رد: 064 - سورة التغابن
جاء في كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي رحمه الله :
في التقديم والتأخير
الباب الثامن
الغلبة والكثرة
ومنه قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ } [14/ التغابن / 64 ] .قالَ ابنُ الحاجبِ في امالِيهِ : إنَّما قدَّمَ الأزواج لأنَّ المقصودَ الإخبارُ أنَّ فيهمُ أعداءٌ ، ووقوع ذلكَ في الأزواج أقعدُ منهُ في الأولاد ؛ فكانَ أقعدُ في المعنى المُرادِ فَقُدِّمَ ، ولذلك قُدِّمَت الأموالُ في قوله تعالى : { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ } [ 15 / التغابن / 64 ] . لأنَّ الأموالَ لا تكادُ تفارقُها الفتنةُ : {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى }[ 6 ، 7/ العلق / 96 ] . { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا } [ 16 / الإسراء / 17 ] . وليستْ الأولادُ في استلزامِ الفتنةِ مثلها ، وكانَ تَقَدُّمها أولى .انتهى .
فيكونُ تقدُّم الأموالِ لأنها أكثرُ فتنةً من الأولادِ ، ويردُ على فكري واردٌ وهو أنَّ الأموالَ أكثرُ من ناحيةِ الكمِّ والعددِ على الحقيقة من الأولاد .
__________________
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) } البقرة
أستغفر الله العظيم رب العرش العظيم
|