أساليبه ، في صلابة يزعزع بها الثقة بغيره ، و يحافظ على قيمه الذاتية محافظة تامة . و المراد بالقيم الذاتية للكتلة هي القيم الرفيعة حسب مفاهيم الإسلام ، فإذا حصل ما يتنافى مع القيم الرفيعة و تكرر و فشا على مستوى الحزب و قيادته ، تعالج الكتلة علاجا يرجع الأمور إلى ما كانت عليه من المحافظة القيمة الذاتية .
اما إبداع القيادة فهو تطبيق الفكرة على الوقائع المتجددة و التقيد بها مهما اختلفت الوقائع و تباينت فإذا اضرب التطبيق أو دخل التأويل ، يكون الإبداع قد ضعف ، و تكون القيادة هدفا للانهيار و الانحراف ...... و القيادة المبدعة يجب أن تكون ملتزمة بالواقع مقيدة فيه تماما ، و لكنها تتقيد لتتحكم به فتغيره ، لا أن يتحكم الواقع بها و تتغير بحسبه كما يحصل في القيادة الإصلاحية .

و الآن هل هناك أمثلة تبين كيفية حصول الانحراف في الحزب ؟


و الجواب على ذلك أنه في الكلمة ما يلي :-
1 . ((الحزب يعمل على الحيلولة دون تأويل المبدأ))
و الذي يقول أن الإقتداء بالأنبياء و الامتثال لأمرهم ، و إننا مطالبون أن نعمل مثل عملهم و أن نسير على منهاجهم و أن قصصهم نماذج في كيفية حمل الدعوة ، الذي يقول أن كل ذلك لا يعني أن شرع من قبلنا شرع لنا فإنما يعمل على تأويل المبدأ .... و بالتالي يعمل على حرف الحزب .

2 . (( إن تبني الحزب للأفكار إنما هو مبني على قوة الدليل )) .
و الذي يقول : أن الله خلق الكون ليدل عليه ، فإنه يقول قولا لا دليل عليه ، بل جاء الدليل بخلافه ، ومن هذا شأنه فإنه لا يأخذ أفكاره بناء على قوة الدليل ..... و هو بهذا العمل يعمل على حرف الحزب .

3 . (( إن الحزب يقوم على الفكرة ولا يوم على الأشخاص ))
و الذي يجعل مسألة عزل الأمير مسألة غير قابلة للبحث ، فهو يقيم الحزب على شخص الأمير لا على الفكرة وهو بالتالي يعمل على حرف الحزب .

4. (( إن الحزب لا يقوم على كثرة الأشخاص أو قلتهم ))
و الذي يعمل على تكثير سواد حزبه بإعادة المبعدين عن الحزب للشبهة الأمنية ، و الذي تعنيه النسبة المئوية للمتمسكين بشخص الأمير مقابل نسبة من يؤيدون عزله ، فإنه يقيم التكتل على الكثرة لا على الفكرة و هو بذاك يعمل على حرف الحزب .

5 . (( الحزب لا يقوم على ما يقربه من الحكم أو يسهل له أن يتولاه , و إنما يقوم عل شيء واحد هو الفكرة ))
و الذي يقول – حين ينشطر الحزب إلى نصفين - أن النصرة و خيوطها بأيدينا، فهو يقيم التكتل على ما يقربه من الحكم لا على الفكرة ... و هو بهذا القول يعمل على حرف الحزب .

6. (( إن الحزب بالنسبة للأفكار المتعلقة بالعقائد لا يتبنها إلا إذا قام الدليل القاطع على صحتها و صدقها )) .
و الذي يقول : نحن نتبنى أن عزير نبي بالظن و نتبنى أننا الطائفة الظاهرة ظنا ، فهو يتبنى أفكارا متعلقة بالعقائد دون أن يكون عليها دليل قاطع ...... و بالتالي فهو يعمل على حرف الحزب .

7 . (( إن الحزب يتبنى في العقائد ما يعتقد وحده أنه الحق ))
و الذي يقول أن الوصف في الآيات التالية (( و أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود * و طلع منضود * و ظل ممدود ......الآية )) الذي يقول أن هذا الوصف هو لفساق المسلمين الذين لم يتجاوزوا عقبة حب الدنيا ، لا يستطيع أن يقيم دليلا على أن هذا الفهم هو وحده الحق بل لا يتصور مثل هذا المديح لفساق المسلمين .
و من يتبنى في العقائد بالظن أو غلبة الظن فإنه يعمل على حرف الحزب .

