إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > المنتدى الفكري

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 11-20-2011
ابو عمر ابو عمر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 92
افتراضي فرية " الإسلام المعتدل "

بسم الله الرحمن الرحيم
فرية " الإسلام المعتدل "
إن الصراع بين الإسلام والكفر بكل أشكاله وجميع فئاته أمر حتمي سواء أكان بشكله الفكري أم المادي الدموي ، والصراع الفكري يقوم به المسلمون في تصديهم للعقائد الباطلة والمذاهب المنحرفة ويقومون به للدعوة للإسلام ، والصراع المادي الدموي الذي تقوم به الدولة الإسلامية تجاه الكفار إنما هو موكول إلى الخليفة واجتهاده ، والهدف منه هو إزالة الحواجز التي تحول دون وصول الإسلام إلى الأمم والشعوب ، والمتمثلة بالأنظمة والدول وقواها المادية ، التي تقف سدا منيعا في وجه وصول الإسلام إلى الناس . ومبادءة الكفار بالصراع المادي الدموي أمر لا خيار فيه ولا هوادة إذا بقي الذين نقاتلهم كفارا وامتنعوا عن قبول الدعوة أو إذا حيل دون أن يعرض الإسلام على الناس ويقرروا بعد ذلك ، إما اعتناقه أو البقاء على دينهم مع الخضوع لحكمه ، إذ لا إكراه في الدين ، على أن يعرض عليهم الإسلام عرضا يقيم عليهم الحجة ، والغاية من ذلك هو نشر الإسلام حتى يكون ظاهرا ، والجهاد وهو بذل الوسع في القتال في سبيل الله مباشرة ، أو معاونة بمال أو رأي أو تكثير سواد أو غير ذلك شرعه الله عز وجل حتى يكون الطريقة الشرعية التي يحمل بها الإسلام إلى العالمين ، إلا أنه يجب أن يكون واضحاً أن القتال لا يكون إلا بعد أن يُبَلَّغَ الكفارُ دعوة الإسلام ، وبعد أن يُطلب منهم أن يدخلوا في دين الإسلام ، فان أبَوْا يُطلَب منهم أن يخضعوا للدولة الإسلامية ، وأن يدفعوا الجزية لها ، فان رفضوا الدخول في الإسلام ، ورفضوا دَفْع الجزية ، والخضوع للدولة الإسلامية عندها يُقَاتَلون . كما ورد في حديث سليمان بن بُريدة عن أبيه قال : " كان رسول الله r إذا أَمَّرَ أميراً على جيش ، أو سَريَّة أوصاه في خاصته بتقوى الله ، ومَن معه مِن المسلمين خيراً ثم قال : أغزو باسم الله ، قاتلوا مَن كفر بالله ، اغزوا ولا تَغُلّوا ، ولا تَغدُروا ولا تُمثّلوا ، ولا تقتُلوا وليدا ، وإذا لقيت عدوَك مِن المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ، أو خِلال ، فأيتُهُنَّ ما أجابوك فاقبل منهم ، وكفّ عنهم . أدعُهُم إلى الإسلام ، فإن أجابوك فاقبل منهم ، وكُفّ عنهم . . . إلى أن قال : فإن هُمْ أبَوْا فَسَلهم الجزية ، فإن أجابوك فأقبل منهم ، وكُفّ عنهم ، وإن أَبَوْا فاستعن عليهم بالله وقاتلهم " . لذلك يجب أن تتقدم الدعوة إلى الإسلام القتالَ ، وأن يتقدم طلبُ الخضوع للدولة الإسلامية ودفع الجزية لها القِتَالَ . وبناء على ذلك فإن الأساس في صراع الإسلام والكفر هو الصراع الفكري ، ويعتبر الصراع المادي مترتبا على الصراع الفكري ، فإذا كان الصراع الفكري يصل بالكفار إلى قناعتهم بموقفهم تجاه هذا الدين وخضوعهم له، فإننا نكف عن قتالهم ، لأن قتالهم سببه كفرهم ، فإذا أسلموا عصموا منا دماءهم وأموالهم . وقد أدرك الغرب الكافر مبكرا طاقة الإسلام الفكرية ومدى فاعليته