إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الفرق الإسلامية

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #21  
قديم 09-05-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

من أرشيف جرائم الحكام


الرسائل التي حكمت على محمد مصطفى رمضان بالتصفية الجسدية
رفــع سلاح الـقلم فأطلقوا عليه الرصاص في المسجد!!



الحادي عشر من أبريل هو ذكرى استشهاد الصحفي والإذاعي الليبي محمد مصطفى رمضان الذي اشتهر في الستينات والسبعينات. ففي يوم الجمعة<IMG height=150 width=100 align=left border=0> 11 أبريل 1980 وبعد فراغه من أداء صلاة الجمعة في مسجد لندن المركزي، وبينما هو يغادر ساحة المسجد ليلتحق بزوجته وإبنته اعترض طريقه شخصان أطلقا عليه الرصاص من مسافة قريبة في وضح النهار وأمام مرأى ومسمع المصلين والمارة.
كانت تلك الحادثة المروعة واحدة في سلسلة من الجرائم التي خططت لها ونفذتها لجان التصفيات الجسدية التابعة للجان الثورية التي أسسها ويقودها العقيد معمر القذافي.
بدأت علاقة محمد مصطفى رمضان بالعقيد معمر القذافي عبر سلسلة من الرسائل المفتوحة وجهها اليه خلال الفترة ما بين 1972 و 1977. كان محمد آنذاك يعمل مذيعا في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية وكان مقيما في لندن. والمعروف عنه أنه لم يكن عضوا في حزب أو تنظيم أو جماعة. ولكنه اختار في رسائله تلك أسلوب النصيحة والنقد البناء والحوار السلمي مع القذافي الذي كان آنذاك يطرح أسلوبا جديدا و"نظريات" جديدة في السياسة والحكم والإقتصاد والإجتماع. وكانت السمة الظاهرة فيما طرحه القذافي مزيجا من القومية والإسلام. وكان الإسلام هو القضية الكبرى التي تشغل فكر محمد مصطفى رمضان واهتماماته.
تجاوب القذافي مع تلك الرسائل المشحونة بالتحليل والنقد البناء أحيانا – اللاذع أحيانا أخرى – بأن حاول إغراء محمد بالرجوع الى العمل الإعلامي في ليبيا، ثم العمل في مالطا أو في لندن. وكان ابن عم القذافي أحمد قذاف الدم هو حلقة الوصل بينهما إذ كان له مكتب خاص في لندن يتردد عليه. وكان من بين مهامه استقطاب العناصر الليبية الذكية والمؤهلة للإلتفاف حول قيادة القذافي وما يطرحه من أفكار و"نظريات".

ولكن سرعان ما بدأت عيوب القذافي تتعرى، خاصة إثر خطاب زواره المشهور في 7 أبريل 1973 الذي أعلن فيه ما أسماه "الثورة الثقافية". أودع على إثر ذلك الخطاب مئات من خريجي الجامعات والكتاب والمفكرين والإعلاميين والمثقفين السجن لمجرد مناهضتهم لأطروحات القذافي. وازدادت الأمور سوءا بعد تنفيذ حكم الإعدام عام 1975 في مجموعة من الضباط بتهمة الإشتراك فيما عرف بمحاولة عمر المحيشي عضو مجلس قيادة الثورة سابقا.


كان محمد مصطفى رمضان في مقدمة الأصوات التي انبرت لكشف مثالب الحكم العسكري والتنديد بممارساته القمعية ويمثل خطاب زواره نقطة تحول هامة جدا في مسيرة القذافي. فقد برزت من خلاله وبكل وضوح نزعة القذافي الفردية وروحه الدكتاتورية التسلطية. واتضحت معالم طموحاته السياسية في القضاء على مخالفيه، وقمع جميع أنواع التجمع المعارض، وسد الطريق أمام كل الفئات ذات الطموحات السياسية تحت شعار تجريم الحزبية، والرغبة الجامحة في السيطرة والإنفراد بالسلطة واحتكار صناعة القرار.

واتجه القذافي الى أسلوب الحكم بالوسائل القمعية، فسارع بإنشاء "اللجان الثورية" التي كانت مهمتها منذ البداية "حماية الثورة" وتجنيد جميع العناصر التي تمثل أي رفض أو معارضة لخط العقيد القذافي أو تصفيتها. وكان للجان الثورية القدح المعلى في قمع الإنتفاضات الطلابية في الجامعات الليبية في أبريل 1976 وأبريل 1977. فقد تولت وأشرفت على انتهاك حرمات الجامعات وطرد الطلبة وسجنهم ونصب المشانق لهم. ثم انبرت الى عمليات الزحف على البيوت والأملاك والأعمال التجارية والسفارات الليبية حيث شرعت في تنفيذ برامج التصفيات الجسدية (الإغتيالات) للمعارضين في الخارج.

كان محمد مصطفى رمضان – كما يتضح من رسائله الموجهة الى القذافي – في مقدمة الأصوات التي انبرت منذ الأيام الأولى لانقلاب سبتمبر 1969 لكشف مثالب الحكم العسكري والتنديد بممارساته القمعية ومظاهر الفساد المالي والإداري التي صاحبته، والتعريض بما ينشره من انحراف فكري، والتسفيه الفلسفات والنظريات الشاذة التي كان يروج لها.

وصادقت اللجان الثورية بتحريض من معمر القذافي في ملتقياتها على برنامج التصفيات الجسدية وانبث عملاؤها في مدن مختلفة في العالم العربي وأوروبا وأمريكا لملاحقة كل من له موقف معارض. وكانت التعليمات تقول: إذا لم تستطيعوا قتل رؤوس المعارضة فاقتلوا كل من ينتقد النظام ولا يرغب في العودة الى الجماهيرية.

وهكذا أصبح محمد مصطفى رمضان وعشرات الليبيين في الخارج أهدافا في قوائم الإغتيالات. وقد خطط لاغتياله وأشرف على التنفيذ موسى كوسا الذي قاد الزحف على السفارة في لندن في سبتمبر 1979 وكان بحكم الأمر الواقع هو سفير ليبيا لدى بريطانيا. وكان واضحا منذ البداية أن الهدف من تحويل السفارات الى "مكاتب شعبية" هو زرع عناصر المخابرات واللجان الثورية المدربة على القتل والإرهاب في البعثات الدبلوماسية وتسهيل تهريب الأسلحة والمتفجرات.

بدأت حملة التصفيات الجسدية من داخل ليبيا مع أوائل عام 1980. ففي فبراير قتل المحامي المعروف عامر الدغيس والمحامي محمد الصغير، وفي مارس صُفي القانوني الشهير محمد حمي ثم المهندس محمود بانون في أبريل. أما في الخارج فقد استهدفت الحملة سالم الرتيمي (رجل أعمال) في مارس وكلا من محمد مصطفى رمضان (إذاعي) وعبدالجليل العارف (رجل أعمال) وعبداللطيف المنتصر (رجل أعمال) ومحمود نافع (محام) في أبريل. ثم توالت العمليات واحدة بعد الأخرى.

كان محمد جادا وصادقا في رغبته في التحاور مع القذافي وأنصاره. واندفاعا من روحه الإسلامية الصادقة لم يتردد عندما دعي للإلتقاء بموسى كوسا. وأبدى استعداده للتعاون مع السفارة وتقديم المشورة فيما يتعلق بدعم النشاطات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في بريطانيا. ورغم تحذير بعض أصدقائه له من مغبة تلك الإتصالات حافظ محمد على صلته بموسى كوسا الذي كان طوال الوقت يدبر مؤامرة قذرة للغدر به. وفي يوم الجمعة 11 أبريل 1980 وفيما كان محمد يغادر مسجد لندن المركزي وقد فرغ من أداء صلاة الجمعة اعترض طريقه شابان ليبيان أطلقا عليه الرصاص من قرب فأردياه قتيلا.

وأعلنت اللجان الثورية مسؤوليتها عن الجريمة بكل فخر واعتزاز. ومنعت أهله من استقبال جثمانه وإقامة جنازته أو دفنه في بلده فأعيد الجثمان للدفن في لندن. وتبجح موسى كوسا في مقابلة مع صحيفة التايمز اللندنية بتاريخ 10 يونيو 1980 بأن اللجان الثورية هي التي نفذت اغتيال محمد رمضان ومحمود نافع مؤكدا أن التصفيات ستتواصل على الساحة البريطانية.

وفي مـحاكمة لم تستغرق أكثر من 44 دقيقة في لندن اعترف كل من بلحسن محمد المصري (28 سنة) ونجيب مفتاح القاسمي (26 سنة) - وكلاهما ليبي – بارتكاب تلك الجريمة النكراء "تنفيذا لحكم الشعب". وصدر حكم على كل منهما بالسجن مدى الحياة.

محمد مصطفى رمضان نموذج للشخصية الليبية المسلمة. فيه الطيبة والعفوية وروح النكتة. كان يحب الخير للجميع. بشوش، طيب القلب، نظيف الوجه، مرهف الحس والوجدان. وكان ثاقب الذهن قوي الحجة، يغضب للحق ويثور من أجل الإسلام والمسلمين. سلاحه الوحيد الذي شهره في وجه طغيان القذافي واستبداده وتطاوله على الإسلام والوطن هو قلمه ولسانه. ولكن القذافي وزبانيته في اللجان الثورية كانوا على درجة عالية من الخسة والنذالة والحقد الدفين لم تسمح لهم بتقبل الحوار السلمي أو الإعتراف لمن يخالفهم الرأي بحرية التعبير. ولذا قتلوا محمدا غيلة وغدرا، فنال الشهادة وباؤوا هم بالخزي والذل والعار.

وإنه ليشرف هذا المنبر المتواضع أن ينشر تباعا خلال الأسابيع المقبلة رسائل الشهيد التي وجهها للعقيد القذافي، علّها تنبه الأجيال الى حقيقة طبيعة النظام المستبد الذي ظل يحكم ليبيا منذ عام 1969. وهي وثائق ذات قيمة تاريخية عظيمة تؤكد أن أساليب هذا النظام في التعامل مع خصومه لم تتغير في جوهرها.. وأنه مهما تمادى في غيه وتعسفه وقمعه فإن ليبيا قادرة على أن تلد الرجال الشجعان القادرين على الجهر بالحق ومواجهة السلطان الجائر مهما طغى أو تجبر.
http://najial-faitouri.maktoobblog.c...6%D8%A7%D9%86/




رسائل الشهيد محمد مصطفى رمضان إلى العقيد معمرالـقذافي (1)

الأخ العقيد / معمر القذافي
سلام من الله عليكمورحمة منه وبركات، وبعد...
ليست هذه هي المرة الأولى التي أكتب لكم فيها منلندن حيث أقيم بداعي العمل مع هيئة الإذاعة البريطانية، فقد سبق وأن كتبت لكم موضحالبسا وقعت فيه بعض الصحف البيروتية والليبية بصدد ما ادعي من أنني قرأت – بحكم عمليكمذيع في القسم العربي – خبرا يشتم منه العداء لكم.

