عرض مشاركة واحدة
 
  #1  
قديم 07-17-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي من آداب المساجد وبالأخص يوم الجمعة


من آداب المساجد وبالأخص يوم الجمعة
المسجد هو بيت الله عز وجل في الأرض، يجب احترامه وتوقيره وتنظيفه وتطيبه وتطهيره وعمارته، وقد تكرم علينا الله وأذن لنا أن نبني المساجد لنذكره فيها، يقول عز من قائل، في سورة النور 24 – آية 36 (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِفالحمد الله الذي أنعم علينا بأن أذن لنا أن نبني المساجد، وأنعم علينا أن مكننا من ذكره وشكره وعبادته وتعظيمه وتسبيحه، (اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). (بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ)، أي بالبكرات والعشيات، والأصال جمع أصيل وهو آخر النهار، يعني من أول النار لآخرة، أي كل اليوم، فعلينا أن نجعل المسجد مقصدنا في معظم أوقاتنا، يقول سبحانه وتعالى في سورة التوبة 9 – آية 18 (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَلاحظ كيف أن الله عز وجل، قد قرن عمارة المساجد بالإيمان بالله وبالإيمان باليوم الآخر وبإقامة الصلاة وإتاء الزكاة، ولاحظ كيف أن الله قرن عمارة المساجد بعدم خشية غيره سبحانه وتعالى، فالمؤمن الذي يعمر مساجد الله قوي على الحق، ثابت على عمارته للمساجد، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يمنعه أعداء الله من الوصول لبيت الله، أما الذين يصدون عباد الله عن مساجد الله، فظلمةٌ يظلمون أنفسهم، وبظلمهم أنفسهم يتوعدهم الله بالخزي في الدنيا، وبالعذاب الأليم الشديد العظيم في جهنم يوم القيامة، وفي هذا ويقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة 2 – أية 114 (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). وهكذا كان المسجد أحب بقاع الأرض لله عز وجل، وللرسول عليه الصلاة والسلام، فقد قضى صلى الله عليه وسلم معظم حياته في المسجد، يقول عز وجل في سورة التوبة 9 – آية 108 (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَفالمساجد هي مقاصد المؤمنين، الذين باعوا الدنيا واشتروا رضا الله، يطلبون الطهارة في وضوئهم وصلاتهم في المساجد، وهذه الزمرة من الناس، هي من أحب الزمر لله عز وجل (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ). ومن محبة الله عز وجل لعمار المساجد، فقد كتب لهم الله الخير الكبير، والجزاء العظيم، والثواب الجزيل، يقول صلى الله عليه وسلم (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله تعالى له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح)، فهل من ثواب أكبر من هذا الثواب، (نُزُلين في الجنة) في كل مرة نأتي بها المسجد ونغادره، وفي حديث الرسول في صحيح البخاري (ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب). ثم انظر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث جاء في سنن الترمذي (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ)، ثم انظر كيف أن الله جعل للمؤمن سبيل سهل يسير يستطيع فيه أن يمحو عن نفسه الخطايا، ويستطيع أن يرفع نفسه في الجنة الدرجات العالية، بأن يسبغ الوضوء وبأن يكثر الخطى للمساجد، ثم انظر كيف أن الله عز وعلا، جعل انتظار الصلاة بعد الصلاة (رباطاً)، ثم أنظر جزاء الرباط عند الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي (رِبَاطُ ‏ ‏يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ وَرُبَّمَا قَالَ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَمَنْ مَاتَ فِيهِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَنُمِّيَ لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ). وقد روى أحمد عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (أتاني ربي الليلة في أحسن صورة -أحسبه يعني في النوم- فقال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال، قلت: لا، فوضع يده بين كتفيَّ حتى وجدت بردها بين ثدييَّ -أو قال نحري- فعلمت ما في السماوات وما في الأرض، ثم قال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال، قلت: نعم، يختصمون في الكفارات والدرجات، قال: وما الكفارات؟ قال، قلت: المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه. وقال: قل يا محمد إذا صليت: اللهم اني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون، وقال: والدرجات، بذل الطعام وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام) "أخرجه الإمام أحمد". وقد جاء في صحيح البخاري [1357] (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه).كما وجاء في صحيح البخاري [619] (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجةوقد ثبت في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ (صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه‏:‏ اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة‏)‏ وعند الدارقطني مرفوعاً‏:‏ (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد‏)‏، وفي السنن‏:‏ ‏(‏بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور يوم القيامة‏)‏‏.‏ ولا ننسى أن المسجد جامع وجامعة ومدرسة، فجامعة الأزهر في القاهرة هي أول جامعة إسلامية متخصصة في الشريعة الإسلامية وقد أقيمت في جامع الأزهر، كما أن الجامعة الزيتونية الشهيرة في تونس أقيمت في جامع الزيتون في تونس.

