إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الدراسات والأبحاث والإصدارات

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #11  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

فواضح من هذه الرواية أيضاً أن مجرد الرؤية لا تعني صحبة، وهي بمثابة نص في المسألة وتتفق تماماً مع حديث واثلة وحديث سهل آنفاً، ولا تحتاج إلى كبير عناء لفهمها، وهما يدلان على أن الصحبة أخص من الرؤية، فتقول كل صحابي رأى النبي صلى الله عليه وسلم واجتمع به، وليس كل من رآه صحابياً، كما تقول كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا، وهذا بسبب أن للصحبة فضيلة على الرؤية.
غير أن ناساً من المقلدة حاولوا الطعن في هذه الرواية لإسقاط الاحتجاج بها ولكن من غير بينة سوى زعمهم أن في رواتها من لا يُعرف وهو موسى السيلاني، علما أن ابن أبي حاتم قد ترجم له في الجرح والتعديل ونقل عن يحيى بن معين أنه ثقة ، وأن شعبة راوي الحديث أثنى عليه كما أورده ابن الصلاح في الرواية عنه، وقول ابن الصلاح إسناده جيد، فإن كان تجهيلهم لهذا الراوي إخفاء لكونه ثقة؟ فهي من إفرازات التعصب المذهبي المقيت، وإن كان ذلك عن جهل فكفى به مصيبة في تزييف الحقائق.
ثم استماتوا في إسقاط هذه الرواية عن الاعتبار فقالوا بأن موسى السيلاني قد انفرد بهذه الرواية عن أنس بن مالك مما يوهنها ويضعفها، في حين أن من المعلوم عند أئمة الحديث أن انفراد الثقة مقبول، ونقل الخطيب البغدادي الإجماع على ذلك ، ثم هنالك المئات من الأحاديث التي انفرد بها الرواة من الثقات وكانت حجة في الحلال والحرام عند الأئمة، فكيف لا يقبل انفراد موسى السيلاني بهذه الرواية وهو ثقة؟!! إلا لأنها تبطل مذهبهم.
رد مع اقتباس
 
 
  #12  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

وأما ما قيل من أن هذه الرواية عن أنس تعارض ما رواه من هو أوثق من موسى السيلاني كما جاء في الصحيح عن سليمان التيمي عن أنس قال: {لم يبق ممن صلى القبلتين غيري} .
الجواب عليه: أولاً: إنها فيمن صلى القبلتين لا في إثبات الصحبة أو نفيها، ولذلك أوردها البخاري في باب التفسير لا في موضوع الصحابة، ثانياً: ليس لها مفهوم يفيد أن هنالك صحابة غير أنس ممن له مجرد رؤية، وأكثر ما تفيده أنه بقي غيره ممن لم يصل القبلتين، فمن هم يا ترى؟ فهل هم من حاز على مجرد الرؤية؟ أم هم من أسلم بعد الحديبية والفتح؟ وهذا كله محتمل، أو لعل مراده أنه آخر من بقي ممن صلى القبلتين في البصرة، سيما وأنه لم يرد في الرواية أنها سؤال عن الصحابة، إذ لو كان الكلام عن الصحابة لضيق أنس واسعاً، أي لاحتمل كلامه أن كل من لم يصل القبلتين ليس بصحابي، وهذا ليس صحيحاً، فهنالك الكثير ممن أسلم وصحب بعد تحويل القبلة بل وحضر المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك كله يثبت أن استدلالهم بهذه الرواية استدلال مبهم لا يقوى على معارضة رواية موسى السيلاني المفسَّرة، حيث من المعلوم أُصولاً أنه إذا تعارض المبهم مع المفسَّر فيقدم المفسَّر على المبهم ، ناهيك عن موافقته للمرفوع آنفاً.
وأما ما قيل ويقال تأويلاً لهذه الرواية بأن أنس بن مالك أراد الصحبة الخاصة لا الصحبة العامة، فكلام لا دليل عليه ولا واقع له سوى التعصب لمذهب بعض علماء الحديث المتباين والعاري عن الدليل والمخالف للمعنى الشرعي واللغوي والعرفي لمعنى الصحبة كما قد عرفت آنفاً.
ومن غريب استدلالهم وعدم انطباقه على دعواهم سوى أن يقال أنهم أتوا بدليل، وذلك قصة كلام خالد بن الوليد في عبد الرحمن بن عوف وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: {لا تسبوا أصحابي} فزعموا أن نهي خالد بن الوليد عن سب عبد الرحمن بن عوف فيه دليل على أن عبد الرحمن من أصحاب الصحبة الخاصة بخلاف ابن الوليد.
الجواب عليه: أولاً: لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لخالد: {لا تسب أصحابي} وإنما قال: { لا تسبوا} بصيغة الجمع والعموم، ومعلوم أُصولاً أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، أي لا يسب غير الصحابي أصحابي ولا يسب بعضهم بعضاً، فلا يستلزم أن يكون المنهي عن السب غير صحابي أو أنه من أصحاب الصحبة العامة لا الخاصة كما يزعمون، ونظير ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب في قصة مشابهة لها حين رفض عمر اعتذار أبي بكر له عن كلام قاله في حقه فقال:{فهل أنتم تاركو لي أصحابي} وفي رواية {لا تؤذوني في صاحبي} فمن يقول أنه يستلزم أن يكون المنهي عن السب غير صحابي فقد أخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الصحابة أو من الصحبة الخاصة فيما يزعمون تقسيمها، فيثبت بذلك جهلهم ويكونون قد أتوا بكبيرة، لأن عمر رضي الله عنه ممن ثبتت صحبته بالتواتر.
رد مع اقتباس
 