أما اليوم فأنا أكتببدافع آخر.. دافع يتمثل فيما قاله الخليفة الثاني عمـر للمسلمين وهو على المنبر: "فإن أصبت فأعينوني، وإن أخطأت فقوموني"، ذلك أنني قرأت سلسلة التحقيقات الصحفيةالتي نشرتها مجلة "الصياد" اللبنانية في شهري ذي القعدة وذي الحجة الماضيين عنليبيا، ولفتت إنتباهي إجاباتكم الصريحة الحاسمة على أسئلة مندوب المجلة في تحقيقهالخامس الذي كان – في الواقع – مقابلة معكم، والتي أعاد أغلبها إلى أذهاننا – نحنالذين نعمل للإسلام - صورة لرجل الدولة المسلم الذي يؤمن بالإسلام عقيدة ونظامحياة، والذي انمحى أو يكاد من تاريخ هذه الأمة. وهذه الأسطر ليست - بأي حال – إشادةبما قلتموه، أو إشادة بشخص معمر القذافي، وإنما هي من قبيل الإعانة على الحق كماقال الخليفة عمر رضي الله عنه. فمن واجبات المسلمين أن يعينوا أولي أمرهم – إذاأصابوا – على المضي في طريق الحق، حتى لا يشعروا أنهم معزولون عن الأمة.
الأخالعقيد: أعجبتني في ردودكم تلك إشارتكم إلى اللعبة السياسية في لبنان، والتناقضالتي تتسم به مواقف كمال جنبلاط.. وهو تناقض مفهوم بالستناد إلى درزيته، فعقيدةالدروز مهلهلة جدا، وهي خليط عجيب من الأديان السماوية والفلسفات البشرية، ولعلهافي ذلك تشبه البهائية، وأعجبتني ملاحظاتكم المرحة عن "التبرع" الذي تمثل في كمية من "اليوسقى – ليم الكينيا" حين قلتم: "تبرع ؟... وماذا كان بوسعه – أي صاحب اليوسفي – أن يفعل غير ذلك وقد دخلتم عليه بمسدساتكم، فمثل هذه الملاحظة إنما تعكس خلقاإسلاميا صميما وهو تحري الرزق الحلال.
ولفت نظري قولكم إنكم تناقشون مجموعة منالإقتراحات بصدد الأراضي الزراعية التي استردت من الإيطاليين. وهنا أريد أن أشيرإلى أن الحل الأمثل – في مثل هذه الحالات – هو الحل الذي جاء به الإسلام. وهذا الحللخصه عالم مسلم من هلماء الإقتصاد المعاصرين البارزين حين قال: "إذا كان الاقصد هومساعدة المزارع وتخليصه من ربقة صاحب الأرض لإإن التأميم لا يجدي، لأن الفلاح عموماأفقر من أن يصلح الأرض بنفسه، وأضعف من يقف مرفوع الرأس أمام السلطات الإدارية. أضفإلى ذلك انعدام الحافز الشخصي وهو الملكية.
والحل الصحيح هو ما جاء به الإسلاممن تحريمه الكراء بجُعلٍ ثابت سواء أكان ذلك أجرا نقديا أو حصة عينية محدودة منناتج الأرض. ويمكن تطبيق ذلك عم طريق تحديد نفقة إنتاج المحصولات التي قد تزرع،وإسهام صاحب الأرض في هذه النفقة سواء بالبذر أو الري أو السماد أو الآلة أو غيرذلك، وتحديد نسبة العمل في هذه النفقة. فإذا ما خرج المحصول أعطى صاحب الأرض مايقابل ما ساهم به من نفقة في الإنتاج، أما إذا هلك المحصول كله فيخسر صاحب العملوالعامل ما بذلاه في اإنتاج. وبهذا يتحقق المبدأ الإسلامي " الغنم بالغرم " وينعدمحصول صاحب الأرض على كراء دون جهد ".
وشد انتباهي حديثكم عن الصراع الدينيوالقومي الذي يتسم به تاريخ البشرية، وليس الصراع الإقتصادي كما زعم اليهودي كارلماركس. ولكن نظرة الإسلام إلى هذا الصراع كانت دوما نظرة عقيدية محض. لأن العقيدةهي محوره، والبشرية في نظر الإسلام طائفتان : حزب الله، وحزب الشيطان. والصراعبينهما صراع إيمان وكفر مهما كان شكل هذا الكفر أو مظهره. فالصليبية كفر واليهوديةالمعاصرة كفر والماركسية كفر والقومية اللادينية كفر.. وهكذا.
والإيمان هوالإيمان بصرف النظر عن الوطن إو اللون، فالمؤمن بالله قد يكون روسيا أو صينيا أوزنجيا... إلخ.
أما موقفكم من التآمر الروسي على دولة باكستان، وتنديدكمبالأطماع الإستعمارية لاتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفييتية – كما يسمى علميا ! – فهو وقفة رائعة كان من المفروض أن يحتذ بها رؤساء آخرون ينتسبون زرورا إلى هذاالدين، ولا أخفيك أنها المرة الأولى التي كنت أقرأ فيها لرئيس مسلم قوله: " إنالإتحاد السوفييتي لا يساعدنا بالمجان أو حسنة لوجه الله "ذلك هو ما يجب أن يفهمهكل رئيس مسلم... ودعك من الملوك، فلا ملكية في الإسلام. وأيضا يجب أن يفهموا – كماقلتم بالحرف الواحد – أننا كمسلمين نرفض كل دكتاتورية بما في ذلك دكتاتوريةالبروليتاريا ونرفض حكم العسكريين لأنه سيتحول بالتأكيد إلى فاشيستيه" ونرفض حكمالمثقفين ما لم يكونوا مناضلين في سبيل هذا الدين.
أما ملاحظاتكم عن الإشتراكيةفأود أن أقول بصددها إنني أفهم من أقوالكم عنها أنكم تقصدون عدالة الإسلامالإجتماعية، وذلك شئ رائع طالما افتقدناه من ولاة أمور المسلمين في الخمسين سنةالأخيرة على الأقل.
ولكن ألا تعتقدون أن إطلاق لفظ "الإشتراكية" – وهو لفظ حديث – على العدالة الإجتماعية في الإسلام سيحدث بلبلة في أذهان المسلمين. خاصة وأنهميلتفتون حولهم فيرون كل الدول الشيوعية بلا استثناء تسمي نفسها دولا إشتراكية؟وأقرب مثل على ذلك روسيا التي تسمي نفسها رسميا "اتحاد الجمهوريات الإشتراكيةالسوفييتية" ثم إن الإشتراكية هي علم على الشيوعية، فماركس وإنجلز كانا يتحدثاندائما عن الإشتراكية وليس عن الشيوعية باعتبار أن الشيوعية هي المرحلة الأخيرة منمراحل الإشتراكية.
ومن جهة أخرى فلا أظن أنه يجوز لنا أن نسمي الإسلام ديناإشتراكيا لمجرد أن الإشتراكية تتفق معه في بعض التفاصيل، وإلا فما الذي يمنعنا منأن نسمي الإسلام نصرانيا أو يهوديا لأنه يشترك مع كلتيهما – أي النصرانية واليهودية – في أشياء كثيرة. على الأقل في الأصول. أو نسمي الإسلام إسلاما شيوعيا لأنه يلتقيمع الشيوعية التي هي في حقيقتها المرحلة الأخيرة من الإشتراكية في تملك الدولة لبعضالمصالح العامة.
ثم ما هذه الإشتراكية التي نعنيها حين نقول "إشتراكيةإسلامية"؟ إن هناك مدارس عديدة للإشتراكية في عالمنا اليوم منها مثلا إشتراكية بعضالأحزاب الرأسمالية في أورب كحزب العمال ومنها إشتراكية تيتو واشتراكية نهرو وحتىاشتراكية إسرائيل التي تزعم أنها دولة إشتراكية ! هذا إذا صرفنا النظر عن أنالإشتراكية لفظ من اختراع البشر ولا يصح لنا كمسلمين أن نضيف أوصافا من بناتأفكارنا القاصرة المعرضة دوما للخطر إلى نظام إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه.
نعم إن تأثير الأيمان الديني كان أقوى من الذهب وكنوز الأرض كما قلتم. ولهذا فنحن مطالبون بأن نقيم حياتنا كلها على ركائز الإ يمان بالله وشريعته فقط. ونحن مطالبون بالدعوة أيضا إلى دين الله في المشرق والمغرب: "إن الدين عند اللهالإسلام".
"ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة منالخاسرين". ومعنى ذلك أن ندعوا المسيحي واليهودي، إلى جانب البوذي والهندوكيوالوثني، إلى الإسلام. فالمسيحية واليهودية كانت مرحلتين في تاريخ البشرية ونسخهماالإسلام. ثم إن المسيحية واليهودية المعاصرتين ليستا بدينين سماويين، فقد تحولتامنذ عهد بعيد إلى وثنية فيها ملامح باهتة لإصول سماوية. إن دور المسلم في هذاالعالم أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور ليفئ الجميع إلى حكم الله.
أقوالكمعن رجعية الفكر الماركسي، وعن أسالين جوزيف ستالين في الحكم التي أهدرت كل المعاييراإنسانية والأخلاقية؟ وعن عمالة الشيوعيين لموسكو أو "بكين" هي كلمات أقل ما يقالعنها أنها يجب أن تنشر على نطاق واسع بين جماهير الأمة، وفي المجال العالمي، فهيكلمات حق طال انتظار المسلمين لها في هذا الخضم من الدجل السياسي والغوغائيةالإعلامية.

أخيرا.. إذا جاز لي أن أطلب بشئ فأرجو بإلحاح أن تولوا كلاهتمامكم لصياغة منهج التعليم صياغة إسلامية. فعدونا لم يتمكن منا إلا حين استعبدنافكرا وثقافة، وأزاح الإسلام من عقولنا كعقيدة ومنهج حياة، وأبقاه في مجتمعاتنا صورباهتة من طقوس وأعياد وصياغة منهج التعليم هي الركيزة الأساسية بل هي الركيزةالأولى التي لن يقوم المجتمع اإسلامي الذي ننشده جميعا إلا بها.
ولا تنسى أيهاالأخ العقيد أن اليهودية والصليبية والماركسية تراقب جميع خطواتكم وهي تدرك أنتغيير المنهج في أي بلد مسلم معناه - في المدى القريب – أنها ستخسر المعركة حتماولهذا فالعمل لتنشئة أجيال مسلمة يجب أن يتم بعيدا عن تلك الأعين والأذان المنبثةهنا وهناك والمتحفزة للوقوف في طريقكم مهما كلف ذلك سادتها من ثمن.
وسلام منالله عليكم ورحمة ونه وبركات..
لندن في 13/1/1392 الموافق 18/2/1972

المصدر:
http://www.akhbar-libya.com/article...order=0&thold=0



لمـــــاذا قتل محمد مصطفى رمضان أضغط هنــــا :
http://www.akhbar-libya.com/article.php?sid=1204
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #22  
قديم 09-05-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

لا خيار.. إلا اجتثاث النظام من جذوره

احتلال.. وليس.. انفصال



لا خيار امام الشعب الليبي، والمجتمع الدولي، سوى الاستمرار في هذه الثورة العظيمة، من اجل تحطيم بقايا هذا النظام المنهار، واحلال نظام، يتمحور حول قيم الحق والعدل والحرية والمساواة والقانون.

يسعى النظام المنهار في ليبيا، الى خلق حالة من الانفصال القسري، بين شرق ليبيا وغربها، وهذا سر تركيزه على مصراتة والزنتان وطرابلس وتاجوراء وزوارة والزاوية، وغيرها من المناطق الغربية. فالنظام، يعتقد ان حالة الانفصال، ستكون في صالحه، او ستمد كما يتخيل، في عمره ولو لايام معدودة.

لذلك، على الشعب الليبي، بكامله، وخاصة المناطق المحررة، والمجتمع الدولي، باسره، ان يدعموا، الثوار في المناطق الغربية، وخاصة الزنتان ومصراتة وزوارة، بالاضافة الى الثوار في اجدابيا والبريقة، وفي جميع المناطق، التي يهاجمها الطاغوت، دعما شاملا، وبكل ما اوتيت ليبيا، والمجتمع الدولي، من وسائل وقوة وامكانيات.

والنظام لا يدري، انه لو تحقق هذا الانفصال الوهمي، الذي يسعى اليه، عبر الجرائم والفضائع التي قام، وما زال يقوم بها، ضد الليبيين، فسوف يعتبر، في معايير الليبييين والمجتمع الدولي، "احتلال" وليس "انفصال"، حتى لو اعترف به الجن والشيطان والهوام. بل وسيكثف، هذا الاحتلال، ويوسع من المقاومة الدموية المسلحة ضده، حتى يباد النظام المنهار، ورجاله، وقواته، واعوانه، الى اخرهم، مهما كلف الشعب الليبي ذلك.

خاصة وقد فقد النظام شرعيته، والى الابد، نتيجة لجرائمه البشعة، ضد الانسانية، التي قام بها، ضد الليبيين. ولا يمكن لنظام فقد شرعيته، في الداخل، امام شعبه، وفي الخارج، امام المجتمع الدولي، ان يبقى هو او اعوانه، او الموالين له، مهما كانت الظروف، بل لابد من محاكمتهم.

فالفضائع التى قام بها النظام، وميليشياته، ومرتزقته، في البيضاء، وطرابلس، ومصراتة، والزاوية، وبن جواد، واجدابيا، وبنغازي، وزوارة، والزنتان، وتاجوراء، هي جرائم حرب من الدرجة الاولى. بل وتعتبر - هذه الجرائم - من اعلى درجات الخيانة العظمى. وبالتالي، لم تترك هذه الفضائع، من خيار امام الليبيين، سوى اجتذاذ النظام من جذوره.

اضف الى كل ذلك، صحيفة سوابق النظام، قبل ان تقوم الثورة المباركة، فالشعب الليبي، والمجتمع الدولي، لم ينس، تصدير الارهاب، يمينا ويسارا، الى مصر، وتونس، والسودان، وتشاد، وبريطانيا، والمانيا، وقبرص، واليونان، وغيرها من الدول، ولم ننس، ايضا، اسقاط الطائرات المدنية، ولم ننس، الحروب التي شنها النظام، والتي راح ضحيتها الالاف، في الداخل والخارج، من المدنيين العزل الابرياء، ومن العسكريين، الذين وجدوا انفسهم، في حرب، لا ناقة لهم فيها، ولا طائل، ولا جمل.

ليس ذلك فحسب، بل ان حكم القذافي، او ابنائه، او احد اعوانه، او الموالين له، حتى لمنطقة واحدة، او شارع واحد، او مدينة واحدة، ولو ليوم واحد، يمثل نهاية الاستقرار في ليبيا، والى الابد. كما يشكل ايضا، تهديدا للاستقرار السياسي، والاقتصادي، ليس في ليبيا، ودول الجوار، فحسب، بل وللمنطقة ياسرها.

لذلك، لا توجد، خطوط رجعة، بالنسبة للشعب الليبي، ومجنون، من يعتقد ان منطقة او قرية او مدينة، يمكن ان ترضى بان تكون تحت حكم القذافي او ابنائه او نظامه الارهابي المنهار، او اعوانه، او الموالين له، ولو لثانية واحدة، او اقل.

فكيف يمكن لمواطن، يتوقع، حتى كتابة هذه السطور، ان يري مجرمو الحرب في بلاده، امام المحاكم، نتيجة لجرائمهم ضد الانسانية. تلك الجرائم، الموثقة، صوتا وصورة ونصا، فيراهم بدلا من ذلك، في مواقع الحكم او الادارة او القيادة، او في مواقع السيطرة، ولو على شارع، او قرية، او مدينة، واحدة، من مدن وقرى وشوارع ليبيا، التي نُكبت بجرائمهم.

لقد فشل النظام المنهار في ليبيا، ممثلا بالدرجة الاولى، في معمر القذافي، واولاده، في ادارة ليبيا، بعد ان تحصلوا على فرصة ذهبية، لمدة اربعة عقود، ويزيد، فشلوا فشلا ذريعا في ادارة البلاد، حتى وصل الحال، ببلادنا المسكينة، الى ما وصلت اليه اليوم، من اوضاع دموية مأساوية لا انسانية، بسبب رعونة، وغباء، وتصلف، وتخلف، وجهل هذا النظام المنهار واعوانه.

واظن ان اربعة عقود، تكفي، بمقاييس، الانس والحمير والجن، لاختبار النوايا، والاقوال، والتصريحات، والوعود، والمصداقية، والافعال، والبيانات. ان من يتحصل على فرصة، بهذا الحجم، يجب عليه ان يخجل، من ان يتشبت بموقع الادارة، او القيادة، او التوجيه، او الرئاسة، ولو لثانية واحدة او اقل.

ان الفرصة الوحيدة، والاخيرة، التي يجب ان تُعطى، لمجرمي الحرب، هي دقائق معدودة، امام قاضي محكمة جرائم الحرب، الدولية، او المحلية.

ولذلك فلا خيار امام الشعب الليبي، والمجتمع الدولي، مرة اخرى، سوى الاستمرار، في هذه الثورة العظيمة، من اجل تحطيم بقايا هذا النظام المنهار، واحلال نظام، يتمحور حول قيم الحرية والحق والعدالة والمساواة والقانون، والى نصر، باذن الله قريب، (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا، نَصْرٌ مِّنَ اللَّه،ِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ / الصف 13) والله المستعان على امره.



كتبت في 6 ابريل 2011م



د. فتحي الفاضلي
__________________________

لزيارة صفحة الكاتب على الفيس بوك


www.facebook.com/fathilibya

fathifadhli@yahoo.com

fafdhli@hotmail.com

لزيارة صفحة الكاتب

www.fathifadhli.com
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #23  
قديم 09-06-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

كفى وقاحة وتفاهة









رضا بالحاج

في الرد على مقالين للصغير أولاد أحمد (في الشروق 20/21/ جويلية 2011) سمانا فيهما سفهاء وتحدانا بأبي العلاء الذي صوره كافرا وصور تاريخنا كل تاريخنا إسطبلا فيه الطغاة والبهائم والفقهاء وهدد وزمجر ضد الطرح الإسلامي واستنفر ضده كل آلة الطغيان واستوى معلما حداثيا بيده عصا والعصا الحداثية هي قاذفات وراجمات وماحقات . وذلك طبعا بعد أن استولى على مقر القيادة الشعرية للثورة التونسية التي لا ينقصها إلا طبيب نفسي يرد الشعر إلى مستوى أبي العلاء المعري.



بسم الله الرحمان الرحيم

إلى الصغير أولاد أحمد

يا من يلزم لقراءة مقالك المجوف النخب الهواء يوم آخر غير أيام الأسبوع : مابعد الأحد وما قبل الاثنين إني لا استطيع أن أراك حتى يستقيم الأسبوع على ثمانِ ولأن هذا اليوم معدوم مستحيل فما كتبته لا يعدو أن يكون كثيرا من الأوهام وقليلا من الأماني فكل الأيام فيها إيقاع ونظام وشروق وغروب أي فيها ما يدعو إلى العقل والتعقل..واليوم الذي يلزمك يجب أن يكون عبثا ومهاترة وسرقة لعقل الإنسان من شيطان غيبي لقبه رجيم وشيطان انسي لقبه تابع ذليل ومهنتهما وهوايتهما تستوجب اللعنة إلى يوم الدين.

