هل نمتلك مشروعاً حضارياً..؟ (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
هل نمتلك مشروعاً حضارياً..؟ (2)
2- روسيا – ما زال السؤال قائماً ماذا حصل هناك في روسيا بعد ان كانت قيصرية اقطاعية فاقدة للأهلية والتقدم الحضاري والتحول الاشتراكي حسب رؤية الرفاق الاشتراكيين بصفتها دولة لايقودها الجشع الرأسمالي وانما الاقطاع و الطبقية الاروستقراطية البغيضة التي صنعها وكرسها (قياصرة آل رومانوف) لقد تأسست هناك حركة اشتراكية عمالية بلشفية ترفع لواء الانصاف للطبقات المستعبَِِِدة وعمال الارض رداً على النظام الاقطاعي القائم في روسيا و تسلل هذا الفكر ولاقى رواجا واستحساناً بين الفلاحين وسائر فئات الشعب وتم بناء العقلية الثورية المناوئة للوضع القائم بفعل الحركة الدعائية التي عمّت البلاد و المطالبة بالحقوق وثمن الانتاجية التي يتمتع بها الاقطاعيون من دون سائر الطبقات .
وبثورة شعبية دموية حمراء استقامت الامور للأشتراكيين فالغيت الطبقات وجُرد الاقطاع من ممتلكاته ورفع الحزب الاوحد الحاكم شعار الاممية الاشتراكية ووحدة الطبقة العمالية عبر العالم والصراع والنضال والتناقض الطبقي مع قوى رأس المال العالمي ودخلت البلاد في عداء سافر مع الرأسمالية الأوروبية والامريكية وخاضت معركة التصنيع الثقيل واحدثت نقلة صناعية نوعية وكانت تسير بخطى ثابتة نحو استعلاء الهوية المبدئية وتحقيق والاكتفاء الذاتي وتوطين التكنولوجيا وتجسير الهوة بينها وبين الغرب وتوحدت في ظل المبدأ الاشتراكي الشيوعي قرابة خمسة عشر جمهورية بفعل الدعاية الاشتراكية والاقتصاد الموجه والاممية الاشتراكية وظهر حلف وارسو بجيشه الاحمر ويرفده جيش من العلماء والخبراء ومثلهم من جواسيس التكنولوجيا ونقل المعلومات في مواجهة حلف الناتو فيما بات يعرف بفترة بالحرب البارده وهو صراع عقدي مبدئي علمي يقوم على نمط حياة واسلوب عيش للناس كل يهدف الى كسر شوكة الآخر وتعميم نهجه على الآخرين.
شكل الاتحاد السوفييتي القيادة الفكرية للمبدأ الاشتراكي والمرجعيه الثورية لكل حركات التحرر والاحزاب الشيوعية في العالم وسنداً اساسياً لكل المناضلين ضد الامبريالية والاستعمار وحلفائه من القوى الرجعية وانقسم العرب والمسلمون وحتى فصائل الثورة الفلسطينية ما بين يسارثوري ويمين رجعي وحتى بعض دعاة الاسلام قالوا بأن (الأشتراكية من الاسلام ) انحناءاً لهذا المد الفكري كما لا يزال البعض يدعي بأن الديموقراطية من الاسلام .
نستطيع ان نلخص كمسلمين ان سبب نهضة وتعاظم قوة الاتحاد السوفييتي هو ان هناك مبدأ وعقيدة سياسية عاشها الناس وارتبطت بها مصالحهم وعلى اساسها تم بناء الفرد والمجتمع والدولة تمت هناك تعبئة ايديولوجية عامة وشاملة في الداخل والخارج خرجت الدعوة من حدود الوطن الى النطاق الاقليمي ومن ثم الدولي والعالمي وتم تجييش الشعب واستنفاره من اجل انتصار فكرته عالمياً فتحولت البلاد الى ورشة عمل .
...يتبع
|
العرض العادي