8 . ((إن الحزب يشترط في تبني الأحكام صحة انطباق النص على الواقع))
ومن يستدل على وجوب حمل الدعوة بقوة و صلابة بقوله تعالى : (( يا يحيى خذ الكتاب بقوة )) أي يستدل بشرع من قبلنا بدل الاستدلال بنصوص السيرة فإنه لا يكون أتى بالنص الذي يعين الحكم لهذا الواقع و بالتالي يعمل على حرف الحزب .

9 . (( إن الحزب يتبنى فقط ما يلزم لما يعمل له ، فلم يتبنى في العبادات إلا ما كان لا بد منه لنشر الأفكار مثل أحكام الجهاد ))
و الذي يتبنى فصل (( مع كتاب الله )) و هو من " كتاب حمل الدعوة " بما يحويه هذا الفصل من أحكام عبادة قراءة القرآن و ختمه فإنه يعمل على حرف الحزب .

10 . ((إن حزب التحرير يتبع الرسول النبي الأمي ، و يسير حسب هداه ، و لا يقتدي إلا به ، و لا يقيم وزنا لسواه من جميع الأنام ))
و الذي يقول عن حامل الدعوة أنه يجب أن يكون قدوة لغيره إماما لهم يقتدون به في أعماله و سلوكه و يقول – فيقلدونه و يقول – إماما لهم يأخذون عنه و يترسمون خطاه . الذي يقول كل ذلك يكون قد نقل القدوة من محلها ، فيكون بهذه الأقوال ممن يعملون على حرف الحزب .

11 . (( إن حزب التحرير جزء من الأمة الإسلامية و لا يتميز عن أصغر مسلم بشيء .... ) ) .
و الذي يقول أن الحزب هو الطائفة الظاهرة و أنهم – أي شباب الحزب – هم الذين لهم طوبى ، فهو يفصل الحزب عن الأمة ، و يميزه عن باقي المسلمين ..... و هو بالتالي يعمل على حرف الحزب .

12 . (( إن الشخص الذي لا يتبنى أفكار الحزب ، لا يكون قد دخل الحزب و لا صار جزءا منه و لو انتسب إليه )) .
و الشخص الذي ألف كتاب حمل الدعوة ، و لم نكن قد عهدناه مشرفا في حلقات الحزب حتى نعرف حقيقة أفكاره و ما يتبناه فجاء كتابه مدللا على أفكاره و على ما يتبناه ، هذا الذي تجاوز عن مفاهيم الحزب و قفر عن معظم اصطلاحاته فجاء بمعان جديدة للإيمان ، و حمل الدعوة ، و الفطرة ، و الشخصية ، و العقل ، و حتى الإسلام عرفه بغير تعريف الحزب له ، و جعل دليله على الحكمة العقل و المنطق ، بل هذا الذي بخل به قلمه عن أشهر تعابير الحزب و هو عبارة (( الكون و الإنسان و الحياة )) . و هذا ليس جزءا من الحزب ، و حين يتبنى الحزب كتابه ، و يقدم هذا الشخص و كتابه على آراء الحزب و أفكاره ، فإنه – أي الحزب – منحرف لا محالة .

13 . (( إن الشخص الذي تتغلب شخصيته الخاصة على الشخصية المعنوية للحزب يجب أن يبعد عن الحزب )) .
والأمير الذي يفرض شخصا مثل مؤلف كتاب حمل الدعوة على الحزب, وهذا الشخص الذي بلغ من تغليب شخصيته الخاصة على الشخصية المعنوية جدا يجعله غير قابل للاعتراف بالخطأ, بل ويرفض الاعتراض وللشباب فقط حق الاستفسار منه والاستيضاح, ويرى انشطار الحزب هو وأمثاله دون أن يتخذ قرارا حاسما لمنع هذا الانشطار, الأمير الذي يفرض أمثال هؤلاء على الحزب لطول الصحبة وعدم القدرة عن الانفكاك منهم, فإنه يسمح من انتقال العدوى إلى غيرهم - وقد بدأنا نرى آثار العدوى تنتقل لغيرهم ممن بدءوا يهيئون أنفسهم لأخذ مكانة أولائك- مثل هكذا أمير يعمل دون أدنى ريب على حرف الحزب. بل قد وجد الآن في الحزب من جعل من الانحراف إنشائها وإبداعا .

14. (( إن الاختلاف فغي الأفكار والفهم يؤدي إلى انشطار في التكتل))
والذي أدى إلى الاختلاف في الأفكار والفهم وأدى بالتالي إلى انشطار الحزب أمور متعددة منها نشرة النقابات, وكتاب حمل الدعوة, والنشرات السياسية التي لا تحتوي أي رأي واضح وتحتوي تناقضات صارخة, وكذلك التقيحات والزيادات الغير مدروسة بعناية في الكتب.
ومعروف منهم المسئولون عن كل ذلك والذين يتحملون مسؤولية انشطار الحزب وانحرافه.