في نفوس معتنقيه وقدرته على بناء شخصياتهم وصهرهم في بوتقته ، وكيف يفجر طاقاتهم فينهض بالأمم والشعوب التي تعتنقه ، ويصنع منها أمة واحدة لا قبل لأية أمة أو شعب على مواجهتها فكريا أو ماديا ، فالأمة الإسلامية ظلت رغم ما مر عليها من فترات ضعف تاج الأمم ، وكانت الدولة الإسلامية سيدة الموقف الدولي بعد أن اعتنقت الإسلام ووعت على أفكاره وأحكامه وحملته إلى الأمم الأخرى . وقد أدرك الغرب الكافر كذلك أن القضاء على الإسلام لا يفلح فيه استخدام القوة المادية فحسب ، فقد استخدمها الصليبيون للقضاء على الدولة الإسلامية والأمة الإسلامية ، غير أن جميع محاولاته كانت مخفقة ؛ فقد كان المسلمون يهزمون عسكريا في وقعة ، لكنهم كانوا سرعان ما يعيدون رص صفوفهم وتجميع قوتهم وينتصرون في النهاية ، ذلك أن العقيدة الإسلامية ظلت حية في نفوسهم رغم ما لحقهم من هزيمة مادية في الواقع . وبعد أن حصل الانقلاب الفكري في أوروبا ، ونهضت على إثره دولها ، درس الغربيون محاولاتهم السابقة للقضاء على الدولة الإسلامية ، ودرسوا واقع العقيدة الإسلامية ووصلوا إلى أن سر قوة المسلمين إنما يكمن في عقيدتهم وأثرها على حياتهم ، لذلك كان لا بد من القضاء على العقيدة الإسلامية حتى تتمكن أوروبا من القضاء على الدولة الإسلامية ليسهل لها السيطرة على البلاد الإسلامية والتخلص من الإسلام ونهب خيرات البلاد . وبناء على هذه الدراسة بدأ الغربيون بإرسال الحملات الاستشراقية والتبشيرية إلى العالم الإسلامي ، حيث قامت هذه الحملات بدراسة التراث الإسلامي برمته ، حتى يسهل الدخول من خلال ما يرونه نقاط ضعف لهز العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين ، وإضعاف سلطانها عليهم ، كما قامت تلك الحملات بدراسة واقع المسلمين عن كثب ، ووقفت على مدى الضعف الشديد الذي طرأ على فهمهم لإسلامهم ، ومدى فاعلية بعض مفاهيمه كمفهوم الجهاد مثلا ومدى تأثرهم بالتقدم المادي الذي طرأ على أوروبا دونهم ، وقد وجدوا أن محاربة ما بقي حيا من مفاهيم لدى المسلمين إنما يكون بالتسلل إلى نفوسهم وبذر الشكوك في مفاهيم العقيدة وضرب أحكامها عن طريق دس السم بالدسم ، خاصة بعد أن قرنوا ذلك بما صوّروه للمسلمين من حصول التقدم المادي في أوروبا بعد أن أقصي الدين عن الدولة ، وأنهم سيبقون متخلفين ما بقي الدين متحكما في شؤون حياتهم . فكان لهذه المحاولات أثر كبير في إضعاف ثقة المسلمين بدينهم وعقيدتهم ، وخصوصا بعد أن استطاع المستشرقون الوصول إلى بعض أبناء المسلمين المبهورين بالتقدم المادي حيث قاموا بتسميمهم فكريا واستعملوهم لزرع وتثبيت هذه الشكوك حتى تصبح ظاهرة في المجتمع ومن ثم تتحول إلى رأي عام كاسح عند الأمة ، تبدأ بعدها بالتخلي عن دينها وإسلامها ، والتحول إلى العلمانية ونبذ الدين ، وعم هذا التشكيك وطغى حتى عند من كانوا يسموْن بكبار العلماء ، فأدى ذلك كله إلى أن ينحدر العالم الإسلامي عن المستوى اللائق به انحدارا سريعا ، ويهبط إلى هوة الانحطاط هبوطا فظيعا ، وظل يتخبط في دياجير الفوضى والاضطراب . وبذلك استطاعت أوروبا واستطاع الغرب الكافر هزيمة المسلمين ، ولكنها هذه المرة هزيمة فكرية ونفسية ، وليست كما كانت في المرات السابقة بعض الهزائم