ولكن المشكل المنهجي مع الصغير أولاد أحمد أنه لا يؤمن بالغيب والسبب أنه لا يراه وهو الذي أحاط بشعره كل الكون: ما فوق الأحمر وتحت البنفسجي وهو كما قال زميله الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي (غبي لا يدرك الحقائق دون مس وجس) .

إلى الصغير أولاد أحمد

ما هذا الكم الهائل من البذاءة والوقاحة , هل هي سكرة الموت أم سكرة العقل فعند الأولى "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" والثانية تجعل الواحد لا يفرق بين الحديد والصديد... أليس هذا هو الإفلاس وبعده حالة الهوس والجنون ؟ فمرة يدعو هذا الشاعر الرقيق الى العمل المسلح ناسيا أن هذا العمل فيه جهد جهيد قد يلزم منه عطش وجوع يساويه بالصائمين وهو الساخر من صومهم..هم يفعلونه طائعين مأجورين والشاعر المسكين قد يكون من جوعه وعطشه موت والشعر لا يصنع حينئذ جنة نعيم...ومرة يتوهم الصغير أولاد أحمد نفسه شاعرا بكثير من الصراخ وقليل من الأدب ليكون قبانيا علائيا...متنبئا ومرة يحزم ويعزم ويدعو الى صراع فكري وهو الذي لا يملك من الفكر الا رماده بعد أن تميز من الغيظ فكان بعد الهزيمة فكرا كفرا حقدا دفينا. وإن كان جادا في الصراع الفكري فليكن لقائي به يوم الزينة في ملعب رادس بجمهور شعر وفكر وسياسة على الهواء مباشرة ان رضي بقايا بن علي.

إلى الصغير أولاد أحمد

إن التوجه الذي يمثله أدعياء الفكر اللبرالي هؤلاء(والشيوعي على حياء) يتميز بالتوتر الشديد وعدم الصدق مع ذواتهم ومنهجهم المعلن فهم مسكونون بتناقض عجيب يدعو الى الشفقة.

أنا شخصيا أشفق على هذا المسكين لأنه وضع نفسه في أوضاع تلعن بعضها بعضا: جد يلعن حفيد..جغرافيا تلعن تاريخ..شياطين يلعن بعضها بعضا أن لم تستطع فتنة الناس عن الدين..شاعر يمجد الانتحار كيف لا وهو من سيلبس البزة العسكرية وقد يأتي خبر عاجل أنه مفجرا انتحاري ضد فكر إسلامي أو ضد عقبة بن نافع أو ابي موسى الأشعري. شاعر يلعن تاريخا وشعبا مسلما متمترسا وراء عملاق من عمالقة الشعر(أبي العلاء المعري) قيل إنه بليغ يعرف للكلب سبعين إسما لو أدرك المعري هذا الشاعر لجعله كابن القارح محل سخرية وهزء وهمز وغمز فضيحة للقارئ الى يوم الدين يدرّس لأبنائنا في الابتدائي لا البكالوريا لأن بطل القصة هنا لا يفوت في شيء سندبادا بلا وحي..بلا وعي..بلا فقه بلا فكر إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث..وقد يفهم في النهاية معنى الإيمان العلائي...ولو أدركه المعري لما لزمته رسالة الغفران فالغفران للمؤمنين وان كانوا آثمين أما عكس المؤمنين أعني الكافرين(كفر الشيء أي دسه وغطاه) فتلزمهم رسالة الخسران لأنهم يعتقدون أن موت آبائهم وموت ذواتهم لا يساوي الا ما يساويه تراب ورميم : أكداس خلايا منتهية الصلاحية التهمها العدم... ذلك مبلغهم من العلم.

إلى الصغير أولاد أحمد

إن ما طرحته في تلك المقالة لا يعدو أن يكون انتصابا فوضويا فلا هو بالشعر فأمارة الشعر الصدق وتعانق فطرة الكون بفطرة الانسان ولا هو بالفكر فأمارة المفكرين الرشد والاتزان فأهم من الفكرة عندهم موقعها ولا هو بالسياسة فأمارة السياسيين الذكاء وهم يطلبون قيادة الناس فلا يشتمونهم وآبائهم الأولين ونسلهم المؤجلين فحتى الأنبياء كانوا في أسلوب الدعوة متواضعين..

حقا وأقسم أني صادق لم أجد لمثل هذه المقالة من عنوان ولا منوال فلا هي مما تحتمله صحيفة سياسية ولا ملحق ثقافي وإنما قد تكون من لوازم صفحات تسلية وكلمات متقطعة فالرجل يظن الإنزياح والتنطع في التعبير وانتهاك المقدس واللعب بالألفاظ إنشاء للفكر والدلالة والمعنى ويظن أن الوزن وحده يخلق الموزون..

ورغم أن مادح نفسه يقرؤنا السلام ويقول ان عباراته براقة ويبخل بها على مثلي فقد أعدت قراءة المقالة مرة أخرى ولكن خبت وارتد ظني خاسئا وهو حسير إذ لم أجد من بقع الضوء البراق الا ما تولد خافتا باهتا من عباراته الركيكة البليدة الملتوية حد الإختناق كضوء العين وهي تغادر الحياة على فراش الموت والفراق ووجدته يناجي نفسه وهو يتوهم أنه يناقش الناس أجمعين.

إلى الصغير أولاد أحمد

بعد قراءة مقالتك شعرت باطمئنان شديد إلى أن المعركة الفكرية بإذن الله محسومة لصالح الفكر الإسلامي المستنير الرشيد لأن ضديده الفكري هزيل هزيل متوتر متهافت كثير الصياح وهو لا يكاد يبين.. وصاحب هذا الفكر يناجي نفسه ويتوهم أنه يناقش الناس أجمعين..وهو في أبعد ضلالات التاريخ (نموت ونحي وما يهلكنا الا الدهر) ويتوهم بأنه أتى بما لم يأت به الأولون ولا الآخرون حداثة وإحداثا ومحدثات وكثير من الحديث.. أشعر باطمئنان النصر لأن أول أمارات الانتصار ضعف الخصم واهتزازه واهتراؤه وارتجافه وارتجاجه وافتقاده الصواب وما يتبع ذالك من خريطة نفسية ثقوبها السوداء تبتلع كل خواطر النور..لقد علمت علم اليقين أن صاحبنا ينتمي إلى مفوضية (وأقر له بأن هذه الكلمة هي الطريف الأدبي الوحيد في مقالته) إلى مفوضية السلفية الأوروبية اسلاف ساركوزي في القرن الثامن عشر فما يطرحه الصغير أولاد أحمد بمقياس الحداثة قديم قديم..قديم فلم يعد التبشير بالالحاد أو حتى التلميح له من مستقرات الفكر الغربي تلك موضة قد عفا عنها الزمن واٍلا فالإلحاد فضيحة العصر في زمن العلم المتحرر من أسر الخاطفين القراصنة الذين ادعوا في العلم فلسفة وفي الفلسفة علما.

إلى الصغير أولاد أحمد

حشر المسلمين كلهم في دائرة واحدة وحاسبهم محاسبة مثقف برتبة أمن دولة محاسبة من وضع الحداثة بشماله وبقايا سياط القرون الوسطى في يمينه ليكون المفوض السامي للسلفية الأوروبية التي تحن إلى الاستعمار المباشر بالبزة العسكرية, وأنا لن أحشره مع الحداثيين في دائرة واحدة ولن أحمله أوزارهم فيمكن أن ارتع في هذا الملعب الواسع وآتي بأمثلة وفضائح وفظائع وأنسبها بالتبع لهذا الشاعر الكبير ولكني حينئذ أكون قد سقطت منهجيا والمنهج عندي عزيز..ولكن وجب أن أقول إن اكبر الحداثيين الذين أسماؤهم بالحروف الهجائية العربية هم من تولى السلطة وتعالى علينا نحن الأميين لعقود طويلة في تونس ومصر وسوريا وحتى أثيوبيا واعتبروا أنفسهم النقيض النوعي للفكر السلفي فإذا بهم شر خلف ورغم أن الصغير أولاد أحمد يدّعي تجاوزهم بالثورة فإنه يساويهم بل يزايد على بشاعتهم مايلزم علينا ثورتين لا ثورة واحدة : الأولى على الشعر الإرهابي المزيف والثانية على القمع الإرهابي الحقيقي,فالجماعة لحماية مشروعهم مارسوا كل أنواع العنف والقمع والقهر والقتل البطئ والقتل الزؤام في مقابل إنجاح مشروع الحداثة الذي لا يفهمه المتخلفون والحداثة لو تعلمون معركة ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة وهاهو الشاعر الرقيق الودود يلوح بأشد من قمعهم وذلك بتقنين الظلم ومباركته بروح وريحان الأدب والشعر الأحمدي..اسمعوا ماذا يقول "يتعين على الحكومة المؤقتة أن تسخر جميع أجهزتها الإدارية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية لحماية القانون" هذه حكومة مؤقتة فكيف بها إذا أصبحت دائمة..لا محالة عندها تجب الاستعانة بمفوضية مجلس الأمن والأمم المتحدة والولايات المتحدة ألم أقل لكم إنه مثقف برتبة أمن دولة .. كلامه شعري وقتله شعري وارهابه شعري والشعر معفي من محاسبة المحاكم الدولية بتهمة الابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ولا سيما اذا كان المقصود بالابادة هو شعب الشاعر بأجداده كلهم بالصحابة والتابعين وكل السلف فقد ذكرهم في مقاله بساكني الإسطبل...هذه هي البشرى وهي اليوم كامنة في الشعر وغدا في مستطاع اليد : حكومة حداثية عقلانية تقدمية لا أخلاف لها ستكون والعياذ بالله هتليرية في الإسطبل الواسع لتاريخ الغرب الدموي النووي الإبادي القريب من زمننا الحديث المعاصر قرب الصدر من العجز .. وقرب الدخان من النار..

ومادام الحقد لا ينصب على مجرد أخطاء للمسلمين أو زلات بل على سجودهم وركوعهم لله وايمانهم بالغيب فمعركة هذا المفوض من لدن الحداثة ستمارس محاكم التفتيش أسوة بالسلفية الاوروبية فالمغلوب مولع دائما بالاقتداء بالغالب إنها تبشر بالستالينية والتروتسكية التي استبدلت مقابر التراب بمقابر الثلج وأحيانا كل الحوامض الفسفورية ,و هي ليست مقابر للبشر فقط بل للشعر أيضا ما دام عابثا لا يلتزم بالحداثة وحتمية التاريخ : شعوب قهرت باسم الحداثة تحت حكم لينيني ستاليني تروتسكي حتى في ايمانها لأن الفكر انعكاس المادة والمادة صماء بكماء تساوي بين الأشياء والأحياء ..وحده من يحوز بعد تلك العذابات جواز سفر ويغادر الدولة والبلاد يفهم الفرق بين الأشياء والأحياء..بم يبشرنا هذا الشاعر الذي فهم نظرية الجبرية التاريخية فزاد عليها بأن الشعور لا يكون إلا حداثيا والحداثة هي مادة في شكل بشر ذلك أن الشعور عندهم بالمصير, بالمآلات, بالغيب خيانة للحديد والحجر والإنسان عندهم مادة فكرا وشعورا وإلا فقد كفر وربما لهذا السبب ولانسداد الافق واعتبار الحياة فقط حجرا محجورا في حدود الخبر والمختبر فقد فشل أولاد أحمد شعريا إلا في تقديم وتأخير بين مبتدأ وخبر ليستحيل الشعر ملعب ألفاظ بلا مساحات بلا مآلات بلا دلالات ومعركة الشعر الأولى هي مع بساتين المعا ني جميلة لذيذة مؤمنة ساكنة ناطقة بالدلالات ولتجاوز هذا العجز والفشل التمس الشاعر من المعجم الديني القداسة ووهج العبارة وإعجازها القرآني ولكنه حول وجهتها غصبا ووهما لمفوضية الحداثة ذات الأرضية النكدة الصماء البكماء الجرداء الخواء الرأسمالية السوداء التي لم تملأ اليد فضلا عن الوجدان والقلوب وظلت كالحة بائسة ميتة لكنها حية في عنقها جرائر وجرائم بشر يعدّون عدّا ويصطرخون ويلعنون.. جعل جوعهم وظلمهم وحرمانهم تكنولوجيا تقينا رقميا حداثيا فالحداثة هي مفوضية عن مفوضية عن مفوضية الى ان تصل في التفويض الى المتحكم الأعلى في النظام الرأسمالي الدولي الذي يعتبر أن التخطيط للمجاعات والحروب هو أعلى أنواع التفكير الاستراتيجي وأن الموت/القتل أرخص كلفة وثمنا من الحياة.

إلى الصغير أولاد أحمد

تأخرت في الرد على مقالك لأني كنت منشغلا بالرد على كل فكر سلفي يجعل الرقم الأول هو الأخير وخط حسابه دائري..أرد على كل فكر يرى الشكل ثم الشكل هو المضمون والجوهري..على من غلق باب الاجتهاد ولم يصح صيحة الشافعي : هم رجال ونحن رجال اجتهدوا ونجتهد . كنت أرد على الذين لم يفهموا أن البديل الاسلامي لا هو بالسلفي ولا بالحداثي ..ولا بالقديم ولا بالجديد إنه بديل في حجم الحياة كما يشمل كل مكان فهو يستوفي كل الأزمان ولا يعتبر الإنسانية بديلا عن الإنسان.. كنت أرد وأقول لمن انغلق في حدود السلف : ان العمامة لا تصنع الإمامة وأن الدين يمكن ان يمارس به الدجل فوجب الحذر الحذر بالوحي والوعي لا بالهوى والكبر فمن خرج عن الوحي فقد كفر ومن جمد الوحي وزاد على قداسة الله أي نوع من قداسة البشر فكأنه كفر. والحق ان لم يكن مبينا فهو مقدمة وتمهيد للدجل وقلت لهم لا يجوز عندنا أن يتشابه اليوم بالأمس فما بالك القرن بالقرن فلنضاعف اليوم بعدد أيام السنة (365) ثم نضاعفه في المائة لنرى أن السرعة بين قرنين في ديننا كأنها بين كونين كم يلزمها من مراكب الضوء والخيال العلمي والحداثي للالتحاق بها.

للجميع أقول:

نعم سنواصل الدعوة الى الوحي : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) و (لا يسخر قوم من قوم) و (أفضل الجهاد كلمة حق عن سلطان جائر) و (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) و (أفشوا السلام بينكم) و(تهادوا تحابوا) و (الدين المعاملة) و(ما آمن ..ما آمن من بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم..) و (وأمرهم شورى بينهم) و (الناس شركاء في الماء والكلأ والنار) و (والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها) و(آتوهم من مال الله الذي آتاكم) و (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) و (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا) و (اعدلوا هو أقرب للتقوى) و (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) و (من غشنا فليس منا) و (والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان..) و(ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) و (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام) و(لعن الله الراشي والمرتشي) و (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) و (الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) ..إنه شرع ربنا وعكسه الهوى فهاتوا مراكب الضوء والخيال العلمي والحداثي لتلتحق بأمة قال فيها ربها (وإذا أصابهم البغي هم ينتصرون).

إلى الصغير أولا أحمد:

راوحت في الرد بين ضمير المخاطب (أنت) وضمير الغيبة (هو) وذاك فن ولمسات إعجاز وبيان تعلمتها من القرآن الكريم وهو إعجاز فهمه الشعراء وأبرزهم النابغة أبو العلاء المعري, ومع ذلك أتمنى لك الخير.





رضا بالحاج (أنا لا أخسر معاركي : أتعادل أو أنتصر أو أنتصر....)





منقول عن : مجلة الزيتونة







]
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #24  
قديم 09-06-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

هل من توجهات لسلطة "الجباية" الفسلطينية غير تحميل الناس تكاليف قمعهم وحماية عدوهم ؟








ذكرت وكالة معا أن "مجلس الوزراء يواصل بحث سبل تعزيز الاعتماد على الموارد الذاتية"، وأنه كرّس اجتماعه الذي عُقد في رام الله أمس لمواصلة البحث في الإجراءات المالية والإدارية الواجب اتخاذها لإحراز تقدم حاسم في اتجاه تخفيض عجز الموازنة، وتقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية.
يبرز هذا الخبر إصرار السلطة ومن يروّج لها على مسيرة التضليل السياسي على مختلف الأصعدة: لقد أعلنت السلطة منذ فترة أنها تعزز نهج "الجباية" من الناس لتأمين مواردها المالية، والواقع المخزي الذي تعيشه هذه السلطة يؤكد أن لا توجّه عندها غير تحميل الناس بنود موازنتها، كلّما قلّت الأموال التي توفرها الجهات المانحة لتنفيذ المشروع الأمريكي في فلسطين.
إن "السلطة" الوهمية التي لا تملك "سلطة" ضخ الماء من الأحواض المائية الجوفية تحت أرض الضفة الغربية حسب الاتفاقيات الخيانية التي وقعتها مع دولة الاحتلال اليهودي، لا تملك خيارات البحث في أية موارد طبيعية. وإن دولة يهود المتغطرسة لن تسمح للكيان الهش باستغلال أية موارد طبيعية حتى ولو كانت ضمن مناطق ومجال هذه السلطة الكرتونية كما حصل في قضية الغاز الطبيعي في غزة، حيث أُعلن عن اكشتافه منذ سنوات، بينما ظلت غزة تعاني مشاكل الطاقة والغاز، ووضعت دولة اليهود يدها على آبار الغاز الطبيعي دون أي اعتبار للسلطة ولا لوجودها.
ولا شك أن الناس قد لمست انعكسات الإجراءات السلطوية التي تتخذها السلطة، بل عاشت مضاعفتها من خلال الواقع الملموس من ضرائب وزيادات في الرسوم الحكومية والفواتير الخدماتية، مما يؤكد أن حكومة ترعاها أمريكا لا يمكن أن تأتي بخير للناس، عدا عن خيانة قضية فلسطين من خلال شرعنة الاحتلال اليهودي، وتنفيذ مشروع الحل الأمريكي.
وإن الإجراءات المالية والإدارية قد توضحت من خلال تصريحات سلطوية سابقة تقضي بتقليص موازنات الصحة والتعليم، مما هي خدمات أساسية لدى الناس في كل بلد، بينما لا مساس لموازنة الأجهزة الأمنية المسلّطة على رقاب الناس والحامية للمستوطنين والتي تطارد كل من تحدّثه نفسه بمقاومة هذا الاحتلال الغاصب.
إن بشاعة ما تسميه رجالات السلطة "المشروع الوطني" تتكشف يوما بعد يوم، حيث يتأكد أنه يقوم على تأسيس سلطة تحت الاحتلال تعفي الاحتلال من مسؤولية تأمين الخدمات للناس الذين يرضخون تحته، بينما تحمي السلطة أمنه وأمن مستوطنيه، وكل ذلك من خلال تحميل الناس تكاليف تشغيل هذه السلطة، وكأنّها مشروع مالي يسيّره فياض بطريقة مشاريع البنك الدولي، حسب خلفيته المهنية.

5/9/2011
www.pal-tahrir.info
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #25  
قديم 09-07-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

لكل من تقلب وجهه بالسماء لتغيير حقيقي يرضاه


رسالة الإسلام والحتمية التاريخية



د.عبدالعزيز مصطفى كامل

لا تزال سنن الله الكونية القدرية تمضي بحكم الله وحكمتـه في حياة البشر لإخضاع وإقناع الذين لم يسـلموا أو لم يسـتكملوا التسـليم لأحكامه الشـرعية، والأمر كما قال اللـه - عز وجل-: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْـحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[فصلت: 53]. قال الشيخ السعدي في معناها ما مؤداه: إن قلتم وشككتم بصحة وحقيقة ما جاء به القرآن، فسيقيم الله لكم ويريكم من آياته في الآفاق والأنفس بياناً لا يقبل الشك أن هذا القرآن حق، وما اشتمل عليه حق.

ولقد رأينا ورأى العالم في العقود والسنوات الأخيرة، بل الشـهور الأخيـرة مـن آيات اللـه في الأنفـس والآفـاق ما يُخضِع كلَّ القلوب لو كانت فيها حياة، ويقنع كل العقول لو كانت فيها بصيرة؛ فكم من أفكار تخالف دين الله صالت وجالت، وجادل العقلاء والحكماء أربابَها في بطلانها، فلم يستجيبوا أو يرجعوا، حتى كشفت حركة التاريخ عن فسادها وزيفها وهشاشة قواعدها وأصولها؟ وكم من قوىً علت في الأرض بالبغي والباطل تأذَّن الله بسقوطها وهلاكها بعد أن تجبَّر أهلها واختالـوا بقوَّتهـم وقالـوا: لن تَبِيد هـذه أبداً، لكنهم سرعان ما خرجوا من دائرة العلو، بل من ذاكرة التاريخ بعد أن ظن الناس أن لن يخرجوا{ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الحشر: ٢]. إن انتصار الحق واندحار الباطل سُنة قدرية وحقيقة كونية وحتمية تاريخية. وقد درج المفكرون الغربيون على تسمية قوانين سير التاريخ بـ (فلسفة التاريخ) أو (حتمية التاريخ)، ويقصدون بذلك: أن حركته على المستوى الإنساني (الفردي أو الجماعي) تخضع للتسلسل المنطقي للأسباب التي يؤدي بعضها إلى بعض، وَفْقَ قوانين محددة سلفاً، يقولون هم: إنها قوانين الطبيعية، ونقول نحن: إنها سنن الله الكونية.

إنهم يقولون: إن لذلك التاريخ الإنساني فلسفة، يشير إليها أنه ينقسم إلى دورات حضارية مستقلة؛ فهناك - مثلاً - دورة للتاريخ الفرعوني والقبطي في زمان موسى عليه السلام، ودورة للتـاريخ اليهـودي قبل بعث عيسى عليه السلام، ودورة للتاريخ النصراني بعد بعثته عليه السلام، ثم دورة للتاريخ الإسلامي بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكل دورة فلسفتها وحتمياتها؛ فالأمم الوثنية فلسفتها التاريخية هي مراقبة مسيرتها في الوفاء للطقوس الوثنية، وعدم السماح بانقراض أتباعها أو اندثار آثارها، وفلسفة التاريخ عند اليهود ترصد مسيرة ما يسمى بـ (الشعب المختار/ الأول) منذ عهد التيه، وحتى عهود التمكين ثم التشرد والضعف، تطلعاً إلى عصر السيادة والملك العالمي تحت قيادة مسيح اليهود المنتظر، وفلسفة التاريخ عند النصارى تنظر إلى تطور مسيرة (الشعب المختار / الثاني) وطريقة انتشاره في الأرض، وتأثيره في المسار الإنساني؛ حتى يصل به التاريخ إلى (عهد الخلاص) بعد عودة مسيح النصارى المنتظر الذي يقيم لأتباعه دولة القطب الأوحد والأخير!

أما المسـلمون، فإن حتمية التاريخ عندهم تنتظم تاريخ كل أنصار الحق في كل زمان في مواجهة جنود الباطل في كل زمان ومكان، وهي تختلف عن كل فلسفات التاريخ عند الأمم بأنها ترقب انتصار أهل الحق للحق وبالحق، لا انتصار أهل الدنيا للدنيا، وعلوَّهم في الأرض واستكبارَهم على الناس.

وفلسفة التاريخ هذه (أو حتميته) هي ما يُطلِق عليه القرآن وصف (سنة الله)؛ أي طريقته وعادته - سبحانه - في إجراء تصاريف الزمان ومقاديره، على مقتضى الحكمة الإلهية، كما قال - سبحانه -:{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ}[آل عمران: 137]، وقال:{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا}[الأحزاب: 38]، وقال:{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}.[الأحزاب: 62]

إن انتصار الإسلام - وهو دين الرسل جميعاً - سنة إلهية، وبِلُغة القوم: (حتمية تاريخية) ولا مشاحة في الاصطلاح؛ فسنن الله تحكم التاريخ، وتشكِّل حتمياتِه، مهما بدا لقصار النظر أنها تسير بخلاف ما يقوله الله وما يريده. فقد انتصر الرسل جميعاً على أعدائهم، حتى جاء خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ففتح الله له فتحاً مبيناً ونصره نصراً عظيماً على صنوف الأعداء من مشركين وكتابيين ومنافقين، وسجل القرآن الكريم هذه السنة الإلهية و (الحتمية التاريخية) فقال - سبحانه -:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْـحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْـمُشْرِكُونَ}[التوبة: ٣٣]، ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حقق الله له النصر على كل من ناوأه، وخُتمَت حياته صلى الله عليه وسلم ببشارة النصر الذي اقترن بفتح القلوب بالتوبة قبل أن يقترن بفتح البلدان بالغزو، فقال - سبحانه -:{إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}[النصر: ١ - ٣].

ومثلما وعد الله رسوله بالنصر، وعد أتباعه به ما استقاموا على دينه وسنته، فقال - سبحانه -:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}[النور: ٥٥].

ولقد شهدتْ أحداث التاريخ الإسلامي في عهوده المتوالية، على أن هذه السُّنة الإلهية وتلك الحتمية التاريخية في انتصار الإسلام، هي قدر هذه الأمة على قدر استجابتها واستقامتها؛ فمنذ أن كسر الله بهذه الأمة مُلْك كسرى وقَصَر نفوذ قيصر، توالت انتصارات الأمة في جنبات الأرض الأربع، فلم يستطع التتار قهرها، ولم يتمكن الصليبيون من إخضاعها، وكذلك قاومت العداة من الأوروبيين في العصر الحديث فلم تركع لهم، ولم تخضع لمشاريعهم الاستعمارية التي استهدفت مسخ هويتهم وتبديل شريعتهم، وقد كان آخر عهد القوة الفرنسية العالمية بالمجد بعد اجتياحها لمصر والشام في ما عُرِف بالحملة الفرنسية التي أعقبها سقوط تلك الإمبراطورية بعد عودة نابليون إلى بلاده لمواجهة المصير المحتوم.

وكذلك انتهت عهود القوة العظمى لبريطانيا بعدما قادت ضد مصر ما عُرِف بـ (العدوان الثلاثي) مع فرنسا و (إسرائيل) فبعدها أفل نجم قوة (بريطانيا العظمى) لترثها أمريكا.

وفي عصرنا الراهن - وعلى الرغم من الوهن الذي أصاب الجسد الإسلامي - فإن هذه الأمة بما بقي فيها من الخيرية أحرزت بالإسلام انتصارات كبرى، لم يمنع من إبرازها أوالمفاخرة بها إلا أن أهلها لم يكونوا إلا عصائب متفرقة في الآفاق من المطاردين والمستضعفين، الذين لم يحتف أو يحتفل بهم أحد .

- فمن كان يظن أن الكيان الشيوعي الضخم الذي أراد اكتساح العالم الإسلامي وغيره نظرياً بالماركسية بعد اجتياحه عسكرياً بالجحافل الروسية سيتوقف سيره، بل سينتهي تاريخه على أيادي المسلمين المستضعفين بعد اجتياح الروس لأفغانستان عام 1980م، لتكون نهاية اتحاد الإلحاد على أيديهم، بعد عقد واحد من ذلك الغزو الذي عدَّ الخبراءُ انتصار المجاهدين فيه أحدَ أبرز أسباب تفكُّك ذلك الاتحاد، بل انهيار المعسكر الشيوعي بأكمله!

- ومن كان يصدق أن ذلك الاندحار العسكري الميداني سبقه أو صاحبه انهيار فكري نظري تمثل في سقوط الفكرة الشيوعية الماركسية التي طالما أراد الروس فرضها على بلاد الشرق عامة وبلاد المسلمين خاصة، فكان الإسلام أول من قهر كيانها، فأسقط بذلك فكرتها؟

- ثم من كان يتصور أن تكون أُولَى هزائم القطب الأول والأوحد في العالم بعد سقوط الشيوعية - وهو الولايات المتحدة الأمريكية - ستجيء على أيدي أتباع محمد صلى الله عليه وسلم من المسلمين المستضعفين في كلٍّ من أفغانستان والعراق؟ حيث تتوالى تصريحات الخبراء العسكريين والسياسيين الغربيين بأن ما حصل لأمريكا في أفغانستان وفي العراق لم يسقط هيبة جيوشها فحسب، بل أسقط أحلامها الإمبراطورية في السيادة على العالم لقرن جديد قادم، كما خطط لذلك أصحاب مشروع (القرن الأمريكي)؛ حيث كان ما حصل للجيش الأمريكي على أراضي المسلمين بداية العدِّ التنازلي لانتهاء عصر القوة الأمريكية، الذي بدأ يتطور إلى تراجع أمريكي عام لن يستطع (أوباما) ولا من يأتي بعده علاج مشكلاته ولا حل معضلاته.

- ومن كان يتخيل أنَّ تَضَعْضُعُ القوة المادية لأمريكا، سيتبعه تزلزُلٌ في الجوانب الفكرية النظرية للمنظومة الفكرية الغربية كلها، لا الأمريكية فحسب؟ وذلك بظهور عوار النظرية الرأسمالية في المجال الاقتصادي؛ حيث أظهرت أزمات السنوات الأخيرة الاقتصادية أن المذهب الرأسمالي في الاقتصاد قد قاد أمريكا والعالم من ورائها إلى كوارث اقتصادية برزت عام 2006م في صورة أزمة مالية عالمية، لم تكد أمريكا تتعافى منها حتى أوشكت على الدخول في أشد منها، بسبب الأزمة الجديدة الطاحنة (أزمة الديون) التي قد تهـدد الاقتصـاد العـالمي الرأسمالي القائم على الربا، بأزمات لا يعلم إلا الله إلى أي شيء ستنتهي.