15. (( يجب أن يفرق بين ماهر منه الأحكام الشرعية وما هو من الأساليب حتى لا يحصل انحراف في الطريق فالانحراف يقع في ترك ما كان محل اقتداء, واخذ حكم شرعي غيره أو اعتباره أسلوبا )) .
وقد يحصل الانحراف في إتباع أسلوب يتناقض مع الحكم الشرعي.
والذين فسروا عبارة ( ... قصص الأنبياء والمرسلين ما هي إلا نماذج لكيفية حمل الدعوة ... ) بقولهم ان هذه القصص النماذج هي أساليب في حمل الدعوة, وحين نقتدي بها فإننا نقتدي بأسلوب, هؤلاء وقعوا في انحرافتين, الأول أنهم جعلوا الأسلوب محل اقتداء, والأسلوب ليس محل اقتداء لأنه يجوز أخذه من أي واحد من البشر .
والثاني والأخطر أنهم سموا شرائع أو طرق الأنبياء والسابقين في حمل الدعوة سموها أساليب ليبرروا قولهم وربما يبرروا أخذها فتصبح وزارة سيدنا يوسف, وتكسير سيدنا إبراهيم للأصنام أسلوبا يجوز أخذه .

16. (( فإذا حاولت الكتلة التأويل والتفسير بغير ما يفيده الفهم التشريعي من عمل الرسول أو قوله فقد انحرفت )) .
وما جاء في النشرة التي تتحدث عن وجوب طاعة الأمير لقوله منقولا بالمعنى أن الأمراء لا يجوز الخروج عليهم إلا إذا أظهروا الكفر البواح ) ... هذا القول الذي يؤدي إلى ضرب الفكرة في سبيل الدفاع عن شخص الأمير بتطبيق حكم جاء فقط في حق الأمير العام على الأمير الخاص, وهذا هو التأويل والتفسير بغير ما يفيده الفهم التشريعي .. وهو عين الانحراف الذي يدل على واقعة المسالة عند الأمير المعزول والسائرين معه .

17. (( فإن حصل ما يتنافى مع القيم الرفيعة وتكرر وفشا على مستوى الحزب وقيادته, تعالج الكتلة كلها علاجا يرجع الأمور إلى ما كانت عليه من المحافظة على القيمة الذاتية للكتلة)) .
ومن القيم الذاتية او الرفيعة للحزب : السعي نحو الكمال ودوام التنقيب في الأفكار , وتقبل نقاش الشباب في أي فكر يجري تبنيه , والرجوع عن الخطأ, أما إقفال النقاش في أفكار معينة واعتبار النقاش فيها تجريحا بصاحبها وكيل الشتائم والاتهامات للمعترضين على هذه الأفكار , واعتبار محاسبة الشباب للأمير على قيامه بتبني الكتاب تمردا أو قلة أدب , ومن قبيل الفتنة فان في كل هذا نسف للقيم الذاتية للكتلة مما اقتضى معالجة الكتلة معالجة جذرية .

18. (( إبداع القيادة وتطبيق الفكرة على الوقائع المتجددة بعناية ودقة فإذا اضطرب التطبيق أو دخل التأويل يكون الإبداع قد ضعف وتكون القيادة هدفا للانهيار والانحراف )).
وقد ضعف الإبداع في القيادة , بل انعدم فانهارت وانحرفت , ومن الانحراف أن يصبح الحزب مفتيا , وحين لا يجد الحزب ما يصدره في وقت يفتقر فيه إلى الابتداع الفكري والسياسي . وبعد أن كان قد ألغى النقاش السياسي في بداية الحلقة واعترض مؤخرا على حلقات التركيز السياسي.
واقفل بالنقاش في أفكار كتاب حمل الدعوة, حين لا يجد ما يصدره بعد كل هذا إلا فتوى هزيلة في الاستنساخ , فانه يتحول بذلك عن السياسة والفكر وهو مطابع الحزب وعمله الى الفتوى والفقه لأنه لا يقدر إلا عليهما , ومن أراد أن يعرف مستوى هذه القدرة وضحالتها فليراجع أدلة تحريم الاستنساخ البشري مع التدقيق , ويضاف الى ذلك العجز الواضح في رسم الخطط و الأساليب للقيام بالأعمال.