في معارك عسكرية مادية فحسب ، وبذلك نجح الكفار في إضعاف أثر العقيدة الإسلامية وتشويهها في نفوس أبناء المسلمين أيما نجاح ، فكان من الطبيعي أن تحدث الفاجعة في بلاد الإسلام بإلغاء الخلافة وإعلان العلمانية وتطبيق أحكام الكفر دون أن يجد ذلك مقاومة حقيقية من أبناء المسلمين . لكن الهزيمة لم تكن للإسلام ولا للعقيدة الإسلامية ، وإنما كانت للمسلمين الذين يفترض فيهم أن يحملوا الإسلام والعقيدة الإسلامية ، فالإسلام كدين من عند الله ، لم يهزم ولن يهزم على الإطلاق ، ذلك أن العقيدة الإسلامية وهي الأساس الذي بني عليه الإسلام إنما ثبتت صحتها وصدقها عن طريق العقل ، فقد ثبت عن طريق العقل بشكل قاطع وجود خالق لهذا الكون وثبتت كذلك صحة وصدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وصحة وصدق معجزته المتمثلة بالقرآن الكريم وأنها كلام الله عز وجل ، فالعقل برهن على صحة وصدق هذه العقيدة ، وبالتالي صحة وصدق ما انبثق عنها من أحكام وما بني عليها من أفكار، فهي بالتالي مطابقة للواقع ، لأن الواقع يشهد بصحة وصدق هذه العقيدة ، وعقيدة هذا وصفها لا يمكن أن تكون خطأ ، وبالتالي إذا حُملت هذه العقيدة حملا فكريا صحيحا من قبل أصحابها ، فإنهم لن يهزموا فكريا على الإطلاق ، ولما كانت الهزيمة التي لحقت بالمسلمين لم تلحق بالعقيدة الإسلامية كان علو هذه العقيدة من جديد أمرا واقعا لا محالة ، مهما لحق بأصحاب هذه الدعوة وهذه العقيدة من عسف وجور . ورغم الهجوم العنيف والمستمر والتشويه المتلاحق للعقيدة الإسلامية وما ينبثق عنها من أحكام وما يبنى عليها من أفكار ، فإن الأمة الإسلامية بدأت بعد منتصف القرن المنصرم تفيق من هول الصدمة العنيفة التي تلقتها في بدايته ، ثم تنامى إحساسها وأخذت تتحرق شوقا لعقيدتها وحضارتها ، فأقبلت على إسلامها من جديد ، وعلى عقيدتها وما انبثق عنها فهما وتطبيقا ، حتى وجد له رأي عام جارف في بلاد المسلمين ، وسقطت الشعارات التي كانت سائدة في الفترات السابقة من حياتهم ، ولم يبق لا للقومية ولا للوطنية ولا للاشتراكية إلا الذكريات ، فإحساس الأمة بدينها إحساس صادق ، وتوقها إليه شديد . لكن الغرب الكافر عامة وهو يرقب بدقة التحولات التي تحدث لهذه الأمة ، والتغييرات التي تلحق بأجيالها ، لم يركن إلى الهزيمة التي لحقت بالمسلمين وتوجت بداية القرن الماضي بسقوط النظام السياسي الإسلامي بهدم الخلافة ، وإنما بقي يعمل على هدم الإسلام وتشويه عقيدته وقمع حملته ، واستمر بالعمل على المحافظة على الأوضاع التي أوجدها وثبتها ، سواء عن طريق الحكام الذين يباشرون تشويه أحكام الإسلام وطمسها وتطبيق أحكام الكفر ومن يزينون لهم ذلك من المنافقين والظلاميين والمضبوعين بالحضارة الغربية وقيمها الفاسدة ، أو عن طريق التضليل الذي تبثه ماكينة الدعاية الهائلة التي تقودها الأجهزة الإعلامية الغربية ومثيلاتها في البلاد الإسلامية . ومنذ أن بدأت الأمة تتطلع إلى أن تحكم بالإسلام ولا ترى له بديلا لازما لحياتها وهو يعمل للحيلولة دون يقظتها لذلك ودون تنبهها إليه ، واستمر في مهاجمته لها ولدينها بشتى الوسائل والأساليب بما في ذلك الصراع المادي الدموي ، والأحداث الإجرامية التي قام بها الغرب الكافر