المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل ...  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات يوسيرين: رفع مستوى روتين العناية بالبشرة مع ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    اكتشفي منتجات لاروش بوزيه الفريدة من نوعها في ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات العناية بالبشرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    استكشف سر جمال شعرك في ويلنس سوق، الوجهة الأولى للعناية بالش...  آخر رد: الياسمينا    <::>    ويلنس سوق : وجهتك الأساسية لمنتجات العناية الشخصية والجمال  آخر رد: الياسمينا    <::>    موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > المنتدى العام لمشاركات الأعضاء
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 05-05-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي حزب التحرير يوجه نصيحة إلى حماس بخصوص الاتفاق السياسي مع سلطة رام الله

حزب التحرير يوجه نصيحة إلى حماس بخصوص الاتفاق السياسي مع سلطة رام الله



توجهت يومي الأحد والاثنين الماضيين الأول والثاني من أيار 2011، وفود من حزب التحرير - فلسطين إلى بعض الشخصيات البارزة في حركة حماس في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وسلمت الوفود رسالة نصيحة من الحزب في فلسطين إلى حركة حماس بخصوص الاتفاق السياسي المزمع توقيعه مع سلطة رام الله.

وقد قام بعض من تسلم الرسالة بنشرها من خلال الانترنت، وفي ضوء ذلك قررنا نشر نصها الكامل، وهذه هي:







بسم الله الرحمن الرحيم
قال صلى الله عليه وسلم :
(الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)

الإخوة الكرام/ حركة حماس، أعزكم الله بطاعته،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

وبعد،

الموضوع: الاتفاق السياسي المسمى "مصالحة"

نكتب إليكم هذه النصيحة، ونحن نراكم تستعدون للذهاب إلى القاهرة للتوقيع على ما يسمى "المصالحة"، وبما أن ما أنتم مقبلون عليه ليس مجرد مصالحة، بل هو اتفاق سياسي، يتعلق بشكل مباشر بمستقبل قضية فلسطين، فإننا نجد لزاماً علينا إبراءً لذمتنا عند الله تعالى أن نخاطبكم، بهذه النصيحة، داعين الله تعالى أن يشرح صدوركم لما فيه الخير، وأن تتدبروها حق تدبرها، فإن الأمر جلل، والخطب عظيم. ونوجز نصيحتنا إليكم في النقاط التالية:

1- إن ما أنتم مقبلون عليه ليس مصالحة وحسب، بل هو اتفاق سياسي مع سلطة رام الله، ويعتبر مقدمة وشرطاً أساسياً لمتابعة سير المنظمة في الحلول الاستسلامية التي تضيع الأرض المقدسة فلسطين. إن المصالحة معناها إزالة الشحناء والبغضاء وتصفية النفوس فيما بينكم، وأن تكفوا عن قتل وتعذيب بعضكم بعضاً، هذا هو معنى المصالحة، ولكنكم لا تقتصرون عليه، بل تتخذون المصالحة غطاءً لاتفاق سياسي خطير، وتسمون هذا الاتفاق السياسي الخطير "مصالحة"، فنحذركم الله ونخوفكم مغبة معصيته.

2- إننا حريصون على كل قطرة دم لمسلم فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول (مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ)، وقد عملنا خلال الاقتتال الذي وقع بينكم وبين فتح/سلطة رام الله، على حقن الدماء ما وسعنا ذلك، فأرسلنا الوفود وقمنا بالاتصالات بكم وبهم على السواء.

3- هناك قضايا يتم الخلط بينها في الخطاب السياسي للسلطتين تمهيداً للخطوات السياسية وهي: (المصالحة والاتفاق السياسي) وقد تعرضنا لهما آنفاً، وكذلك (الاقتتال والانقسام)، أما الاقتتال فإننا نرى حدوثه بين المسلمين جريمة منكرة ، وكنا بذلنا جهوداً كبيرة في وقف الاقتتال حين حصل.

أما ما يسمى بالانقسام فهو أمران:
الأمر الأول هو الانقسام الجغرافي بين الضفة وغزة، وهذا موجود وكان موجوداً منذ نشأت السلطة، وحله يكون بإزالة الكيان الفاصل بين الضفة وغزة، أي كيان اليهود، وهذا من عمل الجيوش، والأمة اليوم أقرب لاستنفار جيوشها من ذي قبل، في ظل الروح الثورية والاستشهادية التي ظهرت فيها مؤخراً.

أما الأمر الثاني فهو الانقسام السياسي بين السلطتين: وهذا مرده إلى الفكر السياسي الذي يسيطر على كل منهما. والذي نراه أن الفكر السياسي بين السلطتين آخذ في التقارب، وللأسف فإنه آخذ في التقارب على أساس التعايش مع الواقع السياسي الذي تريده الدول الكبرى، وليس على أساس الإسلام.