19. ((كما أن الحزب يترك فهمه لأي فكر من الفكرة والطريقة إذا ظهر له خطؤه)) .
فالحزب لا يترك فهمه لأي فكر إلا إذا تبين له خطأ هذا الفكر. وإذا ترك الحزب فهمه لفكرة واحدة لغير هذا السبب يكون قد انحرف , فلو تخلى عن حرمة المزارعة مراعاة لظروف الناس , آو تخلى عن حرمة الجمعيات الخيرية تحت ضغط الواقع , فانه يكون قد انحرف , لأنه يكون مستندا في هذا التخلي إلى وجوب استمرار ارتباط الفكرة بما جاء بها الوحي .
وهذا يقودنا إلى موضوع صلاحية التبني , فأمير الحزب هو الذي له صلاحية التبني , والتبني يكون انشائا جديدا ويكون تغيرا في متبنى على أن يكون هذا التبني منبثقا عن العقيدة الإسلامية بدليل صحيح راجح , أو مبنيا عليها .
وفي الأحكام الشرعية فانه يتبنى كإنشاء جديد أحكاما يستدل عليها بنص من الكتاب أو السنة أو إجماع الصحابة أو القياس وبطريقة صحيحة في الاستدلال , أما إن كان ما تبناه هو تغير لحكم متبنى في الحزب , فيجب أن يبين وجه بطلان التبني السابق , كأن يكون دليله ضعيفا , أو أن الدليل لا ينطبق على الواقع , أو أن الاستنباط لم يكن صحيحا كما ينبغي أن يبين وجه رجحان التبني الجديد.
أما في الأفكار فإن الفكر هو في حقيقته حكم على واقع فإذا تبين أن فكرا ما غير صحيح , سواء لعدم انطباقه على الواقع , أو لأي سبب آخر فان له أن يغير هذا الفكر , بعد أن يبين وجه الخطأ فيه.
أما الآراء الواردة في التحليلات السياسية غير المنبثقة عن وجهة النظر في الحياة , كالقول بان خطة أمريكا في المنطقة الفلانيه هي كذا , أو أن فلانا عميلا لأمريكا , فهذه الآراء تغير إذا ثبت خطأها مع بيان وجه الخطأ فيها .
أما ما أطلق عليه البعض وصف - الثوابت والأساسيات - مع التحفظ على هذا الإطلاق التي لا يجوز مسها ، فهي كثيرة ويصعب حصرها لكثرتها ولكنها تعرف عند ذكرها بين الشباب من مثل قولنا المبدأ هو كذا وكذا والمجتمع يتألف من كذا وكذا والوجود المحسوس هو الكون والإنسان والحياة وتعريف الحضارة هو كذا والتفكير هو كذا ومثل قولنا بوجوب العمل لإقامة الخلافة وحصرنا في الأدلة الإجمالية بأربعة ومثل تبني قاعدة ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) وقاعدة (شرع من قبلنا ليس شرعا لنا ) وان الحكمة والعلة يجب أن يدل عليهما الوحي وان الحزب لا يجوز أن قوم بأعمال مادية ، وفي الناحية السياسية من مثل تعريفنا للموقف الدولي , ومعنى الاستعمار، و وجود النفوذ الأجنبي ، وما إلى ذلك من آراء هي في حقيقتها أفكار تنطبق على واقع , أي لكل منها واقع تنطبق عليه .

والخلاصة أن أفكار الحزب وآراءه المتبناة وهي أعراف تميز بها الحزب ، والتغير فيها تغير في هوية الحزب وواقعه كما أن هناك متبنيات كثيرة يمكن للأمير العدول عنها , ومن ذلك الأحكام الجزئية في الأنظمة المختلفة مثل حرمة المزارعة و أحكام العورة وكقولنا أن في كل من النظام الرأسمالي والشيوعي أفكارا مستنيرة وكقولنا القيادات ثلاث ، وان مقومات الدولة العظمة هي كذا وكذا, و ما ورد حول خصائص بعض الشعوب والأمم , أو أن يغير الرأي في عمالة بعض الحكام , ولكن ذلك يكون بعد أن يثبت خطأ الرأي السابق ورجحان الرأي اللاحق وإلا فإن تغيير حكم أو فكر أو رأي واحد من هذه الأحكام والآراء الأفكار الجزئية والتفصيل يمكن أن يكون مؤشرا على انحراف الحزب مثله في ذلك تغيير أي متبنى اعتبر من الثوابت والأساسيات وذلك إذا اجري التغيير دون اعتماد طريقة الحزب في التبني والدرس .
أما في الإدارة فللأمير أن يغير كل ما هو من الأساليب , مما لا تحضره الأحكام الشرعية .
فله أن يجعل الحلقة تتألف من ستة دارسين ومشرف , ولكن ليس له أن يلغي الحلقات وله أن يغير في نظام المناطق ولكن شريطة أن يضع نظاما آخر يحقق الهدف من نظام المناطق وهكذا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


13/12/1997
رد مع اقتباس