تُجاه الأمة الإسلامية والتي تفوح منها رائحة دماء أبناء المسلمين منذ مطلع التسعينيات على وجه الخصوص وحتى اليوم تبين بوضوح مدى الحقد الذي يحمله الغرب الكافر على الإسلام والمسلمين ، حتى أنه صدر مؤخرا ( في منتصف شهر آب /أغسطس الماضي ) تقرير في الولايات المتحدة الأمريكية يسمى " تقرير ستراتفور " ذكر أن الإصرار الأمريكي على ضرب العراق على الرغم من معارضة معظم دول العالم ، يهدف إلى خلخلة النفسية الإسلامية وإصابتها بالإحباط واليأس ، وإشعارها بالعجز الشديد عن إمكانية تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة في العاجل أو الآجل ، أو معارضة مشاريع الأمركة السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية ، وقبل أقل من أسبوع ذكر الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( السي آي إيه ) جيمس ويلسي في كلمة ألقاها خلال مناظرة كبيرة نظمها اتحاد الطلبة في جامعة أوكسفورد البريطانية بعنوان " الحرب على الإرهاب " أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على تغيير الحكم في جميع الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر ، بعد الانتهاء من العراق .. وقال : أن الحرب التي تنوي الولايات المتحدة الأمريكية شنها على العراق لا ترتبط بالضرورة بموضوع أسلحة الدمار الشامل ، بل هي " أساس لنشر الديموقراطية في العالمين العربي والإسلامي " والمعنى واضح من اختيار كلٍ من العراق ومصر والسعودية مع أنها من أخلص الأنظمة العربية في حماية وتنفيذ السياسة الأمريكية في المنطقة . على أن أخطر ما يتمثل فيه صراع الغرب الكافر للأمة الإسلامية ودينها هو الصراع الفكري المتلاحق ، والتشويه المصحوب بالتنفير المتعمد ، والموجه إلى محاوره المعتادة ، لذلك استمر في تشويه العقيدة الإسلامية وضرب ما انبثق عنها من أحكام سواء ما يتعلق بنظام الحكم أو النظام الاقتصادي في الإسلام أو تهديم الناحية الاجتماعية عند المسلمين وما يتعلق بها من طرح قضايا المرأة والدعوة إلى تحريرها وإخراجها عن كونها أما وربة بيت وعرضا يجب أن يصان إلى وضع لا تكون فيه إلا متعة رخيصة ، كما هاجم الجهاد فكريا وعمليا باعتبار إحياء مثل هذا المفهوم يشكل خطرا مزلزلا عليه ، واعتبره حربا دفاعية وسلبه من أهميته في إزالة الحواجز التي تحول دون وصول الإسلام للأمم الأخرى ، وأضاف إلى ذلك علاقة المسلمين بغيرهم ، حيث صورها بناء على فكرة " الإرهاب " التي أوجدها هو وألصقها بالإسلام والمسلمين وأخذ يقيم عليها أولويات سياساته الخارجية " سياسة مكافحة الإرهاب " ، ولما كانت محاولاته في تشويه الإسلام في نفوس المسلمين أمرا في غاية الصعوبة ، خاصة وأن الأجواء في البلاد الإسلامية هي في الحقيقة إلى جانب الإسلام ، فإنه عمد إلى تسويق هذا التشكيك عن طريق التدسس الناعم في طرح الإسلام مغلفا بأوصاف محببة ، حيث صار يطرح هذه الأيام فكرة " الإسلام المعتدل " وأخذ يروج لها بشتى السبل والأساليب ، وهو يهدف من ذلك صياغة دين الأمة وعقيدتها ضمن الإسلام الذي يريده لها وهو " الإسلام المعتدل " ، وللأسف أن ينجر للترويج لهذا الدين الجديد من هم للناس في مقام العلماء ، فيكسب ما يطرحون بعض الشرعية وبعض المصداقية ، ويأتون بشبهٍ يرونها أدلة على ما يقولون ويزعمون ، ولقرب هؤلاء من نفوس الناس يطرحون لهم هذا الدين ، فيكون ذلك أدعى للتأثر والتأثير . فساسة الغرب وحكامهم في المحصلة يدركون أن الإسلام لا يمكن هزيمته بالحجة ، وهم يعلمون أنه دين الحق ، وأنه من عند الله ، لكنهم صموا آذانهم عنه وعموا ، بل وحاربوه وصدوه ، وهم يريدون استبدال الدين الجديد الذي يروجون له " الإسلام المعتدل " به ، وللوصول إلى ذلك هاجموا الإسلام ووصموه بـ "التطرف" و "الإرهاب" و "التعصب" و "التشدد" ورموه بكل تهمة تحط من شأنه وتسقط من قيمته ، حتى دفعت كثيرا ممن يراهم الناس في مقام العلماء للدفاع عنه بتصويره "دينا معتدلا ووسطيا متسامحا" ، بل هو "دين الوسطية والاعتدال والمرونة " كما يقولون ، "الدين الذي يمزج بين الأصالة الإسلامية وبين المعاصرة" كما يتحدثون ، وهو "الذي يقبل بقواعد الحكم الدستوري" ، و"يقبل المشاركة فيه" ، و"يقبل بالحريات العامة ويوفرها" ، و"يحترم إرادة الشعب" ولو اختار الكفر على الإسلام ، و"يحكم إرادة الشعب" ولو كانت إرادته إلى جانب الديموقراطية وحقوق الإنسان والتعددية السياسية التي تفرض الاعتراف بالأحزاب العلمانية الكافرة في الحياة الإسلامية ، الدين الذي يرى "الجهاد حربا دفاعية" ، والدين الذي "يحدد علاقة المسلمين بغيرهم على أساس التسامح" ولو كان في العقيدة ، الدين الذي ينادي بالسَّلْم ولو كان يهدم مفهوم الجهاد ويقزمه إلى الحرب الدفاعية ويستبدله بالتوجه للسلم والحوار بل والقتال تحت راية أمريكا ؟!. هذا هو الدين الذي يروج له الغرب الكافر ، ويروج له من يظنهم بعض الناس في مقام العلماء سواء بحسن نية أو بسوئها ، لذلك كان من الواجب بيان هذه الفرية حتى لا تلصق بالإسلام والإسلام منها براء ، وحتى لا يحملها الناس فتطغى عليهم ، فيميع الإسلام في حياتهم _ لا قدر الله _ ، وينصرف المسلمون إلى العمل لإسلام آخر بعيد كل البعد عن حقيقة دين الإسلام فيصيب الغرب الكافر نجاحا جديدا لا يقل عن نجاحه في هزيمة الأمة الإسلامية سابقا . أما بالنسبة للأوصاف التي يلصقها هؤلاء بالإسلام من وسطية واعتدال ومرونة ، فهم يفسرون الوسطية على أنها توسط بين طرفين ، الطرف الأول يقوم على التطرف والغلو ، والآخر يقوم على التهاون والتفريط ، ولذلك يقولون أن الإسلام جاء بين بين ، لا متطرفا ولا مفرطا ، ويستدلون على ذلك بما جاء في قوله تعالى في سورة البقرة 143 { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } ، وأقل ما يقال في هذا الفهم هو البساطة البعيدة عن المعنى الذي يدل عليه النص القرآني والذي زج في المسألة من باب البحث عن دليل يسند قولهم ، ولا شك أن الآية لا تدل على المعنى الذي يذهبون إليه على الإطلاق ، فالآية تصف الأمة الإسلامية بأنها أمة وسط ، ولا تصف الإسلام بأنه دين وسط ، فلا يكون الوصف بالوسطية للإسلام وإنما للأمة الإسلامية ، وفرق كبير بين الأمرين . أما وصف الأمة الإسلامية بأنها أمة وسط ، فيجب أن يفهم المعنى الذي تدل عليه كلمة " وسط " بفهم النص القرآني الواردة فيه ، أي لفهم معنى كلمة " وسط " لا بد من فهم التركيب ، إذ لا يفهم معناها بمجرد مراجعة قواميس اللغة ، بل لا بد من معرفة