4- أما الشعب فلا انقسام فيه، فأهل فلسطين يعيشون في أخوة ووئام لا يعكر صفو حياتهم (بعد غياب حكم الإسلام والاحتلال اليهودي) سوى التحريض والتجييش السلطوي والتنظيمي، ولا ضرر في أن يكون بين أهل فلسطين أو غيرهم من الشعوب الإسلامية، اختلاف في الأفهام والرؤى السياسية ما دام النقاش السياسي بينهم يكون بالحجة والدليل الشرعي، لا بالرصاص. فالتحريض والتجييش باتجاه العمل المادي والاعتداء على الأنفس والأموال ـ ناهيك عن الاشتباك المسلح- لا يجوز شرعاً، بل يعتبر جريمة (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ). وهذا حله سهل وميسور إذا أرادت السلطتان ذلك، فما عليهما إلا أن تكفا عن هذا التجييش والدفع باتجاه العمل المادي، والاعتداء على الأنفس والأموال.
أما الانقسام السياسي كما ذكرناه آنفاً، فإن ألف انقسام سياسي خير من اجتماع على طريق التفريط بفلسطين.

5- إن فلسطين الأرض المقدسة أكبر عند الله من التنظيمات ومصالحها، ولذلك، فإن المصالحة إذا كانت على أساس تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ـ والظاهر عكس ذلك - وعلى أساس رد قضية فلسطين إلى أصلها، واستنصار الجيوش لتحريرها، فإنها تكون عملاً يحبه الله ورسوله، أما إن كانت المصالحة على أساس السير في مشاريع الحلول - وهذا هو الظاهر- فإنها تعتبر تحضيراً لاستئناف مسيرة التنازلات، التي بدأتها المنظمة وسارت فيها السلطة، ونخشى أن تنضم إليهما حماس ـ لا قدر الله - ونذكر لكم في هذا السياق تصريح مسئول ملف المفاوضات صائب عريقات بعد توقيع المصالحة بالأحرف الأولى، حيث قال أن (المصالحة الفلسطينية تعتبر المدخل الأساسي للسلام والديمقراطية، وأنه بدون المصالحة لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية أو انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وأن التوصل إلى حل الدولتين على حدود 1967 يعتمد أيضاً على إنجاز المصالحة.). وصرح غير واحد من أركان السلطة ومنهم رئيسها محمود عباس رداً على بعض تصريحات الدكتور الزهار قائلاً (...إن مهام الحكومة الجديدة المنوي تشكيلها من الكفاءات الوطنية (تكنوقراط) عقب اتفاق حركتي حماس وفتح، هي التحضير للانتخابات القادمة، وإعادة إعمار قطاع غزة، اما الشأن السياسي هو من اختصاص منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها، وليس من صلاحيات الحكومة). فهذه التصريحات وأمثالها، تدل على أن حماس ستكون الخاتم الإسلامي على تفريط منظمة التحرير وسلطة رام الله في الأرض المباركة، فهل ترضون أن يكون هذا هو حصاد جهادكم وشهدائكم؟

6- اعلموا أيها الإخوة أنه لا منظمة التحرير ولا السلطة ولا حماس، ولا كلهم مجتمعين مخولون بالتفاوض على فلسطين، والسير في حلول بخصوصها، فهذه قضية المسلمين، جميعاً، ولا يجوز لحماس أن تعين المنظمة والسلطة على الاستمرار في اختطاف القضية - بتواطؤ دولي - من أيدي أصحابها الحقيقيين (المسلمين)، ناهيك عن مشاركتهم في الاختطاف، لا قدر الله.



(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)

اللهم إنا قد بلغنا اللهم فاشهد

حزب التحرير- فلسطين

28 جمادى الأول 1432، الموافق
‏01‏/05‏/2011
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 05-11-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: حزب التحرير يوجه نصيحة إلى حماس بخصوص الاتفاق السياسي مع سلطة رام الله

جهاد الخازن - عيون لا يبصرون بها وآذان لا يسمعون بها




الدكتور ماهر الجعبري – عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

هل الإعلام وظيفة للإسترزاق أم قضية للحياة ؟ سؤال يخطر على البال عندما تتابع استقالات الإعلاميين من فضائياتهم تحت وهج الثورة، وعندما تتابع كيف تحوّل مجموعة من إعلاميي الفضائيات المصرية الرسمية -بين عشية وضحاها- من منافحين عن النظام المستبد إلى ثائرين يتبنون قضية الثورة.

وسؤال يتجدد عندما تقرأ للإعلامي المخضرم صاحب زاوية عيون وآذان في جريدة الحياة اللندنية، قوله بتاريخ 24/12/2003: "ثم هناك حسني مبارك, وثقتي بوطنيته وإخلاصه ومحبته, من ثقتي بنفسي. بل انها ثقة تجعلني أفضّل أن يكون هو المفاوض عن فلسطين ووزيره, بدل بعض الذين تفاوضوا, والذين رفضوا التفاوض".