 
  #13  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

ثم لا فائدة من هذا التقسيم طالما أن الصحابة كلهم عدول نأخذ عنهم ديننا، بل يفتح باباً للحاقدين والمنافقين لإسقاط صحبة من ثبتت صحبته والنيل منه بحجة أن له صحبة عامة لا خاصة، بل وجد منهم في هذا العصر من قفز على هذا الاصطلاح واعتبر الصحبة الخاصة بأنها الصحبة الشرعية وأن الصحبة العامة هي الصحبة اللغوية والعرفية، وأن أصحاب الصحبة الخاصة الشرعية هم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار وحسب، وأن أصحاب الصحبة العامة اللغوية والعرفية هم مسلمة ما بعد الحديبية ومسلمة الفتح وما بعده، لإسقاط صحبة خالد بن الوليد وابن عباس وأبيه وأبي هريرة وعمرو بن العاص وغيرهم ممن أسلم وصحب عام الحديبية وخصوصاً إسقاط صحبة معاوية بن أبي سفيان وأبيه، وليتسنى لهم التطاول عليهم، هذا هو سبب التقسيم المذكور، إذ لا فائدة منه البتة، وسيأتي بيانه والرد عليه في باب عدالة الصحابة.
ثم إن كون الصحبة أخص من مجرد الرؤية، هو مذهب الكثيرين من أهل الحديث ومنذ عصر التابعين أيضاً:
فهذا سعيد بن المسيب من التابعين: فيما يرويه عنه ابن سعد في الطبقات يُعرّف الصحبة بكل من صاحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة أو سنتين أو غزا معه غزوة أو غزوتين ، لكن المتعصبين لمذهب بعض أهل الحديث رَدّوا هذه الرواية وضعفوها لأنها من طريق الواقدي، مع أنه مختلف فيه، فضعفه البخاري ويحيى بن معين وغيرهما وكذبه أحمد وغيره ، ووثقه أبو عبيد القاسم بن سلام ومصعب الزبيري وإبراهيم الحربي والصاغاني وغيرهم ، ومع تضعيفهم له فإنهم يعتمدون عليه في أخبار الناس في مغازيهم ووفياتهم، وأحياناً يعتمدونه في الجرح والتعديل، وفي معرفة الصحابة، وهذا ليس إنصافاً، ثم أضف إلى ذلك كله أن هذه الرواية عن سعيد بن المسيب أقرب إلى أخبار الناس منها إلى المرفوع أو الموقوف.
رد مع اقتباس
 