التركيب الذي وردت فيه هذه الكلمة ، لأن التركيب هو الذي يعين المعنى المراد منها ، وهذه مسألة يعرفها من له أدنى إلمام بالتفسير ، أما النص القرآني فهو يقول { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } فالنص القرآني رتب على وصف الأمة الإسلامية بالأمة الوسط أمرا معينا لا يتحقق فيها إلا إذا صدق عليها هذا الوصف ، فالنص وصف الأمة بالوسط ورتب على هذا الوصف مهمتها في الحياة الدنيا وهي حمل الإسلام لأمم العالم وشعوبه لتشهد عليهم يوم القيامة بإبلاغهم دين الإسلام ، كما يشهد الرسول عليه السلام على أمته أن بلغها الإسلام ، والشهادة معنى شرعي ، حتى تتحقق وتصح ممن يعطيها لا بد له من صفات معينة ، اشترط الإسلام أن تكون في المسلم أمران ، وهما الإسلام والعدالة ، والأمة مسلمة فلا يبقى إلا أن يكون المعنى المقصود هو العدالة ، أي أن الأمة الإسلامية أمة توصف بالعدالة التي تمكنها من الشهادة على الأمم الأخرى ، فالعرب تقول أوسطهم نسبا أي أشرفهم وأرفعهم محلا ، يقول ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } ، " يقول تعالى إنما حولناكم إلى قبلة إبراهيم عليه السلام ، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم ، لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم لأن الجميع معترفون لكم بالفضل ، والوسط هنا الخيار والأجود كما يقال : قريش أوسط العرب نسبا ودارا ، أي خيرها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه أي أشرفهم نسبا … ولما جعل الله هذه الأمة وسطا خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب ، كما قال تعالى { هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج .. } الآية ، وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } قال عدلا " أهـ ، وذكر الفخر الرازي في تفسيره لكلمة " وسطا " ثلاثة أقوال متقاربة هي ، { وسطا } : أي عدلا وهو الأقرب ، وخيارا ، وفضلا . ومن هنا يتهاوى الإدعاء بالقول بأن الإسلام "دين الوسطية" بناء على فهم هذه الآية ، أما الاعتدال فهم يطرحونه على أساس أن الإسلام لا يرفض الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم بالكلية وإنما يقبل به ويتعايش معه ويعمل على إصلاحه ، وأما المرونة فهم يقصدون بها أن الإسلام يتكيف مع الواقع ، أي تتغير أحكامه بتغير الزمان والمكان ، فالحرام قد يصبح حلالا إذا تغير الزمان والمكان ، والحلال قد يصبح حراما بناء على هذه القاعدة ، وبناء على هذا الفهم أجاز دعاة هذا الرأي جواز المشاركة في الأنظمة التي تحكم بغير ما أنزل الله ، بل أجازوا واعترفوا بالتيارات التي تقوم على غير أساس الإسلام إذا قبلتها الأمة ، إلى غير ذلك من الأحكام التي تغير _ في نظرهم _ حكمها بناء على تغير الزمان والمكان ، على أن الأصل أن يكيف الواقع بحسب الأحكام الشرعية ، وليس العكس ، أي أن الحكم الشرعي لا يتغير بتغير الزمان أو المكان ، بل يبقى حكما واحدا ، فالحلال ما أحله الشرع ، والحرام ما حرمه الشرع ، ولا قيمة لتغير الزمان والمكان ، لأن الإسلام نزل على خاتم المرسلين ليكون هدى ونورا للعالمين إلى يوم الدين ، فلا نسخ ولا تعطيل ولا تغيير لأحكامه منذ أن التحق صاحب الرسالة