ولكن القارئ يلاحظ أن ثقته بمبارك تتحول إلى نشوة بالثورة "المعجزة" التي انقلبت على ثقته المطلقة! ومن ثم يتغنّى "الواثق" بالانفتاح الذي حصل بعد سقوط "الوطني المخلص الذي أحب"، ويتحدث عن انبهاره خلال زيارته لمصر: "كان حديثي في مصر على مدى أسبوع عن ثورة الشباب، وهي معجزة"، وذلك في عيونه وآذانه بتاريخ 12/4/ 2011، وينقل فيها أن "مصر حكمها طبّال ووزراء لم يحصلوا على الإعدادية".

فإذا تبين له أن ثقته التي تفوق ثقته بنفسه كانت في "طبّال"، فكيف يمكن أن تكون ثقتنا بإعلامي يُثبت كلامه سخافة منطقه وسطحية طرحه!

هذا السؤال يفتح الرد لما تمخضت عنه أبحاث الإعلامي جهاد الخازن، الذي تفتّق في زاويته قبل يومين عن نتيجة أبحاثه الفذة وهو يحضّر لزاويته-عيون وآذان، إذ يقول: "لاحظت وأنا أجمع مادة هذه الزاوية وأراجع المعلومات مع مسؤولين ان نتانياهو يلتقي مع حزب التحرير في معارضة المصالحة الفلسطينية". وهو لا يكلّف نفسه –وهو يجمع مادة زاويته!- عناء زيارة موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين ، ليقرأ النصيحة التي وجهها الحزب لقيادات حماس من خلال مجموعة من الوفود الرسمية، بل ولا يحسن اختيار الردّ على خطابي الذي وجهته له قبل أن أخط مقالي هذا، حيث وفرّت عليه عناء البحث وأعطيته فرصة تجنّب هذا الرد، لأنه في برج "غربي" عال في لندن يخاطب برج الحرية في نيويورك.

إذاً، ليس ثمة من غرابة، في هذه الأنواع من الاستنتاجات الساذجة، وقد تبين لنا موضع الثقة التي وضعها في "طبّال" وانقلابها.

بل وتزول الغرابة عندما يلاحظ المتابع لأبحاث الخازن أنه لا ييأس من روح الأنظمة البائدة، فيطرح الحلول على الثائرين من جنس الأنظمة العربية الهالكة، إذ يعنون زاويته المذكورة بتاريخ 31/4/2011، بعنوان "أركز على عمرو موسى". بل ويرد ما اعتبرها "تهمة غريبة" عن نفسه في عيونه وآذانه بتاريخ 28/4/ 2011، فيؤكدّها على نفسه إذ أراد أن يدفعها فيقول: "الرئيس بشار الأسد أفضل ألف مرة لسورية من بديل من الجماعات الأصولية المتطرفة"، ويأتي ذلك الدفاع الفاشل بعدما استهدفته مجموعة من الاتصالات كما يقول بأنه لم ينتصر للثائرين على نظام بشار.

وهو يخوّف من الجماعات "الأصولية" حسب تعبيره ولا يخشى من النظام الذي أهلك الزرع والنسل، فيقول "المعارضة الأخرى التي أرفضها إطلاقاً، فهي جماعات أصولية سرية تريد أن تعود بسورية الى عصور الظلام، وهي حسنة التمويل (من أين؟) ولها اتصالات خارجية مشبوهة"... هو منطق النظام السوري نفسه. وطبعا، لا ينسى –كموظف في جريدة الحياة اللندنية- أن يدافع عن أمير المال السعودي تركي بن عبدالعزيز الذي يعتبره "من خيرة الرجال"، وأن "وشهرته أنه ربما كان أكرم إنسان في السعودية".

هذه هي قناعات الإعلامي بالمتسلطين على رقاب الأمة، وذلك هو بهتانه ضد من يخرج على تلك الأنظمة، ولعل عودة إلى ماضيه الذي تحدث عنه، تكشف أنه كلما كتب عن حزب التحرير كتب بذاكرة تسيطر عليها عقلية طفولية يغيب عنها وعي الإعلامي المفترض تماما، حيث يستذكر أحداث النكبة في عيونه وآذانهبتاريخ 5/6/2007، فيقول"كان الراديو يذيع خطاب استقالة جمال عبدالناصر، وقد تحلّق النازحون الجدد حوله يبكون، وبينهم شاب، أعتقد بأنه من حزب التحرير الاسلامي ثار، وأخذ يصرخ: يا ناس، هذا الذي شردكم، لماذا تبكون عليه؟ الناس ثاروا وهجموا على الشاب وأوسعوه ضرباً، ولولا وجود بعض المسنين العقلاء الذين تدخلوا لحمايته لكان قتل".

