رد: معجب بكلمة أو العنوان فقط *
الأول :
الأوقاف الإسلامية
بين جنة الشريعة ونار القوانين
أكدت ندوة عقدتها مؤخرا رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع الهيئة العامة لدار الكتب المصرية أن القوانين الوقفية الحالية المطبقة في مصر تخالف الشريعة الإسلامية، وأنه لابد من تعديل تلك القوانين بشكل لتتوائم مع الشريعة الإسلامية، ويحقق شروط الوقف وأكد المشاركون في الندوة التي عقدت تحت عنوان "إحياء دور الوقف في المجتمعات الإسلامية المعاصرة"على أن الوقف تراجع في عالمنا الإسلامي نتيجة فقدان تطبيق شروط الواقفين، وتعمد السلطات الحكومية السيطرة على الوقف والتصرف فيه بعيدا عن إرادة الواقفين .
محيط ـ علي عليوة
في مستهل الندوة أوضح الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي -الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية أن الوقف الإسلامي لعب دورا حيويا عبر مراحل التاريخ الإسلامي في كافة المجالات، ودعا إلى الحفاظ على الأوقاف الإسلامية، وإنشاء المزيد منها إحياء لهذه السنّة.
ودعا إلي وضع برامج واضحة وأمينة للتعامل مع الأوقاف الإسلامية، والتخلص من صور التصرف غير الصحيحة، بحيث تكون هناك مراقبة مستمرة لإدارة الأوقاف لافتا إلي أن الغرب استطاع أن يأخذ مفهوم الوقف حتى بكيفية إدارته الشرعية ونجح فيها بينما تراجعنا نحن نتيجة ضعف الرقابة الشرعية والمالية للوقف، وهو ما يتطلب تطوير الأبحاث الشرعية في مجال الوقف بما يتناسب مع المستحدثات في احتياجات المجتمع، وبما يتفق مع الضوابط الشرعية.
واشار إلي أن جوهر الوقف هو التعاون على الخير والبر والعطاء، مؤكداً أن المجتمعات الإسلامية بحاجة إلى إحياء جميع الأنظمة الإسلامية مع تطويرها بحسب ما يلبي احتياجات المسلمين في هذا العصر.
وشدد علي ضرورة تحفيز الناس وتشجيعهم على الإنفاق العام لتكملة دور المؤسسات الرسمية والشعبيةواشاعة ثقافة العمل الخيري بين الناس عبر الاعلام والمساجد وغيرها من وسائل التثقيف .
ومن جانبه نبه الدكتورمحمد الشحات الجندي –رئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق جامعة حلوان وعضو مجمع البحوث الإسلامية- في ورقته حول شروط الواقفين،إلي أن قوانين الوقف الحالية تخالف كثيرا من التعاليم الشرعية، كما أنها تضع العراقيل في وجه كل من يريد أن يوقف مالا أو أشياء عينية، لافتا إلي ان هذا الوضع ادي إلي عدم وجود وقف من الناحية العملية، وذلك بسبب عدم التزام القوانيين المعمول بها حاليا بالضوابط الشرعية.
واشار إلي أن الوقف مؤسسة تحمي هوية الأمة، وقد أسهمت على مر التاريخ في جميع ميادين المجتمع، وكانت مؤسسة للتنمية المستديمة، فالتقدم مرهون بعدم اعتماد المجتمعات على الدولة فقط، حيث انها لا تستطيع القيام بكل شيء، ولذلك يأتي الوقف ليرسخ مفهوم المشاركة الفردية لبناء المجتمع.
وكشف عن بعض اوجه الخلل التي ادت لتراجع دور الوقف في التصدي لمشاكل المجتمع حين تم إلغاء الوقف الأهلي بحجة وجود انحرافات، مع أن الأصل عدم الانقلاب على فكرة الوقف نفسها وإلغائه حتى وإن كان هناك انحراف.
وأوضح أن هناك تسعة قوانين لتنظيم الوقف في مصر والتي كان آخرها قانون إنشاء هيئة الأوقاف، ومن المخالفات الشرعية في تلك القوانيين اعطاء الواقف حق الرجوع في وقفه وهو أمر غير شرعيلافتا إلي أنه في الوقت الذي تشترط الشريعة تعيين الواقف ناظرا للوقف، نجد القوانين الوضعية جعلت الدولة هي الناظرة على الأوقاف،
ومن المخالفات - يضيف - أن القانون يجعل مصارف الوقف متغيرة، فيمكن أن تقوم وزارة الأوقاف بتغيير المصارف تبعا لما تراه،بخلاف مايريده الواقف وهذا كله ادي إلي تجريد الوقف من سمته وشروطه الشرعية وتمييع دوره في المجتمع.