 
  #14  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

ومن التابعين أيضاً عاصم الأحول: فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عاصم الأحول قال: " رأى عبد الله بن سرجس رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يكن له صحبة " .
وقال غير واحد من علماء الحديث ومن أهل الجرح والتعديل كأبي حاتم الرازي وأبي داوود والخطابي والعجلي وأبي زرعة الرازي أن طارق ابن شهاب الأحمسي: " له رؤية وليس له صحبة " ، قال الآمدي: وفي كلامهم ما يقتضي أن الصحبة أخص من الرؤية .
وقال أبو حاتم الرازي في محمود بن الربيع: "له رؤية وليست له صحبة" .
وفي الجرح والتعديل للرازي: يوسف بن عبد الله بن سلام رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست له صحبة" .
وقال العسكري في مسلمة بن مخلد الأنصاري: "له رؤية وليست له صحبة" .
وقال ابن عبد البر في معبد بن زهير: " له رؤية وإدراك ولا صحبة له " .
وقال في عبد الله بن هدير التيمي: " له رؤية وليس له صحبة " .
وقال ابن حجر العسقلاني في أبي قيس بشير بن عمر: "له رؤية ولا صحبة له" .
وقال في عبد الرحمن بن سهل: لا يبعد أن يكون له رؤية وإن لم يكن له صحبة" .
وقال ابن معين في محمد بن حاطب بن الحارث: "له رؤية ولا يُذكر له صحبة" .
وقال ابن مندة في عبد الرحمن بن حاطب: "له رؤية ولا يصح له صحبة" .
رد مع اقتباس
 
 
  #15  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

وقال عنه ابن حجر: "له رؤية وعدوه من كبار التابعين" .
وقال ابن الجوزي مفرقاً بين الصحبة وبين مجرد الرؤية: {وأنس هو آخر من مات من الصحابة بالبصرة، وآخر من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم موتاً أبو الطفيل} ، وذلك أن أبا الطفيــــل له رؤيـــــــــة ولا سماع له.
وقال الحاكم في ابن المعتمر بن عبد الله: "قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم عداده في التابعين" .
وقال ابن سعد في جبير بن الحويرث: "أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يرو عنه، وقال عنه أبو عمر بن عبد البر: في صحبته نظر، وعده ابن حبان في التابعين" .
واعتبر البخاري وأبو حاتم وابن حبان وخليفة بن خياط حجر بن عدي الكندي من التابعين لا من الصحابة ، مع أنه روي أنه كان ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، غير أنه لم يثبت له رواية عنه.
وقال أبو حاتم الرازي في الحسين بن علي بن أبي طالب: ليست له صحبة .
وقال الإمام أحمد والعجلي في الحسن بن علي بن أبي طالب: إنه تابعي ثقة .
إلى غير ذلك ممن يَعتمد من أهل الحديث على قاعدة - الصحبة أخص من الرؤية- وما على المرء إلا أن يفتش في كتب الرواية والتراجم فسيجدهم.
فإن قيل بأن قصد عاصم الأحول وغيره ممن ذكر من قولهم {ليست له صحبة} أو {لا صحبة له} أي الصحبة الخاصة لا الصحبة العامة، كما زعموه في قول أنس بن مالك آنفاً.
رد مع اقتباس
 
 
  #16  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

الجواب عليه: لا أظن أن عاصم الأحول وابن أبي حاتم والخطابي وابن عبد البر وغيرهم ممن قال {له رؤية ولا صحبة له} لا يعي ولا يدري أن النكرات في سياق النفي تفيد العموم ، أي كل صحبة عامة كانت أو خاصة، سيما وأنهم من عصر التدوين والنهضة وعصر الاقحاح، فافهم هذه العبارة تكن من المبصرين، ودع عنك قيل وقال ما دام من غير دليل ولو كان قائله علماء، فالعصمة للأنبياء وحدهم.
ومن الدلائل على أنهم لا يقصدون هذا التفريق المزعوم أنهم صرحوا في أكثر من واحد أنه من التابعين مع أنه ممن ثبتت رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم كما قد علمت آنفاً فيُرد هذا التأويل.
ومن القرائن أيضاً على أن الرؤية لا تعني صحبة، أنه صلى الله عليه وسلم حين طلب اتّباع الصحابة لم يأت على ذكر الرؤية، فقال في الفرقة الناجية مثلا {هي ما أنا عليه وأصحابي} وقال {وأصحابي أمنة لأُمتي} وقال {وأصحابي كلهم خير} وقال {إحفظوني في أصحابي} إلى غير ذلك، كما وأنه حينما يُذكر فضائل الصحابة لا يُكتفى بمجرد الرؤية بل يُذكر جهادهم ونصرتهم وخدمتهم وسائر أعمالهم لا مجرد الرؤية، فمن ذلك: قوله عليه الصلاة والسلام {لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه} ، وقال عبد الله ابن عمر رضي الله عنه {لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره} ، وقال سعيد بن زيد أحد المبشرين العشرة {لمشهد شهده رجل يغبر فيه وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمّر عمر نوح عليه السلام} .
إلى غير ذلك من الأحاديث التي تمدح المهاجرين والأنصار وأهل بدر والحديبية على جهادهم ونصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم لا لمجرد الرؤية، ولسنا بصدد حصرها في هذه العجالة وهي موجودة لمن طلبها من مظانّها، وسنأتي على ذكر بعضها في باب عدالة الصحابة إن شاء الله تعالى.
رد مع اقتباس
 