هذا هو مستوى ومخزون التحليل السياسي عند الإعلامي جهاد الخازن، وإذا طبّقنا منطقه في التحليل السياسي، نستنتج أنه يتغنى بمصالحة بين الذين تفاوضوا والذين رفضوا التفاوض، بينما ثقته بهم هي أقل من ثقته بالطبّال الذي ينتظر أن يحاكم على جرائمه في القاهرة.

أليست هذه ممالك إعلامية يتربع على عروشها إعلاميون متسلطون تعلموا من الأنظمة منطق الاستخفاف بالشعوب، وحملوا سلاح التضليل الإعلامي لحراسة تلك الأنظمة، كما حملت الأجهزة الأمنية سلاح القمع، بل هو مشهد في سخافته كمشهد أصحاب موقعة الجمل حين حملوا سياطهم وعصيهم ضد الثوار، وظنوا أنهم قادرون على الحركة بعكس تيار الأمة.

قد يقول قائل أن هذا الرد الإعلامي تضمن ألفاظا لا تليق بحق إعلامي بارز، ولكنّ من يقرأ كيف اعتبر الإعلامي البارز ثلّة من المصلين في المسجد الأقصى "قطيعًا"، لأنهم رفضوا الزيارة التطبيعية لوزير خارجية مصر –أحمد ماهر وقد أفضى إلى الله ولا حديث عنه هنا-بالقول "من هم هؤلاء الذين اعتدوا .."، ليقول" ومع ذلك فهناك قطاع صغير يحاول ان يقود الجميع معه الى الهاوية. هل هو قطاع أو قطيع؟ "ان شرّ الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون". هذه هي ألفاط الإعلامي البارز وهكذا تعامل مع حدث سياسي بالشتم والسب، وهو يستخف بالناس تماما كما تستخف الأنظمة –التي يحميها- بالشعوب.

والخازن يستهجن موقف حزب التحرير من المصالحة، وحزب التحرير يدعو لأن يتفق ويتصالح الطرفان على أساس تحرير فلسطين من البحر إلى النهر وإنهاء وجود دولة يهود، لا على أساس دويلة هزيلة في حدود 67، وهو يشبه هذا الموقف المشرّف بمواقف "نتنياهو الذي يريد تهجير أهل فلسطين أو على الأكثر إعطائهم دويلة هزيلة في أقل من حدود 67 تحافظ على أمن يهود"، فهل من عاقل يمكن أن يجري هذه المقارنة ؟

إذاً، حق لنا أن نتساءل هل زاويته هي لمن لهم آذان لا يسمعون بها وعيون لا يبصرون بها، بل وقلوب لا يفقهون بها ؟
وأمام هذا الاستعلاء الإعلامي الأجوف، حق للشعوب أن تزاوج مع شعارها "الشعب يريد إسقاط النظام" شعار "الشعب يريد إسقاط ممالك الإعلام"؟

9/5/2011
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 05-11-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: حزب التحرير يوجه نصيحة إلى حماس بخصوص الاتفاق السياسي مع سلطة رام الله

ومن أصحاب المناصب رجال الإعلام !!!



http://arabjo.net/index.php?option=c......cle&id=9065

أنذال الصحافة العربية ومرتزقتها ... جهاد الخازن مثالا

عاطف زيد الكيلاني* ( الأردن ) الإثنين 9/5/11 م

كنت ، ومنذ كتب جهاد الخازن مقاله القبيح ، والذي حاول من خلاله النيل من كرامة أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ألأردنيات ... أقول كنت من ذلك الحين أود الكتابة عن عاهر الصحافة هذا ، والذي لا يقلّ عهرا عن الصحفي الكويتي أحمد الجار الله ، والذي كتبت عنه مقالا ( تجدون رابطه في نهاية المقال )... وما جعلني أؤجل الموضوع هو دخول العالم العربي في غهد جديد من الثورات وتسارع الأحداث واضطراري لمواكبتها ليلا ونهارا مما أشغلني عن المساهمة بفضح هذا المرتزق النذل ، وفضح مدرسة النذالة والعمالة التي انتمى اليها مبكرا ، أيّام عزّ شبابه ...
يكفي أن نعلم أنه خريج مدرسة العمالة ( جريدة الحياة البيروتية ) التي عمل فيها محررا أيام صاحبها ومؤسسها ورئيس تحريرها العميل كامل مروّة ، الذي أردته قتيلا وراء مكتبه بضع رصاصات بسبب عمالته لقوى الظلام والرجعية العربية والمروّج الرئيسي للمشاريع الأمريكية في المنطقة العربية زمن عبد الناصر والناصرية والمدّ القومي والنهوض القومي الشامل تلك الأيام ...
الأنذال قد يختلفون في الإسم وفي بعض التفاصيل الخاصة بكل منهم ... ولكنهم بالتأكيد يتشابهون في السمات العامة ... وليس غريبا أو مستهجنا على من قرر أن يكون من أنذال الصحافة والإعلام ، أن يكون أيّ شيء آخر أيضا ... لهذا تجده عميلا يعمل لحساب أجندات مشبوهة ، مرتبظة غالبا بالقوى الإنبريالية وحلفاءها المحليين من عتاة رأس المال والحكام الرجعيين ، وتجده فاسدا مستحوذا على كل أنواع الفساد ( السياسي والأخلاقي والمالي والضميري ... الخ ) ، فأنواع الفساد أكثر من أن نستطيع حصرها ... وتجده منافقا لأصحاب السلطة ,,, وقد تجده قوّادا أوعاهرا متهتكا ، أو غير ذلك مما لا يمكن أن يخطر على بال رجل شريف ...
مناسبة هذا المقال ، هي تهجم هذا القميء / جهاد الخازن على أحد قادة الفكر العربي ( الذي قد نختلف معه فكريا بالمناسبة ) ، وذلك من خلال مراسلات جرت بينهما عبر الإيميل ... وتاليا أحد إيميلات هذا الجرذ لتلك القامة الفكرية والأكاديمية ، ولكم أن تحكموا على شخصية جهاد الخازن من خلالها ...
نصّ رسالة الخازن