ودعا إلي استحداث صور وقفية جديدة تتفق مع الشريعة والعصر، ومن ذلك انشاء صناديق وقفية تقدم إسهامات لإقامة المشروعات الصغيرة للشباب، وكذلك إنشاء صناديق وقفية لسداد ديون الدولة، ولتعمير الصحراء، وأخرى لمحو الأمية، ولكن بشرط ألا تدار بواسطة الدولة، وإنما من خلال لجنة ثلاثية؛ لأن الوقف ليس نظام دولة، وإنما هو نظام إدارة شعبية.
د. جعفر عبد السلام
أما الدكتور مصطفى سالم -أستاذ القانون وعضو رابطة الجامعات الإسلامية - فقد اكد أن قانون الأوقاف في مصر لا يصلح لتفعيل دور الوقف وأن الوزارة أثبتت فشلها وقامت ببيع أوقاف الناس، معربا عن امله في ضرورة تغيير قانون الأوقاف ودمجه مع قانون الجمعيات الأهلية ليصبحا قانونا واحدا، لافتا إلي أنه لا يمكن اقناع الناس بالوقف في ظل التعقيدات القانونية الحالية ، و أن يقوم بالوقف مؤسسات لها مجالس أمناء.
وطالب الدكتورعبد الشافي عبد اللطيف -أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر- بضرورة إعادة النظر في وضع الأوقاف المصرية، وإلغاء القرارات الرسمية التي أثرت بالسلب على وجود الوقف، واستبعاد تحكم وزارة الأوقاف في الوقف وتغييرشروط الواقفين ومصارف الوقف مؤكدا علي اهمية جعل الجمعيات الخيرية بديلا لوزارة الأوقاف في إدراة الوقف، مع بقاء الدور الرقابي للدولة متمثلا في الرقابة المحاسبية.
ونبه الدكتور محمد دسوقي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة إلي الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الوقف في تجهيز الجيوش وإنشاء المصانع الحربية، مشيرا إلي أن الواقفين منذ زمن بعيد تنبهوا إلى أن الثغور الإسلامية بحاجة إلى مرابطين ومجاهدين يصدون عن الأمة الغزاة، وأن هؤلاء المجاهدين بحاجة إلى أسلحة؛ فنشأت فكرة الوقف على الجهاد والجيش، وعلى إنشاء المصانع الحربية لتصنيع الأسلحة وهو مايمكن أن يطبق في عصرنا الحالي .
وأضاف بأنه مع تخصيص وقف لإنشاء المصانع الحربية لانتاج السلاح بايدينا لن تكون هناك حاجة لاستيراد الأسلحة من الغرب.
الذي يناصبنا العداء لافتا إلي أنه طالما أن الدولة مصرة علي ادارة الاوقاف فلن تقوم له قائمة، ولا بد أن يعود مرة اخري إلي الأمة، ولا بد من قرار سياسي بإلغاء سيطرة الدولة على الوقف وفتح سيطرة الأمة وفق ضوابط قانونية.
واكد أنه ثبت بالتجربة والواقع أن تدخل الدولة وسيطرتها على الاوقاف ادي إلي فشلها في ادارته و في تحقيق الصالح العام، مشيرا إلي تجربة فشل الدولة في ادارة القطاع العام، والتوجه إلى الخصخصة كدليل على عدم القدرة على الإدارة الحكومية.
وفي كلمته اوضح الدكتور محمد محمد امين الاستاذ بكلية دار العلوم أن نظام الوقف الاسلامي قام بدور اساسي في تنمية لمجتمع بما جعله ركيزة اساسية في بناء الحضارة الاسلامية
بعد ذلك استعرض المشاركون البحوث التي أعدها الباحثون للندوة وهم الدكتور جعفر عبد السلام علي الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية والدكتور محمد الشحات الجندي عميد كلية حقوق الإنسان في جامعة حلوان والدكتور محمد محمد أمين أستاذ التاريخ بكلية الآداب في جامعة القاهرة والدكتور رأفت غنيمي الشيخ عميد كلية الآداب الأسبق في جامعة الزقازيق والدكتور محمد الدسوقي وخلصت الندوة إلى عدد من النتائج من أهمها:
د. محمد الشحات
- العمل على تطوير أغراض الوقف وحثّ الواقفين على وضع الشروط المتفقة مع الشريعة الإسلامية.
- ضرورة تعاون المنظمات الإسلامية ومؤسسات الوقف على إبراز الجهود السابقة في مجال الوقف منذ نشأته في حياة المسلمين للاسترشاد بها في إحياء الأوقاف الإسلامية.
- دراسة تجارب بعض الدول الإسلامية في مجال الوقف للاستفادة منها في تطوير وإحياء الوقف في المجتمعات الإسلامية.
- اختيار الأساليب الناجحة في إدارة الأوقاف بالمجتمعات الإسلامية والعمل من خلالها لتحقيق مصالح المسلمين.
الاستفادة من الوثائق المتصلة بالأوقاف والمحفوظة بدار الكتب الوثائق المصريةأستاذ في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة.
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : الأحد , 25 - 11 - 2007 الساعة : 12:11 صباحاً
توقيت مكة المكرمة : الأحد , 25 - 11 - 2007 الساعة : 3:11 مساءً
|