 
  #17  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

فإن قيل بأن هذا يعني إسقاط العديد ممن قيل أنهم صحابة لأنهم لم يحصلوا إلا على مجرد الرؤية.
الجواب عليه: أولاً: لا يضُرنا ولا يضُر الدين أنهم ليسوا صحابة طالما أنهم لم يرووا لنا شيئاً نتبعه ونحتاجه في ديننا، ثانياً: لا يضرهم أن لا يكونوا صحابة، إلا أنهم لم يحصلوا على زيادة الفضل، فهو بيد الله يؤتيه من يشاء، ثالثاً: إنهم ممن اختلف عليهم أصلاً بين العلماء تبعاً لاختلافهم في معنى الصحبة كما قد علمت، فليست سابقة أن لا يُعتبروا من الصحابة، رابعاً: يضُرنا ويضُر الدين أن نجعلهم من الصحابة لأن معظم أو جميع ما نسبه الحاقدون والمنافقون من هنات ومخالفات للصحابة إنما هو عن مثلهم لا عن من طالت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك، ومن أُولئك الحكم بن العاص والوليد بن عقبة وحرقوص بن زهير ومروان بن الحكم وبسر بن أبي أرطأة وعمرو بن الحمق، وغيرهم سنأتي على ذكرهم في باب عدالة الصحابة. خامساً: لقد زعم بعض أهل الحديث والطبقات أن عدد الصحابة يصل إلى قرابة مائة ألف معتمدين على تقدير عدد من حج مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، ومنهم من قدرهم بثلاثين ألف صحابي معتمداً على تقدير عددهم يوم تبوك، غير أنهم حينما جاءوا لإحصائهم وتدوين أسمائهم لم يستطيعوا إثبات إلا قرابة اثني عشر ألفاً مع المختلف فيهم، ومن ضمنهم النساء، وهذا يتفق مع ما رواه الخطيب بسند صحيح عن سفيان الثوري قال: "من قدم علياً على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفاً مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض" ، وفي رواية أبي بكر الخلال "من قدم على أبي بكر وعمر أحداً فقد أزرى على اثني عشر ألفاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض" ، ويتفق أيضاً مع ما ثبت من أن عدد الصحابة في غزوة حنين كان اثني عشر ألفا وهي من آخر غزواة النبي صلى الله عليه وسلم التي حصل فيها قتال، ليدلك قطعاً على أنه ليس كل من رآه يعتبر صحابياً، أضف إلى ذلك أن آلافاً رأوه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ولكن عن بعد، بل وربما لم يسمعوا منه شيئاً، ولذلك لم يدوَّنوا لا في دواوين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا في دواوين الإسلام.
ثم ومن عجيب حال أهل الحديث بعد اختلافهم وتباينهم مع أهل الفقه والأُصول في معرفة من هو الصحابي أنهم اتفقوا معهم على وضع طريقة في معرفة الصحابي، فقالوا: ويعرف كون الصحابي صحابياً تارة بالتواتر، كأبي بكر وعمر وبقية المبشرين العشرة وغيرهم، وتارة بالاستفاضة كضمام بن ثعلبة وعكاشة بن محصن وغيرهما، وتارة بشهادة آحاد الصحابة له أنه صحابي كشهادة أبي موسى الأشعري لحممة بن أبي حممة بالصحبة .
رد مع اقتباس
 