" انا كتبت سطرا واحدا وانت رددت في 85 سطرا. انت واحد قليل الادب والدكتوراه التي تحملها في الحقارة. انا لا احتاج ان استرزق بل اصرف على المسترزقين امثالك. انا دفعت خمس سنوات مرتبات لضحايا صبرا وشاتيلا ودفعت في قطاع غزة بعد الاجتياح، وعندي الادلة البنكية يا فقير الاخلاق. ماذا عملت انت؟ تعيش على حساب الاجاويد .... ما سبق مقدمة وسأرسل عليك بتفصيل بعد ان اراجع المزاعم في رسالتك الحقيرة" ...
جهاد الخازن
نعم ... هذا ما جادت به قريحة هذا النذل ... اقرأوا واحكموا ...
والحقيقة ، أن قائمة أنذال الصحافة من أعداء الشعوب العربية طويلة جدا للأسف ... وأعدكم أن يفتح " الأردن العربي " ملفاتهم القذرة واحدا واحدا في وقت قريب....


* رابط المقال عن احمد الجار الله
http://arabjo.net/index.php?option=c......cle&id=7298
* عاطف زيد الكيلاني
رئيس تحرير " الأردن العربي " www.arabjo.net
Atef.kelani@yahoo.com هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
00962/777776178
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 05-28-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: حزب التحرير يوجه نصيحة إلى حماس بخصوص الاتفاق السياسي مع سلطة رام الله



فقه المصالحة

الكاتب: ياسين بن علي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

الصلح "عقد يرفع النزاع بالتراضي وينعقد بالإيجاب والقبول"، أو هو " عقد يتوصل به إلى التوفيق بين متنازعين في حق"، أو هو (كما في المغني لابن قدامة، ج1 ص1022) "معاقدة يتوصل بها إلى الإصلاح بين المختلفين، ويتنوع أنواعا؛ صلح بين المسلمين وأهل الحرب، وصلح بين أهل العدل وأهل البغي، وصلح بين الزوجين إذا خيف الشقاق بينهما، قال الله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} وقال الله تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير}. وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصلح بين المسلمين جائز إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما" أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وروي عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى بمثل ذلك، وأجمعت الأمة على جواز الصلح في هذه الأنواع التي ذكرناها، ولكل واحد منها باب يفرد له ويذكر فيه أحكامه".

وأما مصطلح "فقه المصالحة" فهو من المصطلحات القديمة في مبناها والجديدة في معناها. فلفظ الفقه يفيد العلم بأحكام شرعية عملية مكتسبة من أدلة تفصيلية، ولفظ المصالحة يفيد عند الفقهاء ما يرادف المعاهدة والموادعة والمسالمة والمهادنة، كما يفيد لفظ المصالحة معنى الصلح المستمدّ من قوله تعالى: {والصلح خير}، ومعناه ترك بعض الحقّ لرفع نزاع. وأمّا الجدّة في استعمال بعض الناس اليوم لهذا المصطلح فتكمن في اقتباسه لمعالجة مشكلة حديثة تتعلّق بعلاقة حركة ما بسلطة ما. فالمراد إذن بالمصطلح التعبير عن رفع نزاع سياسي بين حركة (أو جهة معارضة) وسلطة.