خصاصة الصلاة في المسجد الأقصى يوم الجمعة
يقول عز وجل (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُم خَيْرٌ لَكُم إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). (الجمعة 62: 9)، ولقد شرف الله بيت المقدس بأن أنزل فيها قرآن كريما، فقال في سورة الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِن ءَايَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
(الإسراء17: 1) وشرفها أيضا بأن جعل الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام يصلي بالنبيين والمرسلين في ساحته مسجد الأقصى فيها، وشرفها بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام("لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم كذلك قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس")، وبقوله (صلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد) وشرفها الله أيضا بأن كانت المكان الوحيد بالإضافة لمكة وللمدينة المنورة التي أنزل الله فيها قرآناً، فقد أنزل الله على رسوله وهو فيها ليلة الإسراء آية من سورة الزخرف آية (45): "وَسْئَل مَن أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَـنِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ". المسجد الأقصى يقع في قلب بيت المقدس، وبيت المقدس هي أرض أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي تشد لها الرحال، وهي أرض الإسراء وأرض المعراج، وأرض المحشر والمنشر، وهي الأرض المباركة، وهي أرض الرباط، وهو المسجد الوحيد بعد المسجد الحرام ومسجد الرسول الذي يجوز أن تشد له الرحال فقد جاء في مسند أحمد (‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ ‏ ‏مَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏ ‏وَمَسْجِدِي ‏ ‏وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ). كما وجاء في سنن إبن ماجة (‏‏عَنْ ‏ ‏مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَتْ ‏قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏قَالَ ‏أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ قَالَ ‏فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ). كما وجاء في فضل بيت المقدس في مسند أحمد ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ (‏من أحرم من ‏‏ بيت المقدس ‏غفر الله له ما تقدم من ذنبه)، وجاء فيه أيضا ‏عَنْ ‏ ‏أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَتْ (‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏مَنْ أَهَلَّ مِنْ ‏ ‏الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ‏ ‏بِعُمْرَةٍ ‏ ‏أَوْ بِحَجَّةٍ ‏ ‏غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ‏قَالَ ‏ ‏فَرَكِبَتْ ‏ ‏أُمُّ حَكِيمٍ ‏ ‏عِنْدَ ذَلِكَ الْحَدِيثِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏حَتَّى ‏ ‏أَهَلَّتْ ‏ ‏مِنْهُ بِعُمْرَةٍ). وفي الحديث الصحيح الذي صححه الألباني من صحيح ابن ماجه جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)، لأجل كل هذا علينا أن نكثر الخطى للمسجد الأقصى في كل الأوقات وبالأخص لصلاة الفجر وصلاة الجمعة، ونذكر بالنقاط التالية:-

1- يجب المحافظة على نظافة المسجد الأقصى وتطيبه وتجميهره.

2- يجب التزين عند الحضور للصلاة في المسجد الأقصى.

3- يجب الابتعاد عن أكل أي طعام له رائحة يتأذى منها الناس مثل البصل والثوم.

4- التدخين في كل الأحوال حرام فما بالك داخل المسجد الأقصى.

5- يجب حفظ الأدعية المأثورة عن الرسول عند دخول المسجد والخروج منه.

6- يجب أن نصلي ركعتي تحية لله عند دخول المسجد وقبل أن نجلس.

7- يجب أن نحافظ على موالاة الصفوف ونحاذي بينها، مع تسويتها عند الصلاة.

8- يجب أن لا نتخطى الرقاب، ويجب أن لا نقطع أمام المصلين.

9- يجب أن لا نتكلم بكلام دنيوي داخل المسجد.

10- يجب أن نعلّم أولادنا كيفية إتباع آداب المساجد قبل اصطحابهم إليه.

11- يجب أن نجنب المسجد خصوماتنا ومشاحناتنا.

12- يجب ترك ما ضاع للناس في مكانه وعدم تحريكه. ويجب عدم سؤال الناس عما ضاع لنا.

13- يجب أن نعلم أن خطبة الأمام هي بدل ركعتي صلاة، ولذلك نعاملها كأننا في صلاة من خشوع واستقبال للقبلة وعدم الكلام وعدم الأكل والشرب وعدم قراءة المجلات والصحف وعدم المشي في الممرات وما شابه.

__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس