نعوذ بالله من زوجة كهذه

[تراب]

نعوذ بالله من زوجة كهذه


يحكى أن فتى قال لأبيه: أريد الزواج من فتاة رأيتها، وقد أعجبني جمالها وسحر عيونها، رد عليه وهو فرح ومسرور وقال أين هذه الفتاة حتى أخطبها لك يا بني. فلما ذهبا ورأى الأب هذه الفتاة أعجب بها وقال لابنه اسمع يا بني هذه الفتاة ليست من مستواك وأنت لا تصلح لها* هذه يستحقها رجل له خبرة في الحياة وتعتمد عليه مثلي، اندهش الولد من كلام أبيه وقال له: كلا بل أنا سأتزوجها يا أبي وليس أنت!!
وتخاصما... وذهبا لمركز الشرطة لحلّ المشكلة* وعندما قصّا للضابط قصتهما قال لهم احضروا الفتاة لكي نسألها من تريد الولد أم الأب ولما رآها الضابط انبهر من حسنها وفتنته* وقال لهم : هذه لا تصلح لكما بل تصلح لشخص مرموق في البلد مثلي* وتخاصم الثلاثة وذهبوا الى القاضي العالم* وعندما رآها العالِم قال: هذه لا يتزوجها إلا عالم مثلي.
وتفاقم الأمر واحتد حتى وصل الأمر إلى أمير البلدة* وعندما سمع قصتهم قال أنا سأحل لكم المشكلة احضروا الفتاة فلما رآها الأمير قال بل هذه لا يتزوجها إلا أمير مثلي, وتجادلوا جميعا وعلت أصواتهم،

ثم قالت الفتاة:

أنا عندي الحل!!

سوف اركض وانتم تركضون خلفي!! ومن يمسكني ويحصل عليّ أولا أنا من نصيبه ويتزوجني...

وفعلا ركضت* وركض الخمسة خلفها: الشاب والأب والضابط والعالم والأمير * وفجأة وهم يركضون خلفها* سقط الخمسة في حفرة عميقة، ثم أطلّت عليهم الفتاة من أعلى في صورة عجوز شمطاء زرقاء أنيابها بادية مشوهة خلقها * فأشرفت عليهم ثم قالت:

هل عرفتم من أنا؟

فقالوا: نعوذ بالله من معرفتك!!

من أنتِ؟
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
فقالت:
.
.
.
.
.
.
.
.



أنا الدنيا

أنا التي يجري خلفي جميع الناس ويتسابقون من أجلي للحصول عليّ حتى يقع أحدهم في قبره,
فلا ظفر بي ولا ظفر بدينه.





اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا



هذه القصة ولو لم تثبت صحتها إلا أنه يجوز الاستئناس بها للعظة والعبرة, فهي تصف حال الناس الراكضين وراء دنيا فانية زائفة, سواء أكان عامة الناس أم خاصتهم من مثقفين وعلماء وحكام... والعاقل من اتعظ بغيره.


أخوكم تراب