أساس الصلح

الصلح المراد هنا، هو عقد بين طرفين متصارعين يتمّ بموجبه تنازل كلّ من الطرفين أو أحدهما عن حقّ من حقوقه، أو مطلب من مطالبه، أو موقف من مواقفه. والأصل في عقد الصلح أن يتمّ وفق رؤية معينة، سواء أكانت شرعية أم وضعية، إذ لا بدّ من أساس يستند الصلح إليه، فتتعيّن وفقه أركانه وشروطه وما يترتب عنه من التزامات. ولما كان الأصل في الأفعال، سواء بالنسبة للفرد أو الجماعة، التقيّد بالحكم الشرعي، فإن أساس الصلح هو الإسلام وما أقرّه من أحكام، وليس الدساتير الوضعية ولا المواثيق الوطنية. قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا}، وقال:{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ" (رواه مسلم عن عائشة).

ثمّ إنّ الصلح لفضّ تنازع، وفضّ التنازع لا يكون إلا بالاحتكام إلى شرع الله تعالى. قال تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}. قال الشيخ الطاهر بن عاشور (في التحرير والتنوير، ج5 ص99): "وضمير (تنازعتم) راجع للذين آمنوا فيشمل كل من يمكن بينهم التنازع، وهم من عدا الرسول، إذ لا ينازعه المؤمنون، فشمل تنازع العموم بعضهم مع بعض، وشمل تنازع ولاة الأمور بعضهم مع بعض، كتنازع الوزراء مع الأمير أو بعضهم مع بعض، وشمل تنازع الرعية مع ولاة أمورهم، وشمل تنازع العلماء بعضهم مع بعض في شؤون علم الدين... ولفظ (شيء) نكرة متوغلة في الإبهام فهو في حيّز الشرط يفيد العموم أي في كل شيء، فيصدق بالتنازع في الخصومة على الحقوق، ويصدق بالتنازع في اختلاف الآراء عند المشاورة أو عند مباشرة عمل ما، كتنازع ولاة الأمور في إجراء أحوال الأمة...". وقال الشوكاني (في فتح القدير، ج1 ص481): "والرد إلى الله: هو الرد إلى كتابه العزيز، والرد إلى الرسول: هو الرد إلى سنته المطهرة بعد موته وأما في حياته فالرد إليه سؤاله، هذا معنى الرد إليهما... قوله {إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} فيه دليل على أن هذا الرد متحتم على المتنازعين، وإنه شأن من يؤمن بالله واليوم الآخر...".



المصالح عنه أو موضوع الصلح

لا مرية في أنّ مدلول الصلح، في قوله تعالى: {والصلح خير}، عام، فيشمل كلّ صلح بين متخاصمين، ولا جدال في خيريته المخبر عنها بالمصدر أو الصفة المشبّهة للتعبير عن منتهاها، فيكون المراد أنّ الصلح في ذاته خير. قال الكاساني (في بدائع الصنائع، ج6 ص40): "وصف الله تعالى جنس الصلح بالخيرية، ومعلوم أن الباطل لا يوصف بالخيرية، فكان كل صلح مشروعا بظاهر هذا النص إلا ما خص بدليل".

والنظر في الصلح من حيث مشروعيته، وتعميمه على كلّ متخاصمين، لا يتأتى بمعزل عن واقعه الضابط لمدلوله الشرعي، والكاشف لما يجوز الصلح فيه وما لا يجوز. "وقد شاع في الاستعمال إطلاق الصلح على التراضي بين الخصمين على إسقاط بعض الحقّ" (كما في التحرير والتنوير للشيخ الطاهر بن عاشور، ج5 ص215)، ومن ذلك أنّ الشارع أجاز للزوجة مثلا التنازل عن حقّ لها، فيدخل في هذا جميع ما يحقّ لها من مال أو وطء أو غير ذلك، ويخرج منه جميع ما لا يحقّ لها، فلا تتنازل عن يوم هو لأختها أو عن نفقة هي لضرّتها. وأما الحركة، فهي وإن جاز لها إسقاط بعض الحقّ الذي لها كتنازلها عن اسمها مثلا أو تنازلها عن المتابعة القضائية لمن قتل أحد أعضائها أو تنازلها عن الحكم والترشح للانتخابات، إلا أنها لا تملك التنازل عن حقّ ليس لها، كحقوق الله تعالى المستثناة من الصلح فلا خيرية في إسقاط الحقّ فيها؛ فلا تملك الحركة مثلا التنازل عن إسقاط تطبيق الشريعة كلّها أو بعضها عند التراضي والمصالحة؛ لأنّ تطبيق الشريعة حقّ لله وليس للعباد. قال ابن القيم (في إعلام الموقعين، ج1 ص152): "والحقوق نوعان: حق الله وحق الآدمي، فحق الله لا مدخل للصلح فيه، كالحدود والزكوات والكفّارات ونحوها، وإنما الصلح بين العبد وبين ربه في إقامتها لا في إهمالها... وأما حقوق الآدميين فهي التي تقبل الصلح والإسقاط والمعاوضة عليها...". وقال القرافي (في الفروق، ج1 ص256-257): "ولا يوجد حق العبد إلا وفيه حق الله تعالى، وإنما يعرف ذلك بصحة الإسقاط فكل ما للعبد إسقاطه فهو الذي نعني به حق العبد، وكل ما ليس له إسقاطه فهو الذي نعني بأنه حق الله تعالى، وقد يوجد حق الله تعالى وهو ما ليس للعبد إسقاطه ويكون معه حق العبد كتحريمه تعالى لعقود الربا والغرر والجهالات، فإن الله تعالى إنما حرمها صونا لمال العبد عليه، وصونا له عن الضياع بعقود الغرر والجهل، فلا يحصل المعقود عليه أو يحصل دنيا ونزرا حقيرا فيضيع المال، فحجر الرب تعالى برحمته على عبده في تضييع ماله الذي هو عونه على أمر دنياه وآخرته، ولو رضي العبد بإسقاط حقه في ذلك لم يؤثر رضاه، وكذلك حجر الرب تعالى على العبد في إلقاء ماله في البحر وتضييعه من غير مصلحة، ولو رضي العبد بذلك لم يعتبر رضاه، وكذلك تحريمه تعالى المسكرات صونا لمصلحة عقل العبد عليه، وحرّم السرقة صونا لماله، والزنا صونا لنسبه، والقذف صونا لعرضه، والقتل والجرح صونا لمهجتهوأعضائه ومنافعها عليه، ولو رضي العبد بإسقاط حقه من ذلك لم يعتبر رضاه ولم ينفذ إسقاطه...". وقال الكاساني (في بدائع الصنائع، ج6 ص48): "ولا يجوز الصلح عن حقوق الله تعالى عز شأنه لأن المصالح بالصلح متصرف في حق نفسه إما باستيفاء كل حقه أو باستيفاء البعض وإسقاط الباقي أو بالمعاوضة وكل ذلك لا يجوز في غير حقه".