محمد عليه السلام بالرفيق الأعلى ، لقوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } . إن القصد من وصف الإسلام بهذه الأوصاف إنما هو تمييع أحكام الإسلام وسلبُها من عقول الناس ، حتى يبقى مثاليات يستحيل تطبيقها ، وبالتالي سلب الناحية العملية من الإسلام وإبقاؤه نظريات غير قابلة للتطبيق ، وبذلك يحقق الغربيون ما سعوا لأجله من إخراج الإسلام _ لا قدر الله _ من حياة المسلمين ، والقضاء عليه في نفوسهم . على أن هؤلاء الذين حملوا على عاتقهم الترويج لهذا " الإسلام المعتدل " يعولون كثيرا على ما يظنونه بساطة في فهم الإسلام عند أبناء الأمة الإسلامية ، الأمر الذي يجعلهم يندفعون في تبشيرهم بهذا الدين الجديد ، والواقع أن أبناء الأمة الإسلامية لم تعد تنطلي عليهم هذه الحيل ، ووعيهم على الإسلام أخذ يتجاوز هذا الدهاء في تغليفه بما يسمونه وسطية ومرونة واعتدالا ، بل إن أفكار الإسلام وأحكامه آخذة بالتركز بعمق في أذهان أبناء المسلمين ، وتضحياتهم في سبيل إيجاده وعلوه لا ولن تنقطع بإذن الله تعالى ، رغم عدم وجوده حتى اليوم في واقع الحياة والدولة والمجتمع ، ورغم عدم تجسيده من قبل دولة تطبقه وتحمله إلى العالم . والمراقب لاستطلاعات الرأي التي تبثها وسائل الإعلام يجد هذا الوعي على الإسلام وأحكامه رغم العفوية التي تصدر عن أبناء الأمة الإسلامية في هذه الاستطلاعات ، ومن يطالع كثيرا من الدراسات المستنيرة لبعض من الكتاب يجدها طافحة بما يدل على ما عند أبناء الأمة ونخبها من وعي على الإسلام ووعي على أحكامه وأفكاره . ورغم أن الأصل أن تبادئ الأمة الإسلامية أمم وشعوب العالم بما فيها أمم الغرب وشعوبه بالصراع الفكري لما يحملون من مبادئ وعقائد، وبالصراع الدموي إذا لزم الأمر حتى يكون الإسلام ظاهرا على جميع الأديان والمعتقدات، إلا أن عدم وجود دولة للمسلمين تطبق الإسلام في الداخل وتحمله للناس في الخارج، جعل المسلمين في حالة صراع غير متكافئ مع الغرب الكافر وهو الذي تملك دوله من الوسائل والأساليب ما لا تملكه الأمة الإسلامية المجردة من القوى اللازمة للصراع، وهو بغلبته هذه لن يكف عن صراعه للأمة الإسلامية ودينها حتى يراها تتخلى عنه وتعتنق حضارته الرأسمالية، وسيستخدم الوسائل والأساليب التي تمكنه من ذلك، وسينفق من المال والجهد الكثير لتحقيق ما يريد، غير أن الغربيين عموما والأمريكان خصوصا، لا يدركون أن أعمالهم هذه ستزيد الأمة صلابة وتمسكا بدينها وعقيدتها بإذن الله، ومكرهم هذا سينقلب عليهم ويهلكهم بإذنه تعالى، وحينئذ تكون الغلبة لهذا الدين ولجنده المخلصين. قال تعالى ] إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ]116 [ مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون ]117 [ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ]118 [ [. حزب التحرير 20/رمضان/1423هـ 25/11/2002م ولاية الأردن www.hizbuttahrir.org
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 02-01-2012
رفيق بالخصم رفيق بالخصم غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 50
افتراضي رد: فرية " الإسلام المعتدل "

للرفع
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.