لقد كان سقوط النظرية الرأسمالية بعد النظرية الشيوعية في المجال الاقتصادي انتصاراً منهجياً للإسلام الذي طالما نظَّم منظِّروه المناظرات في نقد الفكرتين العَلمانيتين، وأظهروا مناقضتهما للمصلحة البشرية والفطرة السوية. وقد بدأ العالم اليوم في البحث عن نظام عالمي اقتصادي جديد يجنِّبه الأزمات والكوارث التي جرَّها عليه الشيوعيون والرأسماليون، ولو كان لأهل الإسلام كيان ممكن يتحدث باسمه لما ترددت الشعوب في قبول النظام الإسلامي الاقتصادي الذي كثر الحديث مؤخراً حوله في المنتديات الاقتصادية العالمية بعد إفلاس النظرية الرأسمالية.

الثورات العربية:

انتصارات جديدة في جولات جديدة:

كشفت الثورات العربية الأخيرة عن أن المستقبل للإسلام في أراضيه، وأبانت أنه لا بقاء في أرض الإسلام لنظام لا يحترم الإسلامَ وكرامةَ أهل الإسلام، وأظهرت أن الأمة قد أعادت، أو هي في سـبيل استعادة اكتشاف ذاتها بالعـودة إلى هويتهـا وعقيدتهـا، ولا شك أن الإسلام بذلك يسجل انتصارات جديدة تتوالى مظاهرها:

• لقد انتصر الإسلام عندما انتفضت شعوبه في عدد من البلدان وليس لها معقل تخرج منه وتفيء إليه إلا المساجد التي عادت لها مكانتها بعد طول غياب.

• وانتصر الإسلام عندما اتخذت الشعوب المنتفضة من يوم الجمعة موعداً تتقرر فيه وتتكرر وقفات المطالبات السلمية بالعدالة والحرية في ظل الحياة الإسلامية، بعد اصطفاف المنتفضين جميعاً يصلون؛ حتى أولئك الذين لم يكونوا يصلون!

• وانتصر الإسلام عندما تساقط الطغاة، واحداً تلو الآخر، من الناحية الواقعية أو الحكمية؛ فحتى الذين لا يزالون يقاومون السقوط من الطغاة بأشد الأساليب سقوطاً، قد سقطوا من أعين شعوبهم لانكشاف خيانتهم لدنيا الناس ودينهم.

• وانتصر الإسلام عندما أذن الله للذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، أن تنفتح أمامهم سبل العودة للديار بعد طول انتظار، ويُطرَد أعداؤهم ويخرجون منها مدحورين أو يدخلون السجون صاغرين، وتتبدل الأحوال فيأمن الخائفون، ويخاف الآمنون، ويقوى المستضعفون ويضعف المتجبرون.

• وانتصر الإسلام عندما فتحت بل كُسرَت الأبواب المؤصدة أمام الدعوة والدعاة في كثير من بلدان الشعوب المنتفضة، وصدع الدعاة (آمنين) بكلمة الحق والتوحيد، وعادت منابر المساجد وأعمدة الصحف وشاشات القنوات متاحة مفتوحة على مصاريعها أمام كل صادع بالحق، ناطق بالصدق.

• وانتصر الإسلام عندما انكشف عُوار الطابور الخامس من المنافقين الخائنين للدين، الذين كانوا يختالون ويحتالون فيحتلون مناصبَ (الأمن) فيحيلونه خوفاً وإرهاباً، ومنابرَ الإعلام فيجعلونها إفساداً وخراباً، وكراسيَّ الفكر والثقافة فيشيعون منها الانحرافات والضلالات.

• وانتصر الإسلام عندما رأى المستضعفون أعداءهم الطغاة في بعض البلدان، يحلُّون مكانهم في غيابات السجون وأقبية الزنازين، مع فارق أن المظلومين كان الله معهم، أما الظالمون فليس معهم أحد إلا من كانوا لهم حُراساً وحجَّاباً وخدماً من عسكر الطغيان.

• وانتصر الإسلام عندما عادت قضية تحكيم الشريعة إلى الصدارة، وعندما ظهرت الحقيقة المغيَّبة التي طالما أخفاها العلمانيون في الداخل، وتواطأ على تزييفها وتزويرها أعداء الإسلام في الخارج، وهي أن الشعوب المسلمة لا ترضى بغير الله رباً والإسلام ديناً ومحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وشريعة الإسلام أصل في التشريع تنص عليه الدساتير.

• وانتصر الإسلام عندما تبيَّن للعالم أن الجيل الجديد من شباب الأمة الذي خطط أولياء الشيطان لشيطنته ومسخ عقيدته، ومسح شخصيته، لم يُمسَخ ولم تُمسَح هويته، ولم تصادَر رجولته، على الرغم من إفساد الشياطين، فكان طليعة الثائرين لكرامة الأمة والمطالبين باستعادة عزتها، صامدين في ميادين التحدي الأرقى والأنقى على مستوى الثورات في العالم.

• وانتصر الإسلام عندما ظهرت ثمرة جهود أجيال من الدعاة والعلماء والمفكرين من كافة الجماعات في توعية عموم الأمة، فصارت غالبية الناس تميِّز بين الغث والسمين من القول، وبين العدو والصديق من الناس، وبين النافع والضار من الأفكار والنظريات والنشاطات.

• وانتصر الإسلام عندما نتج عن كل ما سبق أن الأمة لم تعد عندها (قابلية للاستعمار)، ولا استعداد للخنوع لعدو (خارجي أو داخلي) ولا قبول للخداع تحت الشعارات البراقة المستوردة من الخارج أو المصنعة في الداخل؛ فالأمناء فقط هم أهل الثقة، وأهل الخبرة هم أهل القبول.

• وانتصر الإسلام عندما أدرك العوام والخواص من الناس أن النصر من عند الله وحدَه، مهما ضعف أصحاب الحق وتجبَّر أهل الباطل، وقد ظهر لهم ذلك جلياً، مما بدا من آثار إصرار الثوار وهم في غالبيتهـم عـزلٌ مسـالمون، ومـع ذلك أطاحـوا، ولا يزالون يطيحون بالعروش دون جحافلَ أو جيوش.

وظهرت للناس آية من آيات الله؛ حيث ألقى الرعب والخذلان في قلوب المتكبرين على الرغم من كثرة عددهم وعدتهم، وثبَّت المستضعفين العزل وقوَّاهم وأيدهم على الرغم من ضعفهم وقلة إماكانتهم.

إن انتصارات الماضي والحاضر، موصولة بانتصارات المستقبل التي قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل؛ عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر». وهكذا يثبت الزمان ما نطق به القرآن؛ فسبحان من صَدَقَ وعده، ونَصَرَ عبده وهزم الأحزاب وحده:{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}[القصص: ٥ - ٦].

المصريون 13-08-2011م
منقول عن : مجلة الزيتونة
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #26  
قديم 09-08-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

(اللواء) تفتح ملفي حزب التحرير والسلفية الجهادية


∎ التحريريون والسلفيون.. أين يلتقون وأين يختلفون؟

حزب التحريــر و«السلــــــفيـــة الجهــاديــــة».. وحدة وصراع أضداد.. أم الخلف حـــــينمــا يعيــد إنتاج تراث السلف؟

∎ التحريريون لا يؤمنون بالعنف والسلفيون الجهاديون يؤمنون بتجريف الأرض
∎ دولة الخلافة لا دينية ولا علمانية بل بشرية تحكم بشرع الله

∎ اللواء- محمد أبو عريضه
هما تنظيمان محظوران بموجب قانون الأحزاب، هما لم يتقدما للحصول على ترخيص للعمل بالنور، والحكومةموضوعياً لن تمنحهما فرصة العمل فوق الأرض، ما داما غير ملتزمين باشتراطات قانون الأحزاب ومعاييرالعمل الحزبي في الأردن كما تريدها الحكومة، اعضاؤهما لا ينكران انتماءاتهم خاصة أعضاء حزب التحرير فهم يعتبرون إنكار انتمائهم إلى الحزب نوعا من الكذب وهذا حرام وفقا لأدبياتهم، واما أعضاء السلفية الجهاديةفهم يتصرفون وفقا للواقع واستنادا إلى ظروف كل واحد منهم الخاصة، فترى الواحد منهم يجتهد حسب واقعالحال وذلك لأسباب موضوعية خاصة بالتنظيم ذاته لجهة غياب المرجعيات التنظيمية، فأعضاء السلفية الجهاديةيستقون خياراتهم من وهج الفكرة وليس من هيكلية تنظيمية يعودون إليها ويحتكمون إلى قراراتها.
يتفقان في أوجه عديدة، ولكن ما يختلفان عليه يفرق بينهما فرقة لا مناص للمهتمين من وضعها نصب أعينهموهم يحاولون الفهم ويحللون واقع حزب التحرير وتنظيم السلفية الجهادية، يتفق الاثنان على أهمية بل ضرورة عودة دولة الخلافة الإسلامية ويعتبران عام 1924 (وهو عام سقوط دولة الخلافة وتحول تركيا إلى العلمانية) عام نكسة للأمة الإسلامية فهما يؤرخان كما يلي (ما قبل سقوط الخلافة وما بعد السقوط)، يتفقان على
مرجعية ايدلوجية واحدة هي الكتاب والسنة - القرآن الكريم وسنة محمد -ويتفقان أيضاً على نقض القوانين الوضعية كما يطلقون عليها وهي منظومة التشريعات التي وضعها البشر ولا تستند إلى احكام شرعية ويتفقون كذلك على معاداة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وقبل ذلك كانا يتفقان على معاداة الاتحاد السوفييتي بوصفه كان دولة الحاد وكفر.
يختلف حزب التحرير والسلفية الجهادية في أكثر من منحى ففي داخل ما يتفقان عليه وهو ضرورة عودة دولة الخلافة يختلفان على المنهجيات والسبل للوصول إلى هذا الهدف، فحزب التحرير لا يؤمن بالعنف كوسيلة للتغيير والوصول إلى دولة الخلافة، فيما لا يرى بعض منظري السلفية الجهادية ضيرا من استخدام العنف لتجريف الأرض من كل الشرور والموبقات امامهم ليعيدوا المجد إلى الأمة عبر دولة الخلافة الإسلامية، لحزب
التحرير وجهة نظر مكتوبة في أدق تفاصيل الحياة كما يقول الناطق الرسمي باسمها ممدوح قطيشات مستنداً في ذلك إلى الشريعة الإسلامية والاجتهاد والقياس، بينما لم يصل منظرو السلفية الجهادية بعد إلى اجتهادات في تفاصيل الحياة مستندين في ذلك إلى ثنائيتهم الايدلوجية (التوحيد والجهاد) حسب ما جاء في رسالة ماجستير للطالب الباحث نعيم عثمان يوسف يامين، التي حصل بموجبها على درجة الماجستير من قسم
التاريخ بكلية آداب جامعة اليرموك، كما ان حزب التحرير يؤمن بمبدا التراكم لتحقيق اهدافه بينما ترى السلفية الجهادية في مبدأ الانقلابية ولو وبالعنف طريقا لتحقيق أهدافها، وأخيرا فانهما يتفقان على مناهضة جماعة الإخوان المسلمين بوصف الجماعة تدّعي تمثيل الفكر الإسلامي والإخوان من هذا كما يقولون براء.

حزب التحرير تاريخيا
أسس حزب التحرير القاضي الشيخ تقي الدين النبهاني عام 1953، والنبهاني كما يقول قطيشات عالم ازهري من قرية اجزم بفلسطين، وينتمي إلى بيت علم في الدين والشريعة، فجده كان يعد من العلماء الهامين في عصره، بدأ حياته مدرسا في مدارس فلسطين وأصبح قاضياً في المحاكم الشرعية ولكنه حينما أسس الحزب استقال من عمله حتى لا يكون سيفا مسلطا عليه حينما يختلف مع الحكومة، ومن الأعضاء المؤسسين عبد العزيز الخياط وعز الدين الخطيب التميمي اللذان تركا الحزب وتبوءا مناصب حكومية مرموقة، ومن
أعضائه السابقين من الشخصيات العامة وفقا لقطيشات عدنان أبو عودة وعبد الهادي المجالي حسب ما يقول المجالي، ومن المؤسسين الذين ظلوا ملتزمين بفكر الحزب الشيخ احمد الداعور الذي أصبح نائبا في مجلس النواب بالخمسينات وعبد القديم زلوم الذي أصبح اميرا للحزب قبل استلام عطا أبو الرشتة الأمير الحالي للحزب.
فكر الحزبالفكرة الرئيسية للحزب التي بتبناها الأعضاء ويعملون على تحقيقها هي استئناف
الحياة الإسلامية عبر العودة لدولة الخلافة، فبهذه العودة يصبح الإسلام هو الناظم لشؤون الناس في مختلف المجالات داخل دولة الخلافة، ومع الخارج في الدول غير الإسلامية ويقول قطيشات: على الخليفة ان يحكم بكتاب الله وسنة نبيه وان يحمل الإسلام إلى العالم اجمع بالدعوة والجهاد.
يستند حزب التحرير في دعوته إلى العودة إلى دولة الخلافة الإسلامية إلى نصوص شرعية فحسب قطيشات: نحن نقول ما يقوله الله سبحانه وتعالى: « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ» سورة الذاريات51 وقد حدد الله سبحانه وتعالى ان الإسلام هو الحكم بين المسلمين ففيه كل الأحكام التي ترعى شؤونهم وفقا لكتاب الله وسنة رسوله وما ارشد إليه من اجماع الصحابة والقياس فقد قال تعالى: « فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا »سورة النساء4. وقول الحق: « مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ »سورة الأنعام6 وقول الله وهو يحذر رسول الله : « وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ »سورة المائدة5 وهنا يجب الانتباه حسب قطيشات إلى ان الله يحذر رسول الله من الخلق من ان يفتنه البعض عن بعض احكام الإسلام.

دولة بشرية
لا دينية ولا علمانية، فحسب حزب التحرير فإن دولة الخلافة الإسلامية ليست دولة دينية فهذه نتاج الغرب ففي الغرب برزت الكهنوتية التي جعلت من رجال الدين معصومين عن الخطأ ولا يُسألون عما يفعلون، ولا هي دولة علمانية أو مدنية لأن الدولة العلمانية أو المدنية تستند إلى قوانين وأحكام وضعها البشر من دون الأحكام التي انزلها الله سبحانه وتعالى واما دولة الخلافة الإسلامية فهي دولة بشرية تحكم
الناس بشرع الله واحكامه، والحاكم فيها وهو الخليفة ليس معصوما وليس خليفة الله في الأرض بل خليفة رسوله فالعصمة للانبياء فقط واما الخلفاء فقد علَّم الرسول صحابته كيف يجوز ان يخطئ الخلفاء أو القضاة حينما قال: ( لا تنازعوا الأمر أهله حتى تروا كفرا بواحا) وهذا يعني انه لا يمكن لهؤلاء ان يأتوا ما يثبت انهم غير معصومين، لذا يجب محاسبتهم، كما ان مبدأ الشورى في الإسلام ينفي
فكرة عصمة الخلفاء، إضافة إلى كل ذلك ان الإسلام اوجد أسبابا لعزل الخلفاء ما
يؤكد انهم ليسو معصومين.