شروط الصلح

بيّن الإسلام فقه العقود بيانا وافيا كافيا، فحدّد ما يقيمه من أركان، وما يصلحه من شروط. والذي يعنينا في هذا السياق قوله صلى الله عليه وسلّم: "الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحا حرّم حلالا أو أحلّ حراما" (رواه الترمذي وابن ماجه عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جدّه)، وهو نصّ يفيد كون الصلح إذا أبرم يتقيّد فيه بالحلال والحرام، إذ إنّ خيرية الصلح لا تكون ذريعة إلى المعصية فيحرّم الحلال ويحلّ الحرام.

قال المازري (كما في مواهب الجليل للحطاب، ج7 ص6): "فأما تحليل الصلح للحرام فمن أمثلته كمن صالح على دار ادعاها بخمر أو خنزير أو غير ذلك مما لا تجوز المعاوضة به، وأما قوله: أو حرم حلالا فمن أمثلته أن يصالح عن هذه الدار التي ادعاها على أمة بشرط أن لا يطأها أو بثوب بشرط أن لا يلبسه أو لا يبيعه إلى غير ذلك من وجوه التحجير الممنوعة مع ما يدخل في هذا المعنى من تحريم المحلل".

وقال ابن القيم (في إعلام الموقعين، ج1 ص153): "والصلح الذي يحل الحرام ويحرم الحلال كالصلح الذي يتضمن تحريم بضع حلال أو إحلال بضع حرام أو إرقاق حرّ أو نقل نسب أو ولاء عن محل إلى محل أو أكل ربا أو إسقاط واجب أو تعطيل حد أو ظلم ثالث وما أشبه ذلك فكل هذا صلح جائر مردود...".

وعليه، فالشروط التي لا تخالف الشرع جائزة ومعتبرة في العقود، وأمّا الشروط التي تخالف الشرع، كشرط علمنة الدّين وإبعاده عن المجتمع والدولة والسياسة، وكشرط التنازل عن تطبيق الشريعة، وكشرط إعطاء الكافر حق الحكم، فلا يقوم بها عقد شرعي ولا يجب الالتزام بها بل يحرم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَا باَلُ رِجَالٍ يَشْتَرِطونَ شُرُوطاً لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ. كُلّ شَرْط ليْسَ فِي كَتَابِ الله فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ. كِتَابُ اللهِ أَحَقُّ وَشَرطُ اللهِ أَوْثَقُ..." (رواه ابن ماجه وأحمد عن عائشة).