 
  #18  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

فهذه الطريقة المتفق عليها تنسف مذهب أكثر أهل الحديث في معرفة الصحابة، وتنسف قول من قال "صحبة عامة وصحبة خاصة"، وتنسف كل اعتراضاتهم على أهل الفقه والأُصول آنفاً، حيث لو طُلب منهم أن يثبتوا بهذه الطريقة صحبة من له رؤية وليست له رواية ولا سماع لعازهم أن يثبتوها عن آحاد الصحابة له فضلاً عن عدد التواتر والاستفاضة، لأنها تعتمد على الرواية المسندة لا على مجرد قيل وقال، أما من انطبق عليه معنى الصحبة عند الغالبية العظمى من علماء الاسلام بشتى علومهم، كما تقدم بيانه، فستجد المئات منهم ثبت كونه صحابياً بالتواتر والاستفاضة وأقله بالآحاد، فكتب الرواية تنبئك بذلك فهي مليئة بذكرهم رضي الله عنهم، وهؤلاء هم المعنيون بقولنا: الصحابة كلهم عدول ليس فيهم فاسق، وبقولنا: الصحابة لم يقتتلوا، وبقولنا: الصحابة هم نقلة هذا الدين وهم شهودنا عليه، وبقولنا: الصحابة لا يخضعون لقانون الجرح والتعديل، إلى غير ذلك كما ستراه بعد قليل.
رد مع اقتباس
 
 
  #19  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل


الأمر الثاني من أُسس هذا البحث:عدالة الصحابة
فالعدالة لغة: ضد الجور، يقال عدل عليه في القضية فهو عادل، ورجل عدل: أي رضا ومقنع في الشهادة، ويقال عدلته فاعتدل أي قومته فاستقام ، وعرفت العدالة عند أهل الاصطلاح بأنها صفة في النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة ، وعرف عندهم أيضاً أن من كانت محاسنه أكثر من مساويه فهو عدل ، وقد اتصف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المعاني للعدالة أكثر من غيرهم.
فالصحابة كلهم عدول عند أهل الحق ما عدا الشيعة والخوارج وبعض المعتزلة ومن لف لفيفهم من أهل الجهل والبدع، وستعرف الرد عليهم وعلى هرطقاتهم بعد هذا الباب، وخلافهم هذا في عدالة الصحابة إنما للنيل من الإسلام الذي جاءونا به عن صاحب الشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ديدنهم على مر العصور، ففي تاريخ بغداد عن أبي داود السجستاني قال: (لما جاء الرشيد بشاكر- رأس الزنادقة- ليضرب عنقه قال له: أخبرني لم تعلمون المتعلم منكم أول ما تعلمونه الرفض- أي الطعن على الصحابة- قال: إنا نريد الطعن على الناقلة، فإذا بطلت الناقلة أوشَكَ أن نُبطل المنقول) .
رد مع اقتباس
 
 
  #20  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

وليس معنى كلهم عدول ما قيل أنه صحابي بصيغة التمريض والتجهيل، بل من ثبت أنه صحابي بالطرق المتفق عليها كما تقدم ذكرها، كما وليس معنى كونهم عدولاً أنهم معصومون عن المعصية أو الخطأ والنسيان فهم في ذلك كبقية البشر، حتى إن الأنبياء ليسوا معصومين عن الخطأ والنسيان في الأُمور الدنيوية وصغائر الذنوب عند جمهور العلماء، فكيف بالصحابة؟! ، بل معناه أنهم لا يخضعون لقانون الجرح والتعديل الذي يخضع له غيرهم، وهذا ما دلت عليه الأدلة كما ستعرفها بعد قليل.
والأدلة على عدالتهم إنما بمدح الله ورسوله لهم والثناء عليهم، وقد بلغت مبلغ القطع من الكتاب والسنة لا ينكرها إلا جاهل أو كافر أو زنديق.
أما من كتاب الله تعالى: فقوله في سورة التوبة آية(100) {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} وقوله في سورة الفتح آية (18) {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} وقوله في سورة الحشر آية(8) {للفقراء المهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أُولئك هم الصادقون} وقوله في حق الأنصار كما في سورة الحشر آية (9) {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} وقوله في عموم الصحابة كما في سورة الحديد آية (10) {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أُولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} وقوله في سورة الفتح آية (29) {وعد الله الذين آمنوا منهم مغفرة وأجراً عظيما}.
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.