شروط الانعقاد وشروط العزل
يشترط في الخليفة حسب ادبيات حزب التحرير ان يكون مسلما عاقلا بالغا راشدا ذكرا وعدلا وحرا، وهناك شروط أخرى يطلق عليها الحزب شروط الافضلية أي يمكن الأخذ بها أو تركها ولكنها يمكن ان تكون حاسمة في حالة وجود مفاضلة بين مرشحين اثنين للخلافة أو أكثر ففي حالة تساوى المرشحون في الشروط السبعة السابقة يمكن تفضيل أحدهم ااذا ما توفرت فيه شروط الافضلية التي تتمثل في ان يكون المرشح عالما
مجتهدا وشجاعاً وصاحب رأي وقرشيا أي من قريش.

ويعزل الخليفة في حالتين أولهما ان يخرج عن الخلافة في ثلاثة أمور:

1. الارتداد عن الإسلام.
2. ان يصاب الخليفة بالجنون المطبق.
3. ان يصبح مأسوراً بيد عدو ظاهر لا يستطيع الخلاص منه.

وثاني الحالتين ان تتغير حال الخليفة من غير خروجه عن الخلافة وذلك في الحالات التالية:

1. ان تجرح عدالته فيصبح ظاهر الفسق
2. ان يجن جنونا غير مطبق
3. أن يتحول إلى انثى أو خنثى
4. القهر الذي يجعله عاجزا عن التصرف بمصالح المسلمين برأيه وفق الشرع، كأن يتسلط
عليه فرد من أفراد حاشيته أو كأن يقع تحت تأثير نفوذ دولة أو تسلط عدو.
في الحالة الأولى يعزل الخليفة حتى لو لم تصدر محكمة المظالم حكما بعزله وفي هذه الحالة وجب عدم طاعته على الإطلاق، وأما في الثانية فتبقى طاعته واجبة إلى حين إصدار محكمة المظالم حكما بعزله، ومحكمة المظالم حسب حزب التحرير هي محكمة تتأسس للبت في شؤون الخلافة فقط ويعين الخليفة قضاتها ولكنه لا يملك الحق في عزلهم.

آلية اختيار الخليفة
حزب التحرير يرى انه يحق لأي مسلم ان يصبح خليفة على ان تتوفر فيه شروط الانعقاد، وأما طريقة اختيار الخليفة فهي آلية بشرية أيدها رسول الله حينما قال لوفد الانصار قبل الهجرة: (انتخبوا من بينكم أحد عشر نقيبا) كما ان الرسول حدد الآلية بالانتخاب حينما اختار قادة لمعركة مؤتة ثلاثة، وأشار عليهم في حالة استشهاد الثلاثة بقوله (اصطلحوا على رجل من بينكم) أي اختاروا احدكم فاختار
المقاتلون خالد بن الوليد، إضافة إلى ان الشرع الإسلامي اعتبر الأمور الإدارية من الأمور المباحات يمكن العودة فيها إلى علم الإدارة من دون حرج كونها لا تتعلق بوجهة نظر في الحياة، تماما كما يتم استخدام الإنتاج البشري في الطب والهندسة وغيرها.

الديموقراطية
الخلط لدى المسلمين بين الانتخاب والديموقراطية هو لب المعضلة حسب قطيشات فهناك من صور عن سبق اصرار بأن آلية الانتخاب هي الديمقراطية بهدف تضليل المسلمين وتصوير الديمقراطية بوصفها العملية الانتخابية لإخفاء حقيقتها، فالديمقراطية حسبه تتناقض مع الإسلام قولا واحدا فهي بكل بساطة كما عرفها أهلها ومبتكروها حكم الشعب للشعب وهذا مفهوم ينسف فكرة العبودية لله وينسف مفهوم القاعدة الشرعية الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي)، وأما الانتخابات فقد تكون موجودة عند الإنسان
فطريا.

مجلس الأمة
حزب التحرير يؤيد وجود مجلس للأمة منتخب، ولكنه ليس مجلسا للتشريع بوصف التشريع محكوم بنصوص الكتاب والسنة، وليس أحكاما وضعية من البشر، وأما دور مجلس الأمة فيقتصر على الشورى والاستشارات غير الملزمة فيمكن للخليفة ان يأخذ بها أو لا يأخذ بها وأما في الأمور الفنية فالرأي في هذه الحالات شبه ملزم.

التغيير
طريقة التغيير حسب حزب التحرير هي طريقة رسول الله وهي الطريقة الشرعية التي لا يوجد بها على الإطلاق مكان للعنف أو العمل المادي ولهذه الآلية ثلاث مراحل:

1. التثقيف بعقيدة الإسلام حتى تنصهر الكتلة الحزبية مع العقيدة.
2. مرحلة التفاعل مع المجتمع من خلال طرح افكار الإسلام ونقد افكار الكفر حتى
يصبح الإسلام مطلباً عند الناس.
3. مرحلة استلام الحكم، وتكون من خلال الأمة في حالة امتلاكها سلطانها ولا شك ان
الحزب يطلب من الأمة نصرته والحزب يعتبر القوى والفعاليات السياسية والجيش جزءاً
من الأمة.

الجهاد
حزب التحرير يعتبر العمل المادي لقيام الدولة الإسلامية عملاً ليس من الإسلام، ولكن هذا الأمر لا ينسحب على الجهاد كونه فرض عين، فمطلوب من المسلمين الدفاع عن دينهم وبلادهم ان تعرضوا لغزو أو ابتلاء، والحزب لا يحول بين شبابه بوصفهم مسلمين وبين الجهاد عن بلادهم ان داهمها غزو أو احتلال، ولأفراد الحزب ان يقاتلوا عبر القيام بواجبهم الشرعي بالدفاع عن بلادهم وأعراضهم، فهم هنا يقومون بتنفيذ حكم
شرعي ليس له علاقة بإقامة الدولة الإسلامية.

الربيع العربي
حزب التحرير حسب قطيشات يعتقد ان ما يجري في العالم العربي من حراك احتجاجي هو محاولة من المسلمين لاستعادة سلطانهم الذي سيمكنهم من امتلاك ارادتهم السياسية وتخلصهم من التبعية للغرب الكافر المستعمر وتخلصهم من اشكال الفساد والظلم والقهر، ولكنه يطالب الأمة بالتمحيص جيدا في الخيارات المطروحة الآن، بأن تضعها في ميزان الشريعة الإسلامية فترفض ما ترفضه وتسعى جاهدة وراء ما تؤكده الشريعة.
حزب التحرير قام خلال هذا العام بعدة فعاليات على الساحة الأردنية كان أولها الاعتصام في ساحة مسجد الجامعة الأردنية الذي رفع فيه شعار (الأمة تريد خلافة إسلامية)، كما قام بتنظيم اعتصام امام السفارة السورية تحت عنوان (نصرة لحرائر الشام)، كما قام الحزب بوقفة احتجاجية نسائية امام القنصلية الروسية تنديدا
بممارسة أجهزة القمع الروسية بأبشع صور القمع والإذلال للمسلمين ونسائهم في المعتقلات والسجون الروسية، كما قام الحزب بمسيرة في مدينة الرمثا نصرة لاهل الشام شارك فيها اعداد غفيرة حسب قطيشات ولكن مجموعة من الزعران قاموا برشق المشاركين في المسيرة بالحجارة وضربهم بالمفكات والهراوات امام أعين رجال الأمن، كما قام الحزب بعقد مؤتمر في مجمع النقابات المهنية بمناسبة مرور 90 عاما على هدم دولة الخلافة، وكان تحت عنوان (الثورات العربية اسبابها ونتائجها، وخيارات المستقبل) وكان الحضور في المؤتمر مميزا بشهادة إدارة المجمع ومندوبي وسائل الاعلامم الحاضرين.
حزب التحرير لا يشارك أحداً في فعالياته ولا يُنتظر ان يفعل ذلك في المستقبل لأن له طريقته وشعاراته وأهدافه المنضبطة بالاحكام الشرعية الخاصة، فالحزب لا يرغب ولا يقبل ان يدخل على الاحكام الشرعية شائبة من أي كان بغض النظر عن شدة احترام الحزب لهذه الجهة أو الشخصية أو تلك والحزب لا يؤيد فكرة الإصلاح لأنه مع التغيير، فالإصلاح يعني من وجهة نظر الحزب الرضى عن الشيء مع السعي لترميمه وأما التغيير فهو عدم الرضى عن الشيء ما يعني ضرورة تغييره، وهنا يؤكد قطيشات انه لا يصلح للأمة إلا ما ارتضاه لها الله سبحانه وتعالى فحسبه حينما تكون سكة الحديد تتجه إلى الهاوية، فتغيير قائد القطار لا يغير من الواقع شيء، لأن أي قائد للقطار مهما تكون شخصيته وصفاته فانه غير قادر على منع القطار من التوجه إلى الهاوية لأن السكة لاتؤدي إلا إلى الهاوية، بمعنى ان المطلوب هو تغيير السكة وليس تغيير قائد القطار أو تحسين وضع القاطرات، ولا ضير لدى حزب التحرير حسب قطيشات ان يسير في مراحله الثلاث سابقة الذكر مرحلة التثقيف ومرحلة التفاعل مع المجتمع ومرحلة استلام الحكم على التوازي، بأن يظهر فيه الصراع الفكري ضد الأفكار الدخيلة على الإسلام ليحل محلها افكار الإسلام، وان يكافح الحزب كفاحا سياسيا في نفس الوقت ليبين مؤامرات دول الكفر على المسلمين، ويكشف عملاءها من الحكام، والامة الإسلامية هذه الأيام تعيش حالة صراع فكري كبرى وعليها ان تمحص في كل ما هو مطروح من خيارات، فحسب قطيشات فإن أمريكا ودول الكفر لن تأل جهدا للالتفاف على الثورات العربية لتجييرها لصالحها.

رأي التحرير في الآخرين
يقول قطيشات ان الجميع في الحركات الإسلامية إخوان لحزب التحرير، ويربط الحزب بهم رابط العقيدة الإسلامية وهي رابطة مقدسة، ولكن للحزب ملاحظاته على الآخرين مثل تكفير المجتمع فالحزب لا يكفر الناس وإنما يقول الحزب ان المجتمع مجتمع إسلامي أو غير إسلامي، والمجتمع حسب قطيشات عبارة عن الناس والعلاقات بينهم وبين غيرهم ومجموعة الأنظمة، والمجتمع الإسلامي هو المجتمع الذي يحكم أهله باحكام الإسلام حتى لو كان جل أهله من غير المسلمين، والمجتمع غير الإسلامي هو المجتمع الذي يحكم أهله بغير الاحكام الإسلامية حتى لو كان جل أهله مسلمين، فالحكم على المجتمع ليس حكما على افراده الذين يعيشون فيه بل على النظام الاجتماعي الذي يتبعه المجتمع.
حزب التحرير حسب قطيشات ضد فكرة الإسلام المفتوح مثل حزب العدالة والتنمية في تركيا ففي هذا الخيار ابتعاد عن الاحكام الشرعية وعن الأصول الصحيحة للدولة الإسلامية، كما ان شعار (الإسلام هو الحل) هو شعار عاطفي لا يسمن ولا يغني من جوع.

الحزب من الداخل
الحزب في كل العالم ينضوي الآن تحت إمارة أمير الحزب عطا أبو الرشتة وفكر الحزب يجمع الجميع تحت رايته، لا يوجد صقور وحمائم بل متبنيات، كل من هو عضو في الحزب حسب قطيشات يتبناها ولا يخرج عنها، فتجد الشاب في حزب التحرير في أمريكا أو في روسيا أو في الأردن أو في سوريا يتكلم بنفس الفكر من دون زيادة أو نقصان ولكن فكر الحزب ليس قرآنا كريما بل هو فكر يستند إلى الشريعة الإسلامية، ولكن يمكن مراجعته مثله مثل كل الأفكار، واما آلية اتخاذ القرار داخل الحزب واضحة فالقرارات تصدر عن الأمير فقط بغض النظر عن آلية صناعتها لأنها منضبطة بالأحكام الشرعية، وأعضاء الحزب يؤمنون بقضاء الله وقدره والسجن بالنسبة لهم من القضاء والقدر.

اللواء الأردنية

http://www.al-liwa.com/News.aspx?id=92841&sid=3
منقول عن : مجلة الزيتونة
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #27  
قديم 09-09-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

سم الله الرحمن الرحيم
مذكرة نصيحة للأزهر الشريف
بخصوص “وثيقة الأزهر”

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ :لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) أخرجه مسلم.

الأخ الكريم/ فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر،
الأخوة الكرام/ علماء الأزهر الأفاضل،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما بعد،

فقد نشرت مختلف الصحف الصادرة في مصر وثيقة الأزهر الشريف، وسارعت في تأييدها الأحزاب الليبرالية والديمقراطية قبل غيرها من مختلف مؤسسات الدولة وأجهزتها، وما صاحبها من ردود أفعال من مختلف القطاعات بأن وثيقة الأزهر تؤسس لمدنية الدولة.

ولأن حزب التحرير من الأمة ويعمل معها وفيها، ويمارس العمل السياسي باعتباره تكليفا شرعيا، ولأننا وجدنا في تلك الوثيقة ما يخالف الإسلام ويغضب الله سبحانه وتعالى من تأييدكم ودعمكم لتأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، وتأكيد الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية، وهذا ما لم يشهده الناس من الأزهر الشريف حتى في عهد النظام البائد، لذا كان لزاما علينا إبراءً لذمتنا عند الله سبحانه وتعالى أن نتوجه إليكم بهذه المذكرة ناصحين، وداعين الله أن يشرح صدوركم ويفتح عليكم وبكم فتفوزوا بخيري الدنيا والآخرة، وكلنا أمل أن تتدبروها، فالأمر عظيم، ونوجزها بما يلي:

1. إن الدولة الشرعية للمسلمين هي دولة الخلافة شكلا واسماً ونظام حكم، ولم يعرف المسلمون غيرها منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن هدمها الاستعمار الغربي الكافر في اسطنبول على يد مصطفى كمال أتاتورك سنة 1924م. والخلافة وحدها هي التي يجب أن يُعاد إيجادها لتَستأنِف الحياة الإسلامية وتظلّ المسلمين وغير المسلمين بعدلها ورعايتها، والتي لن تحل مشاكل مصر فحسب بل العالم أجمع. وإن المنهج الذي لا زال يُدَرّس للمعاهد الثانوية الأزهرية ينص على وجوب الخلافة ووجوب نصب إمامٍ عدْل. قال صلى الله عليه وسلم “ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت”.

2. إن الديمقراطية كلمة غربية، عقيدتها فصل الدين عن الدولة، وهي نظام الحكم في المبدأ الرأسمالي، وتعني حكم الشعب للشعب وبتشريع الشعب، فهو مصدره كله البشر ولا علاقة له بوحي أو دين، فالديمقراطية -التي سوقها الغرب الكافر إلى بلاد المسلمين- هي نظام كفر لا علاقة لها بالإسلام، لا من قريب ولا من بعيد، وهي تتناقض مع أحكام الإسلام تناقضا كليا في الكليات والجزئيات، وفي المصدر الذي جاءت منه، والعقيدة التي انبثقت عنها، والأساس الذي قامت عليه، وفي الأفكار والأنظمة التي أتت بها. لذلك يحرم أخذُها أو تطبيقهَا أو الدعوةُ اليها. ونضع بين أيديكم كتيبا عن الديمقراطية يبين تفاصيل ذلك.

