اللفظين (الهبوط والجنة) أشكلا على كثير من المفسرين والمتدبرين مما أدى إلى إعتقاد البعض أن هناك جنة في السماوات وأخرى في الأرض وأن هناك هبوط موضعي وهبوط إنتقالي، ولكن المتدبر حقاً لكلام الله سيجد أن الهبوط هو هبوط واحد من السماوات إلى الأرض، وأن الجنة واحدة هي في السماوات، وإليكم هذا التفصيل السريع:
1- هناك كلمة ناقصة نحتاجها لفهم كلمتينا وهي كلمة (الخروج) وأقصد هنا (الخروج من الجنة)، وربما عدم فهم (الخروج) هو الذي أشكل على البعض وجعلهم يعتقدوا أن هناك هبوطين وهناك جنتين، ولكن الصحيح أن هناك خروجين إثنين وجنة واحدة وهبوط واحد.
2- الخروج على مرحلتين أولا: خروج من المقام، وثانياً: خروج من المكان. ويقابل الخروجين دخول واحد هو دخول في المقام والمكان معاً.
3. نعلم أن الله أدخل (طاووس الملائكة) الذي نعرفه اليوم بأسم (إبليس) الجنة لأنه كان الوحيد الباقي على الأرض على دينه بعد أن كفرت الجان جميعها، وكان هذا الدخول مقامي ومكاني.
5. الدخول المقامي والمكاني للجنة لا ينفي التكليف، فالأمر لله، إذا شاء كلفنا، وإذا شاء أسقط عنا التكليف، وفي حالة دخول آدم وحواء كان هناك التكليف لهما بأن يمتنعا عن الأكل من شجرة معينة بعينها دلهما الله عليها، وكان ثمن المعصية هو الخروج من الجنة.
13- نعم الفكرة بسيطة جداً فنحن خلقنا لنكون من أهل الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم (كلكم يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا ومن يأبى يا رسول الله، قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى).
أكتفي بهذا المقدار حالياً، مع أن الكلام في هذا الباب كثير وجميل، فإن كان هناك أي إستفسار أو تعقيب من أحدكم، يسرني أن أجيب عليه، أخوكم: الشيخ خالد المغربي، منتدى المسجد الأقصى المبارك
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
آخر تعديل بواسطة admin ، 11-27-2010 الساعة 11:09 AM