حتى لا تضيع الانجازات
بسم الله الرحمن الرحيم
حتى لا تضيع الانجازات
يسعد المرء كثيرا عندما يستمع لشباب الثورة في مصر حيث اصبح للشباب كيان وقوة داخل مجتمعاتهم وصارت كلمتهم مسموعة ورأيهم يعتد به بل اقول اصبح للشعب وزن وثقل سياسي لا يستهان به بعد ان تجاوز كل الخطوط الحمراء و تخطى كل المحظورات واعتلى فوق كل الهامات وحطم بمطالباته كل الاسقف وهتك كل استار الظلم وشرعيات الاستبداد المزعومة واطاح بعليائها وسوى بها الارض .
ولكن من يمتلك هذا القدر من الروح الثورية ويعمل على الاطاحة بالنظام والشرعية يجب بل يتحتم عليه ان يمتلك قدراً غير يسير من الطاقات الفكرية, و حتى يكون العمل بناء فلا بد ان يسبق الهدم مخطط للبناء .
فهنا ارى ان تنطلق الارادة الثورية من قاعدة مبدئية بحيث تقود الجماهير بنضال سلمي مدني منضبط منظم في فترة الصدام والصراع مع الظالم (مع ابراز التناقض العقدي و المبدئي مع الواقع الذي هو من جنس الحكم البائد) وتستجيب القاعدة الفكرية لكل المطالب الشعبية في ثورة فكرية حضارية تنموية في زمن السلم وما بعد الثورة حتى نرفع الظلم ونمسح الدمع وننشر العدل ونعبر عما يجيش في صدور الكادحين المبدئيين , يحتاج الشعب في المرحلة القادمة لنسيج فكري, فالاسلام السياسي هو ما يسكن القلب والعقل والوجدان ويصيغ الواقع ويعمق الصلة بين فئات الشعب وبين القائد وهو شرعيتنا البديلة بمنظومته القيمية والتشريعية والاقتصادية والاجتماعية نعيش به وله ومن اجله ونخوض به معركة البناء حتى لانشقى ولا نضل من بعده ابدا,
قال تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ارتضى لنا الحق جل جلاله هذه الشرعية العقدية السياسية التي نطيح بها بكل الدعوات السماوية المنسوخه والاديان الوضعية الارضية المشروخة التي تنازع الله في امره وفي عباده.
|
العرض العادي