3. إن الدستور القائم على هذه الديمقراطية هو أساس الدولة المدنية العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة، وهذا واضح في القوانين ومواد الدستور التي كان عليها النظام البائد ويسير بموجبها المجلس الأعلى للقوات المسلحة حاليا، فانظر مثلا إلى قانون الأحزاب السياسية مرسوم بقانون رقم 12 لسنة 2011 الذي عدّله هذا المجلس ومنها استبدال المادة رقم 4 من القانون رقم 40 لسنة 1977 الخاص بنظام الأحزاب السياسية بمواد جديدة منها “ثالثا- عدم قيام الحزب في مبادئه أو برامجه أو مباشرة نشاطه أو في اختيار قيادته أو أعضائه على أساس ديني،..” والمتتبع لتفاصيل هذه القوانين وموادّها يجد أنّها تكريس للنظام الديمقراطي الذي يفصل الدين عن السياسة أكثر مما كان عليه النظام السابق. ومثلا مرسوم بقانون رقم 11 لسنة 2011 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 مادة 267 “من واقع أنثى بغير رضاها يعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد “...! أي كأن الجريمة هي إن واقعها بغير رضاها!!! أترضون ذلك أيّها الصرح العلميّ العظيم؟!! أليست هذه هي الديمقراطية التي يريدها الغرب لنا؟! إن هذا يعني صراحة إقصاء الإسلام عن الحكم كليا، فكيف يدعم الأزهر بوثيقته هذه الأسس وتلك الدولة المدنية الديمقراطية والله سبحانه وتعالى يقول (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم). إنّنا نضع بين أيديكم دستورا إسلاميا كاملا مفصلا وكل مادة فيه متبوعة بأسبابها الموجبة (أدلتها) وهو قابل للتطبيق فورا.

4. اما تأكيد الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية، فإن ذلك اعتراف صريح من الأزهر الشريف الذي تمثلونه “بإسرائيل” وإقامة علاقات معها وتزويدها بالغاز الطبيعي وهي تحتل المسجد الأقصى وما حوله من أرض إسلامية مباركة وجب تحريرها. وهذا الالتزام أيضا يعني القبول بكل قرارات الأمم المتحدة وهيئاتها الجائرة بحق المسلمين في شتى أنحاء العالم، وخصوصا قرارات مجلس الأمن التي تتحكم بها أمريكا والدول الكبرى.

5. إن الشرعية الوحيدة التي يجب الالتزام بها والرجوع إليها وتطبيقها هي شرع الله، ويحرم علينا أن نلتزم أو نتحاكم أو نرجع إلى الشرعية الدولية وقراراتها التي ما فتئت تحارب الإسلام جهارا ليل نهار. (أفحكم الجاهلية يبغون).

6. لقد ضَحّى أبناءُ مصر بدمائهم وصنعوا ثورة ليسقطوا النظام البائد الذي عاث في الأرض الفساد وأهلك الحرث والنسل، ويغيروه من جذوره بأشخاصه وشكله واسمه ودستوره وأحكامه وقوانينه، ليعيد الأمن والعدل والعزّة والعيش الكريم لأهل الكنانة جميعهم كما كانت أيام دولة الخلافة الراشدة الأولى، لا أن يُستبدل بنظام مثله يقوم على أساس ديمقراطي علماني رأسمالي يفصل الدين عن الدولة، يُبقي على المضمون ويغير الشكل والأسلوب، ويسبح بحمد أمريكا التي أذاقتنا وربيبتها دولة يهود الظلم والذل والفقر والهوان.

وعليه فإنه وجب عليكم الرجوع عن ذلك وإلغاء تلك الوثيقة لما فيها من تضليل للناس الذين ينظرون بثقة إلى الأزهر وعلمائه، ذلك الصرح العلمي العظيم، فالعلماء ورثة الأنبياء، وأنتم لا تخفى عليكم جميع الأحكام الشرعية وأدلتها لما سبق. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل تطلبون من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإعلان دولة الخلافة الراشدة الثانية، فتفوزوا وهُمْ بخيري الدنيا والآخرة، فالقادة يذهبون ويأتون، والجنة والنار باقيتان، ووعد الله بالنّصر والتمكين مضمون. وليعزّنّ الله هذا الدين، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

(يا أيُّها الّذين ءامَنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمرِ مِنكمْ فإنْ تنازَعتمْ في شيءٍ فردّوهُ إلى اللهِ والرسولِ إنْ كُنتمْ تُؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخرِ ذلكَ خيرٌ وأحسنُ تأويلاً)

اللهم إنّا قد بلّغنا الّلهم فاشهد
الثاني من شعبان 1432 هـ

حزب التحرير
الموافق
2011/07/03م

ولاية مصر
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #28  
قديم 09-09-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *



حزب التحرير-فلسطين يستنكر مداهمة السلطة لجامعة النجاح واعتقالها لثلاثة من شبابه




ذكر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين أن جهاز الأمن الوقائي قام صباح الاربعاء 7/9/2011 باعتقال ثلاثة من شباب كتلة الوعي (الإطار الطلابي لحزب التحرير) في جامعة النجاح بنابلس. حصل ذلك بعدما أوشك الطلبة على الانتهاء من توزيع بيان ترحيبي على طلاب في كلية هشام حجاوي التكنولوجية، أحد كليات جامعة النجاح.
وقد حمل بيان كتلة الوعي عنوان: " النظرة إلى التعليم يجب أن تكون جزءاً من النظرة الشاملة إلى الحياة"، رحبت فيه الكتلة بالطلاب في العام الدراسي الجديد، ودعتهم إلى دوام التذكر بأنهم جزء من أمة الإسلام العظيمة وأنّ عليهم واجباً عظيماً لإنقاذ أمتهم مما هي فيه من ويلات كبيرة، وأنّ الطريق لذلك يكون بالإسلام في ظل دولة الإسلام، ودعتهم إلى مشاركتها العمل لإعادة عزة الإسلام والمسلمين وتحرير فلسطين بجحافل جيوش دولة الخلافة الراشدة التي وصل تشييد بنيانها إلى مراحله الأخيرة. بحسب تعبير البيان.
وأفاد المكتب أن "أفراداً من جهاز الأمن الوقائي قاموا بمداهمة الجامعة دونما اكتراث بحصانة الجامعة وأجواء التعليم، واختطفوا ثلاثة من الطلاب الذين وزعوا البيان، ومن ثم اقتادوهم بالقوة إلى مقر الجهاز. وبعد أن تدخل رئيس الجامعة وأوضح للأمن الوقائي بأنّ توزيع البيان كان بتنسيق مع الجامعة وطالبهم بالإفراج عن الطلاب، تم الإفراج عنهم في وقت لاحق".
ورأى المكتب الإعلامي "أن هذه الحادثة تدل على العنجهية والهمجية التي تتصرف بها السلطة مع أبناء المسلمين وجامعاتهم، وهي تظن نفسها فوق القوانين والأعراف الجامعية".
واعتبر أن "السلطة تحاول مجددا إثارة أجواء الرعب والبوليسية والقمع بين أبناء الأمة ظنّا منها أنها تستطيع أن تخيف شباب الحزب أو تسكتهم عن إيصال رسالتهم ونسيت أنّ قوة مبارك وابن علي والقذافي وبشار لم تسكت شباب الأمة عن حقوقهم ولو بعد حين" بحسب تعبيره.
8/9/2011[



ولي تعقيب


[IMG][/IMG]
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #29  
قديم 09-10-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *


حصانة إيه يا ظلمة؟



عبد السلام البسيوني
albasuni@hotmail.com
خذ عندك يا سيدي:
= = فخامة رئيس الدولة حصانة/ حماية/ لا مساس/ ممنوع الاقتراب والتصوير، لا يسأل عن أفعاله، ولا يحاسب، وفق الحصانة الممنوحة لسيادته، حتى لو باع البلد، أو اتفق مع العدو على تدميره، أو أقام مجازر جماعية، أو نهب الأموال، أو داس الدين والدستور والقوانين والأعراف.. له حصانة تحميه..
وأمامنا الدليل الواضح: يحاسب فقط على (بعض) أموال مسروقة!
= = سعادة الوزير الكبير حصانة/ حماية/ لا مساس/ ممنوع الاقتراب والتصوير، لا يسأل عن أفعاله، ولا يحاسب على جرائمه، ولو خرب وزارته، وحولها لعزبة شخصية، وهبر منها ما هبر، وأعطى ومنع، وأفسد فيها ما أفسد، وقرب وأبعد.. المال ماله، والعزبة عزبته..
= = البيه النائب عن الشعب حصانة/ بالقانون/ بالدستور، يتاجر بالمخدرات، ينهب المال العام/ يكوِّن حوله (خراريج) من الفتوات والمرتزقة، ينفِّذ بهم أجنداته، ويسرق أهل دائرته، ويبلطج ويشمحط، وينال الامتيازات والحوافز.. وله الحصانة.. وعليه الأمان!
= = البيه الظابط: حصانة بالبدلة الرسمية، وحكم الوظيفة، جبار متفرعن، فتوة وهجَّام، ولسان سيادته (آخر نضافة) يقتل ويسحل.. يعنُف ويضرب.. يكهرب ويعذب.. يسب الله والدين.. ويروع الحي الذي يسكن فيه، واللي جنبه.. واللي جنبه.. ولسان حاله: أنا القانون/ أنا الحكومة/ أنا سيدكم وتاج راسكم (على رأي الحليوة أبو قمر) وهو آمن من المساءلة، معافىً من العقوبة.. بحصانة صامتة.. ومباركة من رئيسه الأعلى/ الحصين برئيسه الأعلى/ الحصين بأعلى أعلى أعلى بتاع..
= = الممثل والرقاصة.. حصانة/ قدوة/ أنموذج/ بدر السما: يشم ويبلبع ويتعاطى.. وماله الفن عايز كده!
تضبط (أو يضبط) في شبكة: دا تلفيق وتوريط، ثم عقود أكثر وشهرة ألمع..
يبلطج ويتبجح على الناس: ساعة غضب.. ودي طبيعة الفنان، وثمن الشهرة..
يعمل مهرجًا في البلاط الرئاسي، ومروجًا للأنظمة الفاسدة: (يبقى الزعيم) والمفكر والوطني والمبدع، ويسير بموكب رئاسي، أمامه موتوسيكلات هارلي وجيبات شيروكي، ووراءه جيبات شيروكي وموتوسيكلات هارلي، وحرس خصوصي، وأنا الزعيييييييييييييم... المستديم!
= = البيه الصحفي: سلطة رابعة/ حصانة/ وعايزها مطلقة بلا حدود: يسب الله: وماله؟ يفضح وينشر العورات: حقي؛ أنا صحفي!
يلفق ويفبرك.. سلطة رابعة!
يتهم ويجرِّم ويلوث الشرفاء: حرية رأي!
يعمل حذاء للرئيس الكبير..والوزير الخطير.. والباشا الملياردير.. وللمال الطائفي.. والمال الأجنبي.. يطبل للنظام، ويرقص للحاكم، ويكذب على الأمة في دينها، ويخدعها في عقلها، وفيها إيه ما دامت تُصب عليه الامتيازات والبركات، والهدايا والعطاءات، والمناصب والعمولات.
وأخص من الإعلاميين من وصفهم السيد الدكتورزكريا سليمان بيوميأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، بجامعة المنصورة بـ (الجهلاء وجامعي أعقاب الثقافات، الذين استغلوا مناخ الحرية في هذه الوسائل فأصدروا الأحكام الخاطئة، ونشروا المعلومات المبتورة، والمنقوصة، والمغرضة، دون حسيب أو رقيب. فحين تتابع بعض البرامج في الفضائيات ويضيق صدرك من المعلومات المشوهة التي يطلقها مقدمو البرامج تعييك وسيلة الاتصال بهم فهي مسألة مبرمجة. وإذا ساعدك الحظ وشاءت إرادة المعد لتقبل اتصالك فعليك أن تساير ما ذكره من معلومات، أو يقطع عليك الخط، وإذا سمح لك - لظرف طارئ - أن تكمل رأيك المخالف للمعد فيكون جزاؤك التسفيه لرأيك، واتهامك بالجهل، وأنت لا تملك حرية الرد. أما إذا نالك شرف الاستضافة في أي من هذه القنوات - من باب زركشة الجلسات لا أن يستفاد بما لديك من علم - فشكل التساؤلات، والوقت المتاح للجواب، وإدارةالنقاشلن تسمح إلا بأن تساق حيث يريد أهل الحصانة، دون أي حرية في إظهار الحقيقة، وتشعر أنك في تمرين علي تقبل القهر والدكتاتورية من دعاة الحرية).
أما السني/ المتدين/ المسلم الحريص على دينه: فكلهم عليه: الرئيس/ والوزير/ والنائب/ والصحفي/ والبيه الظابط!
فهو الكذاب والغشاش والمتآمر والمتخلف وابن الإيه!
يلفق.. له/ يعتدى.. عليه/ ينكل.. به/ يتشفى.. منه! ولا كرامة!
هو غير مطلوب، وغير مرغوب.. وغير محبوب.. فقط لوجه الشيطان!
هو عدو الوطن وكلهم خدامه/ هو عدو الله وكلهم مطيعوه/ هو المجرم الأثيم وكلهم الوطني العظيم!
والحصانة أيها الطيب هي الحماية من المساءلة بالقانون، والدوس فوق القانون بالقانون، وانتهاك كل المعايير بالقانون..
تمامًا كما كان يفعل أبناء الدول الأجنبية في مصر أيام (الحماية) إذ كانوا يلعبون بالمصري الكرة، ولا يستطيع أحد أن يمسهم لأنهم (حماية): الإجريجي، والفرنساوي، والطلياني، والأرمني، وكل من هب وهبهب!