صلح الحديبية

يرى بعض الناس أنّ صلح الحديبية الذي عقده النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش يدعم قولهم بفقه المصالحة ويقرّ مبدأ التنازل الذي تبنوه لمعالجة المشكلة القائمة بين الحركة (أو جهة المعارضة) والسلطة. والحقيقة أنّ هذا الصلح لا يعتمد عليه في إثبات ما ذهبوا إليه، وذلك لأمرين:

الأمر الأوّل، هو أنّ صلح الحديبية عقده النبي صلى الله عليه وسلّم (سنة 6هـ)كحاكم استرعاه الشارع فمنحه حقّ إبرام العقود وإمضائها؛ فقد عقده صلى الله عليه وسلم بوصفه إمام المسلمين، فهو من قبيل التصرف بالإمامة. قال القرافي (في الفروق ج1 ص358)، وأقرّه الشيخ الطاهر بن عاشور (في المقاصد ص25-26): "وكل ما تصرف فيه عليه السلام بوصف الإمامة لا يجوز لأحد أن يقدم عليه إلا بإذن الإمام اقتداء به عليه السلام؛ ولأن سبب تصرفه فيه بوصف الإمامة دون التبليغ يقتضي ذلك". وقال الشيخ الطاهر (في المقاصد ص27): "وقد يغلط بعض العلماء في بعض تصرفات رسول الله عليه الصلاة والسلام فيعمد إلى القياس عليها قبل التثبت في سبب صدورها". وعليه، فالقياس على صلح الحديبية غير صحيح.

أمّا الأمر الثاني، فقد أسس بعض الناس على صلح الحديبية ما أطلق عليه "إقرار مبدأ التنازل وسلوكه عمليا". وهذا غير دقيق لأمرين:

أولهما، أنّ التنازل لا يكون عن بعض الإسلام، ولا يكون بعلمنة الدّين وحصره في الجانب الفردي دون المجتمع والدولة، ولا يكون بالتخلي عن مطلب تطبيق الشريعة، ولا يكون بتبني الأفكار التي ترضى عنها السلطة وإن خالفت النصوص القطعية الثبوت القطعية الدلالة. والأصل في قراءة النصوص أن لا تتمّ بمعزل عن سياقها التشريعي، أو بمعزل عن بقية النصوص الأخرى، وإذا تدبرنا النصوص جميعها وقفنا على ضابط مسألة ما أطلق عليه "مبدأ التنازل". قال تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} وقال: {وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ}، وقال:{وَإِنْ كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً}. فالنبي صلى الله عليه وسلّم لم يتنازل عن بعض إسلامه في صلح الحديبية، ولم يتنازل عن حكم واحد من أحكام الإسلام، بل لم يكن الإسلام بعقيدته ونظامه وأحكامه محل البحث بله التنازل.

ثانيهما، أنّ سلوك الدولة غير سلوك الحركة أو الجماعة، والدليل عليه ما تواتر من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي رفض أن يتنازل عن أي أمر أو مطلب لقريش قبل قيام الدولة. قال ابن هشام في السيرة: "واعترض رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وهو يطوف بالكعبة - فيما بلغني - الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، والوليد بن المغيرة، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل السهمي، وكانوا ذوي أسنان في قومهم، فقالوا : يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد، كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد، كنت قد أخذت بحظك منه. فأنزل الله تعالى فيهم: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، أي إن كنتم لا تعبدون الله، إلا أن أعبد ما تعبدون، فلا حاجة لي بذلك منكم، لكم دينكم جميعا، ولي ديني". قالالشيخ الطاهر (في التحرير والتنوير، ج15 ص580): "وبهذا يعلم الغرض الذي اشتملت عليه [سورة المقشقشة] وأنّه تأييسهم من أن يوافقهم في شيء مما هم عليه من الكفر بالقول الفصل المؤكد في الحال والاستقبال وأن دين الإسلام لا يخالط شيئا من دين الشرك". وفي السيرة أيضا قوله صلى الله عليه وسلّم الرافض لمبدأ التنازل: "يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه، ما تركته".



غاية الصلح

شرّع الصلح لغاية فضّ النزاع، ولغاية الإصلاح ومنع الفساد؛ "ولأنّ أحد المتنازعين على منكر، وإزالة المنكر واجبة إجماعا" (كما قال القرافي في الذخيرة، ج5 ص336). وهكذا هو كل صلح، فإنما المراد به الردّ إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، قال القرطبي (في تفسيره): "{فأصلحوا بينهما} بالدعاء إلى كتاب الله لهما أو عليهما {فإن بغت إحداهما على الأخرى} تعدت ولم تجب إلى حكم الله وكتابه...". فغاية الصلح إذن، إزالة المنكر، وفضّ النزاع بالرجوع إلى حكم الكتاب والسنة، وهذا هو الإصلاح والعدل. وأما إذا انحرف الصلح عن غايته الشرعية، فأصبح وسيلة لإحقاق الباطل وإبطال الحقّ، كأن يكون وسيلة لإقرار حكم الحاكم بالكفر والتخلي عن الحكم بالإسلام والتنازل عن الأحكام الشرعية الثابتة، فلا يتحقّق به حينئذ مقصود الشارع، ويعتبر من الباطل الذي لا يجوز إنفاذه والعمل به.



23 شعبان 1429هـ

المصدر: مجلة الزيتونة

__________________
[
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.