عندما تجمع البصيرة بين عروسين في المسجد الاقصى المبارك

[نائل أبو محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة المسجد الاقصى

تخيل أخي نائل لو كتب أي شاب كتابه على عروسه بالاقصى وآختصر ألاف الشواقل التي ستقصم ظهرة بعد سنوات وطبعا تكاليف العرس ....أقول للعرسان بارك الله لكما وجمع بينكما على خير

السبت 10 صفر 1432

تكاليف الزواج المضحك المبكي
( مقال )

	في المجتمعات المسلمة والعربية لا يختلف أي اثنان على مفهوم الزواج الحقيقي ، فنجد أن الأسر تسعى لتحقيق هذا الهدف بتزويج أبناءها وبناتها لتحقيق الإستقرار الأسري ، كما هو الحال في مجتمعاتنا الخليجية وإشهار الزواج أصبح يقترن بحفلات الأعراس التي مفروض أنها تعكس حقيقة الرباط الشرعي بين الرجل والمرأة ، لكن اليوم أصبحنا نرى الخيال بما يقوم به البعض لإشهار الرباط الشرعي المعروف بمسمى الزواج ، حيث أصبحت الإستعدادات لحفل الزواج وتوابعه تلقي عبء خيالي على الأسر في التكاليف وهذه حقيقة ، ومن هذه المظاهر الخيال المتعارض مع حقيقة الزوجين المادية ، بداية من حفل الخطوبة بما فيه من حجز قاعة في مكان مرموق ، وفساتين ، وكوافير ومكياج ، وشبكة ماسية باهظة الثمن ، وكوشة وفرقة موسيقية ، أو دي . جيه ، وحتى حفل هدية العروس ، أصبح العريس يتكبد أعباء مالية مرهقة من مهر وحفل عشاء للرجال وحفل هدية العروس ، ومصاريف شهر العسل ، والعروس تتكبد أعباء حفل الزواج من مهرها وحفل الحنة كذلك ، وهذه حقائق ، ويأتي الخيال في تضارب الحقائق مع الواقع ، نجد أن البعض يبالغ في الإسراف والتبذير في جميع هذه الحفلات بمصاريف غير طبيعية وخيالية . أما الحقيقة فعلاً هي أن العريس موظف ميسور الحال وأبن عائلة محترمة ، وكذلك العروس قد تكون موظفة أو ما تزال طالبة في الجامعة ، وسيستمر الإثنان في دفع ديون المهر وحفلات الزواج لأربع أو خمس سنوات مقبلة ! لماذا ؟ فقط من أجل أن العروس تحاول الظهور بمظهر يختلف عن العرائس ممن سبقوها ، وأهلها وأهل العريس يريدون حفل الزواج أفضل من حفل زواج فلان أو فلان ، وهنا يتمادى الخيال في تناقضه مع الحقيقة ، الحقيقة هي إشهار الزواج ، والواقع حفل عرس بنتنا لازم يكون أفضل من حفل بنت عائلة فلان ، فالخيال مرتبط بالبذخ والصرف غير الطبيعي في أمور غير ضرورية ، وليس بالحقيقة الجوهرية ، ولا يتوقف الأمر على العروس وأهلها أو العريس وأهله ، بل يدخل الخيال في المجتمع أيضا ، والمعازيم ، فهذه اشترت فستان بملبغ كذا ، وغيرها إرتدت فستان اشترته خصيصا لهذه المناسبة من باريس ، وبنت فلان اشترت ساعة جديدة لترتديها في الحفل ، أما أختها فقد لبست طقم مجوهرات من كارتيية ، والكل يظهر في شكل خيالي بعيد عن حقيقته . في الأعراس نجد الفقيرة تبدو غنية ، والفتاة العادية تبدو وكأنها جميلة الجميلات بفضل المكياج وعروض الأزياء ... الخ ، أليس هذا خيال لا إعراب له مع الحقيقة ؟! اليوم أصبحت فكرة الزواج أمر مرعب لمعظم الشباب بسبب فاتورته الباهظة الثمن ، من المسئول عن هذا التحديث العصري ؟ من المسئول عن هذه الآثار السلبية والخيالات والأحلام الوردية والتي أدت لعزوف الشباب عن الزواج والعنوسة ؟ والتوجه للزواج بفتيات من جنسيات أخرى أقل كلفة من الفتاة القطرية احبة املظاهر الكاذبة ؟ وغير ذلك من المشاكل ذات العلاقة ، الخيال زائل لأنه لا يمثل الواقع ، والحقيقة ثابتة ، فالزواج موجود على مدى العصور والأزمان والرباط الشرعي الأسري موجود ، والخيال الممارس في حفلات الزواج لدينا هي حالة مرفوضة ، يجب إشهار الزواج بحفل عرس يعكس الحقيقة في شكل معتدل له البهجة والسرور ، واحتفالاً بنشأة أسرة جديدة لها رباط شرعي ، وليس لأرضاء غرور الأسر وتباهيها أمام غيرها بالصرف والتبذير وهذه هي الحقيقة . فهل أنتم من أنصار الحقيقة ؟ أم الخيال ؟ كلما حاولنا رصد مسببات تأخر الزواج ، كانت الفاتورة قاسماً مشتركاً في الظاهرة المأساة ، المسألة لم تعد (إجتهاداً) أو (إحتمالاً قابلاً للنقض) فالأرقام التي يتم دفعها ثمناً لاكتمال الزيجة مفارقة ، تجعل كل عاقل يفكر جدياً في (العواقب) قبل الإنجراف في أحلام (العوائد) وكالورم القاتل تتمدد أوردة الظاهرة وشرايينها لتغذي الداء ، ليس في جسم الشباب المقدمين على الزواج فحسب ، بل في جسد المجتمع بأكمله ، تصوروا كيف أن المباهاة والغلو والتقليد جرفت البعض لمد أرجلهم بعيداً عن الألحفة المتاحة ، تصوروا كيف حال هؤلاء وقد أثقلت الزوجة كاهل زوجها بتكلفة الجديد من الثياب التي ستظهر بها لمرة واحدة في مناسبة الزواج الميمون ، وتصوروا حالهم وقد لجئوا إلى صالات وقاعات الأفراح الفخمة رغم محدودية الحال ، فدفعوا من أي جيب كان عشرات الآلاف التي كان يمكن اختزالها بشدة ، وتصوروا الإنفاق البذخي المنجرف على الولائم التي يكون مآلها في غالبية الأحيان إلى حاويات البلدية ، بل وتصوروا من قبل ما يتم اشتراطه على الخاطب صراحة أو على استحياء ، ليكون المهر ليس كمهر عادي بل منهم من مثل العروسة المطلوبة مقاماً ومكاناً و(سعراً) الظاهرة من قبيل المضحك المبكي ، لكن إجتراح قشرتها ضرورة لتعميق بخّ الدواء للخلايا المعطوبة في مجتمعنا القطري ، من يدفع الثمن في النهاية هو المجتمع ، والمجتمع لن يرضى أن تواتيه النوائب من داخله وهو يتفرج دون اكتراث ، لماذا لا نحدد المهر ؟ تقول عائشة رضي الله عنها (لو كان في زيادة مهر المرأة مكرمة لكان أولى بذلك بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله ما أصدق النبي زوجاته أو بناته إلا أربعمائة درهم) أو كما ورد عنها رضي الله عنها وهذا يدلنا على وجوب تيسير الزواج وعدم المبالغة في المهر ، ولهذا نجد أن معظم الزيجات التي يكون منشؤها على الإسراف والتبذير والمباهاة والمغالاة في الصرف نهايتها الفشل وعدم التوفيق والسعادة.

[نائل أبو محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نائل أبو محمد

فالزواج موجود على مدى العصور والأزمان والرباط الشرعي الأسري موجود ، والخيال الممارس في حفلات الزواج لدينا هي حالة مرفوضة ، يجب إشهار الزواج بحفل عرس يعكس الحقيقة في شكل معتدل له البهجة والسرور ، واحتفالاً بنشأة أسرة جديدة لها رباط شرعي ، وليس لأرضاء غرور الأسر وتباهيها أمام غيرها بالصرف والتبذير وهذه هي الحقيقة .
فهل أنتم من أنصار الحقيقة ؟ أم الخيال ؟ [/frame]

	سأعود للمتابعة إن شاء الله ـــــــــــــــــــ ولا مخالف أن الواقع مؤلم وأن التعاون بهذا الموضوع من واجبات المسلم فأين العقلاء وأين الأباء ومن سيبدأ بالعمل ؟ .