والحصانة قد ترد في القانون نصًّا لبعض المستويات والمناصب، وقد تأتي بلسان الحال، من التأييد والدعم، والحماية من المساءلة، وإخراج البيه من التهم زي الشعرة من العجين (كما خرج ضباط التعذيب، ولصوص المال العام، ومدمرو مصر في الستين سنة الأخيرة)..
هذا بجانب (الفكة) التي يأخذها البيه الكبير بعد نيل الحصانة: هل تعرفها!؟
دعني أذذكر سيادتك بها:
إن أحدهم يمنح – بمجرد كونه بيه فقط – (كبشة) من الاستثناءات والمزايا لا يحلم بها 84 مليون مصري.. مجرد حلم!
رواتب/ عمولات/ بدلات/ إعفاءات وتسهيلات/ مساكن المحافظة/ قصور وأراضٍ شاسعة ببلاش/ نسبة في تأشيرات الحجاج/ حرس وسيارة(ات)/ مواد بناء/ تعيين للمحاسيب والألاديش/ أولوية لأبناء سيادته في كل شيء، حتى وإن كانوا معاتيه، أو أفاقين، أو عبدة شيطان!؟
وكثيرًا ما يكافأ بعضهم – في نهاية الخدمة، أو عند الاستغناء – بسفارة، أو محافظة، أو مجلس مدينة، أو مجلس إدارة شركة كبيرة، يبرطع فيها كالرهوان، لا يقِفُه شيء؟!
ما أجهل فرعون، وما أبعده عن العقل والحق!
ما حكاية الحصانة هذه؟ ولمن شرعت؛ خصوصًا في بلاد العالم الثالث التعيسة؟ وهل هي من الإسلام، ومن التحضر، ومن الشفافية وطهارة اليد في شيء؟!
إنها تشرع لحماية أهل النفوذ من أن تمسهم يد عدالة، أو يحاسبهم قانون، أو يغمز شرفَهم أحد؛ مهما ارتكبوا من الموبقات والفواحش الوطنية والأخلاقية والمالية والشخصية!؟
إنها تشرع لحمايتهم عندما يريدون أن يخرجوا بالجمل بما حمل، فلا يملك أحد أن يسأل من أين لك هذا؟ لم تحمل معك هذا؟ من أعطاك هذا؟ كيف تخرج بهذا كله!؟
إنها تشرع لإنقاذهم من ورطة مستقبلية؛ كاليي يعيشها مبارك وأبو الغيط وصفوت والعادلي وجمال وعز؟ بدليل أن كل قضاياهم فساد مالي... بس!؟
وبها يخرج مبارك (زي الجنيه الدهب) فليس مسؤولاً عن تدمير الاقتصاد، والتعليم، والبحث العلمي، والإدارة، والدين والأخلاق، والضعف السياسي لمصر، وبيعها لإسرائيل، وطردها من أفريقيا ليحل محلها الصهاينة، والرافضة الشيعة، والأحمدية، وكل هوام الأرض ودوابها!
لا هو ولا الواغش البشري الذي كان يعمل له، وبه.. قاتلهم الله أجمعين!
والحصانة لعبة تمارس عالميًّا عند الاقتضاء، فتمنح لمن شاءت ماما أمريكا، وتسلب ممن شاءت ماما هبابة:
إسرائيل ذات أعلى مستوى حصانة، تفعل ما شاءت، وتضرب بالحذاء من شاءت، وهي فوق القانون الدولي، وحقوق الإنسان، فلا يجرؤ (رجل) على محاسبتها)!
دول النيتو ذات حصانة، تفعل ما شاءت، وتضرب بالحذاء من شاءت، وهي فوق القانون!
الأمريكي: الجندي والمواطن، والزبال، والشمام، والشاذ، والهمجي، والقاتل: ذو حصانة، يعمل ما شاء؛ فهو خارج بلده فوق القانون، وفوق المساءلة!
لا لا.. أنا أبالغ.. صح؟
اقرؤوا معي ما كتبه فخر مصر، البطل سعد الدين الشاذلي (عليه رحمات الله) في موقعه الشخصي عن جرائم الحرب:
- عدم توقيع أمريكا على قانون محاكمة مجرمي الحرب أمام محكمة الجنايات الدولية (ICC)الذي صدر في روما في عام1998، هو تشجيع للجنود الأمريكان لارتكاب تلك الجرائم، وهذا يعني أن السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة ابتداء من الرئيس الأمريكي بوش وحتىقادة قوات الاحتلال الأمريكي متضامنون في المسؤولية التي يرتكبها الجنود.
-قامت أمريكا في 2 أغسطس 2002 بإصدار قانون يؤكد حماية الجنود الأمريكيين من المحاكمة علي جرائم حرب أمام أي محكمة دولية، وأسمت هذا القانونAmerican Service Members Protection Act (ASPA) وهذا القانون يؤكد مسؤولية الأجهزة الأمريكية كافة عن جرائمها.
- وأمامنا شهادة جانيس كاربنيسكي مديرة سجن أبو غريب التي تتهم الجنرال سانشيز قائد قوات التحالف البرية، والجنرال ميللر قائد السجون الأمريكية.
- وأمامنا شهادة الجنرال تاجوبا الذي أدلي بها أمام الكونجرس، وقال فيها إن التعذيب في سجن أبو غريب كان يتم بطريقة منهجية. وإنه لا يمكن للجنود أن يقوموا بتنفيذ ذلك إلا بناء علي أوامر من قادتهم.
- وأمامنا شهادة المجندة المجرمة إنجلاند التي تعترف بصراحة أن ما قامت به من تعذيب للأسري كان بناء علي أوامر من قادتها من أجل الحصول على معلومات من المعتقلين، وأنها حظيت على شكر من رؤسائها لما قامت به.
- ثم هناك ما نشرته مجلتي نيويوركر ونيوزويك في24/5،25/5/2004من أن الرئيس الأمريكي بوش وافق علي مذكرة عرضت عليه تسمح للمخابرات الحربية باستخدام أقسى الوسائل ضد المعتقلين من أجل الحصول علي المعلومات. وأن هذه المذكرة يعلم بها كل من رامسفيلد، كوندليزا رايس، وحوالي 200 شخص آخرين.
هل اقتنعت حضرتك أم لا؟ ألم تسمع بآخر خبر الذي طارت به وكالات الأنباء اليوم؟
قال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن أي اتفاق لبقاء قوات أمريكية في العراق بعد المهلة المحددة للانسحاب بنهاية العام سيتطلب موافقة البرلمان العراقي على منح الجنود الامريكيين حصانة قانونية!
وقال مولن: "أي اتفاق يشمل مزايا وحصانة للمجندات والمجندين الأمريكيين سيحتاج أن يمرر (في البرلمان)!
ما رأيكم دام فضلكم:
لا بد من أن يحموا بالقانون: يدوسون المصحف/ ينتهكون المساجد/ ينشئون أبو غريب جديد/ يستخدمون الفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضب/ يقتلون/ يبقرون/ يغتصبون.. عادي.. هم أولاد الست.. ونحن (ولاد الجارية).. وكله بالقانون!
هذا إذا رضيت أم رجل مسلوخة، لكن إذا غضبت أمسكت (التخين) من قفاه، كما فعلت بمانويل نورييجا، واتهمته بتجارة المخدرات، وغسل الأموال/ وكما فعلت بصدام، وشنقته/ وكما فعلت ببينوشيه، وسجنته، ومرمطته/ وكما شردت الشاه، وماركوس، وتخلت عن ابن علي والقذافي والحليوة بتاعنا، بعد أن باتوا ورقة محروقة، بل نعلاً مهترئًا لا يساوي شيئًا!

صلى الله عليك يا سيدي يا حبيب الله: لقد شفع عندك أسامة حِبُّك في امرأة تجحد المال، فغضبت – كما في الصحيحين- وقلت: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟ إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد! وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها!
وأزيدك قارئي الكريم، بهذه الهدية الثمينة:
حدث الإمام الطبراني في (الأحاديث الطوال)عَنِالْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍرضي الله عنهما، قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكًا قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "خُذْ بِيَدِي يَا فَضْلُ" فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمِنْبَرِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "صِحْ فِي النَّاسِ" فَصِحْتُ فِي النَّاسِ، فَاجْتَمَعَ نَاسٌ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَأَيُّهَا النَّاسُ، أَلا إِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرًا فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، أَلا وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ مِنْهُ مَالاً فَهَذَا مَالِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ.
أَلا لا يَقُولَنَّ رَجُلٌ: إِنِّي أَخْشَى الشَّحْنَاءَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلا وَإِنَّ الشَّحْنَاءَ لَيْسَتْ مِنْ طَبْعِي وَلا مِنْ شَأْنِي، أَلا وَإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ أَخَذَ حَقًّا إِنْ كَانَ لَهُ، أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقِيتُ اللَّهَ وَأَنَا طَيِّبُ النَّفْسِ، أَلا وَإِنِّي لا أَرَى ذَلِكَ مُغْنِيًا عَنِّي حَتَّى أَقُومَ فِيكُمْ مِرَارًا".
ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَعَادَ إِلَى مَقَالَتِهِ فِي الشَّحْنَاءِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ قَالَ: "يَأَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَرُدَّهُ وَلا يَقلْ: فُضُوحُ الدُّنْيَا، أَلا وَإِنَّ فُضُوحَ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الآخِرَةِ".
فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي عِنْدَكَ ثَلاثَةَ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: "أَمَا إِنَّا لا نُكَذِّبُ قَائِلا وَلا نَسْتَحْلِفُهُ، فَبِمَ صَارَتْ لَكَ عِنْدِي؟ " قَالَ: تَذْكُرُ يَوْمَ مَرَّ بِكَ مِسْكِينٌ فَأَمَرْتَنِي أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْهِ، قَالَ: "ادْفَعْهَا إِلَيْهِ يَا فَضْلُ"!
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: عِنْدِي ثَلاثَةُ دَرَاهِمَ كُنْتُ غَلَلْتُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: "وَلِمَ غَلَلْتَهَا؟ " قَالَ: كُنْتُ إِلَيْهَا مُحْتَاجًا، قَالَ: "خُذْهَا مِنْهُ يَا فَضْلُ"!
ثُمَّ قَالَ: "يَأَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ خَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ شَيْئًا فَلْيَقُمْ أَدْعُ لَهُ"، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَكَذَّابٌ، وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ، وَإِنِّي لَنَؤومٌ، قَالَ: " اللَّهُمَّ أرْزُقْهُ صِدْقًا، وَإِيمَانًا، وَأَذْهِبْ عَنْهُ النَّوْمَ إِذَا أَرَادَ"!
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَكَذَّابٌ، وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ إِلا وَقَدْ أَتَيْتُهُ! فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا هَذَا، فَضَحْتَ نَفْسَكَ، فقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَهْ يَا بْنَ الْخَطَّابِ، فُضُوحُ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الآخِرَةِ" ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ صِدْقًا وَإِيمَانًا، وَصَيِّرْ أَمْرَهُ إِلَى خَيْرٍ"!
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا مِنْ عُمَرَ وَعُمَرُ مِنِّي، وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ حَيْثُ كَانَ"!

ولا أكرر ما أثر عن الصديق والفاروق وذي النورين وأسد الله الغالب وغيرهم من الكواكب الدرية، وكيف كانت أمانتهم، ومحاسبتهم أنفسهم قبل أن تحاسبهم الأمة!
آآآآآآآآه يا وجع القلب!



مرسل من د. وجدي غنيمالايميل:gwagdy@gmail.com


الموقع:wagdyghoneim.net
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #30  
قديم 09-12-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *






بيان من شباب ثورة تحرير سوريا






تعالت الأصوات التي تستنجد بأمريكا وأوربا والأمم المتحدة والجامعة العربية لنصرة ثورتنا في سوريا. وإننا نعلن رفضنا المطلق والتام لأي تدخل أجنبي في شؤون بلادنا جملة ً وتفصيلا. ولا نرضى بأية قوة أو مساعدة أو معاونة من جهات تضمر الأطماع ببلادنا. فنحن لا نريد أن نُخرج العميل الخسيس لنُدخل العدو اللدود الذي ساند نظام حكم عائلة الأسد لأكثر من أربعين سنة .


لذا فإننا نعلنها هنا بكل صراحة ووضوح أن كل من يسعى لمثل هذا أو يطلب ذلك فهو خائن ليس فقط لثورة سوريا ودماء شهدائها الأبرار، بل خائن لله ولرسوله ولكل من ثار على الباطل وقال كلمة الحق ليزيله. إننا نطالب الدول التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان بشيء واحد فقط ألا وهو أن يضغطوا على النظام السوري بكل قوتهم كي يسمح بدخول وسائل الإعلام العربي والعالمي لسوريا.هل كان ينتظر أهل سوريا من هذا النظام عندما ثاروا ضده إلا المنع والسحق والتنكيل؟هل كنا نُحسن الظن بنظام دكتاتوري عميل أذاقنا عبر عقود ألوان الإستبداد والظلم والهوان؟ألم يكن في حساب أهل النخوة والمروءة ممن قام بهذه الثورة المباركة أن النظام المتهالك سيكون رده كعادته قتلاً وفسقاً وفجوراً وإمعاناً بالإفتراء والنفاق؟نعم هذا وأكثر كنا ننتظر منه ومازلنا نتوقع أنواع أكثر من الفجور الممنهج من هؤلاء الحكام الذين لم يتمكنوا منا إلا بسكوت من سكتوا، وبخذلاننا للمناضلين الذين استفرد بهم النظام البوليسي على مر الأيام فسحقهم وقتلهم ونكل بمن بقي منهم.إننا ندرك أن خمس عشر دائرة مخابراتية وأمنية من وحوش النظام هم في شراسة النظام نفسه، لأنه لاشرف ولا مروءة ولا إنسانية فيهم. بل إن "الإنسانيّة" التي في داخلهم قد ماتت وسُحقت فصاروا حيوانات شرسة سعراناً لا حياة لهم إلاّ بمص دماء الشهداء هنا أو المساجين المظلومين في دهاليز السجون المظلمة المنسيّة هناك.لقد ظنّوا أنهم بذلك يقضون على جذوة ثورتنا العزيزة ويطفئون شُعلتها التي نفديها بأرواحنا دون خمودها ، وخاب ظنهم لأنهم (( لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ))وهذه هي سنّة الحياة، الناس فريقان، فرعون وهامان وجنودهما جميعهم خاطئون ، وفرعون الخبيث لا يُريهم إلاّ ما يرى ، فيتّبعون ضلالاته وحماقاته. وفريق الحق المستضعفين المظلومين فبالله وحده يعتصمون ، وسينصرهم الله ولو بعد حين. يا أهل الأرض المباركة، يا آباءنا ويا أمهاتنا، يا أبناءنا ويابناتنا في سوريا،والله إن الأمة الإسلامية كلها لتفخر بكم وبما قدمتموه وتقدموه من تضحيات وثبات على الحقّ كنا نقرأ عنها في التاريخ ورأيناها عياناً فيكم اليوم.آلا يكفيكم نصرا ً أنكم أصبحتم مفخرة لمائتي مليون عربي ولمليار ونصف مسلم؟ لقد ارتفع عزكم ومجدكم إلى السماء فصرتم يا أهل ثورة سوريا من أهل عليين بإذن الله، وصار نداؤكم بين ملائكة السماء بأهل الجنة الخالدين فيها. فمن له بمثل هذا المكان إلا من اختارهم ربهم لهذا العز والكرم، ومن هو أكرم منكم وأنتم تصرخون بوجه فرعون سوريا بصوت يزلزل الأرض: طالعين بالملايين علجنة رايحين.إن ثورتنا هي حريتنا وعزنا وهي كرامة للأجيال القادمة في هذه الأرض التي وعدكم ربكم بأن يحفظكم فيها ما حافظتم على العهد. فوالله لانحيد عنها ولو نُشّرنا بالمناشير، ولو أُلقينا في النار كأصحاب الأخدود. لاكنّا ولا صرنا إن حدنا عن هدفنا.الثبات الثبات.. والصبر الصبر.. وهذا النصر قد طلع فجره بعد ليل طويل فلا تضيّعوه بالنوم والتقاعس

وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ
قَرِيبًا
كتلة شباب تحرير سوريا - دمشق
في 28/4/2011





http://www.facebook.com/Tahrir.Syria